التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 74


طلال الربيعي
الحوار المتمدن - العدد: 8032 - 2024 / 7 / 8 - 00:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع     

بوبر وجرونباوم: التحليل النفسي علم ام علم مزيف؟
ثقافة منطقتنا المعادية لسقراط وفرويد وعموم العلاج النفسي, وكونها سبب في أنتشار الأوبئة الاجتماعية ومناهضة حقوق الانسان!
-------------
In military history everything is explained by just two factors: mistakes and clash of egos. If historians of philosophy were less uptight I think they might do the same thing
-في التاريخ العسكري، لا يمكن تفسير كل شيء إلا بعاملين: الأخطاء والصراع بين الأنا. ولو كان مؤرخو الفلسفة أقل تشدداً، فأ عتقد أنهم ربما كانوا ليفعلوا الشيء نفسه.-
Grunbaum and Popper
-جرونباوم وبوبر-
https://basvanfraassenscommonplacebook.wordpress.com/2021/05/18/grunbaum-and-popper/

فيلسوف العلم الشهير ادولف جرونباوم عارض بوبر واعتقد ان التحليل النفسي (الكلام فقط عن فرويد وليس عن محللين نفسيين آخرين مثل يونغ او لاكان او بايون او غيرهم) علم لكون فرضياته يمكن تكذيبها.

لكي لا ننسى, التكذيب لدى بوبر يميز العلم عن العلم الزائف. وهذا هو ما يشرحه بوبر بنفسه في هذا الفيديو
Karl Popper on Falsification & Science (1989)
https://www.youtube.com/watch?v=dBevKA5bMJ8

(كملاحظة عرضية, اود الذكر ان خليفة بوبر, الذي اسعدني الحظ بلقاءه قبل سنوات عديدة, هو البرفسور سامي زبيدة من أصل عراقي. وفي محاضرته عام 2013
Iraq Ten Years On: Professor Sami Zubaida
https://www.youtube.com/watch?v=r5CuDLfKnq8ي
يلقي زبيدة الضوء على مفاصل الحياة الثقافية في العراق وتأثرها وتأثيرها بالوضع السياسي والاجتماعي, ابتداء بنشوء العهد الملكي ومرورا بفترة حكم قاسم ثم انقلاب 8 شباط
63 الأسود, وبالحصار الاقتصادي لاحقا في عهد صدام ومن ثم العشر سنوات التي تلت الاحتلال. فيتطرق مثلا الى الشاعر والفيلسوف محمد صدقي الزهاوي ونظريته في التطور المستمدة من داروين. ويذكر زبيدة طرفة بهذه المناسبة انه بينما كان الزهاوي جالسا في احد مقاهي بغداد,
اقترب منه رجل وسأله بغضب: "هل صحيح ما تزعمه ان جدي كان قردا؟" فاجابه الزهاوي بذكاء وسرعة بديهة نادرة: "كلا انه كان جدي!" ويتناول زبيدة ايضا الشاعر الكبير والفيلسوف معروف الرصافي ورسالته المحمدية ونصرته لقضايا وحقوق المرأة. كما يعرج بالذكر على -جماعة كركرك- للادب وممثليها مثل سركون بولص في الشعر وفاضل العزاوي وفؤاد التكرلي في الرواية, واعتبار كركوك مجتمعا متعدد الاثنيات والثقافات وكنموذج prototype لما يمكن ان يكون عليه العراق الحديث. ولكننا باستماعنا للمحاضرة لا نملك مقاومة مشاعر الحزن التي تملكت المحاضر ايضا في ختام محاضرته, وهي نهاية تذكرنا أيضا بالنهاية الحزينة والمأساوية لأحد اعضاء مجموعة كركوك, الشاعر جان دمو, الذي يقول عنه بولص:
-لسوء الحظ جُند جان إجبارياً في الجيش. وكانت بداية تدهوره، لأنه كان أسوء جندي يمكن أن تتخيله. حيث ألتقيه، كان في حالة تخفي عن دورية الانضباط العسكري. في آخر مرة رأيته فيها، في عمان سنة 1998، كان كحولياً لحد أن الشرطة الأردنية، التي كانت تأخذه كل ليلة للتوقيف، صارت تتخلص منه بوضعه في فندقه الرخيص. ولذا كانت قصائده تكاد تكون دادائية وعدمية.-
-حوار مطول مع الشاعر العراقي سركون بولص، حول حياته وشعره، والشعر عامة-
https://abdullazuhair.com/web/2018/10/16/%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B9%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A-%D8%B3%D8%B1%D9%83%D9%88%D9%86-%D8%A8%D9%88%D9%84%D8%B5/
ويتحول هذا الشعور الآن الى ما يشبه ال deja vu.
ولكننا (نأمل ان) نستمد عزيمتنا ونشحذ جذوة املنا, كوسيلة وغاية, بقراءتنا protype lyric
I hope that you re the one
If not you are the prototype
We ll tiptoe to the sun
And do thangs I know you like
-Prototype Lyrics-
https://www.street---dir---ectory.com/lyricadvisor/song/epjfoa/prototype/)

