بين قصة موسى وفرعون
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن
-
العدد: 8318 - 2025 / 4 / 20 - 23:09
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هذا سؤال من د.على عطية يقول : قرأت لك مقالا فى كتاب الشريعة الاسلامية عن منهج التشريع القرآنى ، وفيه مقارنة بين منهج القرآن فى القصص ومنهج التاريخ . وقلت : ( فلا يهتم القصص القرآنى بتحديد الزمان والمكان وتسمية كل أبطال الأحداث ، بينما لا بد من هذا فى التأريخ . السبب أن الهدف من القصص القرآنى هو العبرة والعظة ، لذا تتجرد القصة القرآنية من كل ما يربطها بالزمان والمكان لتصبح عبرة تسرى فوق الزمان والمكان .). وأعترف لك ان عقلى وجعنى لأنه أول مرة أتعرف على هذا ، وحضرتك باحث قرآنى واستاذ فى التاريخ . أريد من حضرتك مثالا تطبيقيا بقصة يوسف وقصة موسى . أنتظر إجابتك مع الشكر الجزيل ودمتم بخير .
الاجابة :
أولا : الاتفاق بين القصتين من حيث المنهج :
1 ـ عدم ذكر الأسماء :
فى قصة يوسف : ليس مذكورا إسم الأب النبى يعقوب عليه السلام مع ذكر إسمه فى مواضع أُخرى فى القرآن الكريم ، ولا أسماء أخوته ولا أسماء إمراة العزيز ولا النسوة المترفات ولا إسم الملك ولا صاحبيه فى السجن ولا الفتية خدم يوسف .
فى قصة موسى وهارون : ليس مذكورا إسم الأم والأخت ولا إسم الفرعون ولا إسم زوجته ولا اسماء السحرة ولا إسم الرجل المؤمن من آل فرعون ولا إسماء الفتاتين وأبيهما الرجل الصالح ،ولا إسم فتى يوسف ولا إسم العبد الصالح الذى قابله موسى .المذكور فقط : اسماء هامان وقارون والسامرى .
2 ـ من حيث المكان والزمان
1 ـ هو ( مصر ) وشرقها جنوب الشام . وإسم مصر مذكور صراحة فى القصتين ( قصة يوسف 21 ، 99 ) ( قصة موسى : يونس 87 ، الزخرف 51 ) . من حيث الزمان فهو مفهوم من لقب ( الملك ) فى قصة يوسف ، أى إن الزمان كان وقت حُكم الهكسوس الآتين من الشرق عبر الشام ، و من هنا كان الترحيب بمن يأتى لمصر من نفس الاتّجاه .
وإختلف الحال بمصر بعد تحررها وتوطيد الحكم العسكرى الفرعونى فيها بالرعامسة ، فتعرّض أبناء ( إسرائيل / يعقوب ) الذين تكاثروا بمصر الى إضطهاد ، حيث قام فرعون موسى بتحديد نسلهم بذبح أبنائهم . وفى هذا المناخ دارت قصة موسى .
2 ـ وبعض الأنعام البشرية تنكر قصة موسى وفرعون لأنه ليست لفرعون موسى آثار مكتشفة . ينسون أن الاكتشافات تأتى عشوائية وبالصُّدفة المحضة ، وأنه تم تدمير الكثر منها عبر القرون ، والأهم إن الله جل وعلا ذكر ما لم نكن نعلمه أنه تمّ تدمير آثار فرعون موسى وقومه ، وأن بنى إسرائيل حكموا مصر بعد غرقه وجنده فى البحر الأحمر. قال جل وعلا : ( فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137) الأعراف )
3 ـ من حيث القدرية
نقصد بها أن الله جل وعلا هو الذى جعل الأحداث فى القصتين قدرا يجرى بأمره ، برغم ما تخللها من عقبات وأحداث ومؤامرات .
فى قصة يوسف قال جل وعلا : ( وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21)).
فى قصة موسى قال جل وعلا : ( إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنْ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40) طه ).
ثانيا : الاختلاف بين القصتين
الإختلاف الأساس :
قصة يوسف :
جاءت فى سورة يوسف متتالية متدفقة الأحداث ، فى شكل سيناريو ، وتعرضنا لهذا من قبل بالتفصيل . خارج قصة يوسف لم يرد ذكر إسم يوسف إلا مرتين .
1 ـ فى سورة الأنعام ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنْ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86)،
2 ـ وفى سورة غافر ( وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34).
