أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مريم نجمه - ديمقراطيتنا بين حقول الألغام ..!؟














المزيد.....

ديمقراطيتنا بين حقول الألغام ..!؟


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1950 - 2007 / 6 / 18 - 11:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الديمقراطية هي تربية يومية مستمرَة .. ثقافة وقواعد وأسس ومؤسسَات .. تغتني وتتطوَر يوماً بعد يوم . وهي نظرية وممارسة ومؤسسات واقعية ملموسة معاشة معمول بها في المجتمع البشري .. لتصبح دستوراّ و قانونا يشمل الجميع دون أي تمييز .. وعادة متأصَلة وتقليدا لدى المواطن الفرد - والدولة و السلطة , تنبثق من الإرادة الحرة للشعب عبر صناديق الإقتراع ....

ولكن فاقد الشئ لا يعطيه – فالذي لم يعشها ويمارسها أو يتعلمها ويؤمن بها بدءاَ من البيت والأسرة , و من المدرسة والمؤسَسة , إلى المجتمع وسلطة الدولة .. فكيف نطالبه بتطبيقها وهو متربَع على عرش دولة الإستبداد , أو سارق لها !؟؟ أو رئيس مؤسسة حزبية مشخصنة صعد إليها عبر التعيين أو فرض نفسه بالقوة وليس عبر الإنتخابات الديمقراطية والحرية ..؟؟
الديمقراطية هي أن تحترم الرأي الاّخر .. تسمع الاّخر المختلف عنك في الرؤى أو الطرح و الحل لجميع قضايا الوطن والشعب .. وأن تتقبل بكل هدوء وإصغاء واحترام رأي الاّخر حول حوار ومناقشة قضية ما ولو كان مختلفا عن رأيك أو حتى ضد رأيك ..

هنا يدخل المستوى الثقافي والوعي , و مدى الإستيعاب الفكري والأخلاقي في الحوار لبلوغ الأفضل . فنحن شعوب لم نتعوَد أن نسمع الرأي المخالف , فقد تربينا على نعم نعم – سيدي , حاضر حاضر تأمر .... أو بالتهجم على من يختلف معنا بالرأي وشتمه بكل الألقاب القذرة , هذا إذا لم يتطور إلى معركة بالأيدي , والمقاطعة , وغير ذلك من أساليب العلاقات الهمجية المتخلفة , وعدم القبول بالأفكارالمخالفة . أما إذا كان انتقادا للدولة وسياساتها فمصير صاحبه الإعتقال الكيفي فورا لأنه خطر على سلامة وأمن الدولة الأمنية والعسكرية المدججة بالسلاح والمتخومة بأجهزة اللصوص والإستخبارات - ويضعف الشعور القومي المزعوم وغير ذلك من الإتهامات المعلبة الجاهزة لإعدام العقل والفكر !!؟؟

واليوم .. بعدما طبقت الديمقراطية في الكثير من دول العالم وقطعت فيها أشواطا وأشواطا وسبقتنا عقودا , نعمت بها شعوبها بهذا التطور والتفاعل بين البشر في احترامها للعقل البشري والقانون والمواطنة باّن .. هذا لا شك فيه يعتبر نقلة نوعية في تطور الإنسان في سلم الحضارة والتمدن واحترامه للعلم والثقافة الكونية التي ساهمت البشرية كلها في نتاجها ..
اليوم .. جاءت الشعوب المضطهدة لنناقش الديمقراطية - رغم تأخرها عن الركب عشرات السنين – نأتي اليوم لنناقش أبجدية الديمقراطية وهل يحق لنا أن نطرحها بحرية ونطبقها في بناء دولتنا الحديثة أم لا ؟
الموجع والمؤلم أو المخزي أننا ما زلنا شعوبا مغيبين عن ساحة العمل السياسي ومصدر القرار , وممنوع علينا أن نناقش حتى هذا الشعار الحياتي الملح أكثر من الخبز ... و. ما زلنا مبعدين عن المشاركة وإبداء الرأي إلا في الصحف البعيدة عن الداخل الفاعل.- تحت حكم قائد الضرورة به تنتفي ضرورة الديمقراطية ... !؟؟؟ ولا تزال الأنظمة الإستبدادية تحكم مجتمعاتنا وشعوبنا المغلوبة على أمرها , بقوة السلاح بقوة البطش والإستخفاف بعقول البشر ونضالاتها المستمرة ووعيها , بعضهم في السجون يعانون الأحكام الجائرة التعسفية , وبعضهم في المنافي والتشرَد , والبقية صامتة خانعة تحت كابوس الإرهاب والقمع المزمن والرعب مع استثناءات معروفة !؟

