ثورة جماهير ايران وأثرها على الاوضاع في العراق والشرق الاوسط
حميد تقوائي
الحوار المتمدن
-
العدد: 2783 - 2009 / 9 / 28 - 21:16
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
مقابلة نحو الاشتراكية مع حميد تقوائي ليدر الحزب الشيوعي العمالي الايراني. اجرى المقابلة باللغة الانكليزية وترجمها الى العربية عصام شكــري. نشرت المقابلة في العدد 108 بتاريخ 25 أيلول 2009. http://www.socialismnow.org
نحو الاشتراكية:
نعرف بان الحركة الثورية في ايران قد بدأت منذ 3 اشهر وكانت فعالة جداً. العالم كله كان يراقب الاحداث بترقب واهتمام. نعرف ايضا بان تلك الحركة قد واجهت القمع من قبل النظام الاسلامي. وقد استمرت مؤخرا الاحتجاجات في "يوم القدس". كيف تنظر الى وضع الحركة وافاقها اليوم؟
حميد تقوائي:
اولا وقبل كل شئ، فان الحركة في ايران والتي بدأت قبل 3 أشهر هي ثورة، واعني، ان هدفها الرئيسي وتركيزها منصب على السلطة السياسية، على الحكومة، على النظام الحاكم في ايران، اي الجمهورية الاسلامية. لذا، بدأت الجماهير بحركة شعبية واسعة ضد الجمهورية الاسلامية، وضد الحكومة. منذ البداية، وقبيل الانتخابات، وبسبب الانتخابات، فان الناس بدأوا الحركة والتي كان شاغلها وهدفها ليس فقط "من سيكون الرئيس المقبل؟"، ولكن الاحتجاج ضد النظام بكامله، ضد الجمهورية الاسلامية برمتها. هذه مسألة. والمسألة الاخرى لسبب تسميتي لها بالثورة هو ان الغالبية الساحقة من الجماهير منخرطين بها. انها تجري في الشوارع. ان ذلك هو العامل الاساسي لمجمل الوضع السياسي في ايران. ما يقوم به الناس، وما يريده الناس، وماهي شعاراتهم، وكيف يحاربون كل يوم وكل ليلة ضد الشرطة ومختلف قوى النظام التي ينزلها الى الشوارع. من الناحية السياسية، فان ذلك هو الان العامل الاساسي في ايران. لذا، فانه من ناحيتين؛ الناحية الاولى هي المسألة الاساسية وهي النظام الاسلامي نفسه، حيث الناس في احتجاجاتهم يهدفون الى التخلص من كامل النظام، الجانب الثاني وهو ان شكل الحركة واسع جدا وجماهيري وان الغالبية من الجماهير في طهران وكل المدن الرئيسية في ايران منخرطة بها. ليس ثمة شك بان لدينا ثورة في ايران. هذه الثورة مستمرة، فالنظام لم يستطع هزيمتها. ومن جانب اخرى نشهد ان الصراعات والمشاكل بين مختلف اقسام الحكومة تزداد سوءا كل يوم. نصف احزاب الجمهورية الاسلامية والشخصيات السياسية مثل موسوي ورافسنجاني والذين هم شخصيات مهمة جدا في الجمهورية الاسلامية لا يعترفون بالحكومة الحالية، اي بالطاقم الوزاري لاحمدي نجاد. العديد من سلطات رجال الدين حاليا استنكروا خامنئي كمرشد اعلى، وهكذا وهلمجراً. لذا فان ما نشهده الان هو نظام لديه عدد كبير من المشاكل الداخلية ولا يرى اي حل لها في المستقبل المنظور. ومن جانب اخر هناك غالبية الجماهير، حركة جماهيرية واسعة ضد الدولة، وضد كامل الجمهورية الاسلامية.
