أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امل فؤاد عبيد - النفوذ اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية















المزيد.....


النفوذ اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية


امل فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 1960 - 2007 / 6 / 28 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في غمرة الكثير من التساؤلات التي تحاصرنا حول قضايانا المصيرية .. المحلية منها والدولية .ز يأتي كتاب ديفيد ديوك وهو عضو أسبق في الكونغرس الأمريكي , ورئيس منظمة الوحدة والحقوق الأوروبية , لؤكد على أن القيم الإنسانية من الثوابت اليقينية التي لن تفنى أبدا .. كما أن الإنسان هو الإنسان في أي مكان .. فادر على السير قدما في مسيرة تقدمه الإنساني التي هي قادرة على أن تواجه التحديات وتصحح مسارها دائما .. وفي معرض تعريفه بكتباه يقول الكاتب " ربما يتحدى هذا الكتاب العديد من معتقدات القراء الراسخة الحالية " .
ويعتبر كتاب الصحوة : النفوذ اليهودي في الوايات المتحدة الأمريكية .. الصادر عن ( دار الفكر ) في دمشق وبيروت جزء من كتاب ديفيد ديوك عن الأعراق .. وـاتي أهميته من حيث إماطته اللثام عن خفايا التأثير اليهودي على السياسة الأمريكية .. مخترقا بذلك كل المناطق المحرمة بكل جرأة والتي نجحت الصهيونية العالمية في فرضها على العالم عامةوالولايات المتحدة خاصة .. لذا لا يعتبر هذا الكتاب جهد علمي موقث فقط .. إنما هو تعبيرا عن شجاعة فكرية جريئة تحسب للكاتب عن جدارة . ويعد كتاب ( الصحوة ) عبارة عن أطروحة بهيئة سيرة ذاتية كما يقول الكاتب في معرض تقديمه لكتابه ويقول الدكتور غبارهيم يحيى الشهابي , وهو من قام بترجمة الكتاب إلى العربية : " لا يعتبر هذا الكتاب مجرد سيرة ذاتية ساحرة لشخص مثير للجدل , بل هو كتاب يتجرأ على مواجهة أكثر القضايا تحديا في العهدالحديث بأمانة فائقة .. لذا فهو يعتبر كتاب ثوري تطوري ربما ( يهز الحضارة من الأعماق ) كما يقول جليد ويتني , العالم البارز في علم الوراثة السلوكي " من ناحية أخرى يقول ويتني في مقدمته للكتاب : " إنه أكثر من مجرد كتاب , إنه عمل موثق علميا بصورة رائعة وبجهد كبير يبحث في التاريخ السياسي البيولوجي الاجتماعي والذي من المحتمل أن يثير جدلا هائلا وأن يغير مسار التاريخ نفسه " . اما الكاتب فيقول عن كتابه هذا أنه : " حكاية مساري إلى الفهم العرقي الذي بدأ مذ كنت شابا في أواسط ستينيات القرن العشرين , لقد رسى معظم فهمي الجوهري بحلول نهاية ذلك العقد , بيد أن معرفتيالعرقية قد تمت بصورة أعمق خلال الثلاثين سنة الماضية .. كما توافر لدي الكثير من المادة العلمية والسياسية الجديدةمنذ ستينيات القرن العشرين .. كما أنني سأكون مهملا إن لم أقل إنني ( اتعلم ) ( أكتشف ) عندما أكتب , فأنا لا أدعي أصالة البحث .. لأن ثقافتي فذ هذه الموضوعات مستقاة من مؤلفني لا يحصون ومن كتبتهم ومقالاتهم .. إني مدين لهم وللعديدممن ساعدوني , ولأصدقائي الذين زودوني بما اكتسبوا في يقظتهم من بصيرة ومعرفة .. إنني أجمع وأنظم وأحلل , وأعلق على المواد التي جمعها علماء وكتاب منذ قديم الزمان حتى الآن ."
وبداية يتألف الكتاب من إثنى عشر فصلا مع ثلاث مقدمات للنشر والمترجم والمؤلف , وسوف نتناول أهم الفصول الجديرة بالقراءة عنها في هذا التقديم القصير وهي فصول متعددة ومتنوعة تتمحور المسألة اليهودية ووسائل الإعلام في الغرب وايضا مدى النفوذ اليهودي في السياسة الامريكية او الغربية بشكل عام .. إلى جانب الاستارتيجية التطورية اليهودية وادعاءات اليهود بالتفوق العرقي .. أو ما يسمى عادة بالتعالي اليهودي .
