أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إيمان أحمد ونوس - شرف المرأة بين سندان القانون.. ومطرقة المجتمع














المزيد.....

شرف المرأة بين سندان القانون.. ومطرقة المجتمع


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 1950 - 2007 / 6 / 18 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المرأة والشرف مترادفتان متلازمتان( خاصة في مجتمعاتنا العربية) منذ أقدم العصور, وفي كل الكتب والأدبيات, وفي كل حالات المرأة.
فما هو شرف المرأة .؟ ومن ذا الذي يضع معاييره.؟ وكيف يتم التعامل معه اجتماعياً وقانونياً..؟
هل يتم هذا التعامل من منظور العدالة الاجتماعية والإنسانية..؟ أم من خلال نظرة دونية للمرأة باعتبارها مصدر كل إغواء وسبب كل جريمة وبلاء كما يراها البعض..؟!
ما دعاني للخوض في هذا الموضوع, مشاهدتي لحلقة من المسلسل التلفزيوني( أمهات ) ارتكبت فيه المرأة جريمة قتل دفاعاً عن شرفها عندما حاول أحدهم الاعتداء عليها لأنها اضطرت للعمل بسبب سجن زوجها ولديها طفل صغير, وتخلي الأهل عنها لأنها تزوجت بغير إرادتهم.؟!!
تلعب التربية الأسرية والاجتماعية دوراً كبيراً وفعَالاً في التركيز على موضوع شرف البنت وضرورة صونه منذ نعومة أظفارها, وحتى قبل أن تدرك معنى الكلمات ومدلولاتها. وتستمر هذه العملية خصوصاً بعد أن تنضج وتبلغ سن الرشد, محاطة بالتهويلات والتضخيم لدرجة تصبح فيها الفتاة خائفة حتى من نفسها على نفسها وشرفها. محاولة التمسك ما أمكن والتفاخر بمقدرتها على صون هذا الشرف الرفيع من الأذى, لدرجة قد تصبح فيها الحالة مرضية تستعصي كل المحاولات والعلاجات على حلِ عقدها.
كما يلعب المجتمع دوراً أكبر في هذا المجال من حيث التقييم والتعامل, وهنا تسعى الفتاة جاهدة لنيل الرضى والاحترام الاجتماعي والأسري على حدٍ سواء.
وبذات الوقت، وعندما تحين ساعة الزفاف، تأتي قائمة التوجيهات التي تفرض عليها أن تكون زوجة مطيعة، لعوباً ومغناج حتى تستطيع أن تفي الزوج حقه الذي نصت عليه الأعراف الدينية والاجتماعية.
تصوروا هذا التناقض والثنائية في التربية من جهة، والتهيئة للحياة الزوجية التي تتم بلحظات لا تكفي لإعداد فتاة متوازنة تستطيع التأقلم مع ما تلقته سابقاً، وما تُهيأ له الآن من جهة ثانية...!!
فكم من زيجات تعثرت في بدايتها بسبب تلك التربية وما تبعها من تضخيم وتهويل لموضوع الشرف..؟!
ثمَ ألم تلعب تلك التربية دوراً هاماً في العلاقة الزوجية, ودور المرأة السلبي والمستلب فيها مغلفاً بالخجل, مما يخلق منغصات للزوجين معاً قد يطول أمدها تبعاً لدور الزوج وعلاقته ورأيه بالمرأة من جهة, ولوعيه بمدى تأثير التربية عليها من جهة أخرى. غير أن هناك الكثير من الأزواج الذين لا يدركون هذا التأثير, ويطالبون المرأة أن تكون حرة شريفة, ومتحفظة في علاقتها بالآخرين, على النقيض تماماً لما يرغبونه منها داخل الحرم الزوجي.
وفي حالات كثيرة تكون المرأة فيها خاضعة لتربية متزمتة ومحافظة من جهة, غير واعية لذاتها ودورها في العلاقة الزوجية من جهة أخرى, فتقع فريسة التناقض في نظرتها وموقفها من ذاتها ومن الزوج, وتلتبس عليها الأمور لتصل حدود المشاكل والأزمات الزوجية. وربما تصل لمواقف أخرى تخل بالأخلاق وبقيم الحياة الزوجية والأسرية. وفي كلا الحالتين تكون المرأة مدانة من قبل الأهل والزوج والمجتمع, وحتى القانون. لأنها في الحالة الأولى مهملة, أو مقصرة بحق زوجها وواجباتها الزوجية, وبذلك تستحق التوبيخ وحتى العقاب, كأن يتزوج الرجل مرةً أخرى وبتأييد ضمني من أهلها ربما, لأنها وكما يعتقدون تخالف الشرع والدين, وتُغضِب الزوج..!! أما في الحالة الثانية, فهي لا تكسب غير التحقير الاجتماعي, وتستحق الموت رجماً, وتنال أقسى العقوبات قانوناً, وإذا كانت أماً فإنها قد تخسر أمومتها للأبد.