نحو الاشتراكية:
احمدي نجاد القى خطابا البارحة في نيويورك امام الامم المتحدة. وقد تم مؤخرا تبادل الرسائل غير المباشرة بين النظام والغرب حول تهدئة بعض المسائل بين الطرفين مثل الملف النووي الايراني وازمات اخرى. كيف تنظر الى رد فعل الغرب على الثورة في ايران ضمن هذا السياق؟
حميد تقوائي:
حكومات الغرب تتبع اهدافها ومراميها الخاصة، اي نفس السياسة التي مارسوها قبل الاحداث الحالية. انهم الان يتبعون نفس الاهداف. لم يغيروا سياساتهم بسبب ما يحدث في شوارع ايران. ان المسألة هو انهم يحاولون ان يستثمروا الاوضاع لصالحهم. اعتقد انهم يريدون الذهاب والانخراط في مفاوضات حول المسائل الاساسية التي تشغلهم وكما بينتم في السؤال المشروع النووي للجمهورية الاسلامية وايضا دورها في المنطقة وخاصة في العراق، ولبنان، وفلسطين. تلك هي المشاغل الاساسية للحكومات الغربية وهم مايزالون يتتبعون نفس السياسة. ولكنهم يأملون، وبسبب الحركة في ايران، بان الجمهورية الاسلامية في موقع اضعف بكثير الان. لذا فانهم يبغون الاستفادة من ذلك في المفاوضات مع نظام الجمهورية الاسلامية. وبقدر تعلق الامر باحمدي نجاد كرئيس جديد، وفي البداية، فان حكومات الغرب قد تلكأت وانتظرت قليلا لترى ما يحدث. وبعدها وبسرعة اعترفوا باحمدي نجاد كرئيس وبتبرير مفاده "انها مشكلة سياسية داخلية في ايران، وليست مشغلتنا". ورسميا فهم يقولون " احمدي نجاد هو الذي نعترف به كرئيس". ذلك السبب الذي دعى احمدي نجاد الى الذهاب الى الامم المتحدة والقاء خطابه كما كان يفعل في السنوات السابقة. في هذا الوضع، وعندما يكون لدينا ثورة مندلعة في ايران، فان من الطبيعي ان يحاولوا، بطريقة ما، تثبيت الجمهورية الاسلامية في مكانها، بل وحتى تمكينها من السيطرة على الاوضاع. هذه هي سياستهم. ومن الناحية الستراتيجية، في المدى البعيد، بالطبع فان الحكومات الغربية تريد ان تتخلص من الجمهورية الاسلامية. ولكن ذلك لا يعني بان تاكتيكاتهم هي نفسها. وكالعادة فانهم يتصرفون ببراكماتية. وفي هذه الاوضاع والتي يدركون من خلالها ان الثورة قد تغير كل شئ في ايران، فانهم لا يريدون ولا يحتاجون هذا النمط من التغيير الراديكالي. انهم فقط يريدون بعض التغييرات في رأس النظام كسياسة "تغيير النظام" او بحد اقصى "الثورة المخملية" او شئ من هذا القبيل. وبالطبع فان الثورة لا هي مخملية ولا هي سيناريو "تغيير النظام". ولهذا السبب فان الحكومات الغربية اكثر حذرا بكثير في التعامل مع الجمهورية الاسلامية. انهم لا يريدون اضعافها. يريدون الى حد ما حتى انقاذها ولحد ما دعمها، ضد ما يحدث في ايران وفي نفس الوقت الاستمرار في تتبع اهدافهم وغاياتهم و يد طولى لهم على طاولة المفاوضات.
نحو الاشتراكية:
كيف تنظر الى تأثير ما يحدث في ايران على الوضع الحالي في العراق؟
حميد تقوائي:
اعتقد بانها (الثورة) عامل جديد قد يؤدي الى اضعاف الحركة الاسلامية في كل انحاء العالم وخاصة في الشرق الاوسط وتحديدا العراق ولبنان وفلسطين. اعتقد ان لها تأثيرا عالميا كبيرا، لان جماهير ايران تتحدى العمود الفقري للحركة الاسلامية في المنطقة والعالم. ليس فقط بسبب ان الجمهورية الاسلامية متورطة مباشرة فيما يحدث في العراق من خلال المجاميع الشيعية في جنوب العراق او لديها صلات مع حماس وحزب الله، ليس بسبب ذلك لوحده، ولكن بشكل اكثر اهمية، من الناحية الايديولوجية، والاستراتيجية، والسياسية، فانه صراع بين جماهير ايران مع العمود الفقري والبديل الذي تمثله الجمهورية الاسلامية لكل الاسلاميين في العالم، حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان ومقتدى الصدر وغيره في العراق والذين يشكل هدف بناء شكل ما من مجتمع وحكومة على نمط الجمهورية الاسلامية، مثلهم الاعلى وهدفهم ومرماهم. ان الجمهورية الاسلامية يتم تحديها من قبل نفس مواطنيها في ايران، وحيث ان كل انسان في العالم بات يعرف بان هذا النظام الوحشي يطلق النار على الناس في الشوارع، يقتلهم، ويغتصبهم، ويعذبهم. الكل يعرف عن هذه الاعمال عن الجمهورية الاسلامية الان. ان لذلك تأثير كبير وسيضعف بشكل دراماتيكي موقعية الاسلاميين في كل مكان في العالم.
ان مثالي بهذا الصدد هو ما حدث قبل بضعة ايام في ايران في يوم القدس حيث تحتفل الجمهورية الاسلامية بهذا اليوم كل سنة وبعنوان مساندة القضية الفلسطينية والمسلمين في كل انحاء العالم وتحت هكذا اهداف بينما يتم رفع شعارات ضد اسرائيل والصهيونية. ولكن هذه السنة خرجت الجماهير الى الشوارع بعشرات الالاف ليس في طهران حسب بل في حوالي 10-12 مدينة في كل انحاء ايران، ورفعوا شعارات ضد الجمهورية الاسلامية من قبيل: "غزة هنا" و "ان القتل في كل من غزة وايران مدان" و "الموت لروسيا" بدلا من شعار يوم القدس المتعارف "الموت لاسرائيل" حيث ان روسيا تساند بشكل مباشر الجمهورية الاسلامية. لذا فان الجماهير قد غيرت الوضعية بالكامل. يوم القدس لم يعد يمثل موقف الجمهورية الاسلامية في ايران ازاء فلسطين وبقية الاسلاميين في المنطقة ولكن اليوم، بدءا من هذه السنة ، فانه يمثل احتجاجات الجماهير في ايران ضد الجمهورية الاسلامية والحكومة الاسلامية. ذلك يظهر اي نوع من التأثير ستفعله الحركة على الجماعات الاسلامية في المنطقة. وبقدر تعلق الامر بالعراق، فان اضعاف ايران له تأثير مباشر على عموم الوضع السياسي في العراق. اعتقد بان موقعية الاسلاميين وخاصة موقعية الجماعات الشيعية في العراق سيضعف بشكل اكبر من السابق. لن يبق للجمهورية الاسلامية نفس الادعاءات والتأثير في العراق بعد ذلك. ستكون اضعف واضعف. وبهذا المعنى، اعتقد ان الحركة في ايران تساعد جماهير العراق على النهوض لحقوقهم مع شعاراتهم المستقلة الخاصة بهم ضد الحكومة في العراق.
نحو الاشتراكية:
البعض في اليسار يقول ان ما يحدث في ايران ليس ثورة. انهم يبررون ذلك بالقول بانه ليس ثمة صف مستقل للعمال و/او ان ليس هناك حزب سياسي يلعب دور القائد. كيف تنظر الى هذه الادعاءات؟
حميد تقوائي:
بادئ ذي بدأ، ومن الناحية النظرية، الثورة حدث موضوعي. ليس لها علاقة بالقوى السياسية او الاحزاب او حتى بدور تلك الاحزاب في تلك الاحداث. الثورة هي حركة جماهيرية تتعلق بسؤال اساسي حول السلطة السياسية، حركة جماهيرية ضد الحكومة، بهدف التخلص من تلك الحكومة. اعتقد ان تلك هي الثورات في كل مكان في العالم. ذلك هو تعريف الثورة. ولكن مسألة ما نوع هذه الثورة؟ ما دور الاحزاب والطبقات فيها؟ هل الثورة ستنجح ام تهزم؟ كلها تبقى اسئلة مفتوحة وان اجوبتها تعتمد على تدخل ودور اي حزب واي طبقة، سواء الطبقة الحاكمة ام الطبقة العاملة في تلك الاحداث. ولكن الثورة نفسها شئ موضوعي يحدث في ايران. انها ثورة ولا شك. ان تلك الادعاءات او النظرات حول الثورة (المشار لها في السؤال) لا تفتقر الى النظرية الصحيحة فحسب. فالمشكلة هنا ليست نظرية، بل سياسية. حتى قبل بدئ تلك الاحداث، لم يكن هؤلاء يعتقدون بوجود اي حركة راديكالية او تقدمية في ايران في نظرياتهم. انهم يدعون بان الجمهورية الاسلامية الان قد ترسخت، وبان ليس ثمة حركة ضد تلك الحكومة في ايران، وانه حتى لو كان هنالك حركة، فانه يتم التحكم بها من قبل المعارضة اليمينية، وبان اليسار ضعيف جدا. معظم تلك المجاميع تنظر الى وضعيتهم الخاصة ليصلوا الى استنتاج بان اليسار ضعيف. ما يقصدونه حقيقة هو "نحن الضعفاء. ليس لدينا الكثير من القدرة". تلك هي المسألة الاساسية. انهم يقولون " ان الطبقة العاملة غير حاضرة" او " ما يحدث ليس له اي علاقة مع الطبقة العاملة او سياساتها" وهكذا دواليك وهلمجراً.
لذا، فان موقفهم سياسي سابق للاحداث، وكان لهم هذا الموقف والذي صبغ كل شئ بلون كالح. كأن لا شئ يحدث في ايران، او ان كل ما يحدث هو تحت سيطرة القوى الحاكمة، المعارضة اليمينية، او الجمهورية الاسلامية نفسها، وبان اليسار غير موجود في اي مكان، وبان حركة الطبقة العاملة غائبة ولا تلعب اي دور. بطبيعة الحال فانه مع هكذا نمط من المنظور والستراتيجية، عندما يواجهون حركة جماهيرية عارمة كتلك التي تحدث في ايران، فان عليهم نكرانها، والا فان عليهم نكران انفسهم. يجب عليهم نكرانها. يجب عليهم ان يقولوا بان ليس ثمة ثورة وان ما يحدث ليس ثورة. نحن توقعنا هذا الموقف. ان جوابي لتلك المجاميع والاحزاب وكما دائما هو ان ما هو ضعيف وليس حاضرا في الوضع السياسي في ايران هو انتم ومجاميعكم واحزابكم. ان الطبقة العاملة موجودة هناك. فقط في يوم العمال العالمي هذه السنة، وتقريبا قبل 40-50 يوما قبيل بدء الثورة الحالية في ايران، رأينا واحدة من اكثر ايام الاول من ايار قوة في ايران. كان لدينا 10 منظمات داخل الطبقة العاملة دعت الى تجمع في طهران، في بارك لاله، وهو مكان تقليدي للاحتجاج. تجمع قرابة 2000 انسان هناك في الدقائق القليلة الاخيرة، رغم وجود الشرطة في كل مكان، وان الجمهورية الاسلامية عرفت حول التجمع وكانت مستعدة وفي الحقيقة اعتقلت حوالي 40-50 ناشط عمالي. ورغم كل تلك الجهود من قبل الجمهورية الاسلامية ظهر للتجمع قرابة 2000 شخص مع قرار راديكالي جدا نشروه بعد التجمع. ذلك ما حدث قبل 40 يوم من اندلاع الثورة بالاضافة الى العديد من الاحداث الاخرى.اتذكر جيدا في ذلك الاول من أيار، تلك القوى (اليسارية) قالت بان بان تلك الفعالية او الحركة او الدعوة للتجمع في البارك المركزي بطهران هو خطأ وانه لم يكن على العمال فعل ذلك بسبب ان الجمهورية الاسلامية ستقتل العديد من الناس وتعتقل اعداد اخرى كبيرة. ذلك كان مقتربهم وموقفهم وانهم ضد اي نوع من الحركة التي لها علاقة بالجمهورية الاسلامية او اليسار وحركة الطبقة العاملة في ايران. ان سبب ذلك يعود الى ان سيناريوهاتهم مختلفة كلياً. لا يعتقدون بالثورة. البعض منهم يعتقد بان عهد الثورات ولى، ليس فقط في ايران ولكن في كل مكان في العالم، سواء في المستقبل القريب او المتوسط. ذلك ما يعتقدونه. لذا فانهم يحاولون، من خلال القوى السياسية والاحزاب الاخرى، الحصول على نوع ما من التأثير والاثر على ما يحدث في ايران. ولهذا السبب، اساساً، يتبين لماذا هم ضعفاء ولا يلعبون اي دور فيما يحدث في ايران. وقدر تعلق الامر بحزبنا وبحركة الطبقة العاملة في ايران فاننا اقوياء جدا، وان مجرد حقيقة ان الثورة تاخذ شكلها في ايران يعني بان كل البدائل تحدث ولكن ليست تلك السيناريوهات من قبيل "تغيير النظام" او الانقلابات العسكرية او البدائل الاخرى التي تتبعها الاحزاب اليمينية ومعسكر المعارضة اليمينية. ان نفس حقيقة ان لدينا ثورة في ايران يعني ان الطبقة العاملة واليسار اقوياء جداً.
