أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمين المهدي سليم - لماذا لم يعلن تقرير لجنة جرد خزينة عبد الناصر وممتلكاته الشخصية منذ 50 سنة وإلى الآن؟















المزيد.....

لماذا لم يعلن تقرير لجنة جرد خزينة عبد الناصر وممتلكاته الشخصية منذ 50 سنة وإلى الآن؟


أمين المهدي سليم

الحوار المتمدن-العدد: 6660 - 2020 / 8 / 28 - 00:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فور وفاة عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 شكل السادات لجنة برئاسة العميد سعيد عبد الماجد حسين رئيس النيابات العسكرية لفتح وجرد "خازنة" عبد الناصر الخاصة وومتلكاته الشخصية، وشرعت اللجنة في العمل بعد اسبوع واحد من وفاته، واستغرق عمل اللجنة شهرين تقريبا، وحفل التقرير بالعديد من المفاجآت الصادمة في أغلب بنودها، وعندما اقترح السادات على اللجنة التنفيذية العليا نشر التقرير رفض الجميع بزعم : "النشر سيخلخل الجبهة الداخلية ونحن في حالة حرب"، وفي 15 مايو 1971 تخلص السادات من مجموعة عبد الناصر، واقترح ثانية على قيادة الجيش نشر التقرير إلا أن الجميع رفضوا ثانية بنفس الحجة السابقة وأضافوا لها سببا جديدا وهاما وهو "أن التقرير كفيل بإنهاء النظام الجمهوري الذى أقسموا على المحافظة عليه".
تسرب التقرير في صمت في دوائر معينة محدودة جدا، وأسعدني الحظ بقراءة صورة رسمية منه بالأختام من صديق كبير هو الصحفي المخضرم الراحل عبد الفتاح الديب خلال نهاية السبعينات وكنت أعمل يومها في مؤسسة أخبار اليوم، وقمت بتصوير النسخة، ولكن للأسف عندما عدت لها بعد سنوات وجدت الورق أصفر باهت جدا نتيجة فساد ورق البرومايد أو عدم صلاحية محاليل التثبيت.
ألح على بالي هذا الموضوع منذ أسابيع نتيجة الظروف الغريبة والشاذة الكابوسية التى تمر بها مصر حاليا تحت حكم العسكر بقيادة السفاح العاهر اللص الخائن عبد الفتاح السيسي، ولم يكن هناك مهرب من ترابط وتداخل ذلك مع موضوع التقرير عن جرد خزينة مؤسس هذه الجمهورية العسكرية الكارثية؛ فنشرت مناشدة على صفحتي في موقع الفيس بوك بافتراض وجود نسخة أو صورة رسمية لدى أحد المهمومين بما حدث ويحدث في مصر من كوارث.
وصلتني 11 رسالة لملخص للتقرير متطابقة تماما مما يدل على أن الأصل واحد، وتلخص التقرير في حدود 15% منه طبقا لعدد صفحات الفولسكاب في صورة التقرير الأصلي.
عموما التجربة دفعتني لارسال البرومايد الفاسد لصورة التقرير إلى صديق "ثقة" في الخارج لمحاولة الحصول على الصورة الكامنة بوسائل كيماوية (كما قيل لي) أو بالآشعة إن كان مناسبا.
والملاحظ أن من قام بالتلخيص شخص قريب أو عضو في النيابات العسكرية لأنه حافظ على تعبيرات كثيرة في التقرير وترتيب التقرير، ولكنه ولأسباب ربما تكون ناتجة عن ثقافة شخصية ركز على نقاط الممتلكات والأموال والمجوهرات التى تمس نزاهة عبد الناصر مثل حصوله على 4 فيلات من الحراسات لم يتم قيدها في جداول الحصر، وهو مايعني أنها عملية سطو واغتصاب لملكية الغير، وبعض عقود عقارات اخرى متعددة، وقد تم التأكد بوسائلنا الخاصة من أن كل عناوين العقارات المذكورة صحيحة، ووجود 4 تيجان كانت مفقودة ومجوهرات اخرى لاتقدر بثمن لملكات من اسرة محمد علي، وقام السادات بتسجيلها في حافظة رسمية واودعت في متحف مجوهرات الإسكندرية، وقد شوهدت السيدة منى ابنة عبد الناصر في مناسبات متعددة ترتدي بعض من مجوهرات العائلة المالكة المسجلة عالميا.
