أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير الأمير - نظرية المؤامرة أم واقع الحياة














المزيد.....

نظرية المؤامرة أم واقع الحياة


سمير الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 6566 - 2020 / 5 / 17 - 23:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى يقينى أنه من نافلة القول أن الماركسية مازالت قادرة على قراءة الواقع السياسى قراءة اقتصادية واجتماعية صادقة كونها عبارة عن اكتشاف لقوانين مادية تعمل فى الواقع وليست مجرد تصورات عنه تسعى للتحقق فيه بشكل متعسف كما يتهمها البعض ومن المهم التأكيد هنا على أن تلك القوانين كانت وستبقى موجودة قبل كارل ماركس نفسه، ومن ثم ليس غريباً أبداً أن نرى مفكرى الرأسمالية نفسها الذين ينشغلون بإطالة أمد الرأسمالية وبالتنظير لها باعتبارها نهاية التاريخ، أقول ليس غريباً أن نكتشف أنهم يستخدمون التحليل الماركسى فى قراءة الواقع من أجل العمل على تأجيل و تمييع و تزييف قوانين الصراع و من المفترض أن لا يثير ذلك دهشتنا، إذ أن ذلك يشبه تماماً تصرفنا البسيط حين تهب الرياح الشديدة فنعمد إلى ارتداء الملابس الثقيلة وإغلاق النوافذ وهكذا يتصرف النظام "الجديد"- لاحظ معى كلمة الجديد- فهو يسعى إلى التحصن ضد رياح التغيير التى تهب بشكل مستقل عن إرادته من هنا تبرز فكرة "نظرية المؤامرة" التى أصبحت تهمة يتهرب منها المفكرون والمحللون وكأنها العار والشنار بينما هى فى الحقيقة ليست سوى إدراك حقيقة أن هناك ما يسمى" بالخطة المضادة"Counter Plan لقوى الاستغلال الرأسمالى من أجل الالتفاف على قوانين الصراع التى تعمل مستقلة عن إرادة الأطراف كونها ناتجة عن تناقضات الواقع الاقتصادى والاجتماعى فى بلد معين وفى فترة تاريخية معينة،
وربما يتبادر للذهن هنا سؤال منطقى فحواه" إن كانت قوانين الصراع تعمل بشكل حتمى فما الداعى هنا للكفاح من أجل أهداف سوف تتحقق بشكل أوتوماتيكى؟، والإجابة هنا هى أن دور المفكرين أنصار التغيير الاجتماعى هو نشر الوعى بتلك القوانين بين جمهور الناس وبالتالى يصبح موقف منظرى الوضع الراهن موقفاً مفهوماً من حيث الأهداف والدوافع التى ليست سوى التآمر من أجل تزييف هذا الوعى من خلال التأكيد على ضرورة الاستقرار من أجل التنمية التى لا تحدث أبدا ، أو من أجل معركة ليس هناك أدنى دليل على وجودها ويرتبط بذلك أيضا التآمر على الوجدان وتخريبه بهدف تخويف الناس من المستقبل بحجة أنه قد يأتى بالأسوأ ومن هنا تسود مقولات مثل" اللى نعرفه أحسن من اللى ما نعرفوش" ويبرز هنا أيضاً دور الإعلام الذى يتبنى إثارة قضايا تصرف الناس عن جوهر صراعهم مع مستغليهم فيسلط على وجدانهم مشايخ الفضائيات من الدعاة الجدد لكى يصبح جل اهتمام المقهورين التخلص من الشعور بالذنب الذى يستتبع شعورهم بالتقصير فى العبادات والنوافل وشعورهم بالخجل من أنفسهم لأنهم قد استمعوا فى ماضيهم إلى أغانى عبد الحليم حافظ وشادية!! أو لأنهم شاهدوا فى حاضرهم فيلم " حين ميسرة"لخالد يوسف!!
إن هؤلاء الذين يخوفننا من نظرية المؤامرة هم متآمرون أيضا يسعون إلى نفس الهدف الذى تعمل من أجله قوى الاستغلال وسفك العرق والدماء ومما يؤسف له أن هؤلاء قد استطاعوا فى الآونة الأخيرة أن يجعلوا مفكرين كبار يتخلون عن مواقفهم الصحيحة ليبرؤوا أنفسهم من تهمة الإيمان بنظرية المؤامرة،
أليس من السذاجة بل من العته أن نصدق أن أمريكا مثلاً كانت تعنى ما تقول حين بررت احتلالها للعراق بأنها تؤمن العالم من شرور أسلحة الدمار الشامل وتحرر الشعب العراقى من الدكتاتورية ؟ أو أن إسرائيل لا يزعجها أن تصبح مصر دولة قوية قادرة على ممارسة تأثير ونفوذ إقليمى؟، أو دعنا من هذا وذاك وتعالى نفكر فى أوضاعنا الداخلية كعرب- كيف يمكن أن نصدق الكلام عن الرخاء بينما تزداد أوضاع العمال والفقراء سوءاً يوماً بعد يوم ويزداد الأغنياء ثروة وتسلطاً وتنتشر مظاهر البذخ والترف والثراء إلى جوار العشوائيات التى تعج بالفقر والجهل والمرض ؟ ماذا يعنى أن تتظاهر الحكومات بزيادة الأجور مدعية أنها تعمل على التخفيف من معاناة الناس بينما هى تضمر فرض ضرائب تلتهم أضعاف قيمة تلك الزيادة؟ كيف يمكن أن نصدق الإعلام العربى الرسمى الذى يشيد بالتقدم على طريق الممارسة الديموقراطية ويتحدث عن الحرية والعدل بينما المواطن العربى يخشى الذهاب لقسم الشرطة للإبلاغ عن سرقة بيته!،
هل أنا بحاجة لأن أعدد مظاهر التآمر الأخرى التى لا يمكن حصرها حتى أؤكد على الفكرة التى مازالت تتسلط على دماغى وهى أن التآمر والتآمر المضاد يسيران حركة الحياة منذ تآمر الشيطان على آدم ليخرجه من الجنة وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، أم ترانى وأنا ابن ثقافتى العربية أعتمد نفس النظرية حين أذكركم بالآية الكريمة من سورة البقرة" قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى حين"
----
المقال نشر فى جريدة القاهرة منذ حوالى عقد ونصف.



