أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بير رستم - تركمان سوريا -حصان طروادة- أردوغان.














المزيد.....

تركمان سوريا -حصان طروادة- أردوغان.


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 8301 - 2025 / 4 / 3 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحاول الكثير من الجهات والقنوات الإعلامية الترويج لمسألة تبعية الإدارة الانتقالية في دمشق لتركيا، لدرجة بأن يصل الأمر بالبعض للاعتقاد وكأن هذه الإدارة ليست إلا دمية بيد تركيا وأردوغان، كما يريد الترويج لها بعض السوركيين، لكن الواقع بقناعتي ليس كذلك لا الآن ولا عندما كانت في إدلب حيث كلنا نعلم بأنها كانت على خلاف تصل لدرجة الصدام العسكري مع الفصائل الخاضعة لتركيا، لكن ونتيجة التوازنات الإقليمية والدولية والتي أوصلتها لدمشق، تحاول هذه الأخيرة أن توازن بين مطالب هذه الأطراف المختلفة بمن فيهم الروس، وليس فقط تركيا والأمريكان والاوروبيين وحتى إسرائيل، وطبعاً وقبل الجميع تريد أن تمتن عمقها العربي حيث رأينا بأن الزيارة الأولى للشرع كانت للمملكة السعودية، وليست لتركيا!

ما نود قوله؛ بأن من مصلحة الإدارة الانتقالية أن تقوم إسرائيل بقصقصة أظافر تركيا في سوريا حيث ذاك سيجعل موقعها وموقفها أقوى أمام تركيا والفصائل الخاضعة لها ولذلك على الإدارة الذاتية أن تقوي من شراكتها مع دمشق حيث للطرفين مصالح مشتركة. بالمناسبة "عصو" السوركي كان زعلان كتير لأن التركمان ما حصلوا على أي وزير في الحكومة ولا حتى على درجة ثانية في أي وزارة ما، صحيح طلع بعدها وبتوجيه من الاستخبارات التركية ليقول مدعياً؛ بأن الشرع وكل الحكومة خاضعة لهم بكذبة فاضحة، لكن الحقيقة وحجم الخيبة والخذلان تكون من خلال ردات الفعل والتي تكون بعد أو خلال الحدث وكلنا رأينا حجم البعصة ل"عصو" التركماني بعيد الإعلان عن التشكيل الوزاري. للأسف تركيا تستخدم تركمان سوريا -وقبلهم تركمان العراق- ك"حصان طروادة" لأجل أجنداتها!

إن مشكلة تركيا والتركمان في سوريا والعراق هو الإدعاء؛ بأن حجمهم الديموغرافي لا يقل عن حجم ونسبة الكرد في البلدين، لكن الواقع على الأرض مختلف تماماً حيث لا النسبة السكانية ولا الجغرافيا تساعدهم لتمرير هذه الفرية والكذبة، فبينما واقع الكرد في كل من روژآڤا وإقليم كردستان يؤكدان على إنهما المكون الثاني بعد العرب وبأنهم يقيمون في جغرافيا مترابطة أو على الأقل كانتونات وأقاليم لها مساحة جغرافية تؤهلهم ليطالبوا بنظام حكم فيدرالي أو إدارات ذاتية، نجد بأن التركمان وفي البلدين يفتقران للخاصيتين؛ الديموغرافية والجغرافيا السياسية، وقد كشفت الانتخابات العراقية زيف ادعاءات هؤلاء بخصوص حجمهم السكاني وهو ما ينطبق على تركمان سوريا أيضاً، بالرغم من كل الإدعاءات الكاذبة لهم ولبعض السوركيين.

ولذلك وانطلاقاً مما تقدم؛ صراع أجندات تركيا وإسرائيل من جهة على الجغرافيا السورية، ومن جهة أخرى؛ ضعف التركيبة الديموغرافية والجيوسياسية للتركمان في المنطقة، ناهيكم عن أزمات تركيا الداخلية السياسية والاقتصادية والأمنية سيجعل من الصعب على أنقرة أن تحقق النجاح لم كانت تخطط له؛ بأن تجعل من سوريا قاعدة عسكرية لها حيث لا مصلحة لأحد لتقديم هذا الامتياز لتركيا، بمن فيهم حلفائها في الناتو وخاصةً مع طموح إسرائيلي؛ بأن تكون هي سيدة الموقف بعد إخراج إيران من المعادلة السورية، ناهيكم عن مواقف كل من الروس والإيرانيين حيال تركيا التي خانت تحالفها معهم، مما قد يجعل من تركيا في مرمى استهدافات البلدين إذا توفرت الظروف لهما!