وجود آلاف من الأسهم التجارية في العديد من الشركات العامة أعتقد شخصيا أنها كانت هدايا غير قانونية من رؤساء الشركات عند تأسيسها أو عند تعيينهم فيها.
لاأريد الاستطراد إلا في نقطتين أو قل كارثتين هما سبب تذكري وانشغالي بالموضوع، الأخف منهما هى وجود قارورة صغيرة من سم قوي ذي فعالية حاسمة ونادرة غالبا هو الأكونتين، ومصدره كان الاتحاد السوفيتي، ويرجح أنه نفس السم الذى استخدم في اغتيال الملك فاروق وعبد الحكيم عامر، ود. أنور المفتي في يناير 1964، وسبب اغتيال الأخير أنه كان طبيبه الخاص واكتشف أن عبد الناصر مصاب بنوع خطير من السكر يؤثر مباشرة على المخ وعلى عملية التفكير ونصحه بالاستقالة، ولكنه شرب كوبا من عصير الليمون في حديقة منزل عبد الناصر، وعاد إلى منزله شاعرا ببعض الهبوط، وعندما نظر في المرآة إلى بؤبؤ العينين قال لزوجته :"لو صدق حدثي سأموت بعد 3 ساعات" وهو ماحدث بالفعل، ولم تنجح المحاولات الهائلة لاسعافه.
رئيس جمهورية يحتفظ في خزانته الشخصية بسم فعال، وهو أجبن وأكثر طرق القتل خسة وغدرا، حتى أن القتل بالسم قانونا يتساوى مع القتل أثناء النوم، والقتل بعد الخطف، وعقوبتها جميعا الإعدام.
النقطة الأخطر والأهم وطنيا هى مكاتبة مشفرة بشفرة مركبة ومعقدة مرسلة إلى عبد الناصر في 13 سبتمبر 1966 من وزارة الدفاع الإسرائيلية، تتضمن السيناريو الكامل الذى تم في حرب يونيو 1967، (الملخص يذكر ذلك ويقف هنا) ويبدو أنه جرى تخفيض هذه الفقرة في زمن لاحق أيام مبارك وأبو غزالة، إذ أن ماقرأته في تقرير مخابراتي لفك الشفرة داخل التقرير الأصلي يتضمن التدقيق على اجراءات معينة تجعل مصر والعرب معتدين، وبالتالي يصبح قرار مجلس الأمن لوقف النار لايتضمن العودة إلى خطوط ماقبل القتال، وهو ماحدث فيما بعد بدقة في 9 يونيو، بينما صدر القرار 242 في سبتمبر وتحت البند السادس من قوانين مجلس الأمن أي أن تنفيذه يخضع للتفاوض، وأيضا تضمن اجراءات تعطل أو تؤجل تدخل المجتمع الدولي أو القوى العظمى لصالح العرب، وكانت شهادة د. محمد البرادعي مؤخرا قاطعة ومؤكدة بدقة على هذه الفقرة.
قرائتي لصورة التقرير الأصلي في سبعينات القرن الماضي تطابقت تماما مع معلومات كانت متداولة على نطاق ضيق في أوساط عسكرية كنت قريبا منها لأسباب عائلية، وهو مادفعني فيما بعد لمحاولة الحصول على القراءة الأخرى الحقيقية في مواجهة القراءة الرسمية السائدة والشائعة، سواء عن عبد الناصر أو إنفلاب يوليو 1952، وكانت الجذور الأولى تعود إلى حصار الفالوجا والتى تجمع أن تجنيد عبد الناصر لحساب المخابرات الإسرائيلية تم قبل دخول المخابرات المركزية الأمريكية على الخط، بل ان