أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إسلام حافظ - ٦ ابريل من شرارة الغضب الي قلب الثورة














المزيد.....

٦ ابريل من شرارة الغضب الي قلب الثورة


إسلام حافظ
كاتب وباحث مصري

(Eslam Hafez)


الحوار المتمدن-العدد: 8301 - 2025 / 4 / 3 - 04:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حركة شباب 6 أبريل لم تكن مجرد مجموعة شبابية قررت تحدي السلطة، بل كانت شرارة غضب تراكمت عبر سنوات من القمع والاستبداد. انطلقت الحركة عام 2008 كرد فعل على القمع الذي واجهه عمال المحلة الكبرى أثناء إضرابهم الشهير، لكنها لم تكن وليدة اللحظة، بل كانت امتدادًا لحالة الغليان التي عانى منها المجتمع المصري في ظل حكم مبارك، حيث ساد الفساد والاستبداد السياسي وانعدام العدالة الاجتماعية. كانت الفكرة بسيطة ولكنها جريئة: أن يكون هناك كيان شبابي مستقل يعبر عن مطالب التغيير دون أن يكون تابعًا لأي من الأحزاب التقليدية التي استهلكها الصراع مع النظام ولم تعد قادرة على تحريك الشارع.

في يوم الإضراب، السادس من أبريل 2008، واجهت الدولة الحركة بحملة قمع واسعة، حيث اعتُقل العشرات وتعرض كثيرون للتعذيب، لكن ذلك لم يكن إلا بداية لتصاعد دور الحركة في المشهد السياسي. بعد نجاح الإضراب جزئيًا في إظهار قوة الحراك الشعبي، بدأت الحركة تتوسع داخل الجامعات المصرية وبين الشباب من مختلف الطبقات، مستفيدة من التكنولوجيا الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعي، وخاصة فيسبوك، الذي وفر مساحة حرة إلى حد ما لنشر الأفكار والتعبئة الجماهيرية بعيدًا عن سيطرة الدولة وأجهزتها الأمنية.

على مدار السنوات التالية، أصبحت 6 أبريل فاعلًا رئيسيًا في المشهد السياسي المصري، حيث نظمت العديد من الوقفات الاحتجاجية والمسيرات الرافضة للفساد والقمع، ودعمت مطالب الإصلاح الديمقراطي، ووقفت بجانب المعتقلين السياسيين من مختلف التيارات. ورغم أن الحركة لم تكن ذات أيديولوجية موحدة، حيث ضمت بين صفوفها اشتراكيين وليبراليين وإسلاميين ومستقلين، إلا أن ما جمعها كان الإيمان بضرورة إنهاء الحكم الاستبدادي وإقامة نظام ديمقراطي يعبر عن طموحات الشعب.

كانت انتخابات 2010 البرلمانية بمثابة نقطة تحول كبيرة، حيث زوّرت السلطة الانتخابات بشكل فجّ، ما أدى إلى اتساع رقعة الغضب الشعبي، ودفع الحركة إلى اتخاذ مواقف أكثر جذرية. بدأ التحضير للتصعيد عبر التواصل مع القوى السياسية الأخرى، وظهرت تحركات احتجاجية متزايدة في الشارع، خاصة بعد حادثة مقتل الشاب خالد سعيد على يد الشرطة في الإسكندرية عام 2010، والتي فجّرت غضبًا عارمًا بين الشباب المصري. لعبت الحركة دورًا محوريًا في تحويل هذه الجريمة إلى قضية رأي عام، مستخدمة وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم مظاهرات ووقفات احتجاجية كانت غير مسبوقة في شجاعتها وانتشارها.

عندما اندلعت ثورة 25 يناير 2011، لم تكن مفاجأة أن يكون شباب 6 أبريل في الصفوف الأولى، فقد كانوا جزءًا من الدعوة إلى يوم الغضب، ولعبوا دورًا رئيسيًا في حشد الجماهير ونشر الوعي حول أهمية النزول إلى الشوارع للمطالبة بإسقاط النظام. لم يكن الأمر مجرد رد فعل عاطفي على ممارسات الشرطة القمعية، بل كان نتيجة سنوات من العمل التنظيمي والنضالي والتوعية السياسية التي مهدت الطريق لانتفاضة شعبية واسعة. لم تقتصر مشاركة الحركة على الميادين فقط، بل كانت جزءًا من اللجان الميدانية التي نظمت الاعتصامات وأدارت المواجهات مع قوات الأمن، وساهمت في نشر البيانات والتوعية السياسية بين المتظاهرين.