وفي حالات أخرى تتعرض المرأة لظروف خارجة عن إرادتها ( كالطلاق, أو وفاة الزوج, أو سفره, أو سجنه) تجد نفسها وحيدة في مواجهة الواقع المرير خاصة إذا كانت غير عاملة, ولديها أطفال تجب رعايتهم وتأمين معيشتهم, وحماية نفسها وأطفالها من العوز, مما يضطرها للعمل وبأية وسيلة.
إلا أنها قد تتعرض لاستغلال ظرفها الاجتماعي والاقتصادي, وربما محاولة الاعتداء عليها من قبل رجال دنيئين ( كما حصل مع بطلة المسلسل التلفزيوني) فتجد نفسها مضطرة بعد كل التوسلات والرفض, لارتكاب جريمة قتل دفاعاً عن شرفها وصون شرف أطفالها . فماذا تكون النتيجة..؟
النتيجة, السجن لعدة سنوات. وحتى بعد اكتشاف الحقيقة, فإن الحكم قد يُخفض لعدد غير قليل من السنين عليها أن تقضيها وراء القضبان بعيداً عن أطفالها الذين هم بأمس الحاجة لوجودها, ليكون مصيرهم إما التشرد أو ملاجئ الأيتام, ناهيك عن الأضرار النفسية التي سيتعرضون لها لسببين, أولهما وهو الأهم سمعة الأم باعتبارها قاتلة وسجينة. وثانيهما غياب الأبوين, وغياب الرعاية والحماية النفسية والاجتماعية لهم, بدل أن يتوج القانون أمهم أميرة للعفة والشرف اللذين أجرمت من أجل صونهما والدفاع عنهما وعن أطفالها, فتكون بذلك قدوة لكل نساء المجتمع من جهة, ورادعاً أخلاقياً وقانونياً لكل من تسول له نفسه استغلال المرأة من جهة ثانية.
وهناك حالات مغايرة لهذه الحالة, ولكن بذات الوضعية(غياب الزوج), قد لا تجد المرأة العمل الذي يساعدها على مواجهة قدرها الصعب, وربما تستسهل الحصول على المال بطرق غير شريفة تسيء إلى سمعتها وأخلاقها, فتقع تحت مطرقة المجتمع الذي لا يرحم, ويجني أطفالها ثمن تلك السمعة السيئة, إضافة إلى تربيتهم التي ستكون حكماً مشوهة برعاية هذه الأم. فالشرف مهما غلا ثمنه, وعظمت ضريبته, يبقى الخيار الأمثل والأقوى لكل امرأة حرة رزينة, وواعية تعرف قدر ذاتها, وتقدر قيمة أمومتها وإنسانيتها.
فإلى متى يبقى شرف المرأة مرهوناً تارةً بسندان القانون الظالم الذي لا يعذر, وتارةً أخرى بمطرقة المجتمع الذي لا يغفر..؟؟



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستلاب... آفة تغتال الوعي والإدراك
- حوار الأديان الثلاث بدمشق
- نحن والسلطة.... والآخر
- ما يكمن وراء ظاهرة الطلاق المبكر..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- هل يعودون للوراء.. أم نحن نتقدم للأمام في عقوق القيم الاجتما ...
- سيكولوجية المرأة العاملة
- دوافع واهية ... وراء الزواج الثاني..!!؟؟؟
- مفهوم الزواج... بين العرفي والاغتصاب
- عام آخر... والعراق مازال يتوسد الموت.. ويلتحف الدجى- ملف الع ...
- إشكاليات الزواج العصري
- هل الإنسان مجرد فرد...!!!؟؟؟
- لأجل أمومة حرة... وسعيدة
- مقالة- إلى أرضٍ لا نستطيع مغادرتها... إلى أمي...
- الحجاب.. اغتيال للعقل والأخلاق والطفولة
- آذار احتفالية أنثوية


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إيمان أحمد ونوس - شرف المرأة بين سندان القانون.. ومطرقة المجتمع