هل اسرائيل في طريقها للزوال؟
سامي الذيب
الحوار المتمدن
-
العدد: 7402 - 2022 / 10 / 15 - 08:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس من عادتي نقل مقال ليس مني. ولكن أرى أن هذا المقال يستحق القراءة والتفكير في زمن يساع فيه بائعو ضمائرهم للشيطان للتطبيع مع إسرائيل
راجيًا المتابعين التعليق عليه
------------
الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
نقلا عن صحيفة رأي اليوم بتاريخ 15 اكتوبر 2022
https://bit.ly/3MvHWLb
الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
نقلا عن صحيفة رأي اليوم بتاريخ 15 اكتوبر 2022
https://bit.ly/3MvHWLb
الكيان يُناقِش زواله… رئيس الموساد: “عدوّنا الحقيقيّ نظام الإبادة الذاتيّة وليس إيران وفلسطين”.. ستّون بالمائة يؤيّدون الهجرة.. مؤرّخٌ: “إسرائيل تتفكّك وتنهار داخليًا بصورةٍ متسارعة ويجب الهجرة”… “العرب والمسلمون سينتصرون واليهود مطارَدين ومقتولين”
---------------------------------
تامير باردو الرئيس الأسبق لجهاز (الموساد)، الاستخبارات الخارجيّة، كان السبّاق في تحذير الإسرائيليين من زوال الكيان، ففي شهر حزيران (يونيو) الماضي نشر مقالاً في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، أكّد فيه أنّ الإيرانيين والفلسطينيين هم ليسوا الأعداء الحقيقيين، مؤكِّدا أنّ الإسرائيليين هم أعداء أنفسهم، أوْ كما أسمى الظاهرة بمنظومة الإبادة الذاتيّة، وإذا كان الحال كذلك، فلماذا تقوم إسرائيل بتهديد إيران بتدمير برنامجها النوويّ؟ ولماذا تقمع وتبطش بالفلسطينيين، وتمتنِع عن علاج العدوّ الحقيقيّ، الذي يعيش داخلها ويأكل من خيراتها، وبعد ذلك، فجأةً ودون سابق إنذار، يحمل أمتعته مع عائلته ويُهاجِر من الكيان إلى إحدى الدول الأوروبيّة، أوْ إلى كندا والولايات المُتحدّة؟
ما من شكّ بأنّ السلطات ذات الصلة تُحاوِل إخفاء ظاهرة ما يُسّمى إسرائيليًا بـ(الهجرة المعكوسة)، مع ذلك فمنذ مطلع عام 2020، غادر ما يقارب 16 ألف يهودي إسرائيل، بسبب صواريخ المقاومة الفلسطينية، التي باتت تشكّل تهديدًا كبيرًا لحياتهم، ولم يتوفّق الأمر عند هذا الرقم، فلقد نشرت وزارة الاستيعاب الإسرائيلية معطياتها عن الهجرة اليهودية، وفق دراسة أعدّتها، فجاءت مفاجئة وصادمة للأوساط الإسرائيلية، لأنّها أظهرت أنّ ثلث اليهود في إسرائيل يؤيدون فكرة الهجرة، وعلى وجه خاصٍّ بعد المواجهة العسكرية مع المقاومة الفلسطينية في أيار (مايو) 2021. ووفقاً لأرقام الوزارة ذاتها، غادر إسرائيل 720 ألف مستوطن إسرائيلي، واستقروا في الخارج بصورة رسمية منذ مطلع العام الماضي، 2021، وهذا العدد مُرشّح للارتفاع في هذا العام، بعد أنْ ضربت المقاومة الفلسطينية مفهوم الأمن القوميّ الإسرائيليّ في مقتل، وأصبحت، باعترافٍ إسرائيليٍّ رسميٍّ، كلّ بقعة مستباحة وتحت مرمى صواريخ المقاومة من غزّة وحزب الله اللبنانيّ.