كارل بوبر معروف, بهذا الشكل او ذاك, لدى عموم القراء في منطقتنا ولكن الكلام نفسه لربما لا ينطبق على ادولف جرونباوم.
وهذا قد يعود الى ضعف شديد في حركة الترجمة الى العربية, وخصوصا الاعمال الفلسفية والنفسية, وايضا بسبب انتشار ثقافة "الاكلات الجاهزة او السريعة". ففي منطقتنا التي يبلغ عدد سكانها ما يقارب 300 مليون نسمة, نجد انها تخلو من جامعة او حتى معهد واحد للعلاج النفسي رغم وجود المئات من الجامعات والمعاهد في تخصصات عديدة اخرى.
كما انه ليس هنالك بورد او تخصص في العلاج النفسي.
يعتبر العديد الفيلسوف سقراط اكثر رجال اثينا القديمة, وربما ايضا عبر كل العصور, حكمة. ومقولة سقراط "اعرف نفسك!"
هي الفكرة التي يتمحور عليها التحليل النفسي والتي تلهمه كعلاج نفسي وكنظرية للعقل.
ولذا يمكن التساؤل:
هل ان اهمال ترجمة ادبيات التحليل او العلاج النفسي (لا توجد حسب علمي ترجمة رسمية موثقة الى العربية للاعمال الكاملة لفرويد كما في الانجليزية من الالمانية), او عدم وجود معاهد او تخصص في العلاج النفسي, هي سبب في انتشار اوبئة اجتماعية من نهب للمال العام وعدم معاملة البشر كقيمة اصيلة وبموجب مبادئ الحداثة؟
هل ان ثقافة منطقتنا المناهضة لسقراط وفرويد وللعلاج النفسي عموما تؤدي الى تفاقم النفعية والنرجسية وعدم تقبل الآخر المخالف, مما يخلق مشاكلا لا عد لها ولا حصر؟
والكلام لا يقتصر هنا على المؤسسات الرسمية فقط, بل يشمل ايضا بالأخص القوى الشيوعية او الماركسية التي تركز فقط على الاجتماعي macroscopic على حساب النفسي microscopic, مما يعبد الطريق لتحول الماركسية, كنظرية حداثة, الى نظرية شمولية لاهوتية لما قبل الحداثة, مناقضة للعلم ومعطياته في عصرنا وغير منسجمة تماما مع لائحة حقوق الانسان!