ففي الفصل المعنون بـ ( المسألة اليهودية ) يقول الكاتب في معرض حديثه في هذا الفصل : " الدين اليهودي كما وصف في التلمود , أقل اهتماماباليوم الآخر من اهتمامه ببقاء الشعب اليهودي وبقوته .. وبما أن ( عقيدة الشعب المختار ) هي التي تحرك الدين اليهودي .. فإن الديانة اليهودية بأكملها مصابة بمرض مزمن هو تلاوة حكايات الاضطهادات الماضية وسردها وبالتالي فإن اليهودية هي العقيدة الوحيدة في العالم التي ترعى العزل العرقي .. والنخبوية والتمركز العرقي الذاتي , والتعالي على الآخرين .. إن إسرائيل الحديثة هي ( الدولة الغربية ) الدينية الوحدية بصراحة , والتي تدعى دون خجل نفسها أمة غايتها تحقيق تقدم دين واحد وفريد .. وبفضل النفوذ اليهودي القوي جدا في وسائل إعلام هذه الأمة وماليتها , لن يجرؤ اي شخص غير يهودي على معارضتهم .. فإذا ما اتهم امرؤ باللاسامية , فإنه سيلاحق من قبل عدو منظم في جميع أنحاء العالم , عدو لا يتورع عن فعل أي شيء مهما كان لتشويه صورته أو سمعته وتخويفه وتدميره " .
كما يقول أيضا :" وبعد أن انجزت مسحا من القراءات في التلمود وكتابات الصهاينة الجدد , تأكدت أن الأوروبيين لم يكونوا الوحيدين الذين مارسوا التعصب العرقي والديني , بل كان اليهود , بالفعل , متفوقين ومحترفين مثل هذا التعصب " . من ناحية أخرى يرى الكاتب : " أنهفي العقد الأخير من القرن العشرين , كان يعتبر انتقاد الشعب اليهودي أو الدين اليهودي الأمة اليهودية من اسوأ الجرائم الأخلاقية , فاليهود هم أكثر قداسة من الأبقار المقدسة , واي أحد يتفوه بكلمة سلبية عنهم يجد نفسه متهما باللاسامية .. وعندما يكتسب رجل ما هذه الصفة , صحيحة كانت أم ملفقة , لا يمكن لأي شيء أن يخلصه مما ينظر إليه من خلال الإعلام الجماهيري الذي يراه مذنبا , وأنا عندي الحرية للكتابة والكلام بشكل مفتوح وعلني حول قضية قليلا ما تخترق عادة .. وانا لست ( لا سامي ) كما أرفض هذه الصفة ".
وإنه من شبه المستحيل في عالمنا المشبع - محرقة -أن تقول حتى كلمة يهودي بدون إثارة العاطفة . إن الإعلام الجماهيري للعالم الغربي هو من ساعد على ذلك بتغليفهم الشديد وإعادة تقديم المحرقة .. وكما يقول المؤرخ البريطاني المحترم ديفيد آرفينج : " إنهم يتهجون كلمة هولوكوست بحرف كبير وتقديمها كعلامة تجارية لتلك الدلالة " .وفي واشنطن كنحف للمحرقة يقع على أقدس تربة في الهيكل الأمريكي Panthean American بني قبل أن يبنى أي نصب للحرب العالمية الثانية بزمن طويل .. لقد تحولت المحرقة من حيث كانت مجرد حدث ثانوي على هامش الحرب العالمية الثانية إلى موقع أصبحت فيه الحرب العالمية الثانية مجرد هامشا تاريخيا بالنسبة للمحرقة . ففي اثناء سنة واحدة قبل نشر هذا الكتاب , وهي بعد نهاية الحرب بحوالي 50 عاما , كانت الصحيفة المحلية اليومية بيكامين- تايمز لديها العشرات من الأخبار والمواد الحفية التي تستكشف سمات مختلفة من المحرقة , في حين أنها لم تذكر - نفس الصحيفة - سوى خبر بالكاد عن قتل عدد من الجولاجس السوفييت يتراوح عددهم ما بين 20 - 40 قتيلا , ولم يكن لديها سوى قضية واحدة التي ذكرت فيها قتل ثلاثة ملايين كمبودي .. ولم تظهر أي مقالة عن ذبح 30 - 40 مليون في الصين الحمراء " .
