قصي الصافي -الشيوعي- !!
فؤاد النمري
الحوار المتمدن
-
العدد: 7055 - 2021 / 10 / 23 - 19:38
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
قصي الصافي "الشيوعي !!"
كتب أمس "الشيوعي" قصي الصافي في الحوار المتمدن اليساروية العدد 7054 تحت عنوان "هل تقودنا الرأسمالية إلى الجنون ؟، الجواب المختصر نعم" .
كان الأولى ألا يكتب الصافي مقالته هذه طالما أنه قرر الإجابة على تساؤله مقدما ووفر علي قراءة المقال وخاصة أنه منع التعليق كيلا ينفي أحدهم موضوع المقال لكنه مع ذلك اسنجر مني جهدا كنت في غنى عنه واضطررت لأن أكتب معارضاً الموضوع نظراً لأهميته القصوى .
أسأل "الشيوعي" قصي الصافي .. " لماذا أعلن ماركس المانيفيستو ؟" أو "هل كان ماركس ليكتشف ويتبنى الفكر الشيوعي قبل أن يتعرّف على النظام الرأسمالي بأدق تفاصيله ويكتشف بالتالي أسباب تطوره وأسباب انهياره ؟" .
لعل قصي الصافي يوافقني على أن كتاب إعتماد الشيوعي يتمثل قبل كل شيء آخر بمعرفة النظام الدولي القائم على حقيقته وهو ما يقرر وجهة بندقية الشيوعي في معركة الصراع الطبقي . النظام الد
الموضوع الكليّ الشامل للشيوعي، بل إن النظام الوطني المحلي إنما هو جزؤ من النظام العالمي يتسلوق معه خلافاً لما يعتبره الوطنيون نظاماً مستقلاً خاصاً بهم .
قصي الصافي "الشيوعي" يجهد ما وسعه الجهد في الحرب على الرأسمالية لكنه بعد كل معركة ومعركة لا يجد أنه حقق نجاحاً يذكر فيكاد- أن يأخذه هذا إلى الجنون كما يعترف .
محبتي العميقة للشيوعيين الذين لا يبحثون عن ذواتهم في العمل الشيوعي تلح علي لأن أنبه الرفيق العزيز إلى أن النظام الرأسمالي قد اندثر قبل نصف قرن وعليه فإن الشيوعيين الذين يعتقدون أن النظام الرأسمالي ما زال فاعلا وهم في صدد محاربته لم يعودوا شيوعيين بل غدوا أحفاداً لدونكيشوت .
كانت ثزرة أكتوبر البلشفية بقيادة لينين وستالين قد قوّضت النظام الرأسمالي فكان أن قرر المؤتمر التاسع عشر للحزب بقيادة ستالين في اكتزير 52 "نهاية النظام الإمبريالي في وقت قريب" .
لما كانت معرفة جنس النظام الدولي الفائم هي مسألة حديّة بالنسبة للشيوعيين قبل غيرهم فعلى الذين ما زالوا يؤمنون بأن النظام الرأسمالي ما زال يعمل أن يثبنوا ولو بدلالة واحدة على الأقل تبرر إيمانهم .
يكفي العلم بأن الولايات المتحدة تطبع سنويا أكثر من 10 ترليون دولار بدون غطاء غير البضائع الصينية للتأكيد على أن النظام الرأسمالي قد بلي واندثر، وأن الميزان التجاري يعاني من عجز سنوي يناهو ترليون دولارا، وتزيد الفوائد السنوية على ديونها الخارجية عن 500 ملايار دولارا فكان أن ولولت نانسي بيلوسي رئيسة الكونجرس من ديون أمريكا وهي تستدين كل دقيقة مليون دولار .
كيف لماركسي أمام مثل هذه الحقائق الثابتة أن يدعي الشيوعية والنضال ضد الرأسمالية !!؟