اتيموري امن مندلي


احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن - العدد: 8109 - 2024 / 9 / 23 - 21:30
المحور: الادب والفن     

#هو الشاعر الكبير الملا نامدار بن حسن التيموري من عشيرة قره آلوس منطقة النفطجي،ولد في مندلي سنة1898م،أو 1907م،ودخل كتاتيبها وبعد أن تعلم أوليات القراءة و الكتابة،إنصرف بكليته لدراسة اللغة الفارسية،وآدابِـها،و الكوردية،والتركية،وكان له شغف شديد في قراءة الكتب الأدبية الفارسية،ويتصل دوماً بشعراء زمانه،ويجتمع بهم أمثال السيد ظاهر عبد الواحد البندنيجي،والسيد سليمان الجنِي،وناصر حسين آغا،و الملا أحمد ولي،و له معهم جلسات شعرية لا سيما في مضيف السيد ظاهر .
وللملا (نامدار..) آراء خاصة بالشعر،حيث يقول:
(إنّ إلـهام الشعر يتأتى للشاعر من أمرين إثنين : أما من الغرام المبرح،وآهاته،وأما من الفقر والحاجة، وأنا بالذات قد صبتُ على كلتيهما،و تلوعت بلوعتيهما ).
وأول شعر قاله في صباه،كان غزلاً باللغة الفارسية،وبعدما أنغمر بنظم الشعر الفارسي،وانغمس في تياراته المختلفة مثل ( ابو القاسم الفردوسي،و شهريار و منصور خان ..)،قال قصائد كثيرة، وأشعاراً جزيلة،حتى عُرف في مجال الإبداع الشعري ،و أيضاً قال قصائد وطنية كثيرة،و من جراء ذلك إتصل بكثير من الشعراء المجيدين للشعر الفارسي في العراق،وهجر بلدتــه مندلي وسكن بغداد سنة 1950 م،وبدأ يشتغل في التجارة.
وكان يلقي أشعاره في الإذاعة العراقية على الهواء و نتلهف للاستماع اليه في مندلي.
وجميع أشعاره مخطوطة في ديوان كبير غير مطبوع،محفوظ الآن لدى أبنائه،وله أشعار في كل باب من أبواب الشعر الفارسي و الكردي الكلهوري وشعره جيد وجزل،لطيف العبارة بليغها.
ويقول الأستاذ عمران موسى البياتي في كتابه الموسوم مندلي عبر العصور:
قد تمكنت من إيجاد بعض أبيات له في الشعر التركي، وقد قالها بمناسبة ذهابه بمعية السيد ظاهر البندنيجي لزيارة الشيخ علي الطالباني في تكيتهم (التكية المندلاوية) في باب الشيخ ببغداد.

وكان الملا نامدار معمّراً ورجلاً مرحاً و نكّاتاً ومحبوباً لدى أهالي مندلي و الكورد الفيليين في بغداد عموماً، وقد نشر بعض قصائده الكوردية في الجرائد المحلية،كما كان له برنامج في القسم الكوردي في إذاعة بغداد،يتلو فيه أشعاره باللغة الكوردية (اللهجة الفيلية). وكان من أصدقاء المرحوم والدي لأنه كان يحب الشعر باللغات المحلية.
وقد توفي شاعرنا التيموري يوم 14 تشرين الأول من عام 1983م،و قد ذكر أحد أنجاله(يوسف) إنَّ له ستة عشر جزءاً مخطوطاً من أشعاره باللهجة الفيلية – اللرية.
هنا نذكر أحد أبيات الشعر باللغة الكوردية التي ألقاها ملا نامدار أمام الخالد مصطفى البرزاني في قاعة الشعب بمناسبة قدومه من المهجر:
ها ته وا ها ته وا
له دويــرى ولاته وا
ئه كبر وه ته نجى ها ته وا
و يعني:
راجع أنت من المسير
ايها المناضل الكبير
و ختاماً نذكر بأن الاستاذ عدنان رحمن بتحقيق عدد من ابوذيات ملا نامدار باللغة العربية الدارجة بمجموعها
(102) مقطع و قمت بطبعها عام 1440هـ/ 2018م ضمن اصدارات مركز مندلي للتوثيق و الدراسات تحت رقم (45).

وفقكم الله تعالى