أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فوزي النوري - المجتمع السياسي في تونس














المزيد.....

المجتمع السياسي في تونس


فوزي النوري
مناضل يساري تونسي

(Ennouri Fawzi)


الحوار المتمدن-العدد: 6582 - 2020 / 6 / 3 - 03:34
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تتجّه الأوضاع نحو مزيد من التعفّن بعد أن ساهمت الحكومات المتعاقبة في تعميق القائم من الأزمات و وفّرت تربة خصبة لظهور معضلات جديدة خاصّة فيما هوّ اجتماعي ممّا يلقي بالمسؤولية على المجتمع السياسي "وحده لا شريك له".
في اعتقادي هنالك مجتمع سياسي شكلي بمعنى أنّ هنالك تنظيمات قائمة و تأطير قانوني و عمليّة انتخابية ... و لكن لا وجود لفعل سياسي بالمعنى العلمي للكلمة.
هنالك كيانات سياسية هجينة تطرح عناوين كبرى متناثرة على امتداد كامل المجال القيمي يمينا أو يسارا.
فتكون القيم التي يتأسّس عليها التنظيم أشبه بالديماغوجيا في اطار سوسيولوجيا حزبية تحوم حول الطائفية و ثقافة الزعيم .
قد أختلف مع البعض في اعتبار هذه الأحزاب معزولة عن الوسط الاجتماعي الذي تربّت داخله و أعتبر هذه التنظيمات امتدادا طبيعيّا للنسيج الاجتماعي بكلّ تمزّقه و سلبياته و هذه البؤر المنتشرة داخل النسيج الاجتماعي لا تبلغ مداها الاّ حينما تتحوّل الى ظاهرة سياسية سواءا كانت خطابا أو ممارسة.
العمل السياسي لا يتحقّق خارج احدى المنظومتين (يمين/يسار) و كلا المنظومتين لا يمكن اختراقها لأنّهما يتأسّسان على بناء نظري متماسك و كلّ يتأسّس لا فقط كمعادل موضوعي للآخر بل كنقيض بأتمّ معنى الكلمة .
هذه المنظومات تختزل ورائها نسيجا نظريا كاملا اقتصاديّا و اجتماعيا و سياسيا و ثقافيا .
في تونس التنظيمات السياسية تعوّل على تدنّي الوعي الجماعي و ارث الديكتاتورية و تتقدّم بأطروحات من خارج المنظومتين أو من داخلهما تصل حدّ التناقض من ذلك أنّ رئيس الحكومة الجبالي استشهد في ندوة صحفية بمقولة في عمق الماركسية التي تهدف الى اقتلاع الاحزاب الدينية لا فقط من جذورها بل بجذورها.
لكي لا نطيل عندما تقرأ العناوين الكبرى و التي لطالما اكتفت بها هذه الاحزاب نستنتج أنّها لا يمكن أن تكون حاملة لمشاريع حقيقية لأنّ المسألة استحالة نظريّة وهي تحمل " جرثومة سقوطها في ذاتها" لأنّه في لحظة التأسيس تتخلّى هذه التنظيمات عن الأسس النظريّة التي تمثّل الرافد الموضوعي الذي تتحدّد من خلاله المسارات و الوجهة و المضامين و تبحث عن تعويم الخطاب لتوسيع القاعدة التي تتجه اليها .
هذا حال أغلب التنظيمات التي تعتبر نفسها وسطية و أبرزها الاحزاب الدستورية.
يستثنى من هذه القاعدة اليسار و الاسلام السياسي .
بالنسبة لليسار فهو يعاني معيقات أخرى لا علاقة لها بما ذكرنا سابقا و عموما يمكن تلخيصها في الستالينية على المستوى التنظيم و غياب مراجعات في العمق تأخذ بعين التحوّلات الكبرى و التحرّر من البحث عن لعب دور احتجاجي أو موقع يسمح لها بأن تكون قوّة ظغط أو تعديل و في المحصّلة يبقى لليسار مشروعا واضح المعالم من داخل منظومته التي ولد من رحمها و ان كان أداءه يحمل بصمة الارادوية التي لا علاقة لها بالماركسية جملة و تفصيلا.
الاسلام السياسي لا يمكن تصنيفه الى جانب التنظيمات السياسية أو التعبيرات السياسية لأنّ الظاهرة السياسية هيّ نسبية ترتبط بالبنى الاجتماعية و الاقتصادية في ظرفية تاريخية ما في حين أنّ المرجعيّة العقائديّة أو الاستناد الى المطلق تكسر هذه القاعدة و تتجه نحو تطويع المعطى الاجتماعي الثقافي لقاعدة ثابتة وهي المعتقد نفسه. من الناحية التنظيمية فهي تنظيمات مفيوزية بامتياز تشتغل ضد مفهوم الدّولة الحديثة و ضد مبدأ سيادة الدّول و تتبنّى العنف كإحدى الخيارات الكبرى لتحقيق أهداف ميتا- سياسية



#فوزي_النوري (هاشتاغ)       Ennouri_Fawzi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكي تقرع الاجراس
- اليسار و المغالطات الكبرى


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فوزي النوري - المجتمع السياسي في تونس