مايلز كوبلاند يذكر علاقة عبد الناصر هذه في كتابه "لعبة الأمم"، وهنا تبرز مذكرات موشيه شاريت وإيجال ألون الذى كان يرسل صناديق الشوكولاتة والبرتقال إلى عبد الناصر خلال الحصار، وضابط المخابرات رحبعام كوهين واسحاق رابين، والأميرألاي سيد طه قائد جيب الفالوجا، وجميعها تؤكد هذه العلاقة في هذا التاريخ، وأيضا في مرتبة أقل من المصداقية تؤكد ذلك مذكرات محمد نجيب وحسن التهامي، وهذا ماجعلني اطلق على عبد الناصر لقب "جاسوس الفالوجا" في تعادل مع لقب عبد الفتاح السيسي "جاسوس صفقة القرن".
اضافة أحسب أنها مهمة وهى أن رواية أشرف مروان تكتسب هنا بعدا جديدا، وهو أن جاسوسيته لم تكن سرا بل كانت تكليفا بعد تحقيق كارثة يونيو 1967، وانجاز عبد الناصر لمهمته، بل أن هذا يفسر أيضا لماذا قتل أشرف مروان عندما قرر كتابة مذكراته، ولماذا اختفت المذكرات، بل أن هذا يفسر لماذا كان مبارك كنزا استراتيجيا، ولماذا كان طنطاوي خائنا ولصا، ولماذا فوض الجيش في الرئاسة جاسوسا كان معروفا على نظاق كاف تماما، ولم يخف ذلك يوما هو عبد الفتاح السيسي..
أعتقد أن مرور 50 سنة تقريبا على تحرير هذا التقرير الخطير دون إعلانه، ومنع السادات من نشره (وهذا لايعفيه من المسؤولية، رغم أننى على ثقة أنه اغتيل خلال صراعه مع قيادات الجيش الخائنة)، يعني هذا ببساطة أن الجيش الخائن الجبان المهزوم تاريخيا وجمهوريته العسكرية كانا الطابور الخامس وحصان طروادة المحشو بالجواسيس والخونة واللصوص والجهلة والسفلة، بينما كانوا يتغنون بالوطنية، وأن الخيانة كانت ومازالت هى التى تحكم مصر على هيئة نظام عسكري، وأن إنقلاب يوليو 1952 كان هدفه اخراج مصر من دورها الإقليمي والإنساني والأخلاقي والحضاري، وإدخال إسرائيل إلى قيادة الشرق الأوسط، وهو ماحدث بدقة.
ورد في مذكرات موشيه شيرتوك (شاريت) أن الثعلب العجوز ديفيد بن جوريون أرسل أول برقية تهنئة بنجاح إنقلاب 23 يوليو 1952 في صباح يوم 24 يوليو إلى محمد نجيب، ثم ذهب إلى الكنيست وقال :"الأوضاع الجديدة في مصر تسير لصالحنا".
اضافة أخيرة أجدها ضرورية وهى أن عمالة عسكر مصر كانت لحساب اليمين الصهيوني التوسعي وحلمه في إنشاء إمبراطورية صهيونية مجالها الحيوي هو كل الشرق الأوسط، وأن أحد مهام العسكر كما هي تطويق وعرقلة كل تنمية وكل تطور ديموقراطي في مصر والعالم العربي، ولحد تدبير الإنقلابات العسكرية في كل مكان، كانت أيضا تطويق واسقاط كل محاولات أنصار السلام والتسوية السلمية في إسرائيل برفع الشعارات المتشددة عن سلام بشروط مستحيلة، والتظاهر بالدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وهكذا تحالف عبد الناصر مع بن جوريون لاسقاط مشروع موشيه شاريت للسلام وكان فرصة تبدو أقرب إلى الخيال الآن، وتحالف مبارك مع شارون لاسقاط مشروع كلينتون / باراك للسلام في 2000، وطبعا لايحتاج تحالف طنطاوي ثم السيسي مع نتنياهو ضد اليسار وأنصار السلام في إسرائيل وضد ثورة 25 يناير في نفس الوقت إلى تأكيد فهو واضح للعيان كضوء الشمس.
#أرشيف_مواقع_أمين_المهدي



