شاهد على الأحداث - علامات استفهام حول السنوار


سامي الذيب
الحوار المتمدن - العدد: 8140 - 2024 / 10 / 24 - 00:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

انقل لكم رسالة وصلتني من رجل قانون في الداخل الفلسطيني
---------------------------------------------------------
وقد قمت بتسجيله في قناتي
https://www.youtube.com/live/HWUgE8Zzirk
فأرجو الإستماع لهذا التسجيل

من موقعي في الداخل الفلسطيني، اي من اسرائيل، وبحكم ان العبرية هي لغة دراستي وعملي، فإنني أتابع الاعلام العبري، المقروء منه والمسموع والمرئي، شأني في ذلك شأن أغلب أبناء شعبنا في الداخل وفي الشتات ممن تعلموا العبرية، او بالعبرية.

ليست لدي أدلة، لا دامغة ولا اقل من ذلك، لما أدّعي؛ ولكني ساسجل ههنا شهادتي لما رايت وسمعت في الاعلام العبري:

بعد صفقة تبادل الاسرى مع الجندي المخطوف چلعاد شاليط عام ٢٠١١، اطلقت اسرائيل سراح اكثر من الف اسير فلسطيني، ومن بينهم كان مَن إن لم يكن يحيى سنوار.
وكان السنوار قد سجن بعد الانتفاضة، عام 1989 ، بعد ان أصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية في غزة بحقه أربعة أحكام مؤبدة "وطبشة"، بعد إدانته بقتل أربعة فلسطينيين اتُّهموا بالتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي؛
مما يعني انه لم يقتل اسرائيليا ابدا.

خلال فترة سجنه عانى السنوار عام ٢٠٠٥ من مرض في رأسه وخضع للعلاج وللجراحة في مستشفيات اسرائيل، حيث استؤصلت من دماغه جلطة دم متخثرة، وقيل ورم خبيث.
ولقد مُنع السنوار عن اهله طيلة خمس سنوات متتالية بحجج اسرائيلية أمنية واهية حتى اطلق سراحه كما تقدم مع انصرام العام ٢٠١١.

منذ العام ٢٠١٢ او بعد ذلك بقليل، ولست اذكر على وجه الدقة، صرنا نسمع في الاعلام الاسرائيلي كل يوم عشرمية مرة "يحيى سنوار زعيم حركة حماس في غزة .. يحيى سنوار زعيم حماس في غزة"، المرة تلو المرة تلو المرة تلو المرة بهدف غسيل ادمغة المشاهدين وطبع هذا المصطلح في الذاكرة الجمعية الاسرائيلية.
ومما اثار دهشتي في حينه ان هذا التوصيف جاء على لسان صحفي يميني حاقد متطرف مختص في الشأن الفلسطيني مجند في الشاباك او الموساد اسمه تسڤي يِحِزكيلي.

استغربتُ حينها: من اين برز هذا الاسم فجأة ، ولم اكن قد سمعته من قبل ! كيف هبط فجأة مجهول على رأس الجناح العسكري لحركة حماس في غزة، دون ذكر او استشارة او مشاركة الضفة، وكأن ليس في الضفة ذراع لحماس، ان لم نقل حتى اشرس وأعتى وأقوى من ذراع غزة.

منذ تلك الايام وانا أتابع هذا الرجل باهتمام في محاولة لسبر غوره وحل هذا اللغز؛ وكلما شاهدته على الشاشة ترك لدي شعورا بعدم الارتياح.

أكرر أن ليس لدي أدلة على ما تقدم ولكنني اسجل شهادتي الحية على مواكبتي للاحداث وللاخبار لاكثر من عقد من الزمن.

كنت اقول في سرّي، إن هذا الرجل لا بد قد جُنّد خلال فترة سجنه ليزرع فيما بعد في الحركة بعد تحريره، وما كان اسهل على اسرائيل الموافقة على اطلاق سراحه، فيداه ليستا ملطختين بدم يهودي بل، لفرحة اسرائيل الكبري، بدم فلسطيني نقي من دماء اولاد بلده وجلدته.