ولكن يمكننا ان نتعرف بعض الشيء على الفيلسوف ادولف جرونباوم
Adolf Grünbaum
وحياته الشخصية ونشأته الفكرية ومساره الاكاديمي بكلماته نفسه وبكلام ابنته في هذا الفيديو
The Early Life of Adolf Grünbaum, in his own words
https://www.google.com/search?q=adol+grunbaum+youtube&sca_esv=6269066d21daebf6&sxsrf=ADLYWIK6rIM14QH8Zz9wHDgZ1laTd3hcdw%3A1720273065227&ei=qUiJZrDADZ6Ixc8PtYKK8Ag&ved=0ahUKEwjwuODHxJKHAxUeRPEDHTWBAo4Q4dUDCA8&oq=adol+grunbaum+youtube&gs_lp=Egxnd3Mtd2l6LXNlcnAiFWFkb2wgZ3J1bmJhdW0geW91dHViZTIKECEYoAEYwwQYCkjZEVDIAVjIAXABeACQAQCYAdkBoAHZAaoBAzItMbgBDMgBAPgBAZgCAaAC5AGYAwCIBgGSBwMyLTGgB-QC&sclient=gws-wiz-serp#fpstate=ive&vld=cid:ecfec53c,vid:NjWPfnRj2iE,st:0

بخصوص العلاقة المعقدة او العداء بين بوبر وجرونباوم يكتب Bas van Fraassen
-في وقت ما من الثمانينيات. كان ذلك في كلية لندن للاقتصاد، في إحدى ندواتها السنوية حول فلسفة السير Sir كارل بوبر. عندما وجه جرونباوم جل اهتمامه إلى فلسفة التحليل النفسي، في السبعينيات، بدأ هجومًا شاملاً على وجهة نظر بوبر في هذا الموضوع. كان بوبر يعتقد أن التحليل النفسي لا يمكن تكذيبه او دحضه تجريبياً، وبالتالي فهو علم زائف. كان جرونباوم يعتقد العكس: أنه يمكن دحضه تجريبياً، وقد تم دحضه تجريبياً في الواقع.

وبينما عبر جرونباوم عن هذا مرة أخرى في المؤتمر، قاطعه بوبر. كانت مقاطعات بوبر هذه درامية. لاحظ منسق الندوة أن بوبر قام بتشغيل سماعة الأذن الخاصة به، مشيرًا إلى أنه يريد التحدث.

تحدى بوبر جرونباوم أن يقدم حتى مثالاً واحدًا لدحض تجريبي لمزاعم فرويد. قدم جرونباوم مثالاً من أعمال فرويد المبكرة، في تسعينيات القرن التاسع عشر. أجاب بوبر "لا، بعد عام 1900!" لذا قدم جرونباوم مثالاً آخر من عام 1918، إذا كنت أتذكر بشكل صحيح. لم يرد بوبر.
لقد رأيته بوضوح وهو يتلمس سماعة الأذن الخاصة به مرة أخرى.
ولكن بمجرد بدء فترة الأسئلة الرسمية، بدء الكلمة دبليو دبليو بارتلي الثالث، أحد أتباع بوبر.
قال وهو يتصفح كتابات السير كارل (بوبر)، إنني لم أجد سوى ثلاثة مقاطع رئيسية من قبلك عن فرويد، كلها قصيرة، إلى جانب بعض الملاحظات العرضية بما في ذلك ذكر أخته. وإذا أحصيت صفحات انتقادات البروفيسور جرونباوم، فقد تجاوزت بالفعل المائة صفحة ... وهذا، في اعتقادي، رد فعل مبالغ فيه، بالمعنى السريري للكلمة (يقصد هستيري. ط.ا).

هذه هي المرة الوحيدة التي رأيت فيها جرونباوم غاضبًا وبلا كلام...

