أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عباس بوصفوان - البحرين: التأثيرات الجيوسياسية: المَشْيَخات وفارِس















المزيد.....

البحرين: التأثيرات الجيوسياسية: المَشْيَخات وفارِس


عباس بوصفوان
(Abbas Busafwan)


الحوار المتمدن-العدد: 7896 - 2024 / 2 / 23 - 18:07
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


الفصل الثاني من كتاب:
"البحرين 1923: نقدٌ منهجيٌ للسّرديّة السّائدة عن عِشرينيّات القرْن العِشرين" لـ عباس بوصفوان.

الفصل الثاني
التأثيرات الجيوسياسية: المَشْيَخات وفارِس

أوّلاً: إدراج البحرين ضمن المَشْيَخات

يمثل الجيوبوليتيك "دليل رجل السلطة" في العالم المعاصر، إنه "علم الحكم، علم السلطة، ومن أجل السلطة"، ودارسوها ممن يحكمون أو يتحضرون له .

وقد ادّعى الإنجليز، حين قرّروا إجراءاتهم، في 1923م، أن البحرين "بلد سنّي، وتحيط به على السّاحل (الغربي) من الخليج مجتمعات سنيّة قويّة، ترصد إجراءاتنا باهتمام بالغ" ، وفضلاً عن كون هذا الادعاء مُسيّساً ومُلغّماً وغير دقيق، فإن خطورته في كونه لا ينتهي بانتهاء حقبة العِشرينيّات، وإنما يتجاوزها إلى المستقبل، فقد زرع نوكس بتصوره الفوقي الفتنة المذهبية والطّائفيّة السّياسيّة والهويّة الأحادية في الجُزُر، ولا تزال آثار ذلك ماثلة للعيان .

يرى هذا الكتاب أنّ الإنجليز حاولوا بذلك أن يضعوا على مشجب الجوار اقامتهم حكماً قبلياً وراثياً، وتأسيسهم للطائفية السّياسيّة، بيْد أنّ إدراج البحرين ضمن المَشْيَخات هدفه كذلك احتواء أي نفوذ محتمل للعراق أو مصر، لكن خصوصاً إيران، والحظر على الجُزُر إنشاء علاقات متوازنة مع ضفتي الخليج، المَشْيَخات من ناحية، وإيران والعراق، حيث الثقل الشيعي، والمديني، والمركزي عربياً - في حالة العراق - وعلى مستوى المنطقة، من ناحية أخرى، ووجوب أن يكون نفوذ السّعوديّة والمَشْيَخات العربية طاغياً في الجُزُر وهويتها وخياراتها السّياسيّة، علما بأن أنظمة الحكم في العراق ومصر وإيران كانت وقتئذ مرتهنة إلى الإنجليز.

ثانياً: عزل البحرين عن إيران

من المثير للانتباه أنّ الغاية البريطانيّة في عزل البحرين عن إيران، سياسة قديمة وثابتة، بغض النّظر عن طبيعة الحكم الإيراني، صفوي أو ملكي أو إسلامي.

برز الموقف البريطاني في استثمار البحرين ضد فارِس قبل استئثار العتوب بالجُزُر، فقد لاحظت شركة الهند الشرقية ، الواجهة الاستعمارية للإنجليز، منذ بدايات القرن السابع عشر أنّ "احتلال جزر البحرين يمكن استخدامه للضغط على فارِس، من أجل استمرارية التجارة والامتيازات التي تحصلت عليها الحكومة الإنجليزية من فارِس" . حيث حدث توغّل العتوب في البحرين في زمن تضعضع الحكم المركزي في فارِس، في العقود الأخيرة من القرن الثامن عشر، حين كانت الجُزُر الصغيرة تتبع النظام الآخذ في الترنح على الضفة الشرقية من الخليج .