ويقول الكاتب أنه من خلال النظر في الصحف القديمة قد اكتشف :" أنه واثناء أواخر التسعينيات كان هناك على الأقل 10 أضعاف من المقالات الصحفية والخبرية عن المحرقة أكثر مما في أواخر الأربعينيات والخمسنيات , ونادرا ما يصبح حدث أكثر كلاما وكتابة عما كان في بدايته , على سبيل المثال : فقد بدا موضوع الحرب العالمية الثانية أكثر اهتماما في وسائل الإعلام ومن خلال الأفلام الوثائقية والمقالات والكتب في أواخر الخمسينيات منه في أواخر التسعينيان .. وهذا بخلاف موضوع الهولوكوست ذلك أنه كلما بدونا أكثر ابتعادا عن الحدث كان أكثر ضربا فينا . واليوم نجد أن اخبار التليفزيون والأفلام الوثائقة والأعمال الادبية والكتب والمجلات والأفلام والمسرحيات وحكايات الضحايا للمحرقة والأقرباء والباقون على قيد الحياة , وجرائم الحرب والمجرمين والتعويضات وكل فن أو ادب له علاقة بالمحرقة فإن كل ذلك يحاصرنا بشكل يومي تقريبا " .
أما في فصل ( العرق - المسيحية واليهودية ) وهو فصل معقد وطويل يورد فيه الكاتب مناهضة اليهودية للمسيحية ويقول الكاتب بداية : " ما أستطيع تذكره في الأوقات السابقة هو انني كنت مسيحي المعتقد , وكان والدي مسيحي مؤمن وهو من علمني الإنقاذ الذي كان المسيح يعرضه , وعن دروسه في العيش , ولم يكن والدي أبدا برجماتي بخصوص إيمانه , وعلى مر السنين كان يقود عائلتي إلى الكنائس المختلفة دون قلق حول الطائفة , وبين المرة والاخرى أصبحنا أعضاء في بيرسبتريان او المشيخي ميثودي , وكنيسة تجمعات السيد المسيح .. وعندما كان عمري ثلاثة عشر عاما ذهبت إلى مدرسة كليفتون جان هي كنيسة أصولية متشددة بالنسبة لمدرسة السيد المسيح في نيو اورليتر . في هذا الوقت نفسه بالمدرسة , على الرغم من انني كان لدي معمودية نامية في كنيسة المشيخي , إلا أن مدرسيني الجدد , اصدقائي اقنعوني بأن تعاليم التوراة والتي هي قرار واعي حول الإنقاذ واهية قبل المعمودية . بداية كانت تجربتي كمسيحي مجدد لها تأثير عميق ليس فقط على اعتقاداتي المسيحية , بل أيضا على علمانيتي لما بدا أنني أصبحت أرى كل شيء في ضوء جديد .. إن الرجل الذي يملك ثقة في اعتقاداته , لا يخاف من صدامه مع الآراء المضادة , يبدو أن الإنقاذ قد اعطاني إحساس بالأمن الذي جعلني منفتح أكثر على الأفكار المختلفة , ولكن عندما يكون شخص ما لديه شكوك في مصداقية اعتقاداته فإنه يشعر بالتهديد نحو تحديات هذه الآراء المضادة .. إن الشعور بوجود حقيقي لله والعالم أعطاني حرية استكشاف الافكار الصعبة .. إنها كانت أشهر قليلة فقط بعد معموديتي والتي قرات فيها Race and reason وهو الكتاب الذي بدأت معه رحلتي الثقافية والفكرية نحو الفهم العرقي .. في أوائل الستينيات , كانت معظم الكنائس في الجنوب لا زالت معزولة , وحتى الكنيسة الكاثوليكية كانت قد عزلت مدارس ضيقة الأفق وجلوس منفصل بين كتلة من البيض والسود . "
ويقول ديوك : " مازلنا نعمل على ازدهار هذاالمناخ الأمريكي المعارض للتعصبالعرقي منذ حاولي نصف قرن , ولم يكتمل ذلك المناخ بعد .. ولكن الطبيعة المتغيرة لسكان أمريكا تميل إلى جعل هذا التوجه غير قابل للنكوص , وتجعل القيود الدستورية ضد التعصب يمكن أكثر من اي وقت مضى ."
