أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عقيل الفتلاوي - البروباغندا الأمريكية ودورها في الحرب على العراق 2003














المزيد.....

البروباغندا الأمريكية ودورها في الحرب على العراق 2003


عقيل الفتلاوي
صحفي وباحث

(Aqeel Al Fatlawy)


الحوار المتمدن-العدد: 8301 - 2025 / 4 / 3 - 12:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في شهر نيسان من كل عام نستذكر ذكرى تاريخ احتلال العراق، فعندما اندلعت الحرب عام 2003، لم تكن المعركة مقتصرة على ساحات القتال فحسب، بل امتدت إلى ساحة أخرى لا تقل أهمية: الإعلام. لعب الإعلام الأمريكي دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام العالمي، مستخدمًا أدوات الدعاية والتضليل الإعلامي ببراعة، مما ساهم في تعبئة الرأي العام الأمريكي والدولي لتبرير غزو العراق.
ما هو معنى بروباغندا؟
المعني اللغوي الأصلي لكلمة (بروباغندا Propaganda)، المأخوذة من اللغة اللاتينية يدور حول الترويج أو الدعاية بكثافة أو (التطبيل) لشئ ما. لكن البروباغندا أصبحت تعني محاولة للتأثير في الرأي العام عن قصد أو تشكيله والتلاعب بالحقائق من أجل دفع الناس إلى توجه معين.
في سياق الحرب على العراق، استخدمت الولايات المتحدة البروباغندا بشكل ممنهج، حيث عملت وسائل الإعلام الرئيسية على تقديم سردية أحادية الجانب، معتمدة على معلومات مغلوطة أو مبالغ فيها لتبرير الحرب.
صناعة العدو: صدام حسين وأسلحة الدمار الشامل
كانت الذريعة الرئيسية لغزو العراق هي اتهام نظام صدام حسين بامتلاك أسلحة دمار شامل وعلاقته المفترضة بتنظيم القاعدة. وقد روّجت وسائل الإعلام الأمريكية، مثل (سي إن إن) و(فوكس نيوز) و(نيويورك تايمز)، لهذه الادعاءات دون تمحيص كافٍ، مستندة إلى تصريحات مسؤولين في إدارة بوش دون تقديم أدلة دامغة.
واحدة من أشهر حالات التضليل كانت تقارير(جوديث ميلر) في (نيويورك تايمز)، التي نشرت مقالات استندت إلى مصادر استخباراتية مشكوك فيها، زعمت فيها أن العراق يمتلك برامج لأسلحة كيميائية وبيولوجية. لاحقًا، تبين أن هذه الادعاءات كانت غير صحيحة، لكن الضرر كان قد وقع، حيث تم استخدام هذه التقارير كذريعة لشن الحرب.
تضخيم التهديد وتهميش الأصوات المعارضة
استخدم الإعلام الأمريكي أسلوبًا نفسيًا يعرف بـ( تضخيم التهديد )، حيث قدّم صدام حسين كخطر داهم على العالم، بينما تم تهميش الأصوات التي شككت في مبررات الحرب. مثلاً، عندما خرجت مظاهرات عالمية ضد الحرب في فبراير 2003، وصفها بعض المعلقين الأمريكيين بأنها غير واقعية أو مدعومة من أطراف معادية.
كما تم تصوير الحرب على أنها (عملية تحرير)، وليس غزوًا، حيث ركزت وسائل الإعلام على سقوط تمثال صدام في ساحة الفردوس كرمز لانتصار الديمقراطية، متجاهلةً الفوضى والعنف الطائفي الذي أعقب الغزو.
البروباغندا العسكرية: تضليل مصور
لم تكن التقارير الإعلامية وحدها أداة التضليل، بل شارك البنتاغون في صناعة محتوى إعلامي مُوجّه. على سبيل المثال، تم تزويد الصحفيين بمقاطع فيديو لـ (القوات الأمريكية ) وهي تدخل العراق وسط ترحيب مزعوم من السكان، بينما تم حجب صور القصف العشوائي ومعاناة المدنيين.
واحدة من أكثر الأدوات إثارة للجدل كانت (الفِرق المُدمجة) (Embedded Journalists)، حيث رافق الصحفيون القوات الأمريكية بشكل مباشر، مما منح الجمهور مشاهد درامية لكنها محدودة الرؤية، تظهر الجانب (البطولي) للجنود الأمريكيين دون التركيز على الضحايا العراقيين.
عواقب التضليل الإعلامي
بعد سنوات، تبين أن الحرب على العراق كانت مبنية على أكاذيب، لكن وسائل الإعلام الأمريكية لم تتحمل المسؤولية الكافية عن دورها في الترويج لهذه الأكاذيب. بدلاً من ذلك، تحول النقاش إلى (أخطاء استخباراتية)، متناسية أن الإعلام كان شريكًا في التضليل.
اليوم، يُدرس استخدام (البروباغندا)، في حرب العراق كحالة كلاسيكية لكيفية تحويل الإعلام إلى أداة حرب نفسية. لقد نجحت الآلة الإعلامية في تشكيل الرأي العام، لكن الثمن كان مصداقيتها، حيث فقد الكثير من الجمهور الثقة في الوسائل الإخبارية التقليدية.
الخاتمة: دروس مستفادة
تجربة العراق تثبت أن الإعلام يمكن أن يكون سلاحًا أكثر فتكًا من الرصاص، خاصة عندما يتحول إلى بوق للدعاية الرسمية. السؤال الذي يبقى مطروحًا هو: هل تعلمت وسائل الإعلام من هذه الأخطاء، أم أننا سنشهد تكرارًا لهذا السيناريو في حروب مستقبلية؟



