أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - باتر محمد علي وردم - الفيتو الأميركي: واشنطن تخسر وعرفات يكسب














المزيد.....

الفيتو الأميركي: واشنطن تخسر وعرفات يكسب


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 595 - 2003 / 9 / 18 - 05:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


الانحدار الأخلاقي الذي وصلت إليه السياسة الخارجية الأميركية غير مسبوق، ولكن طالما بقيت إدارة بوش تتصرف وكأنها الأب الحاني للطفل الإسرائيلي المنفلت والمجنون فإن انحدارها الأخلاقي سوف يستمر ويتعمق إلى أن تفقد كل مصداقية ليس في العالم العربي فقط بل في كل العالم.

للمرة الأولى تتخذ دولة ما في التاريخ موقفا مضادا لقرار يهدف إلى حماية قائد سياسي لشعب يرزح تحت الاحتلال من الاغتيال والإبعاد، والولايات المتحدة التي حاولت في الأيام الأولى للقرار الإسرائيلي إظهار رد فعل منطقي برفضها القرار الإسرائيلي، أثبتت بأنها لا تملك الشجاعة ولا الأخلاق لتحويل الكلام إلى فعل، بل أنها منحت الحكومة الإسرائيلية ترخيصا بالقتل والإبعاد.

ومن شبه المؤكد أن إسرائيل لن تنفذ مشروعها بتصفية أو إبعاد عرفات لأن هناك الكثير من العوامل الداخلية والخارجية تمنع ذلك ولكن قرارها الأحمق أحرج واشنطن وجرها إلى المزيد من الغرق في مستنقع تأييد إسرائيل والذي يدمر كل مصداقية تحاول أن تبنيها الولايات المتحدة في المنطقة وهذه خسارة استراتيجية لواشنطن.

في المقابل فإن الرئيس عرفات يعيش حاليا في أفضل ايامه منذ حوالي سنة. ففي أسبوع واحد تمكن من إعادة الاستفراد بالقرار الفلسطيني، واستمتع مرة أخرى برؤية الشارع الفلسطيني يبايعه كقائد تاريخي للثورة والسلطة الفلسطينية معا  وأصبح موقعه أقوى مما كان قبل ايام قليلة. فكل التصريحات والنداءات من دول العالم أكدت مرة أخرى أنه يملك المفتاح الوحيد لحل، أو تعقيد الأزمة في الشرق الأوسط وأي سلام في فلسطين لن يمر إلا عبره.

عرفات توج مرة أخرى الأسبوع الماضي زعيما بلا منازع للفلسطينيين، وبات هاتفه يرن طويلا جدا بعكس ما كان يكتب عنه الصحافيين الإسرائيليين والأميركيين بأن هاتفه قد توقف عن الرنين. وتبين بشكل واضح أن منصب رئيس الوزراء الفلسطيني بصيغته الحالية فشل لأنه ولد ميتا بهدف أيجاد مرجعية سياسية بديلة لم تحدث.

 وفي تاريخ طويل من القدرة السياسية الفائقة على البقاء، بل والصعود إلى القمة من جديد يثبت عرفات أنه أكبر من أن يطلق عليه شارون وبوش "أنه أصبح غير مهم Irrelevant  فقد أثبتت المظاهرات التي أيدته في فلسطين ودول عربية وإسلامية وحتى في أوروبا أنه مهم، ولا سبيل لتجاوزه، بل أن مجرد التهديد "بإزاحته" يعيد الصراع إلى المربع الأول.

للأسف لن يستفيد الشعب الفلسطيني شيئا من هذه الدراما السياسية، فما يحتاجه هو مؤسسات فلسطينية مستدامة، ووحدة شعبية وسياسية وراء أهداف قابلة للتحقق وخطة إصلاح صادرة من الذات وغير موجهة من الخارج لأن أولويات مثل الإصلاح ومحاربة الفساد ومأسسة القرار السياسي الفلسطيني يجب أن تكون مبادرات ذاتية ولا تبقى ورقة لعب وتهديد للضغط على السلطة الفلسطينية لتقديم تنازلات سياسية في غير صالح الشعب الفلسطيني.

مصلحة الشعب الفلسطيني لا تكمن في "شخصنة" القضية ولا في تخليد "الشرعية" إلى الأبد، فالشعب الفلسطيني في بداية القرن الحادي والعشرين يستحق بالفعل قيادة على مستوى التحديات، ويستحق مؤسسات سياسية تنهض حتى من رماد الاحتلال والقمع، وهذه ليست بمهمة مستحيلة إذا ما فكرنا بنموذج جنوب إفريقيا ودور نلسون مانديلا التاريخي والذي فضل المصلحة الوطنية والقومية لشعبه على الرغبة الفردية في السلطة. وكما نعرف حاليا، فإن كل العالم يحفظ إسم مانديلا ويحترمه ولكن القليل فقط يعرف إسم رئيس جنوب إفريقيا الحالي، فالتاريخ النضالي للشعوب ولا ينسى، ولكن التاريخ النضالي يجب أن لا يطغى على خيارات المستقبل، في أوقات القرارات الحاسمة!

 



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توجهات الموقف الأردني من العراق ( 3 من 3): المعيار القومي
- توجهات الموقف الأردني من العراق ( 2 من 3): المعيار الوطني
- الموقف الأردني من العراق ( 1 من 3)- المعيار الأخلاقي
- لو كانت أنا ليند عربية!
- شركة القاعدة-الموساد المتحدة للعمليات الإرهابية!
- جولة بن لادن السياحية، وثقافة الكراهية!
- العالم العربي...قوة طاردة للعقول!
- العرب والعراقيين بين ذهب صدام وسيفه
- النزعة الإنعزالية للمثقفين العراقيين
- أدوية الايدز ومخرجات العولمة: أرباح الشركات أهم من حياة المل ...
- تحليل تاريخي لفكرة -حاكمية الله
- جوهر العلمانية: شرعية النص الديني يجب أن تخضع للعقل الإنساني
- لم يحكم المسلمون بما أمر الله طوال التاريخ
- مانفستو العلمانية الإنسانية
- الولايات المتحدة تدمر مصداقية التيار الديمقراطي العربي!
- بين القدس وبغداد...تفجيرات بلا معنى!
- إحبسوا أنفاسكم...هذه ليلة السوبر ستار!
- 51 شركة و49 دولة يشكلون أكبر 100 اقتصاد في العالم
- اعتبار المياه سلعة تجارية انتهاك لحقوق الإنسان
- ابتزاز أميركي جديد للعالم الثالث: إما أغذية معدلة وراثيا وإم ...


المزيد.....




- بـ-ضمادة على الأذن-.. شاهد ترامب في أول ظهور علني له منذ محا ...
- الشرطة العمانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في إطلاق نار قرب ...
- مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين في إطلاق نار في العا ...
- 4 قتلى على الأقل بإطلاق نار في محيط مسجد بسلطنة عمان
- بضمادة في أذنه.. فيديو لأول ظهور علني لترامب
- بايدن: أنا صهيوني وفعلت للفلسطينيين أكثر من أي شخص آخر
- الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن مهاجمة سفينتين قبالة سواحل اليم ...
- إطلاق نار في مسقط يؤدي لمقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين
- قد تسكن البيت الأبيض إذا فاز ترامب.. من هي أوشا فانس؟
- أمريكا.. مديرة -الخدمة السرية- تكشف عن رد فعلها عندما علمت ب ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - باتر محمد علي وردم - الفيتو الأميركي: واشنطن تخسر وعرفات يكسب