نحو الاشتراكية:
هل لديك ما تقوله الى الجماهير، التحرريين ومحبي الحرية في العراق؟ كيف تنظر الى دور الشيوعية العمالية والحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي في تغيير الوضع في العراق وايضا في العالم العربي؟
حميد تقوائي:
اول نقطة برأيي هو ان ما يحدث في ايران ليس حدث داخلي انه، وكما بينت في السابق، يذهب الى مديات ابعد من ايران ستغير من الوضع السياسي في الشرق الاوسط، وخاصة في العراق. نحن نعرف بان الجمهورية الاسلامية متورطة فيما يحدث في العراق وذلك هو احد اسباب قلق الحكومات الغربية. ولكن الحل الواقعي لتلك المشكلة ليس من خلال سياسات باراك اوباما او الاتحاد الاوربي، او هذه الحكومة او تلك، بل من خلال ما تفعله جماهير ايران الان اي من خلال الثورة من الاسفل وضد كامل نظام الجمهورية الاسلامية في ايران. ان النقطة الاولى التي على جماهير العراق والعالم العربي ان تعرفها هو ان الثورة الحالية في ايران مرتبطة بشكل مباشر باهدافهم وتطلعاتهم وما يسعون من اجله في بلدانهم هم. اذا ما ارادت جماهير العراق ان تكون حرة وتتخلص من كل هؤلاء الساسة والاحزاب الاسلامية والقومية والرجعية في العراق وان يكون لديهم مجتمعا حرا ومتساويا وانسانيا ، فان جماهير ايران يرشدون الى الطريق. ان الطريق هو ان عليهم ان يتجمعوا ويسيروا خلف راية الطبقة العاملة للنضال ضد كل الحكومة، بكل فصائلها واحزابها ومجاميعها، وان يكون لديهم مجتمعا علمانيا، حديثا، انسانيا وحراً.
لذا فان الثورة في ايران ستساعدهم، في جانبين. الاول، من خلال اسقاط نظام الجمهورية الاسلامية في ايران والتي كما بينت تشكل العمود الفقري للحركة الاسلامية في كل مكان وخاصة في الشرق الاوسط، وثانيا، بارشادهم للطريق او ضرب المثال لكل جماهير الشرق الاوسط حول كيف يمكن لهم ان يتخلصوا من انظمتهم في كل بلد ويؤسسوا مجتمعا حرا ومرفها. وبقدر تعلق الامر بالحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي اعتقد بانه يلعب دورا مهما في الوضع السياسي في العراق لان حزبكم هو الحزب اليساري والراديكالي المنظم الوحيد في العراق والذي يمثل اغلبية جماهير العراق، ليس فقط الطبقة العاملة، بل اغلبية جماهير العراق الذين لا يريدون الحكومة الاسلامية، ولا يريدون الحكومة التي هي خليط من الاسلاميين والقوميين والكرد والعرب وغيرها من المجاميع، ولكنهم يريدون حكومة تمثل المجتمع المدني؛ مجتمعا حرا وحديثا. ان راية الحداثة والحرية والمساواة بايديكم.
اعتقد ان حزبكم لديه ذلك الموقع الحساس للعبه في ترجمة ما يحدث في ايران في الوضع الراهن وان تظهروا للجماهير والطبقة العاملة في العراق المعنى الحقيقي للثورة في ايران وترشدوا الى الطريق الى ما يجب عمله في العراق للتخلص من الحكومة. هذا هو الدرس الاساسي وتأثير الثورة الحالية في ايران، بقدر تعلق الامر بالعراق وكامل منطقة الشرق الاوسط.
نحو الاشتراكية: شكرا جزيلا والحرية لجماهير ايران.