ولا تشير المصادر التاريخية إلى أن الإنجليز كانوا طرفاً في تشجيع العتوب للوصول إلى البحرين، بيْد أنّ القوة الاستعمارية الصاعدة عملت على تثبيت أرجل الحكم الجديد في الجُزُر الغنية باللؤلؤ، ومقابل أن ينفّذ شيخ البحرين مطالب الإدارة البريطانية في الهند في عدم التعرض للسفن والرعايا البريطانيين، يقدم الإنجليز حماية لشيوخ آل خليفة من "التهديدات الفارِسية"، وقد اتخذت هذه التفاهمات طابعاً أكثر رسوخاً في معاهدة 1820م بين الإنجليز وعموم المَشْيَخات الخليجية، وهي المعاهدة التي تحمل اسم "المعاهدة العمومية مع الأقوام العرب في خليج فارِس"، ولست على دراية لماذا اختفى هذا الاسم، ومن أين انبثق الاسم الشائع لهذه المعاهدة، والتي تسميها الأدبيات "المعاهدة العامة للسلام 1820"، وفي هذه المرحلة كانت البحرين ميناءً مهماً في "خليج القراصنة"، وهي تسمية تكاد تطلقها لندن على أجزاء من شواطئ الخليج التي كانت غير آمنة للسفن الإنجليزية .

يمكن القول بأن "الحُلم الإنجليزي" في عزل البحرين عن البر الشرقي، بل وفي استخدام الجُزُر ضد فارِس، التي تناوبت أسرُها الحاكمة على بسط نفوذها على الجُزُر فترات طويلة من التاريخ، هدف قديم، ويسبق توغل آل خليفة في البحرين بنحو قرن ونصف، وقد برز إلى السطح في 1625 ، في وقت كانت الجُزُر تخضع للدولة الصفوية القوية.

وتكرّست تلك السّياسة الإنجليزية المُمنهجة، أي المخطط لها والواعية، في المعاهدات التالية التي وقّعها الإنجليز مع آل خليفة، ثم أصبحت سياسة معلنة، وراسخة، وتقليديّة، وباتت أكثر صرامة في قرارات الإنجليز في 1923م.

ثم توطّدت بطابع دولي ورسمي، وتقاليد وأعراف إقليميّة، وتفاهمات على توزيع حصص النفوذ في المنطقة، يوم إعلان البحرين دولة مستقلة في 1971م، فقد أصبح النفوذ في الجُزُر من حصة السّعوديّة، وفي العقود التالية تحولت إيران "بعبعاً" للتخويف في البحرين والخليج، بل وعربيّاً.

وما دمنا نتحدث في هذا الكتاب عن السرديات وتصديرها وتلقيها، نشير إلى كتاب سلطان بن محمد القاسمي، الذي صدر في عام 2023م، بعنوان "بدايةُ حُكمِ العُتوب للبَحْرَينِ"، فقد انشغل بعض التلقي المُعارض، في البحرين، بما أورده كتاب القاسمي من انتهاكات مارسها جنود العتوب عند اقتحامهم جزيرة سترة، وهذا جيّد لأنه من الواجب دراسة كافة جوانب الحدث، وما يذكره القاسمي من توغل الأسرة الحاكمة عنوة للجُزُر يدعم الرّواية الشعبية على هذا الصعيد، وليس لي علم إن كان آل خليفة يتحدثون عن دخولهم الجُزُر سلميّاً، بل نراهم يروّجون أنهم أخذوها (الجُزُر) بحد السيف، ومن أرادها فليسترجعها به.

بيْد أنّ المشكلة تكمُن في أنّ بعض التلقي المعارض لكتاب القاسمي ضيّع، أو يكاد، المسألة الرّئيسيّة في الكتاب التي تتحدث عن صلة التغيّرات في البحرين بالحالة في إيران، وقد تحدث القاسمي متجاهلاً الجماعات الشيعيّة المتناحرة في الجُزُر، وقتئذٍ، وهي من المعطيات التي ساعدت في سرعة حسم آل خليفة المعركة لصالحهم، أو ربما وضع القاسمي حدوداً لبحثه، وهذا من حقه، بالتركيز على المعطى الإقليمي، والوضع في فارِس، والجهات الداعمة للعُتوب.