كتبت نشرة بوبر في مارس 1992 تقريرًا عن مؤتمر لمدة يوم واحد حول فلسفة السير كارل بوبر، والذي يبدأ بطريقة "متحدية" بقولها:
"الغرض الرئيسي من المؤتمر السنوي الذي يستمر ليوم واحد حول فلسفة السير كارل بوبر هو تحفيز المناقشة المثمرة حول فلسفة بوبر. ومن هنا جاءت نبرة التحدي في المحادثات. فالعرض المجرد ممل وغير منتج، ويتم تشجيع المتحدثين على أن يكونوا ناقدين قدر الإمكان. إن روح النقد هذه تتوافق مع أسلوب بوبر في التخمين والدحض: التخمين الجريء الذي يتبعه النقد الشديد".
REPORT ON ANNUAL ONE-DAY CONFERENCE ON THE PHILOSOPHY OF SIR KARL POPPER - Ray Percival
http://www.tkpw.net/newsletter/v4n1-2/node32.html#SECTION000413000000000000000

بدأ جرونباوم في انتقاد بوبر بمقال من جزأين (إجمالي 40 صفحة) في عامي 1977-1978: "هل التحليل النفسي علم زائف؟ كارل بوبر مقابل سيجموند فرويد"،
Is Freudian Psychoanalytic Theory Pseudo-Scientific by Karl Popper s Criterion of Demarcation?
https://philpapers.org/rec/GRNIFP
Is Psychoanalysis a Pseudo-Science? (II)
https://www.jstor.org/stable/40279668
يجب الاعتراف بأن أسلوبه كان يميل إلى الجدل. بعد خطاب جرونباوم الرئاسي في الجمعية الأمريكية للطب النفسي، في عام 1982، القت روث باركان ماركوس، رئيسة مجلس إدارة الجمعية الأمريكية للطب النفسي آنذاك، خطابًا يطلب توبيخ جرونباوم للتعبير عن ازدرائه لعمل الفلاسفة الآخرين. ومع ذلك، كانت كاتبة الرسالة معروفًة بأسلوبها العدائي العدواني
(تعتبر الفيلسوفة الامريكية ماركوس 1921–2012 من اهم فلاسفة النصف الثاني في القرن الماضي. اعمالها الفلسفية المؤثرة تمتد إلى ما هو أبعد من المنطق والميتافيزيقيا. فقد نشرت أعمالاً مهمة في نظرية المعرفة، وفي الإيمان والعقلانية، وفي الأخلاق، وفي المعضلات الأخلاقية والمنطق الأخلاقي
Ruth Barcan Marcus
https://plato.stanford.edu/entries/ruth-barcan-marcus/)
صورة لها في اواخر عمرها
https://www.gettyimages.no/detail/news-photo/merican-academic-philosopher-and-logician-ruth-barcan-news-photo/1270506663)

واود ان اتسائل هنا اذا كان كلا التحليل النفسي والفلسفة, فلسفة الاخلاق, عاجزان عن تخليص الفرد من عدوانيته وعدائه, فلا ادري ما الذي يستطيع فعل هذا؟
البعض قد يقول الماركسية او الدين او الطاوية الخ هو الحل! وفرويد بالطبع سوف لن يقتنع! وهنالك امثلة عديدة اخرى من التاريخ, اضافة الى ماركوس او بوبر او جرونباوم وان كنت لا اود المبالغة هنا, تظهر مثل هذا العجز عن كبح العداوة من قبل اشخاص بلغوا مستوى رفيعا من الثقافة والتحضر, ولا ادري ايضا هل هو ثلبة فردية ام عجز الحضارة نفسها, التي, كما اشرت من قبل, تؤدي, بعرف فرويد, الى العصاب
والاستياء وعدم الرضا والعدوانية. وانه كلما زاد تحضر الانسان او ثقافته ازدادت عدوانيته وغضبه؟! ولكن هل يكذب فرضيتي Bas van Fraassen
بقوله
-المرة الوحيدة التي رأيت فيها جرونباوم غاضبًا وبلا كلام.-؟
لا ادري ما المقصود بالضبط هنا؟ هل كان جرونباوم غاضبا للمرة الأولى, ام غاضبا بدون كلام للمرة الأولى؟ ولكنه كان غاضبا بكل الاحوال. واني اعتقد ان الغضب طاقة مهمة ولا بنبغي كبتها, وانه ينبغي التعبير عنه بطرق مناسبة.
والطب النفسي الرسمي قد يعترض ايضا على سؤالي بالقول ان الغضب او العدوانبة والعدائية قد تكون كلها مستترة وليست ظاهرة. وهذه حالة تسمى في الطب النفسي
Passive-aggressive behavio
-السلوك السلبي العدواني-
-يعرف دكتور دانييل ك. هول-فلافين السلوك السلبي العدواني كنمط من التعبير غير المباشر عن المشاعر السلبية بدلاً من معالجتها بشكل علني. هناك فجوة بين ما يقوله الشخص الذي يُظهِر سلوكًا سلبيًا عدوانيًا وما يفعله.-
What is passive-aggressive behavior?
https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/adult-health/expert-answers/passive-aggressive-behavior/faq-20057901#:~:text=Answer%20From%20Daniel%20K.%20Hall,what%20he%20or%20she%20does. ).

