|
إتفاق السلام بين حركة طالبان وإدارة الرئيس ترمب / يقلب الطاولة ويعمق الخلاف الداخلي ..
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6614 - 2020 / 7 / 9 - 14:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ بالبطع حصيلة الحرب في أفغانستان كانت مزيجاً ناجحاً وفاشلاً وجديراً بالتأمل ، مع ذلك فإن الحرب تكللت بإمرام إتفاق مع أقوى جهة في أفغانستان ، وبعيداً عن العلمية الشهيرة لتنظيم القاعدة في نيويورك وواشنطن 9/11 ، التى صنفت بالأعلى في تخطي جدار الأمني للولايات المتحدة الأمريكية وايضاً بحجم الأرواح التى سقطت دفعة واحدة ، كان البنتاغون على دراية كافية وايضاً من خلال مشاركته مع الأفغان والعرب في قتال السوفيات ، بأن هذه المجاميع سينبت عنها كيان من المستحيل أن يهدأ ، بل كانت الولايات المتحدة على قناعة تامة بأن المشروع الجهادي سيتحول إلى عالمي ، في المقابل ايضاً إيران ، كانت ومازالت تتخوف من المشروع الجهادي السلفي وبالتالي تعاونت في محطات متعددة مع البنتاغون ووكالة الاستخبارات CIA من أجل تفكيك الحركة من جهة ، ومن جانب آخر ، اجتهدت على تشتيت التحالف السني العربي / السني الأفغاني الباكستاني الذي كان يشكل قوة ضاربة في منطقة تعتبر قلب القارة الآسيوية ( غرب اسيا واسيا الوسطى ) .
تماماً كما تحالفا الإيراني والأمريكي معاً أثناء إنقلاب الأمريكان على حليفهم السابق ، الجهادية السنية ، تحالفا ايضاً في العراق نتيجة تخوفات مشتركة من تمدد حركة طالبان والقاعدة في العراق ، لكن كانت النتيجة واحدة ، صحيح أن تحالفهما أنهى طموح صدام حسين ، الرئيس العربي المعدوم ، في سيطرته على المنطقة ، وايضاً أخروا مشروع تنظيم القاعدة بالتمدد ، لكن في المقابل ، تمدد الحرس الثوري الذي يقوده الفكر الملالي من مدينة قم ، بالطبع الأمريكيين لم يكون يجهلون ابداً طموح شيعة الحوزات بالسيطرة على المنطقة ، لكن وضعوه بالطموح الأقل خطورة ، وبالتالي لا يغيب ايضاً عنهم بأن طريق السلام في أفغانستان معقد وشائك وليس بالسهولة التى يظن بها البعض ، لأن في النهاية ، الحرب التى دامت 18 عام ومازال نيرانها مشتعلة ، أسست إلى قيام كيانات مختلفة بالعقيدة وبلولاءات ، فمنذ توقيع إتفاق السلام في الدوحة ، نفذت حركة طالبان حتى اليوم 2000 هجوم ضد قوات الرئيس أشرف غني التى ترفض الأولى الاعتراف بالأخير .
وفي جانب آخر هام ، خلاصة الإتفاق يشير بأنه أُبرم بين الأطراف الأفغانية ، لكن بمضامينه الحقيقية وبهذا المعنى ، هو إتفاق يحمل فقط وقف إطلاق النار بين القوات الأمريكية وحركة طالبان وعلى الأخص الجناح العسكري ، وهذا تماماً ما حصل على الأرض ، توقفت الهجمات بإتجاه الأمريكيون وتستمر بشكل واسع بين الأطرف المسلحة ، يطاف إلى كل ذلك ، الخلاف بين المرشحين للرئاسة ، الرئيسيين أشرف غني وعبدالله عبدالله ، اللذين أعلنا بأنهما فازا في الانتخابات الأخيرة والتى كانت نسبة المشاركة الشعبية ضئيلة ومخزية ، لقد شارك في عملية الانتخابات أقل من 1:5 مليون من أصل 9:5 مليون يحق لهم التصويت ، وبالتالي ، إذا كانت أفغانستان تعتبر حلبة صراع بين الجناح العسكري لحركة طالبان وجماعة الأمريكان ، فإن اليوم باتت الحلبة تعج بالمحاربين ، فتنظم داعش بات يشكل وزن ثقيل على الساحة الأفغانية في المقابل لواء الفاطميين الأفغاني ( الشيعي ) الذي يقاتل في سوريا وبدعم إيراني بات ايضاً له وجود مسلح في أفغانستان ، وبالتالي البلد أصبح مهيأ للعودة إلى سنوات التسعينيات من القرن الماضي ، الصراع المذهبي ، فحركة طالبان كانت قد نشأت كرد فعل طبيعي على الحرب الأهلية الدموية وكانت لها الكلمة العليا بعد مذبحة عرقية الهزارة الشيعية ، بل أعدمت تسعة أشخاص من الحرس الثوري الإيراني كانوا يلتحقون في قنصلية ايران في مدينة مزار شريف عام 1998م ، وبالتالي أفغانستان بلد معروف عنه بالبلد الذي ينقل أبناءه البندقية من كتف لآخر ، على سبيل المثال ، كانوا الإيرانيون في عهد الرئيس اوباما ، رأس حربة البنتاغون في تصفية حركة طالبان والحد من عودتها إلى الحكم ، لكن سياسة الرئيس ترمب باتجاه النظام الايران وانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي ، دفع طهران بقعد إتفاق مع حركة طالبان وأصبح الحرس الثوري يمدها بالمال والسلاح ، وبالتالي مسار السلام ليس فقط متعثر بل سيزداد تعثر بعد إنسحاب القوات الأمريكية ، لأن إدارة ترمب بدأت بتقليص مساعداتها المالية لحكومة ( غني ) بالفعل هذا العام خصمت الخارجية من أموال الدعم للحكومة مليار دولار وفي العام القادم ستخصم مليار آخر ، وبالرغم من رغبة جميع الأطراف المتاخمة لحدودافغانستان بسحب واشنطن قواتها ، الهند والصين وإيران وباكستان لكن الرغبة الأمريكية بالإنسحاب تختلف عن رغبة الآخرين ، فالأمريكيون يعرفون ماذا يتنظر البلد من حروب دامية وبالتالي حركة طالبان بتحالفاتها التاريخية تشكل تهديداً حقيقياً في المنطقة بالطبع إذا ما سمح الأمريكي بذلك .
