ساطع راجي
الحوار المتمدن-العدد: 1955 - 2007 / 6 / 23 - 01:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فضيحة بكل المقاييس، تلك التي تكشفت بعد اقتحام قوة عراقية_أمريكية مشتركة لإحدى مؤسسات رعاية الأيتام في بغداد لتجد عددا من الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ،يعانون الهزال والجوع والاعتداء والحجز، ولم تثر هذه الفضيحة الكثير من الاهتمام رغم الإعلان عنها في وسائل الأعلام قبل مدة قريبة، ربما بسبب دوامة العنف أو لأسباب أخرى، لكن جميع هذه الأسباب والمبررات لن تكون ذات جدوى في ترميم حياة ونفوس الضحايا الأطفال.
وإذا ما وضعنا هذه الحادثة إلى جوار غيرها من الحوادث التي تكشفت خلال السنوات الماضية القليلة سيكون لدينا سجل طويل من القسوة التي تمارس من قبل البعض ، قسوة تحتاج إلى توقف طويل الأمد لمراجعة كل ما يفخر به العراقيون من أخلاقيات حماية الضعيف ومساعدة المسكين أو الفقير وكفالة اليتيم والعناية به، فضلا عن أخلاقيات حفظ الجار والترفع عن سفك الدماء والإساءة إلى النساء أو دور العبادة، لقد ارتكبت خلال السنوات الماضية الكثير من الفجائع التي شرخت بعمق ذلك النسيج الأخلاقي المتوارث، وبطريقة تدفع إلى الشك في مصداقية الادعاءات الإنسانية والأخلاقية التي يكررها ذلك الإرث عبر حماته من الذين يتصدرون المشهد في كل القنوات والمؤسسات، لقد وصلنا إلى مستويات محرجة من ممارسة القسوة، كيف وصلنا إلى قطع الرؤوس بدم بارد؟، وحمل السلاح ضد بعضنا البعض بهذا الشكل السافر، وان يطرد بعضنا جيرانه من مساكنهم التي شيدوها بشق الأنفس، ثم هاهم بعض الموظفين المؤتمنين على حياة الأطفال يسيئون إليهم بشكل مخز .
الحكومة العراقية والمؤسسات المختصة مطالبة بتوضيح ملابسات ما جرى وعدم اللجوء إلى سياسة ترقيع المواقف والكلمات الفضفاضة، بل عليها اتخاذ إجراءات مناسبة لمعاقبة المسؤولين عن تلك الإساءات التي تلقاها الأطفال اليتامى والمعاقين وهم بين أحضان الدولة وتحت إشراف مؤسساتها الحكومية. يجب التوقف عن التهاون مع حالات القسوة التي يعيشها العراقيون يوميا، وتنمية الحس المرهف قبل أن تتحول القسوة من انحراف نفسي وعقلي إلى حالة مألوفة في سلوكنا.
#ساطع_راجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