المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبريل والله لم يتكلم ابدا جزء 5


سامي الذيب
الحوار المتمدن - العدد: 8007 - 2024 / 6 / 13 - 10:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

قمت بتحقيق ونشر مجانا كتاب المرحومة نهى محمود سالم على موقع اكاديميا
https://www.academia.edu/120730302
ويمكنكم الحصول على الكتاب الإلكتروني من
https://www.amazon.com/dp/B0D6L1TJS3
.
وعملت عدة مقابلات معها وعدة حلقات عنها تجدوها في قناتي
https://www.youtube.com/user/samialdeeb
وأنشر هنا فصول هذا الكتاب على حلقات
---------------------------------
.
الفصل الرابع
المرأة في القرآن
.
يقول الشيخ الشعراوي في كتابه "المرأة في القرآن الكريم: "وما حورب الإسلام من المستشرقين مثلما حورب بقضايا المرأة".
وهذا صحيح فان الأديان بها الكثير من الاهانات والظلم والتحقير للمرأة. وقضية المرأة في الإسلام حدث فيها مناقشات كثيرة بين منتقد ومدافع وهي سبب رئيسي للتشكيك والطعن في الإسلام.
ومجرد القول ان هناك من ينتقد الإسلام ويحاربه ويطعن فيه فهذا وحده دليل على ان هذا التشريع غير إلهي وغير معجز لأنه يوجد فيه عيوب ونقائص وسلبيات يأخذها عليه المنتقدون ولو كان معجزا ما وجد المنتقدون ما يأخذونه عليه.
وقد اضاع العلماء اعمارهم وأهدروا وقتهم وجهدهم في الدفاع عن النقائص في الإسلام دون جدوى فكل ما ينتقد به الإسلام صحيح وواضح ومن الأفضل الاعتراف بالسلبيات بدلا من إهدار الطاقة في الدفاع عن الباطل.
والذين يهاجمون الإسلام في قضايا المرأة بالذات فان لهم كل الحق في ذلك لان هذه النقطة هي نقطة ضعف في التشريع الإسلامي لأنه يحتوي على عيوب وأخطاء قاتلة.
وقد لاحظت نقطة هامة هي ان كل المدافعين عن قضايا المرأة في الإسلام يجب ان يبدأوا كلهم بلا استثناء بجملة واحدة لا يوجد غيرها وهي: "كانت المرأة قبل الإسلام". ويذكروا وضعها المتدن قبل الإسلام وفي الحضارات القديمة وفي اوروبا في العصور الوسطى وذلك لكي يثبتوا ان الإسلام أنصف المرأة وحسن وضعها. وهذه المقارنة هامة بالنسبة للمدافعين لان الإسلام رفع شأن المرأة في ذلك الوقت، ولكنه بلا شك ظلمها اليوم. فإذا قارنا وضع المرأة في الإسلام بالحقوق التي حصلت عليها اليوم في الدول المتقدمة فان الإسلام يكون قد ظلم المرأة ظلما كبيرا وحرمها من حقوقها وسلبها حريتها وحقرها. وإذا كان الإسلام قد جاء في وقت كانت أوضاع المرأة مؤسفة جدا فحسن هذا الوضع قليلا، ولكن بعد مرور 14 قرن من الزمان لا يصلح الآن لإنصاف المرأة التي ارتفع شأنها اليوم وهو بمثابة ردة للمرأة اليوم.
وانا انصح الذين يدافعون عن الإسلام ان يوفِّروا جهدهم ووقتهم الذي يضيع هدرا في الدفاع عن أخطاء واضحة جلية. ومن الخير ان يعترفوا ويقروا بالسلبيات في الإسلام تجاه المرأة وان هذا التشريع بشري وليس إلهي وسننتقي منه العقلاني والمفيد والملائم لهذا العصر.
الآيات التي تخص المرأة وتتناقض مع العدل والرحمة والمساواة وحقوق الإنسان.
الهجر في المضاجع من حق الزوج فقط.
الآية: «وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ" (النساء 34). هنا يأمر محمد الزوج بهجر الزوجة في الفراش لتأديبها وعقابها لما يسببه هذا الهجر من الم نفسي وحرمان جسدي. والحديث الصحيح يقول: "ايما امرأة باتت هاجرة فراش زوجها فان عليها لعنة الله حتى تصبح". أي ان الإسلام يحرم على المرأة ان تهجر فراش زوجها وتمتنع عن تلبية رغبته لسوء خلقه ومعاملته لها. وهذا تمييز ضد المرأة واضطهاد لها وانتقاص من حقها في المساواة والعدل.
وفي الإسلام رغبة الرجل الجنسية مُقدَّسة ويجب ان تلبى في الحال بصرف النظر عن رغبة المرأة ومشاعرها واستعدادها ويجب ان تلبى رغبة زوجها ولو كانت على ظهر جمل او أمام الفرن. اما رغبة المرأة وحاجتها وإشباعها فمهملة. لماذا يعطى الإسلام الزوج الحق في ايلام الزوجة بإهمالها وهجرها ولا يعطى المرأة نفس الحق؟
الآية: "وَاضْرِبُوهُنَّ" (النساء 34).
هذه الآية كانت من اهم أسباب التحوُّل الفكري الذي حدث لي من الاصولية الى العقلانية.
هذا امر صريح ومباشر بضرب الزوجات لتأديبهن وهذه الآية من الآيات الواضحة التي توكد ان محمد هو مؤلف القرآن وانه غير مرسل من الله. فالله رحيم وعادل ولا يرضى الإهانة والذل والدونية والايذاء النفسي والبدني للمرأة. ويحرم في الإسلام ضرب الحيوان وايذائه وتعذيبه ويأمر بضرب الزوجات أي ان مكانة المرأة في الإسلام أقل من الحيوان.
سبب نزول الآية: اشتكت النساء لمحمد من ضرب الأزواج فامر بعدم ضربهن وحرم ذلك فجاء الرجال واشتكوا لمحمد عصيان الزوجات وتمردهن على الأزواج بعد الأمر بعدم ضربهن فقال هذه الآية. وهذا يدل على ان محمد كان يقول الآيات كرد فعل على الأحداث والأقوال والأشخاص حوله. وقد تأثَّر محمد في هذا الأمر بالبيئة العربية التي كان يسود فيها الفكر الذكوري ودونية المرأة. وفي الغرب يسمى الإسلام الدين الذي يأمر بضرب النساء.
والمدافعون عن الآية يقولون ان الضرب ضروري لبعض النساء انه حل بديل للطلاق الذي هو اسوا من الضرب. وبالتجربة العملية (عندما ضربني زوجي السابق وابو أولادي) فان الضرب يولد إحساسا قاسيا بالمهانة عند المرأة وجرحا غائرا لا ينسى مهما مرَّت السنين. وينشأ كسرا في العلاقة الزوجية لا يمكن إصلاحه ابدا ويكون السبب الأول في الطلاق وليس منعه. فعندما يضرب الزوج زوجته يجرح كرامتها فتحاول رد كرامتها المهانة بضربه فيشتعل غيظا ان تجرؤا زوجته على اهانته وهي الأضعف فيزيد قوة الضرب وقسوته ويتحوَّل الأمر الى ساحة معركة وقد ينتج عن ذلك اصابات (كسر لي ضلع) او عاهات او حتى جريمة قتل مع الغيظ والانفعال وانفلات الاعصاب. ولا يمكن ان يكون الضرب والايذاء والإهانة طريقة لحل المشاكل الزوجية والغاية لا تبرر الوسيلة، وكنت سأتأكّد ان القرآن من عند الله حقا إذا أمرت الآية بحب الزوجة وتقديم هدية لها كمحاولة للصلح بدلا من الضرب.
وماذا يكون موقف الأولاد وشعورهم وإحساسهم وهم يشاهدون والدهم وهو يضرب والدتهم؟ لقد أكّد الطب النفسي خطورة وقسوة هذا الموقف على نفسية الأولاد الذي يؤدي الى اضطرابهم وتشوههم النفسي.