قصة موسى وهارون وفرعون :
من أكثر القصص ورودا فى القرآن الكريم ، وفيها تكرار وتفصيل وإيجاز . ونعطى أمثلة :
1 ـ فى سورة القصص : البداية من طغيان فرعون وخوف أم موسى عليه والوحى الذى نزل عليها ووصول الرضيع موسى الى قصر فرعون ليقوم بتربيته ، ثم قتله المصرى ، وهربه الى مدين وعمله فيها ثم رجوعه الى مصر بزوجته وتلقيه الوحى ، وما حدث بينه وبين فرعون الى غرق فرعون . يأتى فى نفس القصة إيجاز فى سورة ( طه ) : ( إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38) أَنْ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنْ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40).
2 ـ هناك تفصيلات للقصة منها الطويل فى سور ( الأعراف )و( الشعراء ) و ( طه )، ومنها ما دون ذلك فى سور ( النمل ) و( الدخان ) ومنها إشارات سريعة فى سور مثل ( الإسراء ) و( النازعات ) . و هناك تفصيلات جديدة فى سورة الزخرف فى آيات قليلة ( وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ (56).
إختلافات فرعية
1 ـ قال جل وعلا عن يوسف ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22). بعدها كانت تحرّش إمرأة العزيز به : (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتْ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)
بينما قال عن موسى : ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14) بعدها قتله للرجل المصرى بلا قصد : ( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) القصص ). كلمة ( وإستوى ) فى قصة موسى تفيد قوته الجسدية .
2 ـ تعرُّض موسى للأذى من قومه برغم إنقاذه لهم . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً (69) الاحزاب ) ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5) الصّفّ). بينما تعرّض يوسف لكيد اخوته طفلا فقط .
3 ـ لم يرد مدح كثير ليوسف سوى قوله جل وعلا عنه ( وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22). ( إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) )( وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56).
أما موسى فيكفى قوله جل وعلا له وعنه : ( وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً (69) الاحزاب ) ، ( وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) طه ) ، ( وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) طه ). ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً (164) النساء )، ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً (52) وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً (53)مريم ) ، ( قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ (144) الأعراف )
4 ـ البطولة المطلقة فى قصة موسى ـ فى المرحلة الأولى هى للنساء ( أم موسى ، أخت موسى ، إمرأة فرعون ، الفتاتان ، وإحداهما أصبحت زوجته ) . ولكل منهن دور بارز .
فى قصة يوسف لم ترد إشارة لأم يوسف سوى فى قوله جل وعلا ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً ) (100). الذى بكى حتى فقد النظر هو الأب ، وليس الأم . طبعا هناك نسوة مصريات لهن دور فى دفع الأحداث : ( إمرأة العزيز والنسوة المترفات ).
5 ـ الملك فى قصة يوسف ليس بالاستبداد الذى كان عليه فرعون موسى . ذلك الملك كان وديعا . نفهم هذا من قوله جل وعلا : ( وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَاي إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43) قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ (44). إستجدى منهم تفسير المنام فواجهوه بالاستخفاف بما رآه فى المنام . أما فرعون موسى فقد أعلن ألوهيته وأنه ما من إله غيره وأنه الربّ الأعلى وأن يملك مصر وأنهارها ، وإستخفّ قومه فأطاعوه ولم يقتلوه . نتدبر قوله جل وعلا عنه ( فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) النازعات ) ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنْ الْكَاذِبِينَ (38) القصص ) ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنْ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ (37) غافر ).
6 ـ لهذا يتميز فرعون موسى بالآتى :
6 / 1 : بقاء جثته عبرة :( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ (90) أَالآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92) يونس )
6 / 2 : عذابه وقومه فى البرزخ ثم ينتظرهم يوم القيامة أشدُّ العذاب.( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) غافر ).
6 / 3 : سيكون إماما لقومه فى دخولهم النار . ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97) يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمْ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99) هود ).
6 / 3 : هم أئمة ملعونون فى الدنيا ومن المقبوحين فى الآخرة : ( فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنْ الْمَقْبُوحِينَ (42) القصص )
أخيرا
1 ـ من هنا نفهم حكمة التكرار فى قصة فرعون موسى ، فهو إمام لكل المستبدين الذين أتوا ويأتون وسيأتون بعده ، والذين يصل بهم إستبدادهم الى زعم الألوهية صراحة أو ضمنا ، ومن العبارت الشائعة ( الزعيم المُلهم ) .
2 ـ قال جل وعلا عن العظة من مصير فرعون : ( فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) النازعات ). كوكب المحمديين يزعم الايمان بالقرآن الكريم ويعرف ما قاله رب العزة جل وعلا عن فرعون موسى ومع ذلك يحظى بفراعنة مستبدين حتى عصرنا الحزين ، ليس أولهم صدام والقذافى وليس آخرهم القزم المصرى الحالى .
3 ـ عليهم لعنة الله جل وعلا .
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )
https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran