قراءه فى عقل الرئيس السيسى
هشام حتاته
الحوار المتمدن
-
العدد: 6381 - 2019 / 10 / 16 - 08:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سبق لى وان كتبت على هذا الموقع ثلاثه مقالات بعنوان ( ثلاثية الثورة المصرية : امريكا ، الاخوان ، العسكرى ) وضحت فيها ان الاخوان قدموا نفسهم الى اوباما كجماعه اسلاميه مستنيرة وستقوم بترسيخ الحرية والديمقراطيه بالاضافه الى انها ستقوم بحل قضية غزه باعطائها جزء من سيناء وترعى التطبيع بينها وبين اسرائيل
وقد كان ... وضغطت امريكا بكل قواها لوصول الاخوان المسلمين الى السلطه رغم ان كل المؤشرات كانت تقول بفوز احمد شفيق .
وكما فعل ابو بكر فى السقيفه خرج علينا محمد مرسى ليعلن فوزه فى الرابعه صباحا مستبقا حتى اعلان لجنه الانتخابات
كانت الجماعه فى حاجه الى قائد جيش بعيدا عن الحرس القديم ، يدين لها بالولاء ويضمن بقائها فى السلطه ، فوقع اختيارها على الصوام القوام وزوجته المحجبه والعديد من اقاربه من الاخوان ، فكان اللواء عبدالفتاح السيسى ، ليتم ترقيته الى فريق اول متخطيا كل زملائه ويضبح وزيرا للدفاع ، ولكنهم نسوا شئ مهم وهو ان السيسى نفسه يدين بالولاء الى المشير طنطاوى والتى ظهرت فى العديد من المواقف سواء ايام حكم الاخوان وحتى الان فنجده يجلس على يمين السيسى فى المؤتمر التثقيفى من عده ايام ووزير الدفاع يجلس الى اليسار وهى تعنى الكثير بروتوكوليا ، ولايمكن ان يقبل الكاب بعمه تحكمه .
ولان مرسى تعهد لامريكا بعدم مصادرة الحريات ، كانت فرصة للنقد لواسع الذى تم توجيهه اليه سواء من الحزب الوطنى او من الاعلاميين الذى عملوا بتوجيهات مع القوات المسلحه ، وتم العزف على منظومه ( الاخونه ) لتثير عند الشعب المصرى الكامن فى اللاشعور من الالاف السنين عندما رفض الاتونه التى اراد ان يفرضها عليه اخناتون .
وعندما كتبت ان مرسى لن يستمر اكثر من سنه سالونى : كيف توقعت هذا ، فقلت لهم كل ماكتبته سابقا
وجاء السيسى برغبه شعبية جارفه ، واستبشرنا جميعا به خيرا
كنا معه عندما الغى الدعم على ان يستثمر ناتج الغاء الدعم فى مشروعات انتاجيه يتلمس المواطن اثارها علاوه على الصحه والتعليم
ولكنه ذهب بعيدا الى التحديث فى البنيان دون الانسان ، وعندما عاد من رحله الى كوريا استغرب من العمل الدوؤب والانضباط للشعب الكورى فكتبت له ( رساله الى السيد الرئيس ) مضمونها ان الانسان اولا قبل البنيان
ولكنه استمر فى البنيان وفى القصور الرئاسية كما قال فى حديثه الذى استفز الكثيرين ( انتوا فاكرين حاتخوفونا ولا ايه ، انا حابنى وابنى وابنى ، انا بابنى دولة جديده ) ولم يستمع الى مستشاريه الذين نصحوه بعدم الرد على المقاول محمد على ، وقال : كانوا حايبوسى ايدى علشان مااتكلمش
كانت المقدمه السابقه مهمه لنتعرف على تفكير الرئيس الرئيس وماذا يدور فى عقله .
علينا ان تقف عند بعض العبارات التى قالها ونحاول وضعها فى انساق متجانسه لتعطى كل منها لنا اضاءه كاشفه على تفكيرة
1) اللى حصل من 7 سنين لن يتكرر مره اخرى
2) الجيش لديه خطه للانتشار فى كل مصر خلال 6 ساعات
من الطبيعى وبعد الغاء الدعم وحاله الغلاء التى اكتوى بها معظم المصريين ان يلعب الاخوان على هذا الوتر الحساس ، وطبعا هو يعلم جيدا ماذا تم من تحت الطاوله لازاحه جماعه الاخوان من الحكم ولايريدها ان تتكرر معه
وبناء عليه بدات الاجهزه الامنيه حملات القبض العشوائى على كل معارضى الرئيس ، ولم تفرق بين المعارضه الوطنيه الشريفه وبين التهييج الاخوانى ، فتم اعتبار كل منتقد لسياساته منتمى الى هذه الجماعه ، وبناء عليه تم القبض وسجن العديد من المواطنين حتى ضاقت السجون بنزلائها واستهجت معظم المنظمات الحقوقيه فى الغرب وامريكا هذا القبض والاعتقال .
وبناء عليه خفتت كل اصوات المعارضه ولم يبقى على الساحه من الاعلاميين غير الحامدين الشاكرين ، فالصحف والفضائيات يمتلكها رجال اعمال تمت رشوتهم بمساواتهم فى ضرائب الدخل كما صاحب المشروع الصغير فتوقفت عند الـ 20% وكان الاولى بها ان تكون ضرائب تصاعديه .
