بولس ادم
الحوار المتمدن-العدد: 1953 - 2007 / 6 / 21 - 10:06
المحور:
الادب والفن
كانت الرحلة من الموصل الى العمادية ونحن في سيارة الشيفروليه موديل 58 الرحلة الأولى بعيدا
عن الرتابة .. هناك ولدت احلام لم تتحقق ، هناك عرفت يوما بعد اخر بان اغلب الحقائق اوهمام وان
الطريق الى الأحلام يشبه حكايات بيانكا التي امتطت(ميلوسفيتش) انتقاما في احلامها لسقوط اخ لها
وهو يحمل كاميرا الصحفي في بلغراد وهي تتاسف لأخت لها في ايطالياو جوزيف الذي تحدى جمهرة
يسيل لعابها حول الحمل الذي يشوى على حطب مساءات بحر (ادريا) هو واحد ممن حقق حلما غير
مهما الآن لتقاعده مطلقا ! زيارة قبر (ال كابوني) في شيكاغو والتقاط صورة فوتوغرافية هناك والعودة
كالجندي المنتصر الى نفس المكان وشوي حمل النشوة العارمة مع عرق كرواتيا الذي طعمه حلو مثل
العرق العراقي المسيح ومر قليلا عند شربه بلا ماء وثلج كالعرق الأسود في بغداد .
لم يحصل لي شرف التعرف على حمار جدتي الصغير الأسود في تلك الرحلة ، بل بعد عدة رحلات
ونحن نقطع الطريق القديم ذاك ونتقئ لأن (اللوفات) بعد كلي دهوك وحتى سرسنك اتت لتقلب المعدة
وتدفع كل مافيها الى خارجها وكان مبعث عمل اضافي للعم السائق الأسطوري (جوررا) ،
لكي يتوقف والشمس تسكب لعنة ظهيرة تموز عليه بين الجبال لكي يمسح من على نوافذ سيارة
الشيفروليه- 58 - قيئاتنا ، اتذكر مثلثات مقهورة من قشور الطماطة وصفار البيض .. كتلك التي كانت لي
في باب المعظم - بغداد و الفندق المجنون في بوغوتا و شمال السليمانية والبيت في الموصل
واول من امس ايضا !
اتى حمار جدتي الصغير الأسود بمحظ الصدفة الى غوطتنا في قريتنا ( ديريه) شرق العمادية ..
تزوجت بالصدفة نمساوية فقط وتم طلاق صدفة .
تعرفت على عجوز لازالت تعتقد بان هتلر سيحيي ثانية .. لمجرد ان من امتطاها اولا كان جنديا المانيا
احبته ، وقرر التخلي كلية عن مهمته في بريد الجيش الألماني لكي ينضم الى خلايا مقاومة نمساوية
تعمل بالكفاح الفني المقدس ضد النازية ..
لذلك ثمة في التمرد فرصة امل ..
#بولس_ادم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