لم أجرؤ على قول ذلك خارج اطار عائلتي وكان اولادي يتهمونني كل مرة أنني وقعت فريسة نظرية المؤامرة بهذا الادعاء : اسرائيل عقدت صفقة مع السنوار ابان مرضه قائلة: ننقذك بشرط ان تتجند لصالحنا. ومن البديهي ان يقوم الامن الاسرائيلي بتوثيق الامر بتسجيل مرئي ومسموع؛ فإن أنكر فضحوه.

تجدر الاشارة هنا ان الامن الاسرائيلي ولست اذكر مَن صرح، كان صرح اكثر من مرة ان السنوار كان معروفا بصلاته الحميدة مع الامن الاسرائيلي، فيعصف السؤال من تلقاء نفسه: كيف لمن تربطه صلات حميدة مع الامن الاسرائيلي ان يصبح زعيم حماس في غزة ؟!

في الشهر الاخير ، وبعد ان افتضح امر بيع البيجرات واللاسلكي لحزبالة وكيف خططت اسرائيل لهذا الامر منذ ٢٠٠٦ وبيّتت الخطة للقضاء عليه منذئذ، منتظرة الفرصة السانحة للانقضاض عليه لتمزيقه اربا،
تجند "خسرالله" لنجدة اسرائيل ليزودها بالذريعة الكافية لتشن عليه حربا لابادته، بأن فتح ما يسمّى بحرب الاسناد لغزة، وراح يتحرش بالوحش الاسرائيلي المنفلت من عقاله لكي يمكنه منه لينقض عليه وعلى حزبه وعلى بلده فيدمرهم تدميرا كاملا.
تركَتْه اسرائيل يقصف شمالها ويفرغ من سكانه مئة الف مواطن (وفيهم عرب ايضا) كيما يكتمل تركيب كامل قطع البازل اللازم لاسرائيل لالقاء اللوم على حزبالة ان هي شنّت الحرب الساعية لابادته.

بالمثل راحت اسرائيل كذلك تخطط منذئذ للقضاء على حماس وغزة بعد التأكد من ان اللائمة ستقع على الضحية؛ فيسّرت اختراق عناصر حماس من غزة لحدودها الاكثر امنا والمدججة باحدث تقنيات المراقبة الالكترونية بحيث لو طار كيس نايلون لالتقطته مجسات الاستشعار والكاميرات ولدوّت صفارات الانذار واقامت الدنيا ولم تقعدها ولصوبت الاسلحة الروبوتية وغيرها من المعدات الاكثر تشددا وإحكاما وحساسية جام رصاصها باتجاه الكيس الطائر .

أفرغت اسرائيل حدودها مع غزة من عناصر جيشها وتركت الميدان لحميدان ليعيث فيها فسادا وكأنها حدود بين دولتين في اوروبا لا خوف منهما.
اطلقت اسرائيل العنان للسنوار بموجب الاتفاق المبرم معه ولعناصر حماس كيما يداهموا المستوطنات الاسرائيلية المتاخمة للحدود ويعيثوا فيه فسادا كما يحلو لهم دون رقيب او حسيب. تركتهم اسرائيل ١٢ ساعة على الاقل قبل ان تشرع فلول جيش "الدفاع" بالعودة الى الجنوب لاحتلال مواقعه ومهاجمة مسلحي حماس.
قدّم السنوار، بمقتضى الاتفاق المبرم المذكور، الذريعة الكافية لاسرائيل لكي تنقضّ على غزة وتمزق هذا "الورم" الذي التصق بظهرها وقوامه ٢،٥ مليون فلسطيني احتشد في اكبر چيتو في العصر الحديث.
راحت اسرائيل اذن تنفذ خطتها المبيتة منذ سنين والتي خططت لها وسعت اليها رويدا رويدا خلال عشرين سنة للتخلص من ورم غزة كما كانت تخلصت من الورم في راس السنوار .