إسرائيل بدأت تتفكّك وتنهار داخليًا، بصورة متسارعة، وهذا ما أكده أستاذ العلوم العسكرية في الجامعة العبرية في الجامعة العبريّة بالقدس المحتلّة، البروفيسور مارتين فان كارفيلد، والمعروف أنّه من أشدّ الداعين إلى طرد جميع العرب من إسرائيل، حيثُ قال إنّ “تدهور الجيش الإسرائيلي بدأ من الرأس حتى القاع، أيْ من القيادة حتى الجنود، بسبب تفشي ظاهرة إدمان المخدِّرات والتجارة فيها، وبيع الجنود أسلحتهم لفصائل المقاومة الفلسطينية للحصول على المال، وتصاعد منسوب هجرة الإسرائيليين إلى أوروبا وأمريكا. هذا الصراع ضد الفلسطينيين خاسر، وسينتهي بنهاية دولة إسرائيل في نهاية المطاف”.
من ناحيته، شدّدّ المؤرخ الإسرائيليّ، بيني موريس، على أنّه “خلال سنوات سينتصر العرب والمسلمون، ويكون اليهود أقلية في هذه الأرض، إمّا مطارَدين وإمّا مقتولين. وصاحب الحظ من يستطيع الهرب إلى أوروبا أو أمريكا”، وفي الوقت عينه، صرّح به الرئيس الأسبق لجهاز (الموساد) الإسرائيلي، شبطاي شافيط إذ قال إنّ الإسرائيليّ “قد يجد نفسه يومًا ما يحزم أمتعته ويغادر دولة إسرائيل”، وأيضًا المقال الذي نشره الإعلام الصهيونيّ الـ(تقدّميّ)، غدعون ليفي، في صحيفة “هآرتس” العبريّة، يوم الـ13 من أيار (مايو) الماضي، في ثالث أيام معركة “سيف القدس”، قائلاً إنّ “وجهتنا يجب أنْ تكون أوروبا، وعليهم أنْ يستقبلونا كلاجئين. أعتقد أنّ هذا أفضل من أن نؤكَل أحياءً من العرب”.
وهو يصبّ في المضمون ذاته لما قال الصحافيّ الإسرائيليّ الشهير، يارون لندن: “أعدّ نفسي لمحادثة مع حفيدي لأقول له إنّ نسبة بقائنا في هذه الدولة لن تتعدى 50 بالمائة. ولمن يُغضبهم قولي هذا، فإنني أقول لهم إنّ نسبة 50 بالمائة تُعَدّ جيدة، لأن الحقيقة أصعب من ذلك”.
أمّا المفكر اليهودي البريطاني، جون روز، وهو صهيوني سابق فأكّد أنّ “هناك تراجع ملحوظ في الهجرة إلى إسرائيل، يوجد الآن إسرائيليون كثر يغادرون إسرائيل، فلقد سئموا من السياسة والفشل في ضمان الحماية لأنفسهم. عاجلاً أو آجلاً، هذا الوضع داخل هذه الدولة سينهار، ولا أرى مستقبلاً لإسرائيل في المدى الطويل”.
وما عبّر عنه رئيس الكنيست الأسبق، إبراهام بورغ، في مقال له نُشر في “واشنطن بوست”، يصبّ في السياق ذاته، إذ قال “إنّ إسرائيل على أبواب نهاية الحلم الصهيونيّ، وتتجه نحو الخراب “. ودعا، في مقالته، الإسرائيليين إلى امتلاك جواز سفر آخر، كما أوضح أنّه هو نفسه امتلك جواز سفر فرنسيًا.
على صلةٍ كشفت نتائج استطلاع للرأي بين الإسرائيليين، أنّ 40 بالمائة منهم يفكرون في الهجرة المعاكسة، أيْ مغادرة فلسطين والعودة من حيث أتوا، وطرحوا لذلك تفسيرات عديدة، كالتدهور الحاصل في إسرائيل لأسباب كثيرة ومتنوعة، منها: الوضع الاقتصاديّ، عدم المساواة، وخيبة الأمل بسبب تعثر التسوية مع الفلسطينيين.