#عقيل_الفتلاوي (هاشتاغ)       Aqeel_Al_Fatlawy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وراء قطر غيت ؟.. لعبة استخباراتية أم فساد داخل الكيان الإ ...
- العار أصبح ترنداً .. معركة الحياء في السوشيال ميديا ..
- ضربة استراتيجية تشلّ (هاري ترومان) وتُغيّر قواعد اللعبة
- الطبيعة أم التطبع: أيهما يغلب في الآخر؟
- الفاشنيست الدينية: حين يتحول الخطاب المقدس إلى سلعة رقمية..
- الأفكار النمطية: قيود نصنعها بأيدينا
- التكتلات الإعلامية والتحكم في تدفق المعلومات
- من الملعب إلى البرلمان.. هتافات غير لائقة تعيد النفط إلى واج ...
- ثقافة الاستقالة معدومة في العراق: اتحاد اكرة القدم نموذجًا..
- من سيملأ الفراغ السياسي في العراق؟ السيد مقتدى الصدر ينسحب م ...
- بين الإنقاذ والتراجع
- الرقابة الأبوية على المراهقين بين حرية المقاهي وسلطة الأهل
- التحديات الأمنية والاقتصادية لتهريب النفط في الخليج العراق و ...
- كيف يتحكم الإعلام في عقولنا؟ صناعة الموافقة الخفية
- هل دخلت أميركا وكر الأفعى بضربها اليمن وصدامها مع أتباع الحو ...
- صناعة الأصنام والطواغيت: مجتمع بين عبادة الماضي واستغلال الح ...
- برمجة الأطفال والإعلان: كيف نصنع جيلًا واعيًا رقميًا؟
- العنف التلفزيوني: متعة بصرية أم خطر يهدد المجتمع؟
- النزاهة والشفافية: ركيزتان لإعادة بناء الثقة في الحكومة العر ...
- صناعة الوهم في عصر السوشيال ميديا


المزيد.....




- كيف تأثرت مصر برسوم ترامب الجمركية والحرب التجارية مع الصين؟ ...
- ما نتائج محادثات موسكو وواشنطن بإسطنبول؟
- شاهد.. بركة السفارة الأمريكية في لندن تتحول إلى اللون الدموي ...
- نائب أوكراني: زيلينسكي يحاول جر الولايات المتحدة إلى حرب مع ...
- الخارجية الأمريكية: طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ...
- وزير الدفاع الأمريكي: الولايات المتحدة لا تريد صراعا مع الصي ...
- زاخاروفا: سنحكم على العلاقات مع الولايات المتحدة بناء على ال ...
- الولايات المتحدة تفرض عقوبات على شركة صينية و30 ناقلة نفط
- رئيس مؤسسة الحج والزيارة في إيران: رحلات الحج الجوية ستتم ع ...
- الرئيس الإماراتي يتسلم أوراق سفراء جدد بينهم الإسرائيلي يوسي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عقيل الفتلاوي - البروباغندا الأمريكية ودورها في الحرب على العراق 2003