#سمير_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية الشعر بين الصمت والإنشاد- الشاعران محمد البرغوثى وعبد ا ...
- صندوق ورنيش- ديوان الشاعر محمد عطو
- ليست النائحة الثكلى كالمستأجرة-
- على عبد العزيز الشاعر التلقائى الجميل
- أكتب نيابة عنى
- هشام السلامونى - هل يموت الذى كان يحيا كأن الحياة أبد؟-
- عصافير هاربة من دق الصفيح الرواية داكنة والحياة متجددة وخضرا ...
- شىء من الأدب.. كثير من النقد
- ظاهرة التسول
- -يوم الثبات الانفعالى أم زمن التشيؤ و تبلد المشاعر- قراءة فى ...
- فصول من سيرة التراب والنمل- تلقائية السرد عند الروائى - حسين ...
- العامية المصرية بين الانفعال والافتعال قراءة فى أشعار محمد ع ...
- هشام السلامونى - جدل الفعل والانفعال-
- في مديح التفاهة
- تلقائية السرد عند الروائى حسين عبد العليم
- البخاري ومسلم و-مويان-
- كفاح المصريين كمتتالية روائية - حوار مع الروائى أحمد صبرى أب ...
- الشاعر حمدى عيد
- رحلة الفتى الدمياطى الذى جاوز الستين..
- ما الذى يجعل الماضى مستمرا


المزيد.....




- ماذا قال نتنياهو عن مصير محمد الضيف بعد غارة خان يونس ومحاول ...
- اكتشاف كهف على القمر قد يكون موطنا للبشر
- الجمهوريون يسمون ترامب مرشحا لهم والأخير يسمى نائبه المنتظر ...
- الحوثيون يعلنون استهداف 3 سفن في البحرين الأحمر والمتوسط (في ...
- لابيد: نتنياهو فاشل جبان يتباكى وليس ضحية التحريض
- مشاهد جديدة توثق أشخاصا خائفين يهربون من مكان إطلاق النار عل ...
- مقتل براء القاطرجي رجل الأعمال المقرب من الأسد في ضربة إسرائ ...
- عملية طعن في باريس قبل أقل من أسبوعين من الألعاب الأولمبية
- لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟ محللان يجيبان
- أبرز المواقف الإسرائيلية المتباينة بشأن مستقبل الوضع في غزة ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير الأمير - نظرية المؤامرة أم واقع الحياة