والمدافعون يقولون ان الضرب هو الخيار الاخير وان قبله الوعظ والهجر. وان محمد امر بالضرب بالسواك وتجنب الوجه. وفي الواقع انه عند غضب الزوج وانفعاله وعند حدوث مشكلة فان الضرب يكون هو الخيار الأول ويكون بالصفع على الوجه. والقرآن أرسى المبدأ واعطى النور الاخضر للأزواج وكل يتصرف حسب حالته النفسية وبيئته. والأمر بضرب الزوجات غرس في النفوس الإحساس بدونية المرأة وكرس النظرة الفوقية الذكورية.
الآية: "الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ".
الطلاق تمييز ضد المرأة (مأساة المرأة المسلمة).
يعطى الإسلام الرجل الحق في تطليق زوجته بمجرد النطق بكلمة الطلاق. اعتقد الإنسان البدائي في التأثير السحري للكلمة وقدرتها على فصم العلاقة الزوجية الممتدة عشرات السنين. وبهذا يملك الزوج بإرادته المنفردة الحق في انهاء علاقة زوجية امتدت لسنوات طويلة. ويكون مصير الزوجة وأولادها هو الشارع، لولا ان القانون وليس الشرع اعطى للحاضنة حق المكوث في الشقة لحين انتهاء حضانة أولادها وبعد ذلك تذهب الى الشارع ايضا. وقد يكون السبب في الطلاق نزوة طارئة او شهوة عابرة. وقد لا يكون الطلاق بسبب المرأة وغير راغبة فيه. وانما الزوج يريد بدء حياة جديدة مع زوجة أصغر سنا وأجمل شكلا.
اما إذا تضررت المرأة من حياتها الزوجية بسبب عدم إشباع الزوج لها واهماله لها وعدم اهتمامه بها جنسيا او سوء عشرة زوجها لها وضربه واهانته وعنفه او بسبب نزواته العاطفية او بخله او غيرها من الأسباب الجوهرية التي تجعل الحياة الزوجية مستحيلة فان المرأة يجب ان تلجا الى القضاء وتدخل ساحة المحكمة لتثبت الضرر وقد تحصل او لا تحصل على الطلاق.
وقد صدر عن منظمة (هيومن رايتس ووتش) المدافعة عن حقوق الإنسان تقرير بعنوان: "بمعزل عن العدالة حرمان المرأة من المساواة في حق الطلاق في مصر" جاء فيه: "ينطوي نظام الطلاق في مصر على تمييز ضد المرأة ويهدر حقها في انهاء حياتها الزوجية بينما يتمتع الرجال بحق غير مشروط في الطلاق. لذلك فهم ليسوا بحاجة مطلقا لدخول قاعة المحكمة من أجل ايقاع الطلاق. اما النساء فيتعين عليهن اللجوء للقضاء لتطليقهن من أزواجهن ليواجهن بعد هذه الخطوة ما لا يعد ولا يحصى من العقبات الاجتماعية والقانونية".
ان المرأة المسلمة التي تسعى للطلاق تجد نفسها بين شرين كلاهما مر فإذا طلبت تطليقها للضرر يجب عليها مكابدة الحيرة لسنوات طويلة لحين يحسم القضاء دعواها وإذا سعت للحصول على طلاق سريع عن طريق الخلع وجدت نفسها مضطرة للتنازل عن جميع حقوقها المالية بما فيها مهرها. وإذا تركت الزوجة زوجها بدون موافقته يمكنه ان يرفع عليها دعوى للطاعة فتعود مرغمة ذليلة الى بيت الزوجية الذي ترفض العيش فيه.
وبسبب العقبات التي تواجه المرأة في اجراءات الطلاق تضطر الكثيرات للتنازل عن حقوقهن. وعدم ترك منزل الزوجية الذي تتعرض المرأة فيه للعنف والايذاء الجسدي.
والحجة الجاهزة دائما هي عاطفية المرأة ورهافة احاسيسها وتغليب العاطفة على العقل في تصرفاتها وهي حجة واهية وغير مقنعة ولا تبرر عدم المساواة والظلم. وكما ان المرأة عاطفية فان الرجل تتحكم فيه شهواته ونزواته وجريه وراء متعته.
وبهذا يتضح ظلم الأديان للمرأة وعدم تحقيق المساواة والعدل.
والعدل ان يتم الطلاق باتفاق وتراض بين الطرفين وحصول الزوجة على نصف ثروة الزوج التي كونها منذ بداية الزواج ورحلة الكفاح المشتركة بينهما.
فالزوج يكرس كل وقته وجهده واعصابه وتفكيره في السعي وراء المال والزوجة تتحمل غيابه عنها ورجوعه بعد العمل منهكا ثائر الاعصاب وغير قادر على شيء ويسقط على السرير صريع النوم فتسهر هي على أولادها حتى يناموا او ترعاهم لو ان أحدهم مريض فلا تنام حتى تطمئن ان كل شيء على ما يرام، وتتحمل مسؤولية المنزل كاملة فهي التي تحمل وتلد وترضع وتسهر الليل وتذهب لتطعيم الأولاد وتوصلهم الى المدارس والدروس الخصوصية وهي التي ترعى شؤن البيت ونظافته فتغسل وتطبخ وتنظف كل ما في البيت وتُربّي الأطفال وتذاكر دروسهم وتكوي الملابس وتشتري ما يحتاجه البيت وتخرج كيس القمامة من المنزل وهي تكرس كل حياتها وتضحي بمستقبلها العلمي والمهني لتربية ابنائها ورعاية زوجها. فإذا حدث الخلاف فإنَّها تطرد من البيت إذا كانت غير حاضنة ولا تجد بعد رحلة العناء والشقاء والآلام والمعاناة غير الإهمال ولا تجد مكانا لتسكن فيه. فأولادها قد تزوجوا واستقلوا بحياتهم ولا يُرحِّبون بالأم في عش الزوجية ويُفضِّلون الخصوصية، ونفقة المتعة والعدة لا تكفي لشراء شقة والمصاريف اليومية مع غلاء الاسعار. وهذا ما حدث لي شخصيا بعد الطلاق تماما.
الخلع.
الحديث: "ان امرأة اتت الى محمد فقالت أنِّي لا اعيب على زوجي خلقا ولا دين، ولكني اخاف الا اقيم حدود الله فقال لها ردي عليه حديقته: "وخلع زوجها". أي أنَّها ترد ما اعطاه لها زوجها من مهر لتحصل على الطلاق.
هذا النظام ظالم جدا للمرأة وهي تضحى بجميع حقوقها المادية مقابل الحصول على حريتها أي أنَّها تتنازل عن نفقة المتعة ونفقة العدة مقابل الحصول على الطلاق.
وقد أخبرني صديق الماني مسلم انه لا يوجد ظلم في العالم اجمع مثل الخلع الذي تخرج فيه المرأة بدون أي حقوق مادية بعد رحلة زواج وكفاح مشترك طويلة. والأزواج معترضون عليه لأنه يمكن المرأة من الطلاق رغم إرادة الزوج مما يعتبر إهانة لرجولتهم وذكورتهم وتضيع عليهم فرصة إذلال المرأة بتعليقها كالبيت الوقف. (رضينا بالهم والهم مش راضي بينا).
وقد تضطر الزوجة لان ترضى بالخلع والتضحية بكل مستحقاتها المادية في سبيل التخلص من التعاسة الزوجية والإحساس بالاختناق من قيد العلاقة الزوجية التي تكبلها ولا تستطيع الخلاص منها.
الآية: "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع.: "وهنا يأمر الإسلام الرجل بالزواج من أربعة نساء في نفس الوقت. وذلك بهدف المتعة واللذة الجنسية الكاملة. وكلمة طاب تبين الهدف من الزواج ومعناها ما يعجبكم ويروق لكم ويحقق شهوتكم. وقد اختلف العلماء في كلمة انكحوا هل هو امر من الله للرجال بالزواج من أربع ومن لا ينفذ الأمر يعد عاصيا ام هو مجرد اباحة؟
وإنَّها لمهزلة حقا ان يأمر الله الرجال بالزواج من أربع.