وفي السياق عينه، وحسب دراسة صادرة عن مركز تراث (بيغن)، فإنّ 59 بالمائة من اليهود في إسرائيل توجهوا أوْ يفكرون بالتوجه إلى سفاراتٍ أجنبيّةٍ للاستفسار وتقديم طلبات للحصول على جنسياتٍ أجنبيّةٍ، بينما أبدت 78 بالمائة من العائلات اليهودية دعم أبنائها الشباب للسفر إلى الخارج.
إلى ذلك، وعلى وقع تنامي القلق لدى الإسرائيليين من الهجرة الجماعيّة، قال كلمان ليبسكيند الكاتب اليمينيّ في مقال بصحيفة (معاريف) العبريّة إننّا “أمام ظاهرة متزايدة في المجتمع الإسرائيلي تتمثل في نشوء طبقة متنامية من اليسار الإسرائيلي، تبتعد عن الصهيونية وإسرائيل، ويتراجع اهتمامها أقل فأقل بالدولة اليهودية، بل إنّها نفسها تدير خطابًا نشطًا يقظًا ضد المشروع الصهيونيّ بأكمله، يدعون لإعادة قراءة أحداث النكبة، والدولة الفلسطينية، وحقيقة حدود 48 و67″، على حدّ تعبيره.
إلى ذلك، أكّد الجنرال في الاحتياط شاؤول أرئيليّ، المُستشرِق الإسرائيليّ المختّص بالصراع العربيّ-الصهيونيّ أنّ الكيان الذي اعتمد عددًا من الاستراتيجيات قد فشلت في تحقيق وتجسيد الحلم الصهيونيّ على أرض فلسطين المحتلة، وهي تواصل السير في الطريق نحو فقدان هذا الحلم.
في السياق عينه، ما زال مقال الصحافيّ الإسرائيليّ آري شافيط، من صحيفة (هآرتس)، والذي جاء تحت عنوان: “إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة”، يقُضّ مضاجع صنّاع القرار بالكيان، حيث كتب “أنّه يُمكن أنْ يكون كلّ شيء ضائعًا، ويمكن أننّا اجتزنا نقطة اللا عودة، ويمكن أنّه لم يعُد من الممكن إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وتحقيق السلام، ويمكن أنّه لم يعُد بالإمكان إعادة إصلاح الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم البلاد”.
وتابع: إذا كان الوضع كذلك فإنّه لا طعم للعيش في البلاد، يجب مغادرة البلاد. لافتًا إلى أنّه إذا كانت الإسرائيليّة واليهوديّة ليستا عاملين حيويين في الهوية، وإذا كان هناك جواز سفر أجنبيّ، ليس فقط بالمعنى التقنيّ، بل بالمعنى النفسي أيضًا، فقد انتهى الأمر. يجب توديع الأصدقاء والانتقال إلى سان فرانسيسكو أوْ برلين.
وأوضح أنّ الإسرائيليين منذ أنْ جاءوا إلى فلسطين، يدركون أنّهم حصيلة كذبة اخترعتها الحركة الصهيونيّة، استخدمت خلالها كلّ المكر في الشخصية اليهوديّة عبر التاريخ، ومن خلال استغلال الـ(محرقة) وتضخيمها، استطاعت الحركة أنْ تقنع العالم بأنّ فلسطين هي أرض الميعاد، وأنّ الهيكل المزعوم موجود تحت المسجد الأقصى، وهكذا تحوّل الذئب إلى حمَلٍ يرضع من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين والأوروبيين، حتى بات وحشًا نوويًا، مُشيرًا إلى أنّ الإسرائيليين يُدركون أنّ لا مستقبل لهم في فلسطين، فهي ليست أرضًا بلا شعب، كما كذبوا، كما قال.