أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أوزجان يشار - ترامب والكوكلس كلان الجديد: بين فاشية القرن الحادي والعشرين وسقوط دولة المؤسسات














المزيد.....

ترامب والكوكلس كلان الجديد: بين فاشية القرن الحادي والعشرين وسقوط دولة المؤسسات


أوزجان يشار

الحوار المتمدن-العدد: 8301 - 2025 / 4 / 3 - 09:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في زمن باتت فيه الحقائق تُباع في الأسواق، ويُعاد تدوير الكذب باعتباره “رؤية”، ظهر دونالد ترامب، ليس كحادثة سياسية عابرة، بل كظاهرة أمريكية متجذّرة في التاريخ الأبيض البروتستانتي الاستعلائي، الذي لطالما حلم بـ”أمريكا نقية”، محكومة من قِبل الرجال البيض، الغنيّة بالمال والسلطة، والمجردة من تنوعها الثقافي والإنساني.

لقد كنا نظنّ أن تنظيمات مثل الكوكلس كلان (KKK) انقرضت أو تراجعت إلى زوايا التاريخ المظلمة، لكن ترامب أثبت العكس: الأقنعة البيضاء لم تختفِ، بل تحولت إلى ربطات عنق حمراء وبدلات رسمية، وأصبح الخطاب المتطرّف يُروّج له على شاشات التلفاز بصفته “برنامجاً سياسياً وطنياً”.

الكوكلس كلان: من المحارق إلى البيت الأبيض

ظهر تنظيم الكوكلس كلان عام 1865، عقب نهاية الحرب الأهلية الأمريكية، بهدف إعادة فرض الهيمنة البيضاء البروتستانتية على مجتمع بدأ يسير نحو المساواة العرقية. ارتكب التنظيم جرائم حرق وإعدام وسحل في حق السود واليهود والكاثوليك والمهاجرين، تحت شعارات دينية ملفّقة تُحاكي “نقاء الأمة”.

ورغم حظر هذه الجماعات مرات متتالية، فإنها أعادت التشكّل على هيئة أحزاب ومنظمات ضغط وجماعات يمينية، تارة باسم “القيم العائلية”، وتارة باسم “الهوية الأمريكية”، حتى وصلت إلى تمثيل حقيقي داخل الحزب الجمهوري المحافظ.

دونالد ترامب لم يأتِ من فراغ، بل جاء من هذا التيار، ومن بين أولئك الذين لم يغفروا لأوباما لونه ولا لأمريكا انفتاحها، ولا للهجرة المتصاعدة من أمريكا اللاتينية.

ترامب: نسخة القرن الحادي والعشرين من الديكتاتور الأمريكي

في مقابلة بثتها قناة الجزيرة، أطلق ترامب ما يشبه بياناً أيديولوجياً صريحاً عن النظام العالمي الجديد، قال فيه:

“لقد تحولت أمريكا من شرطة العالم إلى شركة… والشركات لا تحكمها الأخلاق، بل من يدفع أكثر.”

هذه العبارة وحدها تكفي لتلخّص ليس فقط موقف ترامب من السياسة، بل هويته الفكرية: نحن لا نحكم بقيم، بل بصفقات. الدين؟ الأخلاق؟ الديمقراطية؟ كلها واجهات فارغة لمصالح المال والسلاح.

لم يُخفِ ترامب إعجابه بـ”تحول النظام العالمي إلى آلة بلا مشاعر”، وأوضح بمنتهى الصراحة أنه:

“سيقتل الملايين، وخاصة من العرب والمسلمين، وسينهب ثرواتهم لأنهم متقاتلون، خونة، وأغبياء.”

ولم يتوانَ عن كشف أن من يدفع لإسرائيل هم العرب أنفسهم، تحت مظلة “الحماية” الأمريكية، التي هي في حقيقتها جريمة ابتزاز علني ووقح.

تفكيك الدولة من الداخل: فاشية تحكم ولا تُحاسب

إن ما فعله ترامب خلال سنوات حكمه الأولى، وما يهدد بفعله إذا عاد، هو تحطيم دولة المؤسسات لصالح حكم الفرد. لقد دخل في صراع مفتوح مع القضاء، قلّل من دور الإعلام، هاجم الصحفيين، همّش الدستور، وشجّع أنصاره على مهاجمة مبنى الكونغرس، في سابقة لم يشهدها تاريخ الولايات المتحدة.

ترامب ليس مجرّد رئيس، بل مشروع انقلابي بربطة عنق.

يسعى لإعادة صياغة الإدارة الأمريكية على نموذج فاشي مرن: لا يعلن الحرب على الدستور، لكنه يتجاوزه عمليًا، لا يحظر حرية التعبير، لكنه يشهّر بكل من يعارضه، لا يمنع الانتخابات، لكنه يطعن في نتائجها إذا خسر.

