|
محكمة العدل الدولي تصدر قرارا ضد الحضر الجوي على إمارة قطر
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6619 - 2020 / 7 / 15 - 14:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كما كان متوقعا ، لان الحظر الذي فرضته اربع دول ، السعودية ، الامارات القريشية ( العربية ) المتحدة ، البحرين ومصر ، كان ظالما ، ومخالفا للقانون الدولي ، خاصة في جانبه الإنساني ، أصدرت محكمة العدل الدولية قرارا يقضي بعدم قانونية قرار الحصار الذي فرض على امارة قطر ، بسبب تداعيات امنية وكاذبة للنظامين القرشيين السعودي والاماراتي ، وليس بسبب تداعيات قومية كما إدُّعي زورا .. القرار بدأ يخلف بعض الردود المنحازة ، كما وصفته إذاعة Monte Carlo بالمنحاز لقطر ، والتفسير الضيق الذي حاولت سفيرة الامارات بهولندا اعطاءه للقرار ، حين اعتبرته تقنيا يتعارض مع الحماية القومية لدولة الامارات القريشية ... القرار في مضمونه كان صريحا وواضحا ، ولم يكن غامضا حتى يمكن لأطراف النزاع تفسيره بما يتجاوب مع مصالحهم الانانية ، فالقرار اعتبر ( الحضر ) الحصار ، يتنافى من قواعد قانون الطيران الدولي ، إضافة الى تسببه في معاناة إنسانية للشعب القطري . بل والأخطر ان قرار ( الحضر ) الحصار ، اتخذ كقرار عقابي بسبب رفض قطر الامارة الصغيرة في حجمها والكبيرة في تحدّيها ، التدخل في شؤونها الداخلية ، لأسباب تتعلق بالمساس بسيادة الدولة القطرية ، خاصة في جانب الاملاءات التي كانت القيادات القريشية تريد فرضها ، كدعوتها لإغلاق قناة الجزيرة المرتبطة بالحق في الاعلام ، وبحرية التعبير .. وفي طرد المعارضة لدول الحصار من التراب القطري .. لكن رغم صدور قرار محكمة العدل الدولية ، فان قيمة القرار وقوته ، لن تكون في إصداره من قبل محكمة العدل الدولية ، بل ان قيمة وقوة القرار تكون في تطبيقه ، وفي التزام اطراف النزاع به . من جهة إنّ القرارات التي تتخذها محكمة العدل الدولية ، هي قرارات استشارية للاستئناس في التفسير القانوني والحقوقي للقضايا المعروضة عليها ، ومن ثم فإنها تفتقر لسلطة الالزام والجبر في التطبيق ، بعكس القرارات التي تصدرها المحكمة الجنائية الدولية ، او القرارات التي يتخذها مجلس الامن تحت البند السابع من الميثاق الاممي .. فبعد صدور القرار المذكور ، هل ستلتزم الدول القريشية الامارات والسعودية بتطبيقه ؟ واذا لم تكن هناك سلطة وفي غياب مجلس الامن ، قادرة على الزام الدول القريشية باحترام القرار الصادر عن المحكمة ، فما الجدوى من طرق أبواب محكمة العدل الدولية ، إذا كانت قراراتها استشارية استئناسيه ، وليست ملزمة او آمرة للطرف الذي صدر القرار ضده ، وهو ما قد يفسر ان القرار هذا المتخذ ، رغم انه كان واضحا ، ولم يكن ملغوما كالقرار الذي اتخذته المحكمة في 16 أكتوبر 1975 ، بشان الدعوى التي رفعها اليها الحسن الثاني لتأكيد مغربية الصحراء ، فانه سوف لن يعرف التطبيق ابدا .. إذن ما العمل بالنسبة لإمارة قطر ، اذا رفضت دول الحصار القريشية ، الالتزام بقرار المحكمة الغير الملزم ؟ هل ستستمر قطر في انتظار تطبيق القرار ؟ وكم سيطول انتظارها ؟ وما الجدوى والفائدة من صدور قرار، سيبقى حبرا على الورق ؟ وماذا حين سترفض دول الحصار القريشية ، الالتزام بالقرار الصادر عن محكمة العدل الدولية ، خاصة وانها لم تستشير عند قبولها الدعوى ، الدول المرفوعة عليها الدعوى ؟ ان لجوء قطر الى الطعن في قرار الحصار المفروض عليها من قبل دول الحصار القريشية ، كان صائبا رغم ان القرارات التي تتخذها المحكمة تبقى فقط استشارية ، لكن حتى يكون لهذا القرار مفعوله الإيجابي ، وحتى لا يبقى مجرد حبر على الورق ، يتعين على قطر الآن اللجوء الى الخطوة الثانية الأهم ، وهي طرق أبواب مجلس الامن الدولي ، لتعرض عليه القرار الذي أصدرته محكمة العدل الدولية ، التي لها ارتباط بالأمم المتحدة ، لتطالب المجلس باتخاذ الإجراءات الضرورية التي تجبر تطبيق قرار محكمة العدل الدولية . عند طرح النزاع / القرار على انظار مجلس الامن ، فان هذا الأخير سيكون مجبرا و ملزما باتخاذ القرار الصائب ، بما يتماشى مع منطوق حكم المحكمة ، سيما وان هناك اضرار تتعلق بحقوق الانسان للشعب القطري المعتدى عليه ، لرفض حكامه الخضوع للإملاءات الدول القريشية الماسة بسيادته ... ومجلس الامن هنا قد يحاول اقتراح حل بما لا يتعارض مع سيادة قطر ، كإغلاق قناة الجزيرة الفضائية ، او تسليم معارضة الأنظمة القريشية التي تفرض الحصار لها ، او قطع العلاقات مع