في مناقشته لعمل سيجموند فرويد، مؤسس التحليل النفسي، يزعم هابرماس أن التحليل النفسي هو "المثال الملموس الوحيد لعلم يتضمن التأمل الذاتي المنهجي"، ولكن في حين كان لديه القدرة على تجاوز حدود الوضعية، إلا أن هذا لم يتحقق بسبب "سوء الفهم العلمي للذات"، والذي كان فرويد مسؤولاً عنه.
Habermas, Jürgen (1987). Knowledge and Human Interests
https://hugoribeiro.com.br/area-restrita/Habermas-knowledge-and-human-interests.pdf
المعرفة والمصالح الإنسانية (بالألمانية: Erkenntnis und Interesse) هو كتاب صدر عام 1968 للفيلسوف الألماني يورجن هابرماس، يناقش فيه المؤلف تطور العلوم الطبيعية والإنسانية الحديثة. وينتقد سيجموند فرويد، بحجة أن التحليل النفسي هو فرع من فروع العلوم الإنسانية وليس علمًا (طبيعيا).

وقد اعتبر كتاب هابرماس مضاهيا في قيمته لكتاب بول ريكور حول فرويد-وهل ان التحليل النفسي علم!
Paul Ricœur s Freud and Philosophy
https://www.scribd.com/doc/181043299/Ricoeur-Freud-and-Philosophy

وعدم منح فرويد جائزة نوبل في الطب يلخص موقف المؤسسة الرسمية للعلم وقتها, ولربما الى حد ما, لحد الآن, من فرويد.