#أمين_المهدي_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى السابعة لأكبر مجزرة في القرن 21
- تفجير بيروت : 1) لبنان رهينة (2 - 1)
- لماذا توقفت كلاب حراسة العسكر عن النباح بتهمة التطبيع في مصر ...
- ما وراء قضية فتيات التيك توك : فساد مجتمع ودولة لحد التسمم
- ماذا في جعبة السيسي ليقدمه للشعب الليبي؟
- النيل نجاشي بالفعل..ولكن مصر لم تعد هبة النيل
- ماذا يحدث في إيران؟..هل جاءت حرب المستقبل بأسرع مما توقعنا؟
- جاذبية الشر والقبح والانحطاط..الخلطة السحرية للحصول على قطيع ...
- الإخوان المسلمون والإسلام السياسي : توأم الروح والجسد والخند ...
- سامح شكري وكارثة سد النهضة : ليس مجلس الأمن ساحة للتستر على ...
- السيسي في ليبيا : العجب العجاب في تشبه النعاج بالذئاب
- رئيس جمهورية الظلام والخيانة والخراب والموت العسكرية يطالب ض ...
- يوم ليوبولد بلوم Bloom’s day عندما تبعث الحياة في يوم من حيا ...
- الانتفاضة الأمريكية (2 - 2) : 2) من أين كان البدء مجتمع أم د ...
- الانتفاضة الأمريكية (2 - 1) : 1) السيسي الأميركي : لأن الشيء ...
- السيسي وحربه المزيفة ضد إرهاب مفبرك (3 - 3) : 3) هل تعوض ليب ...
- السيسي وحربه الوهمية ضد إرهاب مفبرك (3 - 2) : 2) سيناء اضحية ...
- السيسي ومعركته الوهمية ضد إرهاب مفبرك (3 - 1) : 1) الوسائل ا ...
- مايحدث في مصر الآن : تعايش مع المرض أم إبادة جماعية؟
- الفنان هشام سليم وابنه نور وحقوق العابرين جنسيا في مواجهة ثق ...


المزيد.....




- -عودوا إلى دياركم-... غضب ضد السياحة -المفرطة- في عدة بلدان ...
- طائرة روسية تهبط في مطار أنقرة على خلفية الأنباء عن أكبر عمل ...
- نصائح بسيطة للتخلص من لدغات البعوض
- مصر تقر زيادات جديدة تصل لنحو 33 في المئة على أسعار تذاكر ال ...
- إسرائيل تعلن مقتل قائد كتائب عز الدين القسام محمد الضيف في غ ...
- إيران تشيِّع هنية وتتوعد بالانتقام من إسرائيل والأخيرة تحذر ...
- نصر الله عقب اغتيال شكر: على العدو ومن خلفه أن ينتظر ردنا ال ...
- نتنياهو: إسرائيل في حالة استنفار عالية وكل عمل عدواني ضدنا س ...
- الطريق إلى النجوم - الحلقة الثانية
- مراسلتنا: 3 قتلى من عائلة سورية لاجئة وجرحى لبنانيين في غارة ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمين المهدي سليم - لماذا لم يعلن تقرير لجنة جرد خزينة عبد الناصر وممتلكاته الشخصية منذ 50 سنة وإلى الآن؟