باختصار يمكننا القول؛ لا مستقبل لتركيا في سوريا وذلك في ظل الصراعات الإقليمية والدولية وخاصةً إذا استطاع ترامب أن ينجح في مساعيه لمساعدة إسرائيل في مشاريعه على الصعيد الداخلي أولاً ومن ثم في علاقة إسرائيل مع الدول العربية في قضية التطبيع وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، فعندها سيكون سوريا أيضاً في ركب من يدخل المشروع وتخرج كل من إيران وتركيا من المعادلة السورية.. بصراحة لو أمتلكت حكومة أردوغان بعض الرؤية الواقعية لأكتفت بالمحافظات الشمالية من سوريا وذلك بعد أن عقدت اتفاقيات، ليس فقط مع الحكومة الانتقالية بدمشق، بل أيضاً مع الإدارة الذاتية وشجعت الطرفين الأخيرين على الاتفاق على دولة اتحادية لا مركزية، وبذلك كانت حققت أفضل نجاحات ممكنة لخدمة استراتيجيتها بحيث أخذت تلك المناطق الشمالية لتقوم شركاتها بالاستثمار فيها وبنفس الوقت حققت أمنها الوطني، لكن طموح -والأصح طمع المستبدين- تجعلهم يقعون في شر أعمالهم، كما رأينا مع صدام في غزوه للكويت.. فهل يعاد السيناريو ولو بطريقة مختلفة وهذه المرة مع أردوغان؟ لننتظر ماذا يحمل لنا الأيام القادمة.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا جرى في السحل السوري؟!
- قراءة في دعوة أوجلان للسلام
- مقارنة بين الإدارة الذاتية والإدارة الجديدة
- نحن والعرب نفتقر للهوية الوطنية الجامعة.
- ما هي الواجبات الضرورية لضمان حل القضية الكردية في سوريا؟!
- قراءة موجزة في الاتفاق الكردي الكردي؛ ماذا لو كان المجلس الك ...
- سوريا لا تقبل القسمة على واحد، نقولها مجدداً!
- إضاءة حول الدور التركي في سوريا ومستقبل البلاد!
- الكردي عندما يبرر سلوك تركيا العدواني؛ هل هو جبن سياسي وجلد ...
- إقرار البرلمان العراقي إعادة أراضي الكرد وقضية -الحزام العرب ...
- ملاحظات حول لقاء مظلوم عبدي لقناة العربية
- مظالمنا لم تكن واحدة يا سيد دالاتي!!
- ‏رد على أكاذيب أردوغان!!
- أردوغان إن كان يحاول إعادة نجاحات أجداده، فإننا نحن الكرد عل ...
- تركيا “الرجل المريض”؛ لا ترموا بحبل النجاة لها مجدداً!
- يا مجلسنا الكسيح؛ بكم بعتم بضاعتكم؟!
- أيها العنصريون؛ لا تنسفوا ما تبقى من جسور بيننا!
- كرد(نا) والترويج لمقولات الاستخبارات التركية
- أهمية عفرين الإستراتيجية تركياً، قطرياً وأوروبياً!
- يا حيف يا كردو!!


المزيد.....




- كيف تأثرت مصر برسوم ترامب الجمركية والحرب التجارية مع الصين؟ ...
- ما نتائج محادثات موسكو وواشنطن بإسطنبول؟
- شاهد.. بركة السفارة الأمريكية في لندن تتحول إلى اللون الدموي ...
- نائب أوكراني: زيلينسكي يحاول جر الولايات المتحدة إلى حرب مع ...
- الخارجية الأمريكية: طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ...
- وزير الدفاع الأمريكي: الولايات المتحدة لا تريد صراعا مع الصي ...
- زاخاروفا: سنحكم على العلاقات مع الولايات المتحدة بناء على ال ...
- الولايات المتحدة تفرض عقوبات على شركة صينية و30 ناقلة نفط
- رئيس مؤسسة الحج والزيارة في إيران: رحلات الحج الجوية ستتم ع ...
- الرئيس الإماراتي يتسلم أوراق سفراء جدد بينهم الإسرائيلي يوسي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بير رستم - تركمان سوريا -حصان طروادة- أردوغان.