-فوفقًا للجان نوبل، التي لم تكتفِ بتجاهل أب التحليل النفسي فحسب، بل انتقدت عمله أيضًا. تم ترشيح فرويد لجائزة نوبل للطب لأول مرة في عام 1915 من قبل طبيب الأعصاب الأمريكي ويليام آلانسون وايت، وتم ترشيح فرويد لجائزة نوبل 13 مرة حتى عام 1938، قبل عام واحد من وفاته في لندن. تم طرح اسم فرويد 12 مرة لجائزة الطب ومرة ​​واحدة لجائزة الأدب. وفي عام 1937، أيد ما لا يقل عن 14 عالمًا بارزًا، بما في ذلك العديد من الحائزين على جائزة نوبل، ترشيح الطبيب النمساوي، الذي كان يحب مقارنة نفسه بكوبرنيكوس وداروين. (المسؤلين الآخرين, اضافة لفرويد, عن الجرح النرجسي البشري) لكن دعمهم كان عبثا. في وقت مبكر جدًا، أدرك فرويد أنه لن يتمكن أبدًا من الفوز بجائزة نوبل للعلوم. كان التحليل النفسي يتعرض بالفعل للهجوم باعتباره ليس علمًا. لقد أصيب بالأذى، كما تقول إليزابيث رودينيسكو، مؤلفة
السيرة الذاتية "فرويد، في عصره وعصرنا".
Freud: In His Time and Ours
https://www.amazon.com/Freud-Time-Ours-%C3%89lisabeth-Roudinesco/dp/0674659562
لوكالة فرانس برس.
في عام 1929، لخص البروفيسور هنري ماركوس من معهد كارولينسكا، مقر لجنة نوبل للطب، بقسوة عدم ثقة المجتمع العلمي بمبدأ فرويد: "إن نظرية التحليل النفسي لفرويد بأكملها، كما تظهر لنا اليوم، تعتمد إلى حد كبير على فرضية"، مع عدم وجود دليل علمي على أن العصاب يمكن إرجاعه إلى وجود صدمة جنسية في مرحلة الطفولة - إذا كانت الصدمة موجودة بالفعل، كما كتب. في وثيقة اكتشفها الأكاديمي السويدي نيلز ويكلوند في عام 2006. واتفقت معه رودينيسكو قائلا: "كان منتقدوه على حق بشأن عقدة أوديب، لأنه أصبح دوغمائيا بشأن ذلك". وأضاف أنه لا يمكن للمرء أن يشطب كامل أعمال فرويد، مشيرا إلى مساهماته المهمة في دراسة النفس وأضاف أنه قبل فرويد، "كان جميع الأطباء النفسيين يعتبرون المرأة الهستيرية مجنونة (مصطلح الهستيريا الغي الآن في تصنيفات الطب النفسي الرسمي. ط.ا)، والطفل الذي يستمني منحرفا، والمثلي جنسيا منحطا". وفي مواجهة عدم اهتمام لجان نوبل العلمية به، حاولت صديقة فرويد المقربة ومترجمته الأميرة ماري بونابرت من فرنسا حشد الدعم لمنحه جائزة نوبل للآداب بدلاً من ذلك، وذلك عندما كان في السبعينيات من عمره وكان يعاني من سرطان الفك (اجريت له العديد من عمليات الفك الذي ازيل نصفه وركب له مكانه نصفا اصطناعيا. وسبب له السرطان الما هائلا وصعوبات بالغة في الاكل والشرب والنطق وحتى كلبه نفر منه بسبب الرائحة الكربهة المبعثة من فكه. وقبل سنة من وفاته غادر فينا, كرجل يحتضر, الى لندن وذلك لتجنب القمع النازي بسبب اصوله اليهودية. وفي لندن اصبح الالم لايطاق, لربما ايضا بسبب الشعور بالوحدة وافتقاد وطنه الأم, فتم اعطاءه حقنة دواء لانهاء حياته بالموت الرحيم.
ط.ا ).
وكان رومان رولاند، الروائي الفرنسي الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1915، في وضع جيد لترشيح فرويد - الذي كان يتراسل معه ولكنه لم يكتب سطرًا واحدًا من الرواية. في 20 يناير 1936، كتب رولاند إلى الأكاديمية السويدية ليقترح اسم فرويد. وفي الرسالة - المحفوظة في أرشيفات الأكاديمية - سعى رولاند إلى استباق أي تحيز قد يكون لدى أعضائها ضد فرويد. وكتب "أعلم أنه للوهلة الأولى قد يبدو العالم اللامع أكثر ملاءمة لجائزة الطب". "أعماله العظيمة... مهدت الطريق لتحليل جديد للحياة العاطفية والفكرية؛ وفي السنوات الثلاثين الماضية، تأثر الأدب به بشكل عميق." وأهمل رولاند أن يذكر أن فرويد قد فاز بجائزة جوته المرموقة عام 1930. لم يتقن بير هالستروم، السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية في ذلك الوقت، كلماته بشأن ترشيح فرويد: وكتب قبل أن يضيف على عجل: "عندما يتعلق الأمر بعرض بنظرياته، فمن السهل ملاحظة بلاغة وسيولة ووضوح ديالكتيكه. كما أنه يتمتع بلا شك بأسلوب أدبي متميز وغير متكلف للغاية". ربما منذ "تأويل الأحلام", العمل الفعلي الذي يقوم عليه مذهبه بأكمله." وخلص إلى أن فرويد "لا ينبغي أن يمنح أي أمجاد شاعر، بغض النظر عن مدى شاعريته كعالم".
بعد مرور ثمانين عامًا، أصبح أود تسيدريش، المدير الإداري للأكاديمية، أكثر دبلوماسية بعض الشيء: "كانت المنافسة شديدة للغاية" في عام 1936، كما قال عن العام الذي حصل فيه الكاتب المسرحي الأمريكي يوجين أونيل على الموافقة. رفض ألبرت أينشتاين، الحائز على جائزة في الفيزياء عام 1921، تأييد ترشيح فرويد لجائزة الطب عام 1928. وكتب أينشتاين، وفقًا للمؤرخ جون فوريستر: «فيما يتعلق بمضمون الحقيقة في تعاليم فرويد، لا أستطيع التوصل إلى قناعة بنفسي، ناهيك عن إصدار حكم من شأنه أن يكون بمثابة تفويض للآخرين». وبعد خمس سنوات، واصل أينشتاين وفرويد نشر كتاب "لماذا الحرب؟" سلسلة من الرسائل بينهما تناقش السلام والعنف والطبيعة البشرية. في مايو 1939، بعد قراءة كتاب فرويد الأخير "موسى والتوحيد"، مدحه صاحب النظرية النسبية مجاملة غامضة: وكتب قبل أن يضيف: "أنا معجب بشكل خاص بإنجازاتك، كما أفعل مع كل كتاباتك"، قبل أن يضيف: "من وجهة النظر الأدبية".
Freud and the Nobel trauma
https://www-thejakartapost-com.translate.goog/life/2017/09/30/freud-and-the-nobel-trauma.html?_x_tr_sl=de&_x_tr_tl=ar&_x_tr_hl=de&_x_tr_pto=wapp