أما في الفصل الذي يحمل العنوان ( من يدير وسائل الإعلام الأمريكية ) فهو يستاءل عمن يدير وسائل الإعلام فيقول : " لقد هيمن اليهود على هوليود , ومن المهم أن يجد المرء أن من بين عشرة سئلوا امام الكونغرس إنكانوا شيوعيين : تسعة أشخاص كانوا يهودا , وهناك كتاب بعنوان ( امبراطورية خاصة بهم ) تأليف ( غالبر ) يتحدث بالتفصيل عن استيلاء اليهود على صناعة السينما " ويذكر أن الغالبية العظمى من كتاب التليفزيون والموظفون التنفيذيين يهود , وأنهم يعارضون بشدة القيم المسيحية , كما يظهر تأثير اليهود أو قوة اليهود الإعلانية " على المطبوعات التي يملكها غير اليهود فكل المطبوعات الكبرى تعتمد على ريع الإعلانات اليهودية , لذلك لا بد من أن تتناغم معالمها وتقاريرها وافتتاحياتها بعناية مع المواقف والمصالح اليهودية , فالصحافة الحرة ليست حرة لأنها تدار بالمال " .
اما في فصله المسمى بـ ( الغزو الغريب بقيادة اليهود ) فيقول في معرض حديثه في هذا الفصل : " إن أي قبيلة أو عرقة أو أمة ترغب في الاحتفاظ بثقافتها ومصالحا الجماعية وسيادتها لا بد لها من الاحتفاظ بهيمنتها على المنطقة الجغرافية التي تقيم عليها , لقد فهمت غالبية الأمم هذه الحقيقة منذ اقدم الحضارات , كما تسعى كل أمة حديثة لإحكام مراقبة حدودها والهجرة إليها ومنها " .
فعلى الرغم من الدعاية المستمرة والمروجة للتعددية الثقافية ومناهج التنوع المعززة بالإعلام غلا أن هناك اتجاه عام وكاسح ذد إطلاق العنان للهجرة بلا قيود , وتنتشر في الأوساط الأمريكية والأوروبية التي تسعى إلى محاولة الحفاظ على جيناتها الفريدة وثقافتها وحمايتها من هجرة غير الأوروبيون , فقد أظهرت استطلاعات الرأي في أمريكا معارضة كاسحة لإطلاق العنان للهجرة بلا قيود . وقد كانت بداية هذا التحول بعد صدور قانون الهجرة لعام 1965 , فمنذ ذلك الحين أخذت الحكومة الفيدرالية تبدي اهتماما أقل بفرض شرعية وغير شرعية , وقد ساعد ارتفاع نسبة الهجرة ومعدلات الولادى المرتفعة عند غير البيض إلى خفض نسبة الأوروبيين في الشعب الأمريكي من 90% في مطلع الستينيات في القرن العشرين إلى أقل من 70% في نهاية القرن وقد تنبأ مكتب الإحصاء الأمريكي أن الأمريكيين الأوروبيين سيغدون أقلية في أمريكا بحلول منتصف القرن الحادي والعشرين .
