أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - عراق بين جيلين...














المزيد.....

عراق بين جيلين...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 6601 - 2020 / 6 / 24 - 20:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1 ـــ لا نعلم ان كانت الأحزاب الشيعية, التي تشكلت لنا, نحن ابناء الجنوب والوسط, جهلاً وفقراً واذلالاً, كانت حصتنا من عنف الأسلام السياسي, ام اننا ذهبنا بعيداً, في استحسان عبوديتنا للمؤلهين بالمظاهر والألقاب؟؟, وما هذه القوة الغرائبية, التي تجعلنا نشتاق بؤس واقعنا, ونحنُّ الى فصول موتنا المؤجل, فاقدين رشدنا في مهرجانات نؤديها في حضرة الجلاد, نفاخر في انكساراتنا وتآكل ادميتنا, ثم نهتف للسياف منتصر علينا, ونعتبر عبوديتة للآخر تقية جهادية ؟؟, الأسئلة التي تؤرق مصيرنا, لا وقت لنا للأجابة عليها, حتى التاريخ الذي يغلفنا بكلس الأحتيال والتغبية, جعلنا نتخذ من عفونة مضمونه, شفاعة لنا عن معصيات لم نرتكبها, وان قالت لنا الأجيال الفتية, اننا تعساء مغفلين وعلينا ان نستيقظ على نهارات سعيدة, لكننا نخاف ان نفقد نعاسنا المريح ونطالبهم, ان يتركونا على بركة الله نيام سعداء.
2 ـــ لا نفكر وربما لا نريد ان نتحرر من نومنا القديم, حتى لا نرى حقيقة الوسيط, من خلف مظاهره والقابه, ثم نتمرد (لا سامح الله), على غرابة سلوكه وعبثية سطوته, او نخلعه عبئاً على واقعنا, او نكسر قوة العادة فينا, ونخرج افواجاً من قاطرة التخريف, ونتركه وحيداً بلا نحن, يجتر ماضيه على قارعة حاضر يحتضر, وهذا لا نريده ونخشى ان تتكسر احلامنا الجميلة, في جنّات لنا فيها ما حُرمنا منه في الدنيا, عقار مريح فيه من الحسان وفائض الغلمان, لا تنقطع فيه الكهرباء, وفيه ما يكفي من الماء الصالح للشرب, وخدمات كما تتوفر في مقابر الأحياء, وبعد نوبات سادية ماجنة, نستيقظ على اذان الفجر, متكاسلون منهكون ذاهبون لتجديد البيعة, على عذابات نهار جديد, واكثر ما نخشاه, هتاف يكرره اولادنا واحفادنا "نريد وطن فيه لنا حرية وكرامة, لا نرى فيه وسيط يشرعن عبوديتنا ويؤبد قسمة تعاستنا".
3 ـــ تلك الهتافات الشابة المغموسة بالمصداقية والحماسة, تشعل في عتمتنا شموع الحقيقة, وتهتك قدسية ما جبلنا عليه, واكتسب فينا قوة الأدمان على التشريع الذي لا فكاك لنا منه, او ربما تمزق رداء ظلمتنا, او تعرض عقائدنا لأخطار الضوء, فيختنق بعضنا بالشك ويهدد قلاع عتمتنا يقين فجر مبتسم, وبعضنا الآخر يتقوقع داخل محارة غيبوبته, بأنتظار ما ستقوله وترشدنا اليه, آلهاتنا العظام في خطبة جمعتها, اولادنا احفادنا يرطنون هتافات لم نألفها, انهم "يريدون وطن" ولا نعرف لماذا, ويريدون تعليم وعمل وحرية وعيش كريم, وغيرها من الأشياء الكافرة, من خارج جدار الشريعة, لا تحظى برضى مراجع, وحدها تتحكم بصمام الأمان.
4 ـــ اشكالية بين جيلين, تمزقهما تشطرهما الى عالمين, قديمهما مشدود لماضيه بحبال التشريع, التي اكتسبت قوة التكرار وعادة الأيمان, جديدهما مسكوناً بحاضره والمستقبل, مع التقادم يفقد التشابه ضرورته, وكل يصبح غريباً في ذات الآخر, قديمهما اتخذ من منابر العتمة, اقامة ملزمة لأجترار بلادته, بعيداً عن صدمة الوعي الجديد, يستهلك ما تبقى له من شراسة النفس الأخير, جديدهما المشبع بكل ما للحياة من فضائل, اتخذ من فضاءات الضوء في ساحات التحرير, مختبراً لأنتاج الوعي الجديد, ومنصة حاضر للأنطلاق, الى مستقبل في الأنتظار, وفي حالة من التراكم الكمي والنوعي, يعبد الطريق الى لحظة الحقيقة, وقد تتأخر لحظة الأشتعال, لاسباب غير محسوبة, كـ "جائحة كورونا" مثلاً, لكن التغيير لا يتوقف عن اكتساب حتميته, من تحت ثقل التراكم, وهنا قد يتأخر فعل الولادة, لا كما يظن نهايته اغبياء الأعاقة, انه العراق الذي لا تمسك عنقه, قبضة دلال ومرتزق عميل.
24 / 06 / 2020


عراق بين جيلين.docx



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسافرون بلا سفر...
- المستنقع الحكومي...
- الكاظمي: لا تكن مثلهم...
- سيكتبهم التاريخ...
- الكاظمي: جسراً للعبور...
- واعتصموا بحبل الشهيد...
- رسالة سيئة الحظ...
- ألأرض تتكلم عراقي...
- لا تقبلوا بغير العراق...
- من اين لكم هذا؟؟؟
- الشهداء عائدون...
- الجوع يثأر للشهيد...
- لا شرف مع العمالة...
- مثلث الموت العراقي...
- ما بعد الكورونا...
- فوگ ضيم الله الكرونا!!!
- الله يبكي العراق...
- ديمقراطية بالذخيرة الحية...
- حكومات البيض الفاسد...
- نريده عراق...


المزيد.....




- ترامب يختار سناتور أوهايو جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس في ال ...
- ترامب يحصل على أصوات كافية ليصبح مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة ...
- زفاف أمباني -الحدث الأكبر على الكوكب- ونهاية مؤثرة لمحاكمة ب ...
- كيف تفاعل السوريون مع رابع انتخابات برلمانية تشهدها البلاد م ...
- -جثث مقطعة ومحترقة ملقاة على الأرض-: نحو 80 قتيلاً فلسطينياً ...
- بطولتان مثيرتان للطائرات الورقية وركوب الأمواج في ساليناس بج ...
- جاؤوا لحضور مباراة كأس أمم أوروبا فكان الموت بانتظارهم.. مقت ...
- محاولة اغتيال ترامب.. هل بمقدور أمريكا تجنب العنف السياسي؟
- عقوبات أوروبية على -مستوطنين متطرفين- وكيانات إسرائيلية
- أرمينيا.. انطلاق مناورات -إيغل بارتنر 2024- بالشراكة مع الول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - عراق بين جيلين...