والرجل في الإسلام مدلل جنسيا الى أقصى الحدود فمن حقه ان يجامع هذه الليلة الشقراء وغدا يلاعب السمراء، ثم السمينة والنحيفة وهذه الباردة وتلك الساخنة ويجوب بين المأدبة الشهية ليتذوق انواع مختلفة من اللذة واصناف المتعة ويشبع شهوته الى أقصى درجة ممكنة.
وهو كل ليلة مع لون مختلف من المتعة خوفا عليه من السام او الملل. وهذا من باب التغيير والترفيه.
وإذا أعجبته امرأة واشتهى جمالها فليس عليه أكثر من الزواج منها او شرائها لو كانت جارية ليشبع شهوته في الحال ويلبى نداء الرغبة المستعرة وليس عليه ان يتحمل الحرمان او مكابدة الشهوة.
وقد لبى الإسلام رغبة الرجل كاملة وأهمل مشاعر المرأة وكرامتها كأنثى واحاسيسها. فالمرأة تتمزق من الغيرة وتحس بخنجر يغرس في صدرها وهي ترى زوجها يتركها تنام وحيدة بالليل ويذهب لينام في احضان الأخريات.
ومحمد حين أباح التعدد للرجل لم يراع احاسيس الغيرة التي تكوى صدر المرأة وهي تفكر في يفعله زوجها مع غيرها وهي تجلس وحدها تنهشها الغيرة ويؤرقها العذاب.
ولكن من المُؤكَّد ان هذه الغيرة ستنطفئ تماما لو ان الزوجة كانت هي الأخرى في احضان زوجها الثاني تتمتع به ويبثها حبه وشوقه وغرامه وليجرب الرجل قليلا مما تقاسيه المرأة وتعانيه وليتجرع كاسا واحدا من كؤوس الشقاء التي يسقيها للمرأة.
ولكن المرأة في الإسلام اهون وأحقر وأدنى من ان يُقدِّر الرجل مشاعرها ويراعي إحساسها. وماذا تساوي المرأة بجانب ان يتمتع الرجل ويذوق انواعا مختلفة في متعته ويدفع عن نفسه الملل والسام من معاشرة زوجة واحدة؟ والمتعة الجنسية هي أعظم وأقصى متعة في الحياة وعندما اعطى الإسلام الرجل الحق في التعدد فهو يكون بذلك قد حقق له اروع متعة في الحياة. ومنحه كل شيء في الحياة. ولم يعط المرأة نفس الحق، فما موقف المرأة اذن؟
ان المرأة في الأديان غير مسموح لها الا بمعاشرة رجل واحد فقط هو زوجها فإذا غضب عليها لأي سبب حتى ولو كان السبب ان مزاجه غير معتدل فانه يهجرها في الفراش ويحرمها من الجماع ويعذبها بالحرمان. اما هو فيذهب لزوجاته الأخريات ولا مشكلة عنده على الاطلاق.
أي وضع مهين للمرأة حكم الإسلام به على المرأة؟ أي مذلة يمكن للمرأة ان تلقاها بسبب امتناع زوجها عنها واهماله لها؟ ان الأديان ذكورية بحتة وهي لم تراع حاجة المرأة ورغبتها وشعورها عندما تحتاج لمعاشرة زوجها وهو يبيت عند زوجته الأخرى. وهذا منتهى الظلم والإهانة للمرأة.
وماذا يكون موقف المرأة إذا جاءت ليلتها ودورها في المبيت ولم يرغب زوجها في معاشرتها لأنه اكتفي بالزوجات الأخريات وشبع منهن وليس عنده رغبة فيها وهي تنتظر هذه الليلة لتتمتع بزوجها وتشبع رغبتها؟ وكيف تقضي شهوتها وهي لا تملك الا زوجا واحدا وهو يملك أربع غير الجواري؟ ان من العدل والانصاف اما منع والغاء التعدد للرجل او إعطاء المرأة الحق في التعدد إعمالا بمبدأ المساواة.
اما مشكلة اختلاط الأنساب التي يتخذها المدافعون حجة في عدم منح الإسلام المرأة حق التعدد كالرجل فانه يمكن حل هذه المشكلة باستخدام وسائل منع الحمل والتحكم في الإنجاب وقد قطع العلم شوطا كبيرا في هذا المجال وإذا حدث حمل غير مرغوب فيه فيمكن تحديد نسب الجنين باستخدام اختبار الحامض النووي DNA.
وإذا كانت حجة اختلاط الأنساب هي السبب في عدم التعدد فإني اطالب بالسماح للمرأة بالتعدد في الاحوال الاتية:
- إذا كان الزوج غائبا لمدة طويلة بسبب السفر او السجن وتعاني المرأة الحرمان ومكابدة الرغبة والتعذيب بالكبت.
- إذا كان الزوج عنينا ولا يشبع المرأة ولا يحقق لها الإمتاع والاكتفاء. وهي لا تريد الطلاق حفاظا على ابنائها واسرتها وبدلا من اضاعة شبابها في الحرمان والعذاب.
- إذا كان الزوجين منفصلين جسديا ومعنويا بسبب المشاكل او عدم التوافق والانسجام وغياب الحب.
- إذا كانت المرأة عاقرا او اجرت استئصال للرحم فلا يكون هناك مشكلة اختلاط الأنساب.
- إذا انقطع الحيض والتبويض.
- إذا كان الزوج سريع القذف ولا تستطيع المرأة ان تقضي حاجتها معه وتتعذب بالحرمان من ابسط حقوقها الإنسانية.
- إذا مات الحب بين الزوجين وحل محله التنافر والبغضاء فان المرأة تعيش طوال حياتها تعيسة مع زوج لا تحبه مما يؤثر بالضرر على صحتها النفسية والجسدية ومن حقها ان تعيش الحب وروعته مع زوج ثان.
ومنح حق التعدد للمرأة تحقيق للمساواة بالرجل ومنعا للظلم عنها وتكون النتيجة اختفاء الخيانة الزوجية. واختفاء الطلاق لان المرأة ستتحمل حياتها الزوجية السيئة إذا وجدت عزاءها مع زوجها الثاني.
ولن تكون هناك ضرورة للطلاق وستقل حالات الطلاق او تختفي لان المرأة التي تريد الطلاق ولا تحتمل عشرة زوجها وأصبحت الحياة بينهما مستحيلة ستحافظ على بيتها من أجل أولادها وستجد عند زوجها الثاني حبها وراحتها وتعويضا لها عما تلاقيه في حياتها من شقاء وسيخفف هذا الزواج العذاب والمعاناة التي تجدها الزوجة من زوجها الأول. فما من متعة في الدنيا تخفف من وطأة الحياة وعذابها وقسوتها قدر ما تخففه متعة الجنس وخصوصا إذا كانت علاقة ناجحة منسجمة وبين زوجين محبين فإذا عاشرت زوجا ماهرا ذو خبرة في امتاع النساء عالما بما يرضي المرأة ويحقق لها اللذة الجنسية حققت لنفسها ولزوجها متعة رائعة ولذة عارمة تنسى معها هموم الدنيا وتمسح عن نفسها الآلام وتخرج منها وقد بدأت حياتها من جديد وولد في نفسها امل جديد.
وبدلا من ان تقضي الزوجة الوقت الذي يذهب فيه زوجها الى الزوجات الأخريات وحيدة تعاني من مشاعر الغيرة والقهر والظلم والوحدة فإنَّها تستمتع بصحبة زوجها الثاني كما يستمتع زوجها بمعاشرة الزوجات الأخريات. وكما حقق زوجها لنفسه حياة مستقلة عنها ووجد مصادر خارجية للسعادة بعيدا عن اسرتها فإنَّها تحقق لنفسها نفس أسباب السعادة بدونه. وهذا هو ابسط مبادئ العدل والرحمة بدلا ان تدور هي واسرتها وبيتها في فلكه وفي مداره وهو عنها لاه ومنصرف وتكون هي جزء صغير وتافه في حياته ويكون هو محور حياتها كاملة.