فكيف لنا أن نعيش الديمقراطية في أوطاننا ..؟ السجن الكبير الممتد لقرون وعقود .. ؟ وكيف ستقبل هذه الأنظمة القمعية والإستبدادية , أو السلفية المذهبية والطائفية الرجعية الحد الأدنى من الديمقراطية وتتقد م خطوة واحدة نحوها..!؟؟ وخاصة أن معظم حكوماتنا إن لم تكن كلها صنيعة الإمبريالية والصهيونية وخادمة لها ؟؟
و الاّن فقط , بعد أن داهم خطر الإرهاب الأصولي الهمجي حياة جميع الناس وتعطيل وتهديم الحياة الديمقراطية – كما نرى في العراق ولبنان وفلسطين على وجه الخصوص - من جهة , والإرهاب الدولي العولمي للإحتكارات الرأسمالية من جهة أخرى هذه العولمة التي ترغم الأنظمة التابعة " بالتغيير الإقتصادي " أقول الإقتصادي فقط , بما يلائم السوق الرأسمالية العالمية وإقتصاد السوق .وتكييف قوانينها ومؤسساتها مع النظام الأمريكي العالمي .. أما الديمقراطية السياسية والإجتماعية والثقافية وديمقراطية المؤسسات هذه كلها ليست منحة من أميركا ومن لف لفها ولاتهمها بشيْ.. بل بالعكس تماما هي من تخربها وتتاّمر عليها بطريقة داهية وخبيثة . أميركا عدوة ديمقراطية الشعوب بلا منازع , وهي ليست من تعطينا إياها – قراءة التاريخ والأحداث الجارية تعلمنا ذلك - لم تدخل وتحتل بلد لتنشرها بل العكس تماما لتبقيه في الصراعات والفوضى والإرهاب وتهديم و خراب ما تبقى من المؤسسات والبنى التحتية وخلق الفتن والتناحرات المذهبية , ليسهل عليها السيطرة العسكرية والإقتصادية والسياسية وغير ذلك من نفوذ وهيمنة وقواعد !؟

الحرية والديمقراطية تصنعها الشعوب بيديها وفكرها .. بدمائها وكفاحها اليومي .. وليس هدية أو هبة من الدول الخارجية ...
الشعوب الحرة .. بوحدتها وقياداتها الواعية السياسية والعمالية والشبابية الصادقة الأمينة ومجتمعاتها المدنية , ستستمر بنضالاتها وانتزاع حريتها وديمقراطيتها من أيدي أعدائها الثلاث الإستعمار والأصولية وأنظمة الإستبداد , وهي التي طالبت وتطالب بها منذ زمن بعيد وستحقق التحرر والديمقراطية وحكم الشعب والقانون لا محالة مهما طال الزمن , وستبنيها بإرادتها الحرَة وأسلوبها وطريقتها الذاتية الخاصة لإنقاذها من بين حقول الألغام ... لأنها قانون التطوَر والحياة .....
لاهاي / 14 / 6



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أناشيد النكبات .. أناشيد الشهداء .. أناشيد الحرية
- أنت لي .. أنت لي
- إلى شهيدة الحبَ والبراءة , دعاء -
- الحقيقة دوما عنيدة ..!؟
- تعليق الصورة القديمة ..!؟
- أهمية المجتمع المدني .. ضرورة تفعيله وتنشيطه وحمايته - 2
- لا ... لبشَأر..؟؟
- السلام , والأممية , والإشتراكية الديمقراطية في الإنجيل - أضو ...
- أهمية المجتمع المدني في العالم .. ضرورة تفعيله وتنشيطه وحماي ...
- - شو تأخّر بكرة - .. ؟
- ترنيمة
- تأمّلات .. لصيدنايا الصباح
- مؤتمرات تجميل الإرهاب .. والجريمة ..؟
- وصباحكم أجمل .. مهداة .. - ليوم الأرض - ..
- من كل حديقة زهرة : زراعة .. صحة .. جمال
- متى نخطو الخطوة الأولى نحو الديمقراطية ..؟
- بعض الأغاني الشعبية التي كانت ترددّها النساء في الأفراح
- بعض الأغاني الشعبية التي كانت ترددها النساء في الأفراح - مهد ...
- عيد الأرض ... يا ربيع النيروز .. والأمّهات
- السلام , والأممية , والإشتراكية الديمقراطية في الإنجيل - أضو ...


المزيد.....




- -لا يتبع قوانين السجن ويحاول التلاعب بالشهود-.. إليكم ما نعر ...
- نظام روما: حين سعى العالم لمحكمة دولية تُحاسب مجرمي الحروب
- لأول مرة منذ 13 عامًا.. قبرص تحقق قفزة تاريخية في التصنيف ا ...
- أمطار غزيرة تضرب شمال كاليفورنيا مسببة فيضانات وانزلاقات أرض ...
- عملية مركّبة للقسام في رفح والاحتلال ينذر بإخلاء مناطق بحي ا ...
- إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
- حزب إنصاف يستعد لمظاهرات بإسلام آباد والحكومة تغلق الطرق
- من هو الحاخام الذي اختفى في الإمارات.. وحقائق عن -حباد-
- بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
- اختتام أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مريم نجمه - ديمقراطيتنا بين حقول الألغام ..!؟