3) صرح بانه لايؤمن بدراسه الجدوى ( فلو كنا انتظرنا دراسات الجدوى ماتم اى انجاز من الانجازات التى تمت )
والحقيقة اننى لا ارى اى عائد على الموطن المكتوى بالغلاء من تلك المشروعات التى اقيمت بدون دراسة الجدوى
فنحن قبل الطرق والكبارى والبنية التحيته كنا فى حاجه الى تشغيل المصانع المتوقفه بعهد اعاده تجديدها وطرحها فى البورصة كشركات مساهمه
وبدلا من المليارت التى تم انفاقها فى عمل تفريعه قناه السويس التى لم يكن لها اى عائد اقتصادى ، فكل مافعلته ان اختصرت انتظار السفن حوالى 8 ساعات على جانبى القناه لتتقلص المده الى ساعتين .
فلو تم تحويل هذه المليارات لتحويل 4 مليون فدان يتم زراعتها بالرى بالغمر الى الرى بالرش والتنقيط لكان تم توفير 80% من المياه تكفى استصلاح مالايقل عن 10 مليون فدان ، بعضها للزراعات الاستراتيجيه وبعضها مراعى لزياده الثروة الحيوانية ، ويتم طرحها لشركات عالمية .
وردا على فيديوهات المقاول محمد على قال :
4) هما بيقولوا الكلام ده علشان يخوفونى ، انا حابنى وابنى وابنى ، انا باعمل دوله جديييييييده
5) جميع الاجهزه الامنيه كادت تبوس ايدى علشان ماتكلمش
ويوضح لنا هذا الانفراد بالقرار ، وعدم الانصياع الى نصائح مستشارية ، فهو الزعيم وحده ، والمفكر وحده ، وعلى الحق وحده ، تماما مثل عبدالناصر الذى يلهب خياله
وقد صرح بها فى التصريحات التاليه :
6) يابخت عبدالناصر باعلامه
7) وسائل التواصل الاجتماعى الحديثه كان لها دور سلبى فى التاثير على المواطنين
ثم جائت كلمته الاخيره فى خلال الندوة التثقيفية الـ 31 للقوات المسلحه
8) فى عهد عبدالناصر وبعد الهزيمه الكبرى فى عام 1967 خرج الشعب ليقول له ( ابقى )
9) وبعد الهزيمه واثناء حرب الاستنزاف اقام الفنانون حفلات خصص عائدها لاعاده بناء القوات المسلحة ... ونحن لم نطلب هذا من الشعب
10) نحن نخوض حربا على الارهاب فى سيناء لاتقل عن حرب الجيش المصرى ايام حرب الاستنزاف .
*الرئيس السيسى لايعلم ان هذا العصر مختلف عن عصر عبدالناصر ، ففى عصر عبدالناصر تمت اكبر عمليه غسيل مخ للشعب المصرى نتيجه غلق كل النوافذ وتاميم الصحافه ، واصبحنا اسرى لخطب الزعيم المتلهبه والحماسه ( لماذا نفعل ، فهو يفعل وحده )
ولكن الان وبفضل السماوات المفتوحه ووسائل الاتصالات المختلفه اصبحنا نرى العالم من حولنا من خلال جهاز ايفون فى حجم كف اليد
وعن خروج الشعب الذى رفض تنحى عبدالناصر كان سببه الاول انه قام بتخدير الجماهير بخطاباته الحماسية ، وتحدى امريكا واسرائيل ، وهو وحده يقوم بهذه المعركه ، والشعب يشاهد الراقصه على المسرح ويصفق لها ، فلما ذهب شعر المواطن انه اصبح يتيما بدون اب فقال لى ( ابقى )
وهى فكره تدور فى راسه تقول : لماذا يريدوننى ان ارحل رغم انى لم اكن سبب هزيمه ، فعبدالناصر ورغم الهزيمه خرجت الجماهير لتقول له ابقى
*تشبيه محاربه الارهاب فى سيناء بحرب الاستنزاف بعيد تماما عن هذا الربط
*الجيش المصرى لم يخسر حربا بعد ثورة 25 يناير ولم تتحطم قدراته حتى يطالبنا الرئيس بالتبرع له
ثم ناتى الى سد النهضة لنراه يقول لنا ان ثورة يناير كانت السبب فى اقدام اثيوبيا فى بناء هذا السد
11) بسبب ثورة يناير 2011 مصر انكشف ضهرها واتعرى كتفها
نقطه نظام :
مبارك عندما تنحى اوكل مسئوليه ادارتها الى القوات المسلحه ولم يسلمها للثوار
الجيش المصرى لم يتاثر بسبب هذه الثورة ، عكس الشرطة المصرة التى انهارت
وفى عهدك اصبح الجيش المصرى ترتيبه العاشر عالميا بعد ان كان فى المرتبه السادسه عشر
لابد لاثيوبيا ان تعلم ان كل الخيارت متاحه امام مصر بما فيها الخيار العسكرى ، ولتعلن بصراحه كما اعلنها من قبل السادات ومبارك
فالجيش المصرى الان بكامل لياقته وبكامل استعداده افضل مما كان عليه ايام السادات ومبارك ، فكيف لايكون ورقه ضغط
السيد الرئيس :
لاتلقى بكل الاخطاء على ثورة 25 يناير 2011 العظيمه ، فوجودك على راس السلطه فى مصر كان بسبب هذه الثورة
والى لقاء فى مقال اخر
ولو اتحبست اوصيكم باحفادى .