وهذا يحدث فعلا في بعض المجتمعات ففي الهند عندما يسافر الزوج فان اخوه يقوم بكل المهام بدلا منه لحين عودته بما في ذلك معاشرة زوجته وإشباعها.
ونحن المسلمون نستنكر ان يكون للمرأة زوج ثان إذا احتاجت هي لذلك ودعت الضرورة لأننا مكبلين بقيود الشرع والدين والعادات التي ورثناها من ازمان التَخلُّف والتأخر التي تظلم المرأة وتقسو عليها وتسيطر وتحدد سلوكها الجنسي والتي يجب ان نتخلص منها ونغيرها بما يناسب حياتنا ومصلحتنا وعصرنا.
والسبب في ان المرأة تثور وتغضب وتصاب بالجنون إذا علمت ان زوجها تزوج عليها امرأة أخرى غيرها وان الحركات النسائية تحارب الزواج الثاني وتطالب بإلغائه وان المرأة تطالب دائما بان يحرم الرجل من التعدد أنَّها هي نفسها محرومة من نفس الحق ولذلك تشعر بالظلم والغيرة. وإذا سمحنا للمرأة بالتعدد مثل الرجل فان هذا الاعتراض سيختفي وهذه الثورة ستهدأ.
والمرأة تشعر بالغيرة والظلم والقهر حين يتركها زوجها ويذهب للاستمتاع بنساء أخريات بينما هي لا تستطيع ان تستمتع برجل آخر. والدين والتقاليد والمجتمع يحرمها من نفس الحق الذي يعطيه للرجل. وكل غيظ المرأة وحنقها وغيرتها الجنونية من الزوجة الثانية مصدره في الحقيقة هو إحساسها بالظلم وشعورها بالقهر والضعف والدونية وإنَّها مهيضة الجناح مسلوبة من نفس الحق الذي يستخدمه زوجها ضدها.
والرجل الذي يتزوج على امراته فانه يرسل لها رسالة غير مكتوبة تقول لها: انا ذهبت وتزوجت عليك لأني رجل، ولكنك امرأة ولا تستطيعين ان تفعلي نفس الشيء وقد اعطاني الله ذلك الحق ولم يعطك مثله. فانا أفضل عند الله وانت أقل مني وأدنى منزلة ومكانة ويجب ان تتقبلي ذلك الوضع وتموتي من الحزن والغيظ والكمد والحسرة على هذا الوضع المذل المؤسف.
والمرأة التي تزوج عليها زوجها تجد نفسها في مأزق وبلاء وكارثة فهي بين خيارين احلاهما مر:
فأمَّا ان تصر على الطلاق انتصارا لكرامتها المهدرة وانوثتها المعذبة وفي هذه الحالة ستتحمل كل نتائج الطلاق المأساوية وتحمل لقب مطلقة في مجتمع ينظر الى المطلقة نظرات الريبة والشفقة وتفقد استقرارها الاسري وأمانها الاقتصادي ووضعها الاجتماعي وتشتت ابناءها وهي لن تجد من يرضى ان يتزوج مطلقة بأطفالها وتجد نفسها بعد الطلاق وقد وقفت وحيدة في الحياة بعد ان فقدت شريك حياتها وضحت بثمرة كفاحها وسلمت زوجها بيديها للزوجة الأخرى لتحصد ثمار ما زرعته هي مع زوجها. فبعد كفاح السنوات الطويلة والمعاناة والشقاء تأتي الزوجة الأخرى لتأخذ كل شيء على الجاهز وهي تأخذ ما ليس من حقها لأنَّها لم تكافح ولم تتعب.
والحل الثاني ان تستمر في حياتها الزوجية حفاظا على كل المكاسب في حياتها وثمرة كفاحها المشترك مع زوجها وهي تضحى بكرامتها وتتحمل جرحها في سبيل أولادها. وهي عندما ترضى بوجود نساء أخريات في حياة زوجها فهي تعاني فوق احتمال البشر من الغيرة والقهر والعذاب والمعاناة.
والذين يقولون ان طبيعة الرجل تميل للتعدد وطبيعة المرأة للتوحد فان الرجل يميل للتعدد لان الدين اعطاه هذا الحق وله ان يستغل هذا الحق لمزيد من المتعة واللذة اما ان طبيعة المرأة التوحد فهذا لأنَّها قهرت على ذلك التوحد واجبرت عليه ظلما وعدوانا من الرجل لتسلطه وتفوقه عليها وتحكمه في مقدراتها وإذا كانت لا تجد عند زوجها الإشباع والمتعة فبالطبع ستميل طبيعتها للتعدد، بل سيكون حقا إنسانيا اساسيا لها. والدين والتقاليد والخجل هم الذين يمنعونها المطالبة بهذا الحق.
والمرأة المسلمة تظل طوال حياتها الزوجية مهددة بالزواج الثاني ويظل سيفا مسلطا على رقبتها حتى ولو كانت زوجة مثالية فإنَّها معرضة للخيانة من قبل زوجها باسم التعدد وهذا ينطبق على كل زوجة مسلمة حتى ولو كانت في الصين. اما الزوج فانه يعيش مطمئننا وينام قرير العين حتى ولو اساء عشرة زوجته او ضربها او هجرها فهي لا تستطيع الفكاك لان الحياة الزوجية التعيسة أفضل من جحيم الطلاق والتفكير في رجل آخر من شيم الساقطات والمرأة الشريفة في نظر المجتمع والتقاليد تحافظ على سمعتها ولو أدَّى ذلك الى موتها.
وانا اطالب بحق المرأة في التعدد كما للرجل الحق في التعدد والأمر لا يحتاج أكثر من سعة الافق والتحلي بالرحمة والعدل والعقلانية والتخلص من وطأة الدين والتقاليد الظالمة.
والذين يقولون ان الإسلام عادل وانه منح المرأة حق الطلاق والزواج من آخر كما منح الرجل حق التعدد. فهذا الكلام غير عملي ولا واقعي والذي يحدث في الواقع ان المرأة تضحى بسعادتها الشخصية من أجل مصلحة أولادها وتتحمل قسوة الحرمان ووطأة الرغبة في سبيل أولادها. ولماذا يكون للرجل الحق في الحفاظ على اسرته والتمتع بنساء أخريات ويجمع بين المصالح كلها في نفس الوقت وتضطر المرأة للطلاق وهدم اسرتها.
وقد كانت المرأة في الثلاثين ألف سنة الأولى من عمر الحضارة الإنسانية تتزوج رجلين وكان هذا التقليد مستقرا وطبيعيا في عرف المجتمع وذلك قبل ان يزيح الرجل المرأة عن عرش التقديس والربوبية ويهوى بها الى أدنى درجات الظلم والقهر والعبودية.
والذين يقولون ان التعدد ضرورة اجتماعية لحل مشكلة العوانس والمطلقات والارامل فهؤلاء يمكنهم ان يتزوجن من في مثل ظروفهن وليس الاعتداء والاغارة وخطف أزواج الأخريات وجنى ما زرعته الزوجة الأولى واختصار سنوات الكفاح وأخذ الزوج على الجاهز.
ويستطيع القادر مساعدة غير القادر وبدلا من ان يكون القادر متزوجا من أربع وتحدث له تخمة من النساء يكون غير القادر محروما تماما فانه من العدل ان يتمتع الجميع بالزواج بالتساوي.
والذي يقول ان الزواج الثاني أفضل من الزنا اقول ولماذا لا يكتفي الرجل بواحدة ويخلص لزوجته كما تفعل هي معه؟ ونفس المبدأ يطبق على المرأة فالزواج الثاني لها أفضل من الزنا ايضا.