ايران ، او اغلاق القاعدة العسكرية التركية ... لخ وإذا احتار مجلس الامن في اتخاذ القرار الصريح ، محاباة لأطراف النزاع ، بسبب ثقل الغاز ، والبترول ، والدولار ، وبسبب الاصطفاف الى جانب الدول العظمى صاحبة الفيتو ، فان طرح قرار محكمة العدل الدولية على انظار المجلس ، سيعري نفاق ومحاباة أعضاء المجلس ، عند معالجتهم لقرار لا يتماشى مع حالات فرض الحصار ، ويتماشى مع حالات مشروعية القرارات التي تتخذها محكمة الدولية التابعة للأمم المتحدة ، كما سيدفع بهم عند عجزهم في الضغط حبيا على احد الأطراف لإعادة العلاقات الى طبيعتها العادية .... ، خاصة عندما سيجدون نفسهم امام قرار لمحكمة دولية تابعة للأمم المتحدة ، وامام تجاوز في الإجراءات لخنق بلد صغير رفض المساس بسيادته ، ملزمين باتخاذ قرار طبقا للقانون الدولي الإنساني ، وطبقا لقواعد الملاحة الدولية ، بما يجعل المجلس يلعب دوره الحقيقي في الحفاظ على السلم والامن الدوليين ، وفي رفض إجراءات الاعتداء والعدوان المدانين بمقتضى القانون الدولي .. ان حالة الحصار للدول ، لا تكون الا بقرار لمجلس الامن يتخذه تحت البند السابع من الميثاق الاممي ، لذا فان فرض الدول القريشية السعودية والامارات لحالة الحصار على قطر ، هو اعلان حرب لم تقع بسبب الضغوط الخارجية ، وبسبب تدخل اطراف اجنبية في مناصرة هذا الفريق او ذاك ، وهو محاولة ، أي الحصار فشلت ، كانت الغاية منها تغيير نظام الأمير تميم الرافض للخضوع ، وللإملاءات ، بنظام مطواع تابع للسعودية التي افتضح امرها ُ وشُلّ دورها بعد فضيحة / جريمة الخشقاجي ، وبسبب تدني سعر البترول ، وبسبب فشل نموذج 2030 لمحمد بن سلمان ، وبسبب حرب اليمن التي دخلت عامها السادس دون الحسم الذي بدأ يميل الى الحوتيين وحلفاءهم .. ان حياد الكويت وعُمان ، واحتفاظهم بعلاقات طيبة مع قطر ، قد اغضب آل سعود والامارات القريشية ، وأعطى لقطر متنفس أساسي للعب دور قطري متميز بالمنطقة .. . وقد زاده ثقة في النفس القرار الذي اتخذته محكمة العدل الدولية ضد قرار الحصار المفروض ظلما على قطر ... لذا فان طرق أبواب مجلس الامن ، للمطالبة بتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية ، التابعة للأمم المتحدة ، من جهة سيؤكد على مشروعية الحق القطري ، ومن جهة سيؤكد صحة ثبوت الاعتداء القريشي ، ومن جهة سيفضح دول الحصار الامارات والسعودية ، من انهما دول بلطجية لا علاقة لهما بالقانون الدولي خاصة في جانبه الإنساني ... ان طرق أبواب مجلس الامن للمطالبة بتطبيق قرار محكمة العدل الدولية الاستشاري ، يخدم مصالح الشعب القطري ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين تصريح الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ، وتصريح أبا بشرايا
...
-
من المسؤول عن عرقلة حل نزاع الصحراء الغربية ؟
-
إسبانيا الأمة العظيمة ، ترتعش من شدة الخوف ، من الجار المغرب
...
-
مواصلة الصراع السياسي في المغرب
-
الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون يدعو النظام المغربي الى تقديم
...
-
هل من علاقة بين التناوب / الانتقال الديمقراطي ، وبين المنهجي
...
-
هواة سوق الوهِم ، سوق الانتخابات
-
حملة مسعورة قريْشية ، سعودية ، إماراتية ، ضد شعوب شمال افريق
...
-
الحلف الاطلسي - ( الناتو )
-
تهديد مصر بالحرب
-
الدعوة لإستقالة الوزير مصطفى الرميد
-
دعوة الى مغادرة المغرب
-
المغرب / فرنسا
-
مصر تطرق ابواب مجلس الأن ، بعد فشل مفاوضات سد النهضة
-
إنتخابات الملك ، لإنتاج برلمان الملك ، ومنه تشكل حكومة الملك
...
-
قراءة سريعة لنتائج الاقتراع السري بالجمعية العامة للأمم المت
...
-
جبهة البوليساريو تفتري على البرلمان الاوربي
-
العقلية الانقلابية
-
حكومة تكنوقراط ، حكومة وحدة وطنية
-
من يحكم ؟
المزيد.....
-
جين من فرقة -BTS- شارك في حمل شعلة أولمبياد باريس 2024
-
العثور على أندر سلالات الحيتان في العالم
-
الجمهوريون يرشحون ترامب رسميا لخوض الانتخابات والأخير يختار
...
-
ليبرمان: نتنياهو يعتزم حل الكنيست في وقت مبكر من نوفمبر
-
هل تنهي أوروبا أزمة أوكرانيا دون واشنطن؟
-
موسكو: لا يوجد أي تهديد كيميائي لأوكرانيا من قبل روسيا
-
الولايات المتحدة تؤيد دعوة روسيا لحضور -قمة السلام المقبلة-
...
-
غروزني.. منتدى القوقاز الاستثماري
-
شاهد.. احتفالات زفاف العام الفاخرة لابن أغنى رجل في آسيا تتو
...
-
انتعاش الموسم السياحي في تونس
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|