عيد شهيد
انتصار الميالي
الحوار المتمدن
-
العدد: 5218 - 2016 / 7 / 9 - 05:52
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
العيد شهيد
يعبر المساحات
يختصر بخطواته خطوط الطول والعرض
يقف متردداً
عند حدود العراق
يسير متعثراً بخطواته
على عتبة الفقد الموجع
يقترب من المنطقة المحظورة
خافضاً رأسه الذي اختفت ملامحه
وخطوط شفتيه فيها ألف غرزة
بدا شاحباً بثيابٍ ممزقة
كأنه ناجٍ من فكي ذئب
يسير وتتلعثم الكلمات في عينيه
تفوح منه رائحة الدخان
انطفأت قناديل الليل
والصباح على المشارف
الكل يتهامسون
من ذلك الزائر الحزين
في اول ساعات الفجر
يتحدث الناس عن شيء يدعى العيد
هو يتلفت من حوله
خجلاً .. خائفاً .. مكسوراً
تملأ المكان رائحة البخور
بينما العصافير توقفت عن الطيران
الجميع ينظر بأستغراب
من ذلك الغريب
طفل صغير يقترب
ينظر في عينيه ثم يسئله
من انت؟
يجيبه : بأستحياء ( انا العيد )
الطفل: لما أنت حزين هكذا؟
العيد : لقد سرقوا فرحتي
وامتلأت عينيه بالدموع
الطفل: هل تشم ما أشمه؟
العيد: نعم أنها رائحة البخور
لكنها أزكى هذه المرة
اقترب من المكان وهو يتمتم
هي أزكى .. هي أزكى
توغل في الخراب
انه يصرخ
ويصرخ
هي ممزوجة بماء الروح
أنها زيت أجسادهم
أنها عطر شهداء الكرادة
غاب تحت الركام
وتفجر العيد
أعلنت المدينة الحداد
لقد استشهد العيد