ليث الجادر
الحوار المتمدن-العدد: 8471 - 2025 / 9 / 20 - 17:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رغم قوة منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية (القبة الحديدية، مقلاع داوود، حيتس)، أظهرت الهجمات الحوثية قدرة على الوصول إلى أهداف محددة أو مناطق قريبة من إسرائيل. اللافت أن غالبية هذه الهجمات تكون صاروخًا واحدًا أو طائرة مسيّرة واحدة، مدروسة وموجّهة بدقة، ما يجعل التصدي لها أكثر تحديًا مقارنة بالهجمات الإيرانية أو حزب الله.
دقة الهجمات الحوثية واستغلال الثغرات
الهجمات المفردة ليست عشوائية، بل تعتمد على اختيار توقيت وهدف محدد لاستغلال ثغرات مؤقتة في منظومات الرصد الإسرائيلية. هذا الأسلوب يتطلب:
معرفة دقيقة بمسارات الرصد الدفاعية ووقت الاستجابة.
قدرات تقنية لتوجيه الصواريخ أو الطائرات المسيّرة نحو الهدف بدقة عالية.
تنسيق بين المعلومات الميدانية والأجهزة القتالية لتحقيق نتيجة فعالة حتى مع محدودية العدد.
الدعم الدولي المتقدم
القدرة الحوثية على تنفيذ هذه الهجمات الدقيقة لا يمكن تفسيرها بالدعم الإيراني وحده، خصوصًا في جانب المعلومات اللحظية واستغلال الثغرات:
هناك احتمال منطقي أن جهة دولية متقدمة مثل الصين قد توفر معدات رصد، تشويش إلكتروني، أو بيانات استخباراتية دقيقة.
هذا الدعم يفسر كيف تمكن الحوثيون من تنفيذ ضربات مفردة عالية الدقة رغم محدودية بنيتهم التحتية مقارنة بالدول الكبرى.
مقارنة مع إيران وحزب الله
إيران وحزب الله عادةً يعتمدون على ضربات أكبر أو ترسانة كثيفة على مسارات معروفة، ما يسمح لإسرائيل بالتحضير المسبق. بالمقابل، الحوثيون يعتمدون على هجمات مفردة مدروسة، مدعومة فنيًا وربما معلوماتيًا من طرف ثالث، وهو ما يوضح سبب فعالية ضرباتهم رغم حجمها الصغير نسبيًا.
خلاصة
الفعالية العالية للهجمات الحوثية المفردة على الدفاعات الإسرائيلية تُعزى إلى قدرتهم على استغلال الثغرات بدقة عالية، مدعومة بخبرة فنية خارجية وشبكات معلوماتية متقدمة من جهة دولية محتملة. مواجهة هذا التهديد تتطلب تطوير قدرات الرصد المبكر، اعتراضات منخفضة التكلفة، واستهداف شبكات الدعم الخارجي بدقة، مع الاعتراف بأن جزءًا من قدرة الحوثيين على استهداف ثغرات الدفاعات لا يمكن تفسيره إلا بوجود دعم معلوماتي وتقني متقدم خارجي.
#ليث_الجادر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