ثالثاً: المَشْيَخات وعدوى التغيير

أُعلنت الإجراءات في البحرين بالتزامن مع تأسيس الإنجليز محميّات تحت مُسمى "ممالك دستورية"، خاضعة لهم، في العراق ومصر وإيران، حظيت بدستور وانتخابات ومؤسسات تنفيذية وتشريعية وحريات صحافية، حتّى ذاك النموذج الشكلي لم يشمل البحرين، وظل الحُكم فيها أحادياً وقبليا، قلباً وقالبا، وسُمِّيَتْ الإصلاحات "إدارية"، وعُزلت عن أي مسار يتصل ببنية النظام السّياسي؛ ذلك أن القلق قديم من انتقال عدوى التغيير من البحرين إلى المَشْيَخات المجاورة، وقد عارض ابن سعود إلغاء الإقطاعيّات والعمل القسري ضد الشيعة؛ لأنه كان يفرض ضرائب باهظة على الشيعة في القطيف.

كما خلّفت الإجراءات بلبلة إقليميّة، فإزاحة حاكم في البحرين تعني سطوة متزايدة للإنجليز واحتمال قيامهم بخلع حكام في الجوار.

حتى على صعيد نظام الغوص، فقد أتت المُمانعة للمقترحات البريطانيّة بشأن إصلاحه من المَشْيَخات الأخرى التي يسود فيها نظام غوص جائر للغواصين، ومصمم لصالح النواخذة وأرباب السّفن، ولم تقتصر المعارضة على النخبة السّياسيّة والتجاريّة في الجُزُر.

إذاً، فإن تعيين حَمَد حاكماً جديداً، ومجمل الخطوات البريطانية التي طُبّقت في عشرينيّات القرن الماضي، تأثرت بما يجري حول الجُزُر من تبدّلات، وما يعتمل في العالم من إرهاصات، وما تعلنه وتخفيه الآلة الاستعمارية من غايات، ويصدق ذلك على تعيين الإنجليز الشيخ عيسى بن علي حاكما، تم في 1869م، كأحد تداعيات الصراع البحريني القطري المرير (1867- 1869م).

رابعاً: استقلال البحرين

سأتحدث عن استقلال البحرين ، بوصفه نموذجاً لفهم تأثير الجيوبوليتيك على الجُزُر، فما كان لإعلان الاستقلال (1971م) أن يتم بالسّلاسة المشهودة دون تفاهم بريطاني إيراني، مدعومٍ أميركيّاً، وبتخلي شاه إيران عن المطالبة بالبحرين مقابل حصوله على موطئ قدم في قلب الخليج، أي في الجُزُر الثلاث: طُنب الكبرى وطُنب الصغرى وأبو موسى، تأكد النّفوذ السعودي في البحرين، وخلال العقود الخمسة الأخيرة كانت السّعوديّة، وليست إيران، هي صاحبة الكلمة الفصل في الجُزُر البحرينيّة.

لم يكن البريطانيون والأسرة الحاكمة راغبين في إحالة ملف الاستقلال إلى الأمم المتحدة، ولم يكونوا مرتاحين من فكرة الاستفتاء الشعبي العام، بيْد أنّ ذلك كان مطلباً لا غنى عنه بالنسبة لشاه إيران، الذي لم يكن يريدُ أن يسجَّل اسمه في التاريخ بوصفه الملك الذي تخلى عن أرض إيرانية، كما كانت تُقدم البحرين في الأدبيات الإيرانية .

يمكن القول إن استطلاع الرّأي، لنخبة منتقاة من شعب البحرين، مثّل حلاً وسطاً للبريطانيين والإيرانيين، البريطانيون كانوا يأملون بأن يتم إعلان الاستقلال على طريقة قطر والدول المجاورة الأخرى، أي عبر الاكتفاء بتوقيع اتفاقية الاستقلال من قبل حكومة بريطانيا – بصفتها الاستعمارية – وحكومة البحرين، فيما كانت طهران تطمح إلى قيام الأمم المتحدة بتنظيم استفتاء عام كامل المواصفات، يمنح كل فرد من شعب البحرين حق التعبير عن رأيه، وحقه في وضع ورقة في صندوق الاقتراع، والهدف الإيراني كان خلق جلبة وأضواء وتحويل الحدث إلى مشهد صاخب، في المنطقة المحافظة سياسياً.