قد يختلف, او يتفق, معي البعض عندما ازعم ان الولايات المتحدة اكثر الدول حضارية (ليس كموروثا تاريخيا) من غيرها من دول العالم الغربي, وخصوصا من ناحية العلم والتكنولوجيا والفن-السينما والمسرح, ولكن يبدو انها تثبت مقولة فرويد بارتباط الحضارة بالعصاب والاستياء, وذلك بكونها الدولة الأكثر عنفا حتى على الصعيد الداخلي:
Americans are twenty-five times more likely to be shot than their counterparts in other wealthy, so-called advanced countries, and with less than half the population of those two dozen other countries combined, eighty-two percent of all gun deaths take place here. The difference is so large, so striking, so disproportionate to what goes on elsewhere, that one must ask why. Why is America so different—and what makes us the most violent country in the Western world
- الأمريكيون أكثر عرضة للإصابة بالاسلحة النارية بخمسة وعشرين مرة من نظرائهم في الدول الغنية الأخرى، والتي تسمى الدول المتقدمة، ومع وجود أقل من نصف سكان تلك الدول العشرين الأخرى مجتمعة، فإن اثنين وثمانين بالمائة من جميع الوفيات الناجمة عن الأسلحة النارية تحدث هنا. . إن الفارق كبير للغاية، وملفت للنظر، وغير متناسب مع ما يحدث في أماكن أخرى، حتى أن المرء يجب أن يتساءل عن السبب. لماذا أمريكا مختلفة إلى هذا الحد، وما الذي يجعلنا البلد الأكثر عنفاً في العالم الغربي؟
Paul Auster: Why Is America the Most Violent Country in the Western World?
On the Normalization of Gun Culture in the United States
https://lithub.com/paul-auster-why-is-america-the-most-violent-country-in-the-western-world/
يتبع