العنصرية و التطرف الأسلامي في المانيا!!
حميد تقوائي
الحوار المتمدن
-
العدد: 5041 - 2016 / 1 / 11 - 20:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تحولت مهاجمة مجموعة من الاشخاص الذين بلغت عددهم حوالي الف شخص على النساء وبدأوا بالتعرض الجنسي لهن خلال مناسبات عيد رأس السنة في مدينة كولن الالمانية الى موضوع ساخن في أذهان الرأي العام ووسائل الاعلام في المانيا. فحسب وكالات الأنباء فان من قام بهذا العمل الشنيع هم من المهاجرين من البلدان الأسلامية المتشددة. هذه الاوضاع تعطي مبررات جديدة لتشديد التعرض العنصري ضد المهاجرين من الدول الأسلامية وزيادة الكراهية للمهاجرين. يجب الوقوف ضد العنصرية ورفع شعار لا للتمييز الجنسي ولا للعنصرية في المظاهرات التي نظمت كرد فعل على تلك الاحداث في 5 كانون الثاني في مدينة كولن حيث يبدو ان القوى اليسارية والتقدمية يفهمون بشكل جلي مدى خطورة العنصرية.
وفي الجهة الأخرى فان القوى اليسارية التقليدية والموالين للنسبية الثقافية فانهم يسعون االى اعتبار ان هذه الحملة الجماعية هي مسألة عادية وضمن سياق الحرمان الجنسي الروتيني لهم في المجتمع الألماني. لكن هذا التعامل والموقف لا يستجيب لفحوى الموضوع. هذه الحملة المنظمة من قبل مجموعة مكونة من الف شخص ضد النساء والذين بدأوا بصياحهم بالالفاظ الفاحشة لا يمكن ان تسجل وفق اي منطق واستدلال على انها شيء عادي يحدث يوميا في المجتمع. هذا التصور و الموقف هو، وقبل ان يستند الى الواقع، فانه ناشئ عن تصورات ما بعد الحداثة والنسبية الثقافية و" احترام ثقافة الاخرين".
تصورات الليبرالية الجديدة واليسار في اوربا نشأت عمليا من الدفاع عن حركة الأسلام السياسي ومظاهرها في المجتمعات الغربية(بناء المساجد وفرض الحجاب الاجباري وقوانين الشريعة والمدارس الأسلامية وغيرها).
ان اساس وجوهر الموضوع لا علاقة له بالثقافة ولا باللاجئين والمهاجرين من البلدان الرازحة تحت الاسلام ولا في وضعها في اطار الحرمان الجنسي والرجولية بالامكان تفسير وتبرير هذه الافعال. ان هذه هي حملة الأسلام السياسي ضد النساء وحقوقهن وحرياتهن في المجتمع الألماني.
ان هذا التصديرالاسلامي لكراهية المرأة، شكل من اشكال حملات مجرمي حكومة الجمهورية الأسلامية الايرانية ضد النساء وضد المجتمع الغربي. ان ماحصل في كولن ليس من اشكال التجاوز الجنسي المتعارف في المانيا، بل هو نوع من الكراهية ضد المرأة المعروفة في الجمهورية الأسلامية.
ان كراهية المرأة ركن من اركان الأسلام السياسي بعنوانه حركة خاصة وهي ليست جزءا من ثقافة وقيم الناس المسلمين او بعبارة ادق اخرى ممن يحسبون على الأسلام. ان اللاجئين " المسلمين" والمهاجرين من بلدانهم المسلمة هم ضحايا لنفس الأوضاع. ان الجماهير في البلدان الأسلامية المتشددة وبالأخص ايران يعرفون جيدا بان الكراهية ضد المرأة والتجاوز على النساء يشكل ركنا اساسيا مهما للاسلام السياسي وحكومتها الأسلامية وبهذه الطريقة يريدون تخويف المجتمع واجباره على التسليم. وكما قالت مينا احدي في مظاهرة 5 كانون الثاني (في مدينة كولن-م) فان هذه الحملة هي الأرهاب المنظم ضد المرأة من قبل قوى الاسلام السياسي. الآن يقف الأسلام السياسي الى جانب قوانين الشريعة والحجاب والبرقع والمسجد والمدارس الأسلامية. انهم يريدون تصدير الكراهية ضد المرأة الى المجتمعات الغربية ومن خلال النسبية الثقافية واحترام الثقافة الأسلامية وغيرها لن تستطيع ان تقف ضد هذه الحملة. وعلى العكس فان هذا التعامل وهذه المواقف تفسح للاسلاميين المجال لان يعتبروا انهم على حق ويصدرون سياساتهم الما فوق رجعية الى المجتمعات الغربية. ان مغازلة الأسلام السياسي ليس طريق المواجهة مع العنصرية بل بالعكس يعزز الارضية لتقويتهم.
ان تقسيم الثقافة الى أسلامية وغريبة وشرقية وغيرها هو وجه اخر للعنصرية. ولكن العنصرية التي بدلا من رمي ”الأخرين" في البحر فان تطرح مسألة تحملهم! ان التحرر والأنسانية والتمدن والمدنية، ليست مسائل نسبية وغير قابلة للتقسيم وهي ليست غربية بل ثقافة واحدة عالمية وان الظلم الجنسي والتمييز الجنسي والنظر الى المرأة بعنوانها بضاعة جنسية واي نوع اخر من هذا القبيل فهي "ثقافة" معادية للانسانية ورجعية.
الأسلام، مثله كمثل اي دين اخر يعطي قدسية الاهية مقدسة لهذا التمييز ضد المرأة كميدان يظل من خلاله يدافع عن الرجعية على مدى التأريخ. ان التميز ضد المرأة في القرون الوسطى كان يشكل ركنا اساسيا للمسيحية السياسية واليوم فهو يشكل الركن الأساسي للاسلام السياسي. الموضوع ليس حول المهاجر واللاجيء والقادم من الخارج او الالماني والثقافة الأسلامية والثقافة الغربية. هنا الخط الفاصل. المسألة تدور حول الدفاع عن قيم التمدن والثقافة الأنسانية في مواجهة العنصرية والتطرف الأسلامي. فقط برفع راية الدفاع عن الثقافة والقيم العالمية للانسان بامكاننا مواجهة العنصرية و التطرف الأسلامي.
حمی-;-د تقوائی-;-
6 كانون الثاني 2016
من الصفحة الرئيسية للحزب الشيوعي العمالي الايراني. ترجمها عن الفارسية سمير نوري