الآية: "وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ" (النساء 129).
تؤكد هذه الآية ان العدل مستحيل بين الزوجات ومع ذلك اقر محمد التعدد فالنتيجة المُؤكَّدة هي حتمية تعرض الزوجات للظلم.
والواقع الاليم الذي يحدث دائما ان تحتل زوجة منهن مكانة محظية عند الزوج ويكون ذلك على حساب الزوجات الأخريات، وغالبا ما تكون الأكثر جمالا والأصغر سنا وهذا ليس ذنبا بيد الأخريات مثل عائشة زوجة محمد.
وهنا يتضح التناقض بين الإقرار بعدم العدل واباحة التعدد في نفس الوقت. وهذا يُؤكِّد ان هذا التشريع غير إلهي فان الله لا يأمر بالظلم ابدا ولا يرضى للمرأة الشقاء والعذاب والمعاناة وهو لم يخلقها ليعذبها ويراها وهي تتألم بسبب أوامره.
والآية: "فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً".
ذهب فقهاء الشيعة واستنتجوا من هاتين الآيتين ان الإسلام لا يقر التعدد وينهى عنه لعدم استطاعة العدل. ورغم ذلك اقر جمهور الفقهاء التعدد وفسروا الآية بالعدل القلبي أي ان الزوج لا يستطيع ان يحب كل الزوجات بالعدل، وهذا التفسير في مصلحة الرجال لان الذين فسروا من الرجال وهم يفسرون بما يتفق مع هواهم. وهذا الاختلاف والتناقض سمة من سمات الشرع الإسلامي لغموضه واحتماله لعدة اوجه واراء وتفسير وتأويل وهذا يدل على انه من عند غير الله.
الآية: "وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا" (النساء 82).
الآية: "وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ" (النساء 20).
يتحدث محمد في هذه الآية عن المرأة باستهانة كبيرة ويعبر عنها بالاستبدال وكأنَّها سلعة رخيصة يشتريها الزوج. وهي لا تعطى الرابطة الزوجية أيّة قدسية ولا قيمة فالزوج يستطيع استبدال زوجته بسهولة في أي وقت شاء مع عدم مراعاة العشرة الطويلة والكفاح المشترك والأولاد.
والزوج يستبدل زوجته تماما كما يذهب الى المتجر ليستبدل قميصا او حذاء مقاسه ليس مناسبا.
كذلك عندما تكبر المرأة في السن وتظهر عليها علامات الشيخوخة ويذبل جمالها من الحمل والولادة والارضاع وخدمة الزوج والأولاد فان جزاءها بعد العمر الطويل ان يستبدلها الزوج بزوجة أكثر شبابا وجمالا وقادرة على الإنجاب. ويرمى الزوجة القديمة في الشارع ويأتي بعروس جديدة لتعطيه منتهى المتعة واللذة. وهذا منتهى الإهانة للمرأة. والأديان لم تعط المرأة نفس الحق في استبدال الأزواج والتغيير والمتعة.
الآية: "وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ" (البقرة 228).
في هذه الآية تمييز واضطهاد واضح ضد المرأة وإقرار بدونيتها. فالقرآن يُؤكِّد ان الرجل درجة اولى والمرأة درجة ثانية. والمرأة والرجل متساوون إنسانيا فلماذا يكون الرجال في درجة أعلى من النساء؟
الآية: "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ" (النساء 34).
وقد اعطى الإسلام الرجل القوامة على المرأة. والقوامة هي الرعاية والحماية والمسؤولية، ولكن في الواقع ان آية القوامة قد طبقت في المجتمعات الإسلامية اسوا تطبيق فصارت القوامة تسلطا وقهرا واضطهادا للمرأة. والإسلام حين اقر بدونية المرأة فقد أهانها واحتقرها وظلمها. وهذا لا يتفق مع دين سماوي من عند الله لان الله لا يرضى بالظلم. والبيئة الصحراوية البدائية هي التي أثَّرت سلبا على نظرة الإسلام للمرأة وتأثَّر محمد بالأوضاع السلبية للمرأة التي سادت مجتمعه في هذا الوقت.
فقد كانوا يدفنون البنات احياء ويقولون لا نورث من لا يحمل سيفا فحرموا المرأة من الميراث وكانت المرأة سببا في العار عندما تسبى في الحروب. فجاءت هذه الآية تعبيرا عن وضع المرأة في هذا الوقت وهذه البيئة. وهذه الآية لا تصلح للعصر الحالي حيث اقرت المواثيق الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بضرورة المساواة التامة بين الجنسين. وهذا هو المأزق والصراع الآن في الدستور والسبب في عدم التوافق على هذه البنود بين حق المساواة وبين الأوامر المحمدية غير العقلانية.
الآية: «وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ" (الأحزاب 33).
هنا يأمر محمد في القرآن النساء بالمكوث في المنازل وعدم الخروج من البيت. وهذا امر واجب التنفيذ ومن تخرج من البيت تكون عاصية تتعرض لعذاب الله وغضبه. والقرآن يحرم المرأة من الخروج للتعليم والعمل وقضاء مصالحها. وبذلك تصبح المرأة جاهلة عاطلة ليست لها اي خبرة او مهارات في الحياة. وهو بذلك يهمش المرأة وبكرس دونيتها ويجعلها مهملة. وهو يمارس التمييز ضدها بسبب جنسها.
والمرأة المحرومة من التعليم ومن العمل تكون عالة على الرجال في اسرتها او زوجها ويكون اعتمادها الاقتصادي على الرجل سببا مباشرا في تحكمه وتسلطه في مقدراتها وقهرها وإذلالها.
والاستقلال الاقتصادي للمرأة يوفر لها الكرامة والحرية والاحترام.
والمدافعون يقولون ان الإسلام كرم المرأة بان كفاها مشقة العمل وكسب الرزق والزم الرجل بالإنفاق عليها، (ويقولون المرأة محمولة في الإسلام) أي انها تنتقل من مسؤولية والدها الى مسؤولية زوجها وبعد ذلك ابنها وبهذا تظل طوال عمرها معتمدة على آخر ولا يتحقق لها الاستقلال والاعتماد على النفس والثقة بالنفس ابدا وما يذكر انه تدليل وتكريم هو في الواقع انتقاص من القدر والحرية. والواقع ان إنفاق الرجل على المرأة سبب مباشر لإذلالها والتحكم فيها واستغلالها وإهانتها.
والمرأة الجاهلة التي لا تعمل وينفق عليها زوجها فإنَّها تكون تحت رحمته وحين يتزوج عليها فإنَّها ترضى بالذل والإهانة وتضطر لقبول الوضع المؤسف لينفق عليها وعلى أولادها. وحين يطلقها تجد نفسها بلا مورد للرزق.
والمرأة التي لا تعمل تقضي وقتها في أعمال المنزل ورعاية الأولاد والأكل فيزيد وزنها لأنها لا تخرج لممارسة الرياضة والحفاظ على رشاقتها فيذهب زوجها للزواج من زوجة أخرى رشيقة وجميلة وتعاني هي من الاهمال والهجر. ولا يكون عندها الثقافة والخبرة لتربية أولادها تربية صحيحة. وقرارها في البيت وعدم خروجها اطلاقا مع انشغال زوجها في العمل طوال اليوم يجعل حياتها مملة وكئيبة فتأكل بشراهة ويزداد وزنها أكثر. والقرآن يأمر بحبس المرأة في البيت مثل المجرم الذي ارتكب جريمة ويعاقب عليها بالسجن مع ان المرأة تحبس بدون أي جريمة ارتكبتها وذنبها الوحيد انها أنثى. وهذا مظهر صارخ من مظاهر القهر والإهانة للمرأة.
الآية: "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ" (البقرة 233).