كما هو معروف وباقتضاب يقتضيه المقام هنا ، تطالب حركة طالبان بخروج جميع القوى الأجنبية من على الأراضي الأفغانية والكف عن دعم الأطراف الأفغانية بالمال والسلاح ، فاليوم استطاعت إبرام اتفاق بينها وبين الولايات المتحدة ، لكن الجهات الآخرى التى لديها مطامع في الجغرافيا وايضاً تتشابك مصالحها مع مصالح قوى داخلية ، من الصعب أن يسلموا لحركة طالبان بانتصارها ، لأن باختصار كما ايران لديها مشروع توسعي في المنطقة ، ايضاً حركة طالبان لديها مشروعها التوسعي والمضاد ، بل قواعده أوسع وأشرس وينتظر الفرصة ، وبالتالي حسب الاحصائيات الأخيرة ، حركة طالبان باتت تسيطر على 39٪ من مجمل الأراضي الأفغانية رغم شحة مصادرها المالية والنقص الحاد بالخدمات ، كانت الإدارة الأمريكية قبل عام تجري عمليات إحصائية للأراضي التى تسيطر عليها بشكل دوري ، لكن مع تمدد المتسارع للحركة ، توقفت عن ذلك ، إذن حيثيات الإتفاق تشير إلى أن الولايات المتحدة وحركة طالبان لم يوقعا فقط إتفاق وقف إطلاق نار ، بل أعادا علاقة الماضي . والسلام
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ولاية الفقيه بين الصمت المطبق للضربات العسكرية ونشر السموم .
...
-
من رحم الاستخبارات إلى عرش القياصرة ...
-
المقدم السابق أبو أحمد علي رئيس مجلس الوزراء الحالي ...
-
جيش بلا لحمة وشعب بلا خبز ...
-
التوازن بين الواقع والحلم ...
-
قنبلة أثيوبيا النومئية ...
-
أسرلّت الضفة الغربية ...
-
الموت مرتين / ما فائدة الرأس فوق الماء ...
-
أبراج المعرفة وأبراج المعلومة ...
-
الليرتان شتشهدان مزيد من الإنهيار / ترقبوا ...
-
نجاحهما سيرسم لنجاحات مستقبلية والعكس صحيح ...
-
إذا كان قذف المؤمنات حرام / فكيف إذا كانت المقذوفة أم المؤمن
...
-
تحالف المصالح / لبنان نموذج لأرض لم تشهد استقلالاً حقيقياً .
-
كيف تحول الأقصى من قيمة إلى ثمن ، يقدر ب 50 مليار دولار ...
-
همجية الذباب وهمجية الإنسان ، معارك طاحنة على من هو أكثر همج
...
-
نتنياهو العاقل وروهان المجنون ...
-
إنتاجات حداثة الماضي تتشابه مع إنتاجاتها اليوم ، الفردية وال
...
-
مفهوم الفردانية المطلقة والفرد في الأمة ...
-
مروان صباح / سويسرا الشريك الفعلي لكل هارب من الضربية وسارق
...
-
محمد رمضان يعيد المشاهد العربي إلى الشاشة المصرية ...
المزيد.....
-
بايدن يعترف باستخدام كلمة -خاطئة- بشأن ترامب
-
الجيش الاسرائيلي: رشقات صاروخية من لبنان اجتازت الحدود نحو
...
-
ليبيا.. اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في سرت (صور)
-
صحيفة هنغارية: التقارير المتداولة حول محاولة اغتيال أوربان م
...
-
نتنياهو متحدثا عن محاولة اغتيال ترامب: أخشى أن يحدث مثله في
...
-
بايدن وترامب.. من القصف المتبادل للوحدة
-
الجيش الروسي يدمر المدفعية البريطانية ذاتية الدفع -إيه أس 90
...
-
-اختراق شارع فيصل-.. بداية حراك شعبي في مصر أم حالة غضب فردي
...
-
بعد إطلاق النار على ترامب.. بايدن يوضح ما قصده في -بؤرة الهد
...
-
ترامب يختار السيناتور جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|