أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - رئيس من متحف العنصرية القديم














المزيد.....

رئيس من متحف العنصرية القديم


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 6609 - 2020 / 7 / 3 - 00:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعله بالفعل رئيس قادم من متحف العنصرية القديم، فلم تكن إقالة المدعي العام الفيدرالي في مانهاتن جيفري بيرمان، ولا صدور كتاب جون بولتون هو ما أجج الانتقادات الواسعة لدونالد ترامب فى عدم أهليته للقيادة، إذ ماتزال الولايات المتحدة الأمريكية تشتعل بالثورة والاحتجاج والغضب، ومافتئ دونالد ترامب فى كل تصرفاته وتصريحاته يشعل فتيل الأزمة بكل رعونة وغباء وعنصرية وصلف. فى مساء الثلاثاء 9 يونيو تابعنا عبر شاشات CNN من مدينة ريتشموند بولاية فرجينيا كيف حطم المحتجون ضد العنصرية تمثال مستكشف أمريكا كريستوفر كولومبوس بعد إشعال النار فيه، فى إطار موجة ضد تماثيل شخصيات ورموز متهمون بممارسة العنصرية أو تسهيل العبودية، بدأت منذ قرابة شهر من مدينة بريستول في بريطانيا، حيث حطم متظاهرون تمثالا لتاجر العبيد إدوارد كولستون، أحد تجار الرقيق في القرن السابع عشر، ويشار إليه بأنه مسؤول عن نقل عشرات الآلاف من الأشخاص من إفريقيا إلى الأمريكتين. إنه إذن مخزون الغضب التاريخى ضد العنصرية والعبودية والظلم. مخزون لم تنجح فى علاجه وتطبيب جراحه حركات الحقوق المدنية بين عامى 1954 و 1968 ونضالات أبطالها ومنذ إبراهام لنكولن ومارتن لوثر حتى يومنا هذا. ويبدو أن التمييز العنصرى كان ولايزال مكوناً اجتماعياً وإرثاً بدأ مع تأسيس المستوطنة الأمريكية الشمالية الأولى "جيمستاون" في ولاية فيرجينيا عام 1619، بإبادة الهنود الحمر واستعباد البشر. إرث لم يمكن التخلص منه عبر سنوات طويلة من وحشية الشرطة في التعاطي مع الأقليات العرقية، إلى أن أشعل جذوته وفاة رجل أمريكي أسود أعزل، على يد شرطي مارس عنصريته بدم بارد. وهى حادثة متكررة، إذ تظهر بيانات نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" أن 1014 شخصاً من السود قتلوا على يد الشرطة في عام 2019 وحده، وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف من قتلوا من البيض.

بدأت أحداث الغضب فى الخامس والعشرين من مايو، على إثر إنتشار شريط مصوّر مدته عشر دقائق، يظهر شرطياً أبيض يطرح رجلاً أسود على الأرض ضاغطاً بإحدى ركبتيه على عنقه حتى الموت، فيما كان يستغيث مردداً "لا أستطيع أن أتنفس"، اشتعلت الولايات المتحدة الأمريكية بالغضب والثورة، وامتدت المظاهرات إلى معظم المدن الأمريكية، من مينيابوليس حيث قتل "جورج فلويد" إلى لويزفيل وأتلانتا وجورجيا وواشنطون ونيويورك وكاليفورنيا وكولورادو، وأربعين مدينة أخرى فرض عليها حظر التجول، وخرج دونالد ترامب ليصب الزيت فوق النار المشتعلة، ناعتاً المتظاهرين بالرعاع والحرامية وقطاع الطرق، وهددهم بالكلاب المتوحشة وإطلاق النار ما أجج الاحتجاجات التى طالت أصداءها ضمير الملايين فى معظم العواصم، فانتشرت المظاهرات الغاضبة من لندن إلى أوكلاند وبريستول وأمستردام وباريس وبرلين وسيدنى ومئات المدن حول العالم تندد بالعنصرية وإضطهاد السود، وتطالب بالعدالة فى مواجهة رئيس توشح بالعنصرية والاستبداد وعدم المسئولية والكذب.
كان فلويد "46 عاماً" يعمل حارساً في أحد مطاعم المدينة، وأوقفته الشرطة خلال بحثهم عن مشتبه به في عملية تزوير. كان فلويد قد دفع عشرين دولاراً مقابل مشتريات من "سوبرماركت" يملكه "محمود أبو ميالة" الفلسطينى الأصل الذى شكك فى صحة الدولارات وأبلغ الشرطة التى حضرت على الفور لتحدث الكارثة، ويموت الرجل، وتشتعل أمريكا ويحترق السوبرماركت ليتضح بعد ذلك أن الدولارات لم تكن مزورة.
ويالها من مفارقة، حيث عشرين دولاراً كادت أن تحرق مئات المليارات التى سطى عليها وصادرها ونهبها ترامب وسابقوه من موارد شعوب مقهورة ودول صاغرة خضعت للابتزاز والصلف الرئاسى الأمريكى المتعجرف. عشرون دولاراً نالت من هيبة الرئاسة الأمريكية وقيم الحرية والعدالة التى صدعوا بها العالم وابتزوه، وكادت تسقط رئيساً اتصف بالغباء والعشوائية والعدوانية والكذب، على حد وصف الأمريكيين له.
رئيس استحوذ على سخرية العالم حين خرج يبرر عنف الشرطة حين أوقعوا مسناً أعزل -75 عاماً- فى مدينة بافالو بنيويورك، ما أثار حنق الأمريكيين واستيائهم.
فى الواشنطون بوست 2 يونيو كتب "إيشان ثارور و روبى ميللين" مقالاً يتساءلون فيه "هل حان الوقت لنعت ترامب بالفاشل أو الفاشى؟. كما نشرت الواشنطون بوست هذا الأسبوع أيضاً دراسة عن أكاذيب ترامب التى بلغت الآلاف، بمعدل 22 كذبة يومية منذ دخوله البيت الأبيض يناير 2017. وتستمر الحرائق التى يؤججها ترامب يوماً بعد يوم بتصرفات غير مسئولة ولا تليق برئيس، أى رئيس. لقد أهان أمريكا بالعنصرية والابتزاز والرعونة والكذب. زرع الريح واليوم يحصد العاصفة.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -فن المسافات- بين فلسفة التراث والمعاصرة
- من قبيل -البيداجوجى-
- ترامب: أسوأ الخيارات للبيت الأبيض -بالإيمان يمكنك أن ترى الأ ...
- عندما يُسَخر الرئيس كل مقدرات الدولة لمصالحه الشخصية
- كورونا: موت النظرية والإنسان الصغير
- هل -كورونا- حرب صينية أمريكية؟
- محمود درويش: وكم نمشى إلى المعنى .. ولا نصلُ
- أزمة سد النهضة: رؤية الأحزاب والخبراء
- المجتمع المصرى والسياسة: مشاهد تنذر بالخطر
- إعادة هندسة النخبة والجماهير
- إن السفينة لا تجرى على اليبس
- التنوير ومؤسساتنا الثقافية الغائبة
- تناقضات عالم أضحى غابة: حكاية الدب الذى صار أرنباً
- صناعة الوعى فى مقابل التجريف الثقافى
- الأحزاب وصناعة الوعى والتغيير
- ضربة هيكلية أسقطت الهيبة الأمريكية
- السيد محافظ القاهرة: هل تسمعنا؟
- مساحة للأحزاب والسياسة
- باغت الأشياء ودع الأسباب تأتى لاحقاً
- زهراء المعادى: هل من نهاية للفوضى والمخالفات؟


المزيد.....




- ترامب يختار سناتور أوهايو جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس في ال ...
- ترامب يحصل على أصوات كافية ليصبح مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة ...
- زفاف أمباني -الحدث الأكبر على الكوكب- ونهاية مؤثرة لمحاكمة ب ...
- كيف تفاعل السوريون مع رابع انتخابات برلمانية تشهدها البلاد م ...
- -جثث مقطعة ومحترقة ملقاة على الأرض-: نحو 80 قتيلاً فلسطينياً ...
- بطولتان مثيرتان للطائرات الورقية وركوب الأمواج في ساليناس بج ...
- جاؤوا لحضور مباراة كأس أمم أوروبا فكان الموت بانتظارهم.. مقت ...
- محاولة اغتيال ترامب.. هل بمقدور أمريكا تجنب العنف السياسي؟
- عقوبات أوروبية على -مستوطنين متطرفين- وكيانات إسرائيلية
- أرمينيا.. انطلاق مناورات -إيغل بارتنر 2024- بالشراكة مع الول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - رئيس من متحف العنصرية القديم