مع تصاعد زخم الثورة، وجدت 6 أبريل نفسها أمام تحديات جديدة، فبينما كان النظام يناور ويحاول احتواء الغضب الشعبي بوعود زائفة، كان على الحركة أن تحافظ على تماسكها وسط تعقيدات المشهد السياسي. كان موقفها واضحًا: لا تفاوض مع النظام قبل تحقيق مطالب الثورة، وعلى رأسها رحيل مبارك ومحاكمته هو ورموز نظامه. وعندما أعلن مبارك تنحيه في 11 فبراير 2011، كانت الحركة تدرك أن هذه ليست النهاية، بل بداية مرحلة جديدة من النضال ضد ما تبقى من النظام داخل مؤسسات الدولة.

لقد أثبتت تجربة 6 أبريل أن الشباب المصري ليس مجرد كتلة خاملة كما كانت السلطة تروج، بل هو القوة الدافعة لأي تغيير حقيقي. لم يكن الطريق سهلًا، فالقمع لم يتوقف حتى بعد سقوط مبارك، والسلطة استمرت في ملاحقة النشطاء واعتقالهم، لكن ما حققته الحركة خلال تلك السنوات يظل شاهدًا على أن التغيير ممكن عندما تتوافر الإرادة والتنظيم والإيمان بالحرية والعدالة.
ابريلي وافتخر
اليأس خيانة ✊



#إسلام_حافظ (هاشتاغ)       Eslam_Hafez#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيد جانا والمعتقلين مش معانا
- مصر بين القمع السياسي والانهيار الاقتصادي: شعبٌ يدفع الثمن و ...
- معاوية مؤسس الاستبداد الأول في تاريخ الإسلام
- -رمضان في السجون المصرية: آلاف المعتقلين بين القهر والحرمان-
- مجزرة الدفاع الجوي: عشر سنوات على الجريمة والعدالة الغائبة
- مذبحة بورسعيد.. جريمة العسكر التي لن يغفرها التاريخ
- -المنفى وطنٌ من رماد-
- إضراب ليلي سويف: صرخة أمٍّ في وجه الظلم
- 25 يناير: أنشودة الحرية التي لا تموت
- -عصر السيسي الذهبي للنساء: أكذوبة تُخفي القمع والاستغلال-
- -القمع خلف ستار التحرر: معتقلات المنازل ومعاناة المرأة السعو ...
- -نظام السيسي: شعارات للبرمجة وقمع للحرية... مصر تحتضر في ظل ...
- إحنا بتوع التحرير..!
- -الظلم لا يدوم... وصوت الحق أقوى من السجون-
- نظام السيسي: استغلال الضرائب لتكريس الفشل الاقتصادي
- -2024: عام القمع والإخفاء القسري في مصر-
- رسالة الي الوالي..
- ثورة يناير: الحلم الذي لن يموت
- خطر الجولاني على سوريا: هل ينتظر السوريون نفس مصير المصريين ...
- القصور الفاخرة مقابل العيش الكريم.. كيف يرسخ النظام فجوة الط ...


المزيد.....




- كيف تأثرت مصر برسوم ترامب الجمركية والحرب التجارية مع الصين؟ ...
- ما نتائج محادثات موسكو وواشنطن بإسطنبول؟
- شاهد.. بركة السفارة الأمريكية في لندن تتحول إلى اللون الدموي ...
- نائب أوكراني: زيلينسكي يحاول جر الولايات المتحدة إلى حرب مع ...
- الخارجية الأمريكية: طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ...
- وزير الدفاع الأمريكي: الولايات المتحدة لا تريد صراعا مع الصي ...
- زاخاروفا: سنحكم على العلاقات مع الولايات المتحدة بناء على ال ...
- الولايات المتحدة تفرض عقوبات على شركة صينية و30 ناقلة نفط
- رئيس مؤسسة الحج والزيارة في إيران: رحلات الحج الجوية ستتم ع ...
- الرئيس الإماراتي يتسلم أوراق سفراء جدد بينهم الإسرائيلي يوسي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إسلام حافظ - ٦ ابريل من شرارة الغضب الي قلب الثورة