الحل الوسط هذا، وأعني به استطلاع الرّأي، مثّل إجراءً يفي بالغرض ليقول الشاه لشعبه بأنه يستجيب لطلب شعب البحرين باستقلال أرضه، نافياً بذلك تنازله عن جزر رسختها المناهج الدراسية الفارِسية وأجهزة الإعلام والسّياسة الخارجية عقوداً طويلة بتبعيتها للمملكة الإيرانية.

من ناحية أخرى، ينسجم الاستطلاع مع رغبة الأسرة الحاكمة بتحجيم الحضور الشعبي في مسألة الاستقلال، فالاستفتاء أو الاستطلاع ينفي عن الاستقلال صفة الإنجاز الحكومي الخالص، كما أرادته السلطة، ويُحيله ملحمةً شعبيةً كُبرى، تستوجب مزيداً من المكتسبات السّياسيّة والمشاركة الشعبية في هياكل النظام السياسي الذي يُرجى تشكيله وقتئذ، وتأمل القيادات الشعبية السنية الشيعية أن يتمكن الدستور المرتقب من تهشيم أسس نظام 1923، فيما حَرِص الإنجليز والخليجيون على استمرار المرتكزات التي وضعها نوكس، ولذا نلاحظ تغييباً شبه كامل لمسألة الدّور الشعبي واستطلاع الرّأي في الأدبيّات الرسميّة، بدل أن يكون الحدث مفخرة وطنية، تعكس الإجماع الشعبي والرسمي على الاستقلال.

ويجب الانتباه إلى أن الشاه كان معنيّاً بما يُعرف بالأمن القومي الإيراني، في حرصه على الاحتفاظ بالبحرين أو أي جزر أخرى بديلة في قلب الخليج، قريبة ما أمكن من ضفته العربية، باعتبار الجُزُر قاعدة أمنية وعسكرية، وتعكس النفوذ السياسي للمملكة الإيرانية، وقد تلقى الشاه نصائح بريطانية بعدم توتير الأجواء مع الجوار العربي والمَشْيَخات الخليجية التي كانت في مرحلة الاستعداد للاستقلال، باعتبارها كذلك دول صغيرة وصاعدة، تدور في المحور الأمريكي نفسه، وفي كل الأحوال سيظل الشاه شرطي الخليج والرّجل القوي وقائد المحور الغربي في المنطقة، متحالفاً مع إسرائيل.

إذاً، فقد تحقق للبحرين الاستقلال مترافقاً مع صخب سياسي، بعكس ما أرادت السلطة، وتحقق للسعودية النفوذ في البحرين، أما البريطانيون فقد تحقق لهم أمران، الأول: عزل الجُزُر عن العراق وإيران وهي المهمة التي عملوا عليها طويلاً، وثانياً، خلق بؤرة توتر في المنطقة، وأعني بها الجُزُر الثلاث، التي يمكن تفجيرها إذا ما عزم الغرب في تحويل هذه المسألة إلى قضيّة ساخنة، مع أنّه من المناسب - في رأيي - الإبقاء على الحدود التي رسمها الاستعمار بين دول المنطقة، مهما كان جورُها، ومهما كانت ملاحظاتنا عليها، ولنتمعّن بأن البدائل عن "سايكس بيكو" وأمثالها من خرائط رسمها المستعمر، هي حروب لا تنتهي في المنطقة التي لم تهدأ أصلاً في العقود الخمسة الماضيّة التي أعقبت الاستقلالات.