في هذه الآية خطأ علمي فان لبن الأم فقير في محتوى الحديد ولو اكتفى الطفل بالرضاعة عامين كاملين بدون أي إضافة خارجية فانه يصاب بالأنيميا. ويجب عند سن سته شهور إضافة الطعام الخارجي الى جانب الرضاعة لكي تكون تغذية الطفل كاملة. ولم تشر الآية الى إضافة أي طعام واكتفت بالإشارة الى الرضاعة وهذا ضد الإعجاز.
الآية: "أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ" (الزخرف 18).
في هذه الآية ينتقد القرآن المرأة ويقلل من شأنها ويهينها ويقول انها نشأت وتربت وكبرت على الزينة والحلى وهذا يدل على تفاهتها. وهي عندما تناقش او تختصم مع أحد فان حجتها تكون ضعيفة وغير مبينة وهذا كناية عن ضعف عقلها وقلة حكمتها وفساد منطقها. وهذا وجه من اوجه الاحتقار والإهانة للمرأة. وهذا ضد الواقع والحقيقة فكثير من النساء تفوقن في المحاماة والقضاء ورئاسة الجمهورية.
الآية: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ" (البقرة 222).
يقرر القرآن ان دم الحيض أذى وهو ما لم يثبته العلم حتى الآن. ودم الحيض ليس أذى وهو دم متجمع لانتظار البويضة الملقحة وتغذيتها فمن المستحيل ان يكون أذى وهو معد لتغذية الجنين.
ويتجه العلم الآن لمنع الحيض حفاظا على صحة المرأة من الاصابة بالأنيميا. وهذا يُؤكِّد ان دم الحيض ليس أذى ولا يضر عدم نزوله. وإذا كانت البيئة التي يتم فيها الجماع اثناء الحيض نظيفة وصحية فلا يوجد أي ضرر صحي من الجماع اثناء الحيض ويجب ان يترك هذا الأمر لرغبة الزوجين وإرادتهما. وحرمان الزوجين من الجماع بسبب الحيض تعذيب غير مبرر وبسبب الطهارة التي هي وهمية وأسطورية وموروثة عن المجتمع.
الآية: "وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ" (البقرة 222).
هذا تعسف آخر لا ضرورة له وارتباط الحيض بالنجاسة منقول من اليهودية وغير منطقي ولا عقلاني وهذا دليل على تأثُّر الإسلام ونقله من الأديان السابقة.
الآية: "لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِن فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وان عزموا الطلاق وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (البقرة 226-227).
في هذه الآية حكم إسلامي يسمى: "الإيلاء" وهو يعطى الرجل الحق ان يهجر زوجته ولا يعاشرها لمدة أربعة أشهر كاملة، ثم بعد مرور كل هذه المدة يقرر حسب إرادته المنفردة إذا كان سيعود اليها ويستأنف حياته الزوجية معها او يقرر فراقها بالطلاق.
والإيلاء عادة كانت موجودة قبل الإسلام ومعروفة عند العرب وفيها ظلم وإهانة واحتقار للمرأة. وكان اولى بالإسلام لو كان حقا دينا من عند الله وفيه إعجاز ان ينهى عن هذه العادة المذلة للمرأة ويحرمها، ولكن الإسلام اقر هذه العادة الظالمة.
والإسلام لا يراعي مشاعر المرأة ورغباتها واحتياجاتها ويسمح لزوجها ان يعذبها بالحرمان الجنسي لمدة أربعة أشهر كاملة. وفي هذا ظلم واضح المرأة واستهانة برغبتها وامعانا في إذلالها وتعذيبها. والإسلام يعطى للرجل الحق في أقصى استمتاع ولذة وتلبية لرغباته وشهواته ولا يحرمه من الجنس ولو لمدة ساعة واحدة الا في الصيام فقط ولا يتورع عن حرمان المرأة شهورا طويلة بدون ذنب جنته سوى انها امرأة. وبعد مرور أربعة أشهر الإيلاء يقرر الزوج الظالم إذا كان سيطلقها ام لا فإذا قرر طلاقها فان عليها الانتظار ثلاث أشهر أخرى هي عدة الطلاق. حتى تستطيع الزواج من آخر. والرجل يستطيع معاشرة والاستمتاع بعشرات النساء في وقت واحد.
وقد الى محمد من زوجاته شهرا بعد ان تكاثرت عليه مشاكلهن ومضايقاتهن له وبذلك كان قدوة سيئة لاتباعه وسيرته لا تليق بنبي.
الآية: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ" (البقرة 228). وهذه الآية تدل على التطابق التام بين حقوق المرأة وواجباتها نحو الزوج.
وكلمة مثل تفيد التطابق والتماثل التام.
هذا خلاف الواقع تماما ويتناقض مع بقية الشرائع في الإسلام.
وهذه بعض الأمثلة التي تؤكد عدم التطابق في الحقوق والواجبات المفروضة على المرأة:
1- حق تعدد الزوجات للزوج دون الزوجة.
2- على المرأة ان تعاني من ضرب زوجها لها وحرمانها من المعاشرة تأديبا لها وليس لها ان تضربه او تهجره تأديبا له على سوء خلقه معها.
3- على المرأة ان تطيع زوجها طاعة تامة عمياء حتى كان محمد سيأمرها بالسجود له احتراما وتبجيلا وليس لها ان يفعل معها زوجها مثل ذلك.
4- على الزوجة ان تستجيب لرغبة زوجها الجنسية فورا ورضاؤه عنها شرط لدخولها الجنة وليس عليه مثل ذلك.
5- على الزوجة استئذان زوجها قبل الخروج وليس عليه مثل ذلك.
6- من واجب الزوجة ان تلحس القيح في جسد زوجها إذا مرض اما إذا مرضت هي يرسلها لأهلها ويتزوج الشابة الجميلة الصحيحة.
7- ليس لها الصوم تطوعا الا بإذنه وهو لا يستأذنها في الصوم.
8- ليس لها ان تتصدق من ماله الا بإذنه وهو لا يستأذنها.
9- حق الطلاق للزوج فقط والزوجة محرومة منه.
10- حق القوامة والدرجة الاعلى والتفضل بالإنفاق.
11- حق الإيلاء والمظاهرة.
الآية: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ" (النساء 19).
يأمر القرآن الأزواج بمعاشرة الزوجات بالمعروف أي عشرة طيبة حسنة.
هذه الآية وهذا الأمر القرآني يتعارض ويتناقض مع كل ما سبق من مظاهر الظلم والقهر والإهانة والدونية والتمييز ضد الزوجة.
الآية: "وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ" (البقرة 228) والآية: "وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا" (البقرة 234).
تفرض هذه الآيات على المطلقة العدة ثلاثة أشهر وعلى الارملة أربعة أشهر وعشرا.
ونظام العدة ظالم للمرأة واعنات غير مبرر لها فعليها الانتظار فترة حتى تستطيع الزواج مرة أخرى. ويجب الغاء العدة الآن في حالة الطلاق البائن واستبراء الرحم بالأساليب العلمية الحديثة.
اما في حالة وفاة الزوج فيجب ترك الحرية للمرأة ان تختار بمحض إرادتها الحرة ان كانت تريد الحداد عليه ام ان عشرته السيئة لها كانت سببا في فرحها للخلاص منه بموته وانه لا يستحق منها الحداد والحزن.
والتأكّد من عدم الحمل يتم الآن في الحال ولا داعي للانتظار أشهرا عديدة.
وقد تزوج محمد بعد خديجة مباشرة ولم يقض فترة حداد ولا حزن عليها رغم انه كان يحبها حبا شديدا، وتزوج نساء عديدات على عائشة رغم انها كانت أحب الزوجات اليه.
والإسلام يجبر المرأة على الحداد على زوجها المتوفي ولا يلزم الرجل بمثل ذلك.
وتوجد رواية ان سعيد بن المسيب وهو أحد العلماء افتقد أحد تلاميذه في حلقة الدرس فعرف ان زوجته توفيت فذهب في المساء بابنته وزوجها له وقال كرهت ان تبيت الليلة بغير زوجة.