ويقول الكاتب : " وكلما نمت مداركي العرقية يتأكد لي بوضوح أن سياسات الهجرة المتبعة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ستلحق ضررا بالمجتمعات الغربية , لقد اصبح التعليم يعاني من انخفاض في نوعيته , إضافة إلى تفاقم إشكالات الرفاه الاجتماعي , وبتسارع هذا التحول العرقي المخطط سوف تصل هذه الأمراض إلى حد الكارثة . "
ليقرر الكاتب بأن هذا التحول العرقي المخطط وراءه قوة كامنة عملت على فتح الحدود الأمريكية , وهي القوة اليهودية المنظمة , على أن الكاتب ( درو سميث ) وهو محام كهل في ولاية نيو اورليانز ألف كتابا بعنوان ( ميراث القدر المنصهرة ) يقول فيه : " إنها مصلحة شعب متماسك يستخدم التضامن العرقي سلاحا لهم وحدهم .. وليس لسواهم , اليهود هم الذين يقودون الجهود المتواصلة لتغيير قانون الهجرة الأمريكي وقلب ميزان الأكثرية الأوروبية لتصبح أكثرية غير أوروبية " .ويورد الكاتب بعضا من الاقتباسات الخاصة بهذا الموضوع وذلك قول زعيم الحركة المؤيدة للهجرة ( اسرائيل زانغويل ) بأن : " أمريكا تعد مكانا مثاليا لتحقيق المصالح اليهودية " .. ويقول نقلا عن عالم الاجتماع ( ادوارد روس ) في كتابه المؤثر الذي صدر عام 1914 بعنوان ( العالم القديم والعالم الجديد : مغزى الهجرة الماضية والحاضرة للشعب الأمريكي ) : " لذلك فإن لليهود مصلحة قوية في سياسة الهجرة , ومن ثم كانت محاولات اليهود السيطرة على سياسة الهجرة في الوايات المتحدة , وعلى الرغم من أن هجرتهم تشكل سبع هجرتنا الصامتة .. فإنهم يقودون النضال في قائمة لجنة الهجرة , أما الحملة المنظمة التي تشن في الصحف والمجلات لتحطيم الحوار الذي يصب في صالح تقييد الهجرة ولتهدئة مخاوف المواطنين إنما تثار من قبل عرق واحد ولمصلحته هو فقط .. إن المال العبري وراء عصبية الهجرة الحرة القومية ووراء مطبوعاتها العديدة . "
أما فيما يخص الدوافع اليهودية وراء الهجرة فإن الكاتب يقول : " لقد روجوا للهجرة المفتوحة تحت شعار ( الوطنية ) إذ شرعوا منذ مطلع القرن العشرين يعلنون أن التعددية القومية والتنوع البشري مفيد للولايات المتحدة , وأخذوا يروجون لهذه الفكرة مخفين وراءها دوافعهم الاستراتيجية بذكاء . "
ويرى الكاتب أنه وبعد إصدار لائحة قوانين الهجرة عام 1965 " شعر بعض الكتاب اليهود مثل ناعومي دبليو كوهين بأمان اكثر فكشفوا عن بعض الأسباب اليهودية الحقيقية للترويج لمثل هذه السياسات وتعزيزها .. فقد كتبت ناعومي كوهين تقول : " إنه بدءا بالغ‘دامات في روسيا في ثمانينيات القرن التاسع عشر مرورا بالاحتلال النازي لاوروبا وانتهاءً بويلات الحرب الباردة , أصبحت الهجرة المفتوحة إلى البلدان الغربية تخدم المصالح اليهودية لأن نزعة البقاء تملي عليهم أن يبحثوا عن ملاذ آمن في بلدان أخرى , كما تصرح أيضا بأن اليهود يرون في سياسة الهجرة المفتوحة تحطيما لتجانس أمريكا بوحدتها الامر الذي ولد مجتمعا تعدديا يستطيع اليهود أن يزدهروا فيه " .
ويعرض الكاتب لوجهة نظر ( هوارد ساخار ) من خلال كتابه الضخم ( تاريخ اليهود في أمريكا ) أن التعددية تعزز ( شرعية الاحتفاظ بثقافة أقلية وسط مجتمع الأكثرية المضيف ) وعمليا : يستطيع اليهود تعزيز تكاملهم وتلاحمهم فيما بينهم وزيادتها بفضل تفكيك تكامل أمريكا وتماسكها , ويستمر ساخار مبينا بوضوح أن التعددية تعزز التضامن اليهودي : إذ كانت مسألة تشريع الاحتفاظ بثقافة الأقلية ضمن مجتمع الأكثرية المضيف والتعددية ملاذاً فكريا للجيل اليهودي الثاني من المثقفين وهو ما صان لهم تماسكهم ومحاولاتهم الطائفية المتلاحمة بفضل قسوة الكساد الاقتصادي واللاسامية , وصدمة النازية والهولوكوست , إلى أن ظهرت الصهيونية في سنوات ما قبل الحرب العالمية الثانية واكتسحت يهود أمريكا بحمى الدعوة للخلاص والتحرر .
