أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - غمكين ديريك - المثقف الكردي بين المرجعيتين (الثقافي – السياسي ) في سوريا














المزيد.....

المثقف الكردي بين المرجعيتين (الثقافي – السياسي ) في سوريا


غمكين ديريك

الحوار المتمدن-العدد: 1696 - 2006 / 10 / 7 - 03:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كردستان سوريا هي من الاجزاء الاكثر اهمية من الناحية الثقافية في كردستان عامة ، لانها تتمتع بشخصية مرنة ومتوازنة وطبيعية من الناحية الانسانية ، ولم تعش ظروف قاهرة لتظهر فيها الشخصية الغير العادية او المتقلبة او الازدواجية او المتطرفة ، وقد كانت مركزا لشخصيات كردستانية هاجرت من الاجزاء الاخرى لتستقر فيها وتقوم بدورها في تطوير واغناء او الحفاظ على الثقافة الكردية ، من خلال تدوين هذه الثقافة او احياءها من جديد ، بالاضافة الى وجود العدد الغير قليل من المثقفين الكرد السورين الذين لعبو ويلعبون دورا مهما ورائدا في هذا المجال .
ولكن وفي الظروف الراهنة التي تمر بها كل من سوريا والمنطقة بشكل عام ، نجد ان الاحزاب السياسية لم تبتعد عن كونها منظمات ثقافية من حيث البرامج والمشروع القومي لكردستان سوريا ، وهذا ما يظهر جليا من خلال الاهداف التي يقومون بمناداتها والنضال من اجلها ، وفي نفس الوقت فهي ( أي الاحزاب السياسية ) تجد في نفسها الخط السياسي المستقل وصاحبة الارادة الجماهيرية ومن ضمنها تمثيل ارادة المثقفين الكرد السورين ايضا ، وعدم فتح المجال للثقافة والمثقفين للتطور المستقل ، ولعب دورهم في المجتمع كطليعة لابد منها لتنوير وتطوير ودمقرطة المجتمع الكردي في سوريا ، لابل انهم ( أي الاحزاب السياسية ) تحاول ان تقلل من شان المثقفين ونضالهم ودورهم بشكل مباشر او غير مباشر ، وهذا ما حدث عندما قامت مجموعة مثقفين بلقاء نائب الرئيس السوري ، ومن جهة اخرى فان هذه التيارات السياسية لاتستطيع لعب الدور الثقافي لظروف وعوامل خاصة بها ، منها الاستعلاء السياسي واعتماد التفرد بالقرارات والمصلحة الحزبية الضيقة ، وهذا ما يجعلها ان تبتعد عن دورها السياسي والثقافي في ان معا ، وتبقى اسيرة الكاريزما السياسية الغير فعالة ، والتي تؤثر سلبا في التطور الثقافي والسياسي في كردستان سوريا الى الان .
ان الحالة السلبية للحركة الكردية في سوريا هي ليست وليدة الظروف السياسية في هذا الجزء من كردستان ، بل هي نتيجة طبيعية لتوجهها السياسي التي اقصيت وانكرت دور المثقفين في النضال الديمقراطي والوطني والقومي في كردستان سوريا ، وان كانت هذا الاقصاء غير متعمد او غير مباشر الا انها ( أي الاقصاء ) مسفحلة في السخصية السياسية السورية والكردسورية على حد سواء ، لان الطبيعة النفسية للانسان السوري مثقفا كان ام غير مثقف فهو شغوف بالمسائل الوطنية والقومية ولايستطيع الابتعاد عن هموم الوطن ، بل مرتبط بقضايا امته ووطنه ايا كان موقعه ، وبما ان النظام ومن اجل الاستمرار في السيطرة على مقاليد الحكم يستبعد المثقفين من الادارة ويقمع أي تحرك ثقافي نضالي ديمقراطي ، و أي انفتاح حضاري الذي يعتبر المثقف طليعته بصورة لايقبل الشك ، فان الحركة السياسية الكردية ايضا من خلال تاثرها بنظام الحكم في البلاد ، مع العلم انها صفة غير موروثة كرديا ، وبعيدة كل البعد عن الاخلاق والثقافة الكرديتين ، تاخذ نفس المنحى تجاه المثقفين.