وهكذا يدلل الإسلام الرجل تدليلا شديدا ويراعي مشاعره وعواطفه ورغباته فيعطيه الحق ان يتزوج في نفس الليلة التي تتوفي فيها زوجته والا يبيت في فراشه ليلة واحدة بدون امرأة فربما احتاج الى المعاشرة في هذه الليلة فلماذا يحرم ويعذب بالحرمان؟ بل ان الرجل من حقه ان يتزوج حتى قبل وفاة زوجته ولا ينتظر موتها.
الآية: "وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ" (الطلاق 4).
تتحدث هذه الآية عن الزوجات اللائي لم يبلغن سن الحيض بعد. وهذه الآية تعارض العلم وتقرر وضعا غير إنساني. فالفتاة قبل سن الحيض تكون في طور الطفولة ولم تصلح للحياة الجنسية نفسيا وجسديا. ويكون الزواج في هذا السن اعتداء على براءتها وطفولتها. وكان من المفروض ان ينهى القرآن عن زواج الفتيات قبل البلوغ.
وقد تزوج محمد وسِنّه 51 سَنة عائشة وعندها 9 سنين. وقد أخذوها وهي تلعب مع صاحباتها في التراب فجعلوها تستحم وادخلوها على محمد وقالوا له هذه زوجتك فاستمتع بها.
وفي هذا الزواج عدم تكافؤ ولا يليق بأخلاق نبي ان يستمتع بطفلة لا تفقه في الجنس شيئا.
وهذه أوضاع خاطئة كانت سائدة في المجتمع ولو كان القرآن معجزا من عند الله لغير هذه الأخطاء.
الآية: "فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ" (البقرة 282).
شهادة المرأة.
اجمع جمهور الفقهاء على عدم قبول شهادة النساء في جريمتي الزنا واللواط وفي وقائع القتل او الجرح العمد التي توجب القصاص.
والقاعدة الفقهية تقول: "لا تقبل شهادة النساء في الحدود والقصاص، فشهادة النساء لا تخلو من شبهة. ولا تقبل شهادة النساء في أمور الزواج والطلاق والرجعة والخلع والوصية بغير مال تطبيقا لما جاء في الآية: "واشهدوا ذوي عدل منكم».
اما ما عدا ذلك فتكون شهادة المرأة نصف شهادة الرجل أي ان الشهادة تقبل برجل وامرأتين. والحجة في ذلك ان احداهما تذكر الأخرى ولان المرأة تغلب عليها العاطفة وتنقصها الخبرة ومعرضة للتقلبات المزاجية المصاحبة للدورة الهرمونية الشهرية وتوتر ما قبل الدورة.
والسؤال هنا لماذا يفترض ان تنسى المرأة وتحتاج لمن يذكرها ولا ينسى الرجل؟ اما موضوع العاطفة فهي مجرد حجة واهية للتمييز ضد المرأة بسبب طبيعتها البيولوجية والعاطفة لا تمنع المرأة ابدا من الشهادة وقول الحق، ولكنه ظلم الإسلام للمرأة واضطهادها واعتبارها إنسان غير كامل الأهلية والتأكيد على انها نصف الرجل وأقل منه درجة وليست على قدم المساواة مع الرجل. ويجب تغيير هذا الحكم الفقهي الظالم للمرأة في إطار تجديد الخطاب الديني وتطويره وتنقيته من الاحكام التي لا تصلح للعصر الحديث. وقد يكون هذا الحكم صالحا منذ ألف وأربعمئة سنة عندما كانت المرأة مسلوبة الحقوق ومضطهدة ومجرد خادمة واداة لمتعة الرجل. اما الآن فان العالم كله يسعى لتأكيد المساواة للمرأة والحصول على حقوقها كاملة وتعويضها عن عصور الانحطاط والقهر. وقد حصلت المرأة الآن على أعلى الدرجات العلمية والتخصصات التكنولوجية والمناصب القيادية فهل من العدل اعتبار شهادتها نصف شهادة واعتبار شهادة رجل أمِّي لم يتلق أي قسط من التعليم شهادة كاملة لمجرد انه رجل؟ ان اعتبار الإسلام لشهادة المرأة نصف شهادة الرجل انما هو حلقة في سلسلة التمييز ضد المرأة والتكريس لدونيتها.
الآية: "وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ" (الطلاق 6).
في هذه الآية يقرر القرآن انه إذا حدث خلاف بين الابوين المطلقين فيمكن ان يذهب الوليد الى مرضعة أخرى. وهذه الآية تتعارض مع مصلحة الوليد، فقد أثبت العلم الحديث ان مكونات لبن الأم تتغير مع نمو الوليد لتلبى احتياجات الطفل كلما تقدم في السن ولذلك فان مكونات لبن المرضعة البديلة لن تتناسب مع احتياجات نمو الوليد وبذلك يحرم القرآن الطفل الوليد من الاستفادة من لبن أمّه وشعوره بحنانها ودفء مشاعرها. وهنا ينتزع المولود من احضان أمّه بكل قسوة بغير ان تراعي مشاعر الأمومة والحب التي تكنها الأم لمولودها. ويحرم القرآن الأم من ارضاع طفلها الوليد بسبب اختلافها مع والده بسبب الطلاق.
والأم البديلة مهما كان حنانها وعطفها لا يمكن ان تعوض حنان الأم الأصلية وأي ام يكون الموت عندها اهون من حرمانها من وليدها الرضيع. وكانت هذه العادة الجاهلة منتشرة في البيئة الصحراوية البدائية ان ينتزعوا الأطفال من احضان أمَّهاتهم ويلقون بهم في احضان المرضعات وهذا يضر بالطفل صحيا وجسمانيا ونفسيا.
وفي الآية استهزاء بالمرأة وانتقاص من حقوقها فالقرآن يحرم المرأة من ارضاع طفلها لمجرد طلاقها من والده. وهو يستخف بدورها واهميتها بالنسبة لطفلها ويجد البديل عنها والمرأة وخصوصا الأم تشعر بأهميتها في الحياة حين تشعر ان لها دورا متميزا خاصا لا يستطيع أحد ان يقوم به بدلا منها وهذا الدور هو اهميتها بالنسبة لوليدها ورضاعته ورعايته نفسيا وجسديا والقرآن يحرمها من هذا التميز.
والقرآن يزيد من عذاب المرأة ومعاناتها وشقائها فيضيف الى محنة الطلاق محنة أخرى أكبر هي حرمانها من وليدها. وهي تنصر الزوج على زوجته وتحرضه على الاستغناء عن ام ولده.
ولم يذكر القرآن آية واحدة تحض على حل خلافات الأزواج والحفاظ على الأسرة من أجل الرضيع. وهذا خطأ علمي وتربوي لان الطلاق يؤثر سلبا على الأولاد وله أضرار بليغة عليهم.
الآية: "فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ" (الطلاق 6).
هنا يخاطب القرآن والد الطفل الوليد ويأمره بدفع اجر لام الطفل ان أرضعت ابنها في حالة الطلاق وهنا يحول القرآن العلاقة بين الأم وطفلها من مشاعر ودفء وحنان ومسؤولية الى علاقة مادية بحتة تعطى فيها الأم اللبن وتأخذ اجرا على ذلك. وفي هذا اختزال لدور الأم وعطائها ومشاعرها وتضحيتها من أجل طفلها.
في هذه الآية معاملة مهينة، فالأم تأخذ اجرا مقابل ارضاع طفلها وتختصر العلاقة الإنسانية العظيمة والعاطفة السامية بين الأم وطفلها الى علاقة مادية تبيع فيها الأم لبنها لطفلها ويكون ارضاعها لطفلها مصدرا لرزقها.
والأم ترضع طفلها حبا وحنانا واحتواء وإحساسا بالمسؤولية والواجب والرحمة وقد اختصرت الآية كل هذه المعاني الجميلة في النقود.
وكلمة اجر كلمة مهينة للمرأة وكان ارضاع المرأة لوليدها عمل تتقاضى عليه اجر.