من جهة أخرى يقول الكاتب مبينا السياسة المزدوجة في مسألة الهجرة هو أن الجماعات اليهودية كانت تقول اثناء العقود الزمنية التي أدت إلى فتح الحدود في عام 1965 .. ينبغي أن ألا يكون هناك تمييز ضد أي مجموعة بشرية في الهجرة , وأن ذلك هو في مصلحة أمريكا , ولكن ( ريتشارد آرنيز ) مدير لجنة مجلس الشيوخ الفرعية التي صاغت قانون وولتر ماك كاران , أوضح أن القوى اليهودية نفسها التي كانت من أنشط المروجين لفتح الحدود عاضت الهجرة العرقية التي يظنون انها ليست في صالحهم , الامر الذي يفضح نفاق اليهود .
من ناحية أخرى يقول الكاتب : " إن اليهود المنظمين لا يحولون دون عودة اللاجئين العرب إلى بيوتهم في إسرائيل فقط .. بل يعارضون قدومهم إلى الولايات المتحدة الامريكية .. فهل يرون الفلسطينيين المطرودين من ديارهم خصما سياسيا محتملا لهم ؟ ويكمل الكاتب منتقدا هذه السياسة اليهودية قائلا : " تقوم المجموعات اليهودية بتعزيز أشكال التعددية الثقافية التي تدمر تمساك غير اليهود , ولكنها لا تعزز تلك التي يمكن أن تهدد قوتهم الخاصة . "
كما انه يعيب على السياسة اليهودية مأخذا آخر وهو يقول : " لقد دعمت المؤسسات الإعلامية والسياسية التي تهيمن عليها اليهود الغزو الديمغرافي لأمريكا وتفكيك مجتمعها , منذ زمن طويل ففي حين أن الإعلام اليهودي يصم اولئك الذين يعارضون طوفان هجرة غير البيض إلى أمريكا وكندا وكل الدول الأوروبية بالشياطين , فإنه يغفر لسياسة الهجرة الإسرائيلية استثناء غير اليهود من دخول إسرائيل . لقد هرب مليون فلسطيني من بيوتهم غداة الاستيلاء الإسرائيلي الخاطف على فلسطين , ولا يستطيعون العودة إلى أرض آبائهم وأجداهم , ,اجبر الكثيرون منهم إلى السكن في المخيمات لاجئين لا تفضل كثيرا معسكرات الاعتقال فقرا وقئارة .. " ويقول ردا على الكاتب الإسرائيلي ( إسرائيل زانغويل ) والذي ابتكر مصطلح ( القدر المنصهرة ) : " هل يتصور دولته اليهودية وقد اصبحت ( قدرا منصهرة ) لليهود والعرب , وللإسلام واليهودية ؟ ولكن بوجود التمركز العنصري الذاتي لدى الصهيونية أشك في أن يتخيل ذلك " .
ويرى الكاتب : أن رغبة اليهود الفظة هي إذابة العرق الأبيض في الغرب بأي وسيلة ضرورية , واستمرار الهجرة الجماعية لغير الأوروبيين يمكن أن يحقق هذا الهدف , ويرى أنه على الرغم من أن أمريكا قد شهدت انصهارا بين قوميات أوروبية مختلفة ضمن الأكثرية الامريكية التقليدية , إلا أنه وبالرغم من دعاية الخلط العرقي التي روجت لها وسائل الإعلام اليهودية , لم يحدث هناك انصهار كبير بين البيض والسود , بل كل ماحدث هو انصهار هامشي بين عناصر انكلو - هندية أمريكية على أي حال , إن ما لم يستطع هؤلاء الصهاينة إنجازه بفضل دعوتهم إلى التامزج العرقي عن طريق التزاوج , يسير في طريق الإنجاز بفضل الهجرة الجماعية والفرق في معدلات المواليد .. فقد أدى الدعم اليهودي لحركة تحرير المرأة والإجهاض عند الطلب إلى خفض معدلات الولادات في أكثر الطبقات الامريكية ذكاءً وثقافة .
في الختام نقول أن هذا الكتاب يمثل شهادة من نوع آخر تقف على الكثير مما يتهدد مستقبل الإنسانية داعيا إياها إلى ( الصحوة ) حتى يمكن تفادي نهايات مؤسفة قد تودي بحياة الكثير من الشعوب والأمم .



#امل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للحب مواسم .. الطبيعة الإنسان والنفس المطمئنة
- زاوية ..
- ماجد السمرائي و - سؤال الحرية -
- الثقافة العربية في زمن العولمة .. أحمد مجدي حجازي


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امل فؤاد عبيد - النفوذ اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية