أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الزهرة العيفاري - السياسيون العراقيون ومسلسل تفجيرات العتبات المقدسة















المزيد.....

السياسيون العراقيون ومسلسل تفجيرات العتبات المقدسة


عبد الزهرة العيفاري

الحوار المتمدن-العدد: 1952 - 2007 / 6 / 20 - 06:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شاءت الاقدار ان نتكلم ــ نحن العراقيين ــ في هذه الحقبة اللعينة عن مسلسلات للموت الجماعي في بلادنا ! . فمنها مسلسل تفجير الاسواق ، واخر مسلسل تفخيخ السيارات وتـفجيرها في الشوارع المكتضة بالناس . ثم مسلسل اغتيال العلماء وقتل المجاميع الطلابية وهم في الحرم الجامعي . ومن المآسي الكبرى ايضا ً مسلسلات تهديم المساجد . واخيرا ً اخذنا نشاهد تفجير المراقد المقدسة . وقد تزامن مع كل ما تقدم استمرار اعمال التهجير من المناطق السكنية والقتل على الهوية ثم مسلسل تكفيري آخر ( يحرمه الاسلام ) ملخصه اجبار عراقيين اخوان لنا في الوطن من ابناء الديانات الاخرى ليعتنقوا الاسلام او القتل !! و.......الخ !!!
واذا اردنا ان نتكلم عن الحقيقة كلها فان مشكلتنا في واقع الحال ستكون اكثر تعقـيـدا مما تحملــه مسلسلات التفجير ، بل و اكبر وابشع من كل تلك المسلسلات ذلك المسلسل الــفـتــاك الرئيسي الذي نواجهه ونعيشه يوميا ً هوصراع الكيانات السياسية على الكراسي و من اجل السيادة على الموقف السلطوي . وبكلمة اخرى ان كياناتنا السياسية مشغولة عن مسلسلات الموت واعمال التخريب والقتل الجماعي بمسلسل الصراع الحزبي والجهوي والطائفي وغير ذلك من وسائل التفرقة والتصارع على السلطة والمغانم !!!! . فبالرغم من هذه الاجواء المشحونة بالاخطار والارهاب يعصف بالبلاد يرى " البعض " ان الفرصة سانحة لاغتصاب السلطة بانقلاب او بغيره بمساعدات " عربية " ( تريد الخير للعراق جدا جدا ً!!!) ثــم نجد اخرين يطالبون في هذا الظرف العصيب بالنسبة للعراق وشعبه بحصة اكبر من النفط ويحاولون الان ( .. نعم الآن وليس غدا ً ) فرض اقرار موضوع كركوك . ، وثالث بين آونة واخرى يبتدع نشاطا مشبوها ثم يتهالك ليتـلـقـف فيدرالية في الجنوب ( يريدها الان و بدون تأخير لا زال الاحتقان يأخذ بتلابيب الشارع العراقي ) . في حين كل هذه الامــور يمكن ، بل ومن الضروري تأجيلها الى اوقات اخرى يكون بها العراق مستقرا ومتعافيا ًوغير محاصر ومحاط بالاخطار . وآخر يشترك في العملية السياسية ولكنه لا يترك فرصة الا ويؤجج مشكلة للحكومة لاحراجها ، و هناك شلة ممن تنشر الشعوذة والاحابيل حول الغيبة الصغرى وغيرها لكسب اصوات انتخابية لتسيطر على مجالس المحافظات المحاذية لايران !!! الى غير ذلك من وسائل التمزيق والبعثرة بل والتجريح في جسم العراق المليء بالجراح اصــلا ً .
ومما ازاد المشكلة تعقيدا ، ان الجهــات السياسية العراقية ذات الحضور في الميدان الرئيسي لم تكن كلها نظيفة . فقد دخل على الخط كثير من الاحزاب القومية ( العروبية ) و(الاسلاموية ) والميليشيات ذات الرداء الديني لا لأنها دينية فعلا بل اتخذت دين الاسلام الحنيف لها غطاء .
وكجزء لا يتجزأ من هذه المأساة ان بعض قادة الدولة والحكومة اما انهم من نفس النسيج وامــا انهم يفضلون عدم المساس بالـمـلا ئـية الذين اخذوا اليوم يمارسون السياسة ليسـحبوا البلاد الى حيث يشاؤون ُ ويزايدون على مصيرها !!والدافع لذلك واضح للعيان . فلعلهم ــ كما يأملون ــ ان يجدوا انفسهم يوما مــا وهم يتربعون على عرش نفط العراق وبالتالي يتولون امور الشارع ويستخدمون الاعلام لصالح تياراتهم ويتسنمون ادارة الثقافةالشعبية وبالتالي ينفذون افكارهم الظلامية على شكل قوانين وبالتالي يستولون على عقول الناس لعلهم يضاهون بذلك حكم الملالي ودولة " الفقيه " بعد اسقاطهم لدولة العراق .
وليس ســرا ً ان جماعة ضالة منهم تنوي غزو عشائرنا الوطنية بشعوذة كتلك التي رافقت الانتخابات وذلك بغية توجيههم لغير المصالح الوطنية !!! . وبالرغم من اننا نشك في تغلب هذه المجاميع على رجالات العشائر وفضلاء الناس ، الا ان الصراع جار ويبقى فقط املنا باولئك الرجال من رؤساء العشائر الميامين وابناء الوطن الاحرار تفويت الفرصة على المتآمرين على الحكومة العراقية المنتخبة .
ومما يلفت النظر ، اننا قلنا على الزمر الارهابية انها مجرمة وتكفيرية ومعادية للاسلام . ثــم اعرب ساستنا عن استنكارهم لاعمال القتل والتهجير وقطع الرؤوس واختطاف العلماء وقنل الابرياء ....ولم يدعوا كلمة احتجاج واحدة تعتب عليهم . الا اننا لم ننفك نعيش في دوامة . والوطن يعيش في هلع وخوف وترقب . والامر المنكر في تلك الحال انه لا احد في الدولة اوفي البرلمان يصارحنا فيقول لنا من هم هؤلاء القتلة والمخربون ؟