لكل ما سبق، فإن استقلالَ البحرين قصةٌ فريدةٌ، لكن ليس صحيحاً أن استطلاع الرّأي الذي نُفذ في أبريل (نيسان) 1970م، من قبل وفد من الأمم المتحدة كان معنياً بطبيعة الحكم، وهل أنّه ديمقراطي أم وراثي، أو كان مكلفاً بالتعرف على وجهة نظر شعب البحرين بشأن الطرف الذي يفترض أن يحكم الجُزُر، آل خليفة أو غيرهم، أو إن كان الوفد الأممي قد أدار نقاشاً حول عروبة البحرين أو أعجميتها، فتلك الأسئلة لم تكن ضمن اختصاصاته، والواقع أن الوفد الأممي كان قد طرح سؤالاً واحداً لا غير، على قطاعات شعبية منتقاة: هل يريد شعب البحرين دولة مستقلة أم دولة تابعة لإيران؟

مع ذلك، وفي ظل الخلط بين ما طُرِحَ وما لم يطرح من أسئلة في الاستطلاع، وفي ظل الضخ الإعلامي والترويج السياسي لغايات واهمال أخرى، وفي ضوء الدعم الدولي والإقليمي لاستقلال الجُزُر، فقد حازت العائلة الحاكمة على شرعيّة سياسيّة محليّة ودوليّة كبيرة بمجرد إعلان الأمم المتحدة نتيجة الاستطلاع التي جهر فيها شعب البحرين بتأييده استقلال بلاده، وهذا جعل الشعب حاضراً بقوة في المشهد التاريخي، فلم يتحقق كلما أرادته الحكومة من تهميش للشعب عبر تحويل الاستفتاء استطلاعاً.

أمّا الشيعة، الكارهون للشاه بهلوي وسياساته، والمفتخرون بعروبتهم، حتّى قبل بروز القومية العربيّة، تيّاراً سياسياً فاعلاً في العِشرينيّات، أو بعد ضعف التّيار العروبي في السبعينيّات بعد هزيمة 1967م، فقد تحمسوا، وعموم أهل البحرين، لاستقلال الجُزُر، وتطلعوا لوضع أسس نظام سياسي عادل، وقد زادتهم حماسة الأجواء المحلية والإقليميّة والدولية التي رسمت مساراً سلساً ومبهجاً ومغذياً للوطنية لدعم لاستقلال البحرين، إضافة إلى الوعود السّياسيّة الصماء، التي أطلقها الإنجليز ورموز الحكم عن الإصلاح والشراكة السّياسيّة، والتي لم تجد طريقها على أرض الواقع.

خامساً: الوعي الشعبي بالجيوبوليتيك

لا غرْوَ أن يكون الوعي الشعبي متواضعاً لإدراك مدى تؤثر الجُزُر بالرياح الجغراسية، مقارنة بما يملكه الإنجليز والأسرة الحاكمة من خبرات على هذا الصعيد.

مع ذلك، فإن المناخ الإقليمي والدّولي طال المزاج الشعبي، فقد ساهمت "ثورة العشرين" في العراق ضد الإنجليز، بقيادة زعامات الحوزة الدّينية، في تغذية الحركة الاحتجاجية في الجُزُر، المطالبة بوقف الانتهاكات في الإقطاعيّات وإلغاء الضّرائب المفروضة على الشّيعة، كما تنامى الوعي السّياسي مع اتساع متابعة مجريات الأحداث في الهند وإيران ومصر وفلسطين، وتزايد استيراد الصحف، واتساع رقعة قرائها، وسفر المواطنين إلى الخارج، وقدوم الأجانب إلى الجُزُر في موسم الغوص . كل ذلك غذّى فكراً شعبياً يرفض السّخرة ويدعو للمواطنة والتغيير.

لكن الأحداث المفصلية التالية في الجُزُر لم تكن نتاج ظُلامات داخليّة وحسب، بل كان البعد الدّولي والإقليمي أساسياً في تبلورها حدثاً تاريخيّاً، مثل الحراك الشعبي في الخمسينيات بقيادة هيئة الاتحاد الوطني، وانتفاضة مارس في السّتينيات، وكتابة الدّستور وإلغائه في السّبعينيّات، والحركة الدّستورية في التسعينيات، والتجمّعات الحاشدة في دوار اللؤلؤة في 2011م .



#عباس_بوصفوان (هاشتاغ)       Abbas_Busafwan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغايات الكبرى للإنجليز في عشرينيّات القرن العشرين
- البحرين 1923: إجراءات استعمارية في قالب حلوى


المزيد.....




- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...
- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عباس بوصفوان - البحرين: التأثيرات الجيوسياسية: المَشْيَخات وفارِس