الداخل الأمريكي على صفيح ساخن: هل تتفكك أمريكا؟

الولايات الأمريكية باتت تعيش توترات فيدرالية غير مسبوقة:
• كاليفورنيا تتجه نحو مزيد من الاستقلال الاقتصادي والسياسي.
• تكساس تشهد تصاعد دعوات “Texit”.
• الحركات الانفصالية، رغم طابعها الرمزي حتى الآن، تعكس فقدان الثقة في الدولة المركزية.

مع فشل النخب السياسية في كبح ترامب، وغياب معارضة راديكالية توحّد الشارع، يبدو أن الولايات المتحدة قد تدخل مرحلة ما قبل الغورباتشوفية. وإذا استمرت الأزمة، قد يكون ترامب هو من يُسهم في تفكك الإمبراطورية من الداخل، لا بانهيار اقتصادي، بل بانهيار قيمي ومؤسساتي.

الحرب المقبلة: أمريكا ضد ذاتها

لسنا بحاجة إلى خيال كبير لنتوقّع المشهد القادم: أمريكا منقسمة بين “أمة المؤسسات” و”أمة ترامب”، بين القضاء والدستور من جهة، وبين أنصار الفاشية البيضاء من جهة أخرى. هذه ليست معركة سياسية، بل معركة وجودية حول هوية الولايات المتحدة:
• هل هي دولة قانون ومساواة؟
• أم شركة عائلية تحكمها النفعية والعنصرية؟

خاتمة: المعرفة سلاح البشرية الأخير

هذا المقال لا يهدف إلى إدانة الولايات المتحدة، بل إلى قراءة ما يحدث بعيون مفتوحة، وضمير عالمي يقظ. فما قاله ترامب — سواء صدّقناه أو تشككنا في نواياه — هو صرخة اعتراف فاضحة من قلب النظام الذي طالما صدّر للعالم شعارات “الحرية”، بينما كانت مدرعاته تجوب الشرق الأوسط، وتحمي العنصرية في الداخل الإسرائيلي، وتغذي الاستبداد في الخارج العربي.

يا أحرار العالم، يا شعوب اشرق والغرب: المعرفة هي المقاومة الأولى، والوعي هو السلاح الأخير.



#أوزجان_يشار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هو المسيح الدجال؟ تأملات في زمن الذكاء المصطنع والضمير ال ...
- البروباغاندا: تغييب الوعي وصناعة مجتمعات القطيع
- الصليب في البيت الأبيض: حين تتسلّل الأيديولوجيا الدينية إلى ...
- العقل قبل الجينات
- دونالد ترامب وظلّ القناع الأبيض: هل يقود أمريكا إلى لحظة غور ...
- احتلال فرنسا للجزائر: الأسباب، التوابع، والرفض المستمر للاعت ...
- مهرجان من أمنيات مؤجلة
- العائلات الثرية وفرضية “المليار الذهبي”: رؤية تحليلية شاملة
- تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأمريكي
- سلوك العمل الجماعي: بين الإبداع والاندفاع
- “برامج رامز: عبثية المحتوى وهدر المال.. متى ينتهي هذا الإسفا ...
- جماعة “الجمجمة والعظام” والرقم 322: سر النخبة الخفية
- رؤية السعودية الخضراء: خارطة طريق لتشجير المملكة ومستقبل بيئ ...
- قراءة في كتاب “عقل القائد: كيف تقود نفسك وموظفيك ومؤسستك لتح ...
- إشكالية تكيف المثقف العربي بين الاستقطاب السياسي والفكري ودو ...
- البحرين: رحلة عبر الزمن بين القلاع والأسواق والمعابد والأساط ...
- بيئة العمل المسمومة: كيف تؤثر على نجاح الشركات؟
- البلد: روح مدينة جدة القديمة
- معضلة القنفذ: فلسفة المسافة الآمنة في العلاقات الإنسانية
- الحمار المظلوم وحكمة “موت يا حمار”


المزيد.....




- كيف تأثرت مصر برسوم ترامب الجمركية والحرب التجارية مع الصين؟ ...
- ما نتائج محادثات موسكو وواشنطن بإسطنبول؟
- شاهد.. بركة السفارة الأمريكية في لندن تتحول إلى اللون الدموي ...
- نائب أوكراني: زيلينسكي يحاول جر الولايات المتحدة إلى حرب مع ...
- الخارجية الأمريكية: طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ...
- وزير الدفاع الأمريكي: الولايات المتحدة لا تريد صراعا مع الصي ...
- زاخاروفا: سنحكم على العلاقات مع الولايات المتحدة بناء على ال ...
- الولايات المتحدة تفرض عقوبات على شركة صينية و30 ناقلة نفط
- رئيس مؤسسة الحج والزيارة في إيران: رحلات الحج الجوية ستتم ع ...
- الرئيس الإماراتي يتسلم أوراق سفراء جدد بينهم الإسرائيلي يوسي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أوزجان يشار - ترامب والكوكلس كلان الجديد: بين فاشية القرن الحادي والعشرين وسقوط دولة المؤسسات