ناجح وداعا


كاظم الموسوي
الحوار المتمدن - العدد: 8566 - 2025 / 12 / 24 - 22:16
المحور: قضايا ثقافية     

ناجح المعموري، ابو وهب، صديق العمر، من يبقى لنا بعد غيابه، من يتذكر تلك الايام والسنوات والغربة وأحزان الوداع والرحيل؟. فقدناه.. خسارة زمن لا تعد محطاته ولا تحسب درجاته.. اي الم يتركه البعد ويبقيه الغياب؟. كنا في اول الشباب والكتابة والنشر وأمسيات الحوار والنقد الثقافي وهموم القراءة والثقافة والسياسة والوطن. ليست تلك صور للذكرى وليست ذكرى لصور الماضي والحاضر، انها صدق الصداقة ووفاء المعرفة ونزاهة العلاقات.. لا يمكن ان ازور العراق دون ان أزوره ولا يمكن ان نلتقي دون جردة حساب للتاريخ والأمل بوطن حر فعلا وحصاد عمر مزهر.. كتبه ومؤلفاته وعلاقاته شاهد وسؤال له ولنا ولمن يتذكر بمودة واعتزاز. سجل حافل بالجهد ومملوء بالمعرفة وغني بالمحتوى وجامع للإدراك ودافع للوعي والاشتباك الثقافي، المعرفي الرصين. خبر محزن، مؤلم، موجع ان يأتيك وانت تحسب للقاء وحديث واستعادة لمعنى الصداقة في هذه الايام وهذه الاوقات وهذه المنعطفات..التي تبتعد فيها المسافات وترهق فيها أحمال الاغتراب والمنافي، داخل البلاد وخارجها. ابا وهب لك الرحمة والذكر الطيب دائما ومن الصعب ان يحل الوداع بهذه العجلة من الزمن وبهذه الساعات التي لا تعوضها الكلمات ولا تستعيدها الدمعات.. ولأن الحياة هكذا هي دون قدرة اخرى على قضائها وقدرها، فوداعا كما تريد وتظل في الذاكرة والأجيال ضوءا ومقام اخ غال وودود.