وكلمة: "لَكُمْ" هي كلمة جارحة لأنها تشير ان الأم ترضع طفلها من أجل والده وفي الواقع ان الأم ترضع طفلها من أجله هو ومن أجلها لأنها لن تستطيع النوم هانئة البال وطفلها يحتاج لبنها. وهي كلمة تشير ان الأم تعمل مرضعة بالأجر عند والد الطفل.
ويقول المدافعون ان المرأة المطلقة قد تكون محتاجة ماديا بسبب الطلاق وانقطاع اعالة زوجها لها وان هذا الاجر يساعد في اعالتها.
والرد: ان الأولى ان يدعو القرآن الى تمكين المرأة ماديا واستقلالها اقتصاديا لكيلا تحتاج لبيع لبنها لطفلها بعد الطلاق وهذا منتهى الاحتقار والمهانة للام ان تضطر لأخذ اجر لإرضاع ابنها لأنها لا تجد ما تعيل به نفسها بعد الطلاق.
ولم يذكر القرآن أيَّة إشارة او مجرد تلميح ان يحاول الابوان حل خلافاتهما من أجل الحفاظ على الأسرة لكي يتربَّى الطفل الوليد في جو أسري سليم ولا ينشأ في أسرة مفككة.
وقد أثبت العلم الحديث أثر الطلاق المدمر على الأطفال وتشتت البناء بين الاب والأم المطلقين والمتزوجان من اخرين ويقول القرآن ببساطة (وان يتفرقا يغن الله كل من سعته). أي ان الله يكافئ الابوين المطلقين بان يغنيهما من سعته.
الآية: "فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً" (النساء 24).
هنا يأمر محمد الرجال ان يدفعوا المال للزوجات مقابل الاستمتاع بأجسادهن. فما الفرق اذن بين الزوجة والبغي (المومس)؟ ولماذا لا تدفع المرأة للرجل مقابل استمتاعها به؟ ام ان من المفترض ان يستمتع الرجل ولا تستمتع المرأة بالعلاقة الزوجية؟
الزواج من الكتابيات
أحل الإسلام للرجال المسلمين ان يتزوجوا من المسيحيات واليهوديات وحرم المرأة المسلمة من الزواج من المسيحي واليهودي. وهذا تمييز آخر ضد المرأة.
الآية: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ".
والآية: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ" (الممتحنة 1). هنا يصف القرآن النصارى واليهود بالكفر.
الآية: "لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ" (المجادلة 22).
هذه الآيات الثلاثة تتناقض مع الآية التي تبيح الزواج من الكتابيات: "وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ" (المائدة 5).
والزواج أشد وألصق من الموالاة فكيف ينهى القرآن عن الموالاة والود، ثم يبيح الزواج مع ما فيه من الحب والود والموالاة.، ولكن حين يتعلق الأمر برغبة الرجال المسلمين الجنسية فان الأمر يصبح حلالا. ومحمد لا يمكنه ابدا ان يحرم الرجال من الزواج والاستمتاع بالنساء حتى ولو كانوا كافرات ومشركات. وكان بن عمر، وهو أحد الصحابة، لا يحلل التزوج بالنصرانية ويقول لا اعلم شركا أعظم من ان تقول ان ربها عيسى وقال الآية: "وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ" (البقرة 221).
ولكن عندما أهدى المقوقس ملك القبط في مصر محمد الجارية مارية القبطية وكانت فتاة جميلة لم يستطع محمد مقاومة رغبته وشهوته فيها حتى ولو كانت تقول ان ربها عيسى والقرآن يقول عن النصارى: "لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ" (المائدة 73). فكيف يعاشر محمد المسيحية الكافرة؟
ولقد سبب معاشرة محمد لمارية غيرة شديدة لزوجته التي تحبه عائشة وقد غضبت عائشة حين رأته خارجا من عندها فاحتضنها وسألها: اغرت؟ ومحمد يسأل هذا السؤال لأنه لم يجرب النار التي تشتعل في صدر الزوجة وهي ترى زوجها يعاشر غيرها خصوصا لو كانت أجمل وأصغر سنا منها. وقد أذى محمد مشاعر عائشة لأنها تحبه وتغار عليه وهذه أخلاق لا تليق بنبي. وقد حزنت عائشة أكثر حين علمت بحمل مارية لان عائشة لم تستطع الإنجاب من محمد وقد شعرت بجرح في كرامتها ونقص في انوثتها. وهي تعذبت بسبب محمد عذابا شديدا لان مارية كانت جميلة وخصوبتها عالية. والجمال والخصوبة من أسباب التنافس والغيرة بين النساء وهي من اساسيات الانوثة. وكلاهما ليس للزوجة ذنب في نقصهما. وهما من أشد أسباب الايلام وجرح الكرامة والعذاب بين الضرائر.
وموقف القرآن متناقض من المسيحين واليهود فتارة يتهمهم بالكفر ويتوعدهم بالعذاب وتارة يسميهم أهل الكتاب ويحل طعامهم والزواج من نسائهم.
الآية: "وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ" (الممتحنة 10).
يأمر القرآن الرجال بعدم الاحتفاظ بزوجاتهم إذا هن تحوَّلن الى الفكر العقلاني لأنه يسمى عدم الإيمان بالغيب كفرا. وفي هذا إهدار لحق اصيل من حقوق الإنسان في حرية العقيدة.
وبهذا الأمر يفرق الدين بين الأزواج المحبين ويهدم الاسر السعيدة ويشرد الابناء ويشتتهم بين ابويهم ويسيء الى كيانهم الاجتماعي مما يؤثر سلبا على مستقبلهم الاسري وسعادتهم الزوجية.
ولو كان القرآن عقلانيا لقال: لا تمسكوا بعصم الخائنات الكاذبات المنافقات اللاتي لا خلق لهن ولا قيم، ولكنه ظلم الزوج والزوجة والابناء وجميع من يحبونهم بهذا الأمر غير العقلاني.
وقد قضى هذا الأمر القرآني القاسي الظالم على اسر كانت سعيدة وتحطمت بسبب تحريم معاشرة الزوج للزوجة العقلانية.
الرق وملك اليمين.
الآية: "وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ" (النور 5-7).
في هذه الآية امر بعدم ممارسة الحب الا مع الزوجات او ملك اليمين، يعني الجواري. يعني ان ممارسة الجنس مع الجواري مثل ممارسته مع الزوجات تماما. وقد غضب الشيوخ هذه الايام وقالوا ان من يمارس الجنس مع ملك اليمين فهو زنا وحرام. وفي هذا تناقض لان الآية صريحة في الاباحة.
فأمَّا ان هذه الآية مفيدة وهي تستخدم في تيسير الجنس والحب على الشباب المحروم والفتيات العوانس والمحبين الذين تعوقهم التقاليد والاعباء الاقتصادية عن الزواج.
واما ان الرق لم يعد موجودا ولا صالحا في هذه الايام وقد الغته قرارات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان فان هذه الآية لم يعد لها استخدام ولا فائدة وهذا ضد الإعجاز وضد ان القرآن صالح لكل زمان ومكان.
والوهم الذي يقول ان الإسلام حارب الرق وشجع على عتق وتحرير العبيد هو محض خيال لان كفَّارة الذنوب بالعتق لم يأت بها الإسلام وانما كانت عرفا وتقليدا راسخا في المجتمع العربي قبل الإسلام منذ الازل. والدليل القاطع ان الإسلام لم يأمر بتحرير العبيد ان محمدا بنفسه في الحروب كان يبيع الأسرى ويشتري خيلا وسلاحا. ومحمد قضى كل حياته في المدينة بعد الهجرة في الخروج الى الغزوات او ارسال السرايا وكان يقتل الرجال ويعود بالنساء والأطفال عبيدا فتقسم النساء والأطفال والأموال على المحاربين فتستخدم النساء في المعاشرة الجنسية والأطفال في الخدمة.