متى نأخذ بالعلم ونرفض تجار الدين ؟


مصطفى راشد
الحوار المتمدن - العدد: 8383 - 2025 / 6 / 24 - 17:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

نحن لدينا سؤال لكل المخدوعين فى تجار الدين ، عما يحدث من تدمير لأيران قد يؤخرها 50 سنة ،والسؤال إذا كان خامنئي يُلقَّب عند أتباعه بـ"خليفة الله في الأرض"، أفلا يحق لنا أن نتساءل: أين الشهادة؟ أين هو من ميادين الموت التي يرسل إليها آلاف الشباب من أتباعه؟ أليس القائد من يُقدّم نفسه أولًا؟ أليس الشجاع من لا يختبئ تحت الأرض إذا حلّ البلاء، ولا يفرّ إذا ضاقت الأرض؟!
لماذا إذا اشتدت الضربات وانهمرت صواريخ العدو، يهرب هو إلى الملاجئ المحصنة تحت الأرض ويصدر البيانات للأتباع بالدفاع والشهادة ؟ أليس الله أولى بحمايته إن كان حقًّا خليفته؟ أم أن ثقته في التحصينات أقوى من ثقته في ربه؟ لذا نقول لخامنئى ،،ما قيمة كل هذه الشعارات عن "الاستشهاد" و"الثبات" و"الولاية"، إن كان الإمام المزعوم أول من يهرب؟! بل كيف تُباع الجنة للناس وتُعطى مفاتيحها للشباب باسم الشهادة، بينما رأس الهرم يختار الأرض على السماء، والمخبأ على المواجهة، والحياة على الكرامة؟
نحن لا نُهاجم الدين، بل نُهاجم التناقض لتجار الدين ومن تسببوا فى تأخر بلادنا ، نفضح من يتستر بالدين ليُرسل غيره للموت بينما هو يحتمي بجدران سميكة وبطانات أمنيّة. دين الله لا يعرف الكذب، ولا يعرف هذا التناقض القبيح.، فإما أن تكون خليفة الله فعلًا، فتقف في الصف الأول، أو تعترف أنك سياسي جبان يُتاجر بالعقيدة ويستخدمها درعًا لنفسه وسيفًا على رقاب أتباعه، لكن للأسف الرؤية والتحليل والإدراك عند البعض وما يحدث حولنا نختلف فيه عن غالبية دول العالم، فالعالم يحلل ويضع أسس لفرضياته على أساس علمى كامل مستندا للعقل والحكمة ،لكن غالبية شعوب الشرق الأوسط يضعوا تحليلهم على أساس عاطفى يندرج تحت باب الأمنيات والدعاء والطاعة العمياء ولا يخضعون لرؤية علمية كاملة ،،وعلينا أن ندرك أنه لا يوجد إنتصارا أو هزيمة بمجرد التمنى أو الدعاء لكن بالتخطيط والعلم ووعى بالسياسة العالمية فروسيا تخلت عن ايران وسوريا مقابل تخلى أمريكا عن اوكرانيا دون أن تدرك ايران ذلك،، وأنا أقول ذلك بصدق حتى ندرك أين نحن ونصلح من أنفسنا ونعمل على حماية أرواح شعبنا لأن من صفق لحزب الله والحوثيين ساعد قادتهم على عدم الحكمة ورؤية الواقع بشكل صحيح وأن الحرب علم وتخطيط فازت بها مصر عندما لجأت للعلم والتخطيط فى حرب 73 مع إسرائيل فالتف الشعب مع قيادته وانتهى حزب الله والحوثيين بالدمار والخراب لبلادهم وقتل قادتهم وشعبهم ،، وأنا أعلم أن هذا المقال قد يسبب لى السب من أعداء العقل والعلم لكن من الأمانة والوطنية أن يقول المثقف ويكتب بالصدق ،، وأنا أقول ذلك وأنا أتألم لأننى أملك الكثير من الأصدقاء الإيرانيين وهم شعب راق جميل لا يستحق الموت وأن ثرواته البترولية والغازية والمعدنية عظيمة ولولا المرشد لكان الشعب الإيرانى من أغنى شعوب الأرض رفاهية وسعادة كما أن إيران تمتلك ثروة زراعية هائلة،، لكن ديكتاتورية وقلة حكمة المرشد الخومينى ومن بعده خامنئى ،وضعت الشعب الإيرانى فى بؤس ، فهو من أكبر الشعوب طلبا للجوء بالأمم المتحدة منذ تولى المرشد الحكم ،، ايضا كلنا يعلم أن مصر والسعودية لديهما برنامج نووى وتسير معهما الأمور بالهدوء لأن القيادة المصرية والسعودية تملكان العقل والحكمة ولا يهددان طول الوقت اسرائيل أو غيرها بمحوها من الخريطة ،، أى كان عليه التحلى بالحكمة ويقدم خطاب سلام حتى يصل لما يريد ، لكن التاريخ يثبت أن تجار الدين لم يقدموا سوى الخراب لبلادهم .