اربع سنوات من الدماء والتهديم ! ولم نسمع شيئا عن الهوية الحقيقية للفاعلين . فهل الفاعلون مجرد اشباح ؟ هل انهم جاءوا من كوكب اخر ؟ ام انهم اناس معينون لهم اسماء وكيانات ومهن محددة .! ماهي ادوار ( تلك الميليشيات المعينة ) المتهمة بتهجير الاهالي من محلات سكناها وتفجير المساجد وقطع الرؤوس ورمي الجثث في الانهار واشعال الاصطدامات في الديوانية والناصرية والبصرة و.... في المنطقة الجنوبية عموما ؟؟؟!!! من يمدها بالاسلحة عبر الـحـدود ؟؟ ومن اين التمويل الضخم لجيش المهدي الذي يظم الكثير من ازلام وعصابات البعث الصدامي ؟!؟! من اين له الاسلحة ؟ اليس واضحا ان هدف جيش المهدي اضعاف دولتنا واسقاط حكومتنا المنتخبة و( تبويش ) برلماننا ؟؟!! ولكنهم بنفس الوقت محاطون بالدلال كما تدلل الام طفلها . لماذا ؟؟؟؟
ونحن العراقيين نسأل كذلك ، : هل يكفي استنكار التفجيرات والقتل والاغتيال ؟ ؟؟ في حين المتهمون باحداث الاضطرابات وتهيئة الظروف للقتل والاغتيالات يسرحون ويمرحون دون ان تطالهم ايدي الدولة . واذا كانت الدعوة لضبط النفس ( من قبل اوساط لها تأثيرها على الحكومة ) عند نشوب اصطدامات بين ابناء شعبنا في المحافظات اوتفجير مسجد للسنة (مثلا ) او اغتيال صحفي او عالم جامعي يعتبر امر وقائي ضروري لدرء الحرب الاهلية فلماذا ينتهي الامر عند هذا الحد ؟ اليس من الواجب المطالبة ايضا بالتحري عن الجناة وكشف اسمائهم وعناوينهم للشعب ؟؟؟؟ واخيرا اتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم !!وحل منظماتهم وكشف علاقة تلك النظمات واصحابها بالدول الراعية لهم !!!؟
وبخلاف ذلك اننا كسياسيين ملزمون اعتبار مجرد الاستنكار والاسراع في نداء "التهدئة " " لضبط النفس " هي لعبة سياسية تستعمل لخداع وتخدير ابناء الشعب لكي لا يطالبوا بكشف الجناة """ خوفا من الحرب الاهلية """!!! . نعم يجب التمسك باليقظة في سبيل درء الحرب الاهلية وابعاد شبحها المقيت في كل الظروف والاحوال . ولكن بهذه المناسبة اننا نعتبر من واجب المسؤولين في الدولة ( وغير الدولة ) السير قدما في الشفافية امام جماهير الشعب والسعي دائما لفضح الجهات ذات العلاقة مهما كانت اشخا صهم . وبذلك يبرهن المسؤولون على الايفاء بعهدهم الذي قطعوه على انفسهم امام الشعب .
اما مــا يتعلق بقادة الكيانات السياسية العراقية فهم مشغولون بالاحتراب والتهديد وابراز فنون المبارزة ( دون ان يعلنوا " مكاسب"احترابهم ومبارزاتهم ) . ونود ان نقترح عليهم التأمل عند مشاهدة الفضائيات العربية . اية احقــاد سوداء وعفونات يقذفها المذيعون وبعض المتحدثين الكذبة بخصوص بلادنا . وبينهم ــ وياللاسف ــ عراقيو الجنسية ممن يتسكعون في دول الجوار ويقتاتون على السحت واكل الحرام . انهم يدعون علنا لتدمير عراقنا . ان الكرامة العراقية وحدها هي القــادرة ان تدفع سياسيينا الى الالتفات الى الوحدة والمصالحة السياسية من اجل مصلحة الوطن ثــم التعاون السياسي بهــدف عزل التيارات المشبوهة خارج الساحة . و مساعدة الحكومة في التخلص من الخوف الذي يعيق عزمها وسيرها الى امام و مما يمنعها من قطع دابر المشعوذين المتآمرين على وجودها كحكومة منتخبة وعلى قدرتها الادارية وسحب البساط من تحتها .
ونزعم ان سياسيينا بمـقدورهم ليس فقط انقاذ العراق من اعدائه بل وانـقاذ سمعتهم بين الدول والمجتمعات . تلك السمعة التي اقل ما يقال عنها انها مهزوزة وانها ادنى بكثير مما يستحق العراق . فلننظر جميعنا الى مخلوقات تتصرف كالرجال عندمــا تدلى برؤوسها من الفضائيات المشبوهة لتحرض الارهابيين على العراق وتغمز كياناتنا السياسية بشتى الالقاب والصفات . وبصراحة ان العيب يكمن في تصرفات سياسيينا الذين لم تجتمع كلمتهم بعدعلى الوحدة الوطنية التي من بعض شروطها نبذ الكيانات التي من شأنها اعاقة المسيرة .وقد وصل الحال الى ان بعض السياسيين سمحوا لانفسهم بالعمل على اقامة كيان مشبوه كبديل لحكومتنا المنتخبة !!! بينما الحالة العراقية تفرض على السياسيين الوطنيين الكف عن التهور والتلاعب بمصير سلطة الشعب بغض النظر عن الملاحظات عليها . العراق يمر بأيام عصيبة واعداؤه كثيرون وذوو اموال طائلة . كل شيء عندهم كثير . ولا ينقصهم سوى الضمير والصفات الانسانية . نعم ــ برأينا ــ ان حكومتنا لديها تقصير في الاداء و لم تعمل شيئا حاسما نحتاجه اليوم . ( مثلا ) بشأن تعيين طاقم مهني لمجلس الوزراء وان وزارة الداخلية ضعيفة ابتداء من وزيرها . والحكومة مقصرة ايضا تجاه قضايا الاستقرار والامن وتنظيف المســرح السياسي بسبب وجود الميليشيات ومن الطارئين على الدولة الاخرين .
فهل سنشهد قريبا صحوة حكومية و صحوة سياسية كصحوة ابطالنا في الانبار ؟ . نعم ليأخذ الجميع المثل من صحوة الانبـــار . ! صحوة الانبارهي صحوة عراقية بكل المقاييس .