ومع وجود هذا الكم الهائل من المثقفين والادباء الكرد في سوريا المناضلين في نفس الوقت من اجل القضايا الديمقراطية والتنوير الاجتماعي ، لايمكنهم لعب الدور المنوط بهم كونهم مهمشين سياسيا ، مع العلم ان الميكانيزما السياسية متوقفه في سوريا ولايمكنها التطور في المراحل الراهنة ، الا ان التطور الطبيعي في سوريا وكردستان سوريا يتم عبر الشخصية الثقافية في الدرجة الاولى ، خلافا للدول والاوطان الاخرى ، وتبقى السياسة العامة رهينة المنحى الثقافي ، وان كانت السلطات الحاكمة تحاول جاهدة تهميش المثقفين وترسيخ مبدأ القمع والانضباط العسكري في كافة مؤسسات الدولة ونجحت الى حد ما في هذا المنحى ، الا ان التطورات الراهنة تعطي فرصة ثمينة للمقفين لقول كلمتهم ولعب دورهم في المجالات عامة .
وان عدنا الى الشان الكردي في سوريا فان المعادلة مختلفة تماما ، لان المجتمع الكردي السوري الان تحكمها المثقفين وان كانت بطرق غير مباشرة ، والجماهير الشعبية تصغي الى هذه الفئة اكثر ما تصغى الى الفئات السياسية والاحزاب ، وبما ان المسالة القومية لم تحل بعد والمسائل الوطنية عالقة والمشاكل الاجتماعية في تفاقم مستمر ، فان المثقف لايستطيع الابتعاد عن الوضع السياسي ، ولايمكننا ان نعطي اسما لاديب كردي بعيد عن الهم الوطني والقومي في سوريا ، وما يفعلونه في الممارسة العملية الفعلية هي عبارة عن اهداف الاحزاب السياسية ، هذه الاحزاب التي تكتفي بالشعارات ، ولكن المثقف الكردي يمارسها في الساحة العملية وبشكل فعلي ، لان التدريب بلغة الام مستمرة والكتابة والنشر والطبع يقوم بها المثقفون بطرقهم وامكانياتهم الخاصة ، ويقومون بتعريف المجتمع العربي والمثقف العربي ايضا بالثقافة الكردية ، وهذا ما ينادي به الاحزاب السياسية قولا وليس فعلا ، عدى حزبين او ثلاثة احزاب ينادون بالحكم الذاتي لكردستان سوريا (أي ان اهدافهم تتعدى الحقوق الثقافية للكرد السوريين)، وبقية الاحزاب السياسية تستند الى هدف الاعتراف بالثقافة الكردية والشعب الكردي الموجود على ارضه التاريخية ، وبمعنى اخر فان المثقف الكردي وبجهوده الفردية والشخصية قد خطى الخطوات اللازمة لتحقيق الاهداف القومية ويعمل ليل نهار من اجل تحقيقها ، وان لم يكن في اطار سياسي ، ولكنها بحاجة الى اطار ثقافي كردي سوري ، ينظم هذه الفعاليات ويقوم بتفعيلها قوميا ووطنيا ، بمعنى ان المثقف الكردي السوري مضطر الى ان يكون سيد جهوده وان يحميها من تلاعب السياسيين والسلطة على حد سواء ، وهذا ما يمكن القيام به في اطار ثقافي موحد ( مركز ثقافي – رابطة - تجمع ثقافي – منتدى .. الخ ) .



#غمكين_ديريك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانفال ...؟... ايها العرب .. ايها النبي .. ايها الله ؟
- الواقعية وخداع النفس
- هل المهدي قادم... ام الشرق الاوسط الجديد
- الحركة الكردية السورية والمجلس الوطني او مؤتمر الوفاق
- الاول من ايار كان عيدا للعمال
- ليلة سقوط دمشق
- المفهوم القومي لدى الشعوب السورية
- اذار.... المراة والانتفاضة ونوروز
- اذار اول خطوة سليمة نحو الديمقراطية 12
- الحراك الديمقراطي والتنظيم في سوريا
- المراة بين الواقع وطموح الشعارات
- المعارضة الكردية بعد خدام
- ردا على رياض الترك (م. طلب هلال الثاني ) 2
- نحن ومعوقات الديمقراطية
- القضية الكردية بين الانكار و الوجود
- دراسة تحليلية في البنية التنظيمية للحركة الكردية في سوريا
- قصة ميليس
- الرجل يعرف بكلمته التي لن تتغير ولو طارت راسه
- رسالة إلى إعلان حلب
- من بين المتاهات


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - غمكين ديريك - المثقف الكردي بين المرجعيتين (الثقافي – السياسي ) في سوريا