الدكتور عبد الزهرة العيفاري

17/6/2007



#عبد_الزهرة_العيفاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطاير في العواصف السياسية
- اللعب بالنار احرق اللاعبين والملاعب ايضا ً
- اين الاحزاب الدينية من الكارثة العراقية الجديدة ؟
- هل سنعود الى المربع الاول ؟
- هموم عراقية إلى أنظار الحكومة ! إنقاذ الدين من سلطة الدولة ...
- الارهاب ...يستهدف من ؟
- البعث السوري والحكم الاموي
- أين يقف العراق وأين يقفون ؟
- اليك ايها العراق العظيم
- العراق يخوض حربا ضد الارهاب من حقنا ان نسأل : اين الدول العر ...
- رسالة الى الاخوة المثقفين العرب
- بعد صدور وثيقة مكة انتفاض ابناء الأ نبار ضد الارهاب تحرك مقت ...
- الفيدرالية ليست غاية . انها وسيلة من وسائل تنظيم الدولة
- الإسلام السياسي وغياب المؤسسات الدينية !!!!!
- لنقف كلنا مع العراق
- فيدرالية الجنوب !!!!؟
- حول الدعوة الى خصخصة الثروة النفطية ومشكلة الارهاب
- انتصار لبنان وموقف العراق المشرف
- المقاومة على لسان مخضرم
- المسافة بين الازدهار والدمار


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الزهرة العيفاري - السياسيون العراقيون ومسلسل تفجيرات العتبات المقدسة