سعيد العليمى
الحوار المتمدن-العدد: 6307 - 2019 / 8 / 1 - 19:50
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
شهداؤنا
على الحزب الشيوعى المصرى أن ينعى شهيده الأول : ففى الأول من أغسطس ( 1927 ) توفى الرفيق أنطون مارون فى مستشفى السجن بسبب إضرابه عن الطعام . وقد كان للرفيق مارون ، وهو عربى سورى الجنسية ، إهتمام شديد على الدوام بالحركة العمالية المصرية . وبعد الحرب ، حينما بدأت الانتفاضات الكبرى ضد الإمبريالية الإنجليزية فى مصر ، كرس كامل قواه لتنظيم إتحادات العمال ، وقد إنتخبه إتحاد نقابات العمال المصرى الذى كان مرتبطا بالاتحاد العالمى للنقابات سكرتيرا له . وفى نفس الوقت كان الرفيق مارون شديد النشاط فى الحزب الشيوعى . وقد أعتقل الرفيق مارون مع أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعى المصرى . وكان من شأن الفترة الطويلة التى قضاها فى السجن إنتظارا للمحاكمة ، والمعاملة السيئة التى نالت السجناء السياسيين أن دمرت صحته إلى حد انه وخلال المحاكمة التى جرت فى سبتمبر العام الماضى شهد الأطباء بأنه لايقوى على حضور الجلسات . وبرغم هذا حكم عليه بالأشغال الشاقة لمدة ثلاث سنوات . وبمجرد أن حكم عليه كان الرفيق مارون مضطرا ومعه الشيوعيين الآخرين المحكوم عليهم ، الى أن يقوموا بإضراب طويل عن الطعام حتى يحققوا شيئا يقارب المعاملة الانسانية . وقد ضاعف هذا من متاعبه الصحية . ورغم ذلك فقد رفض الرفيق مارون بإباء عرض الملك فؤاد بأن يمنحه " عفوا " وآثر ان يشارك رفاقه الآخرين المحكوم عليهم مصيرهم . وسعت ادارة السجن لأن تنتقم منه بسبب موقفه المتشدد ، فجرى تعريضه لصنوف الاضطهادات والعذابات التفصيلية الممكنة ، الأمر الذى أدى به لدخول اضراب عن الطعام مرة أخرى . وظل الرفيق مارون مضربا عن الطعام لمدة ست أسابيع . لم تفعل ادارة السجن شيئا ازاء مطالب المضربين . ولم يصل خبرالإضراب لمسامع الجمهور . وبعد مضى ستة أيام فحسب من وفاة الرفيق مارون نشرت الحكومة نبأ قصيرا بشأن الوقعة .
مرر " الرأى العام المصرى " فى صمت عملية الإغتيال التى قامت بها حكومة الشناقين . ولكن الحركة العمالية الشابة لن تنسي أبدا الموت الإستشهادى للرفيق مارون .
*المصدر : المراسلات الصحفية الأممية – المجلد الخامس – العدد 67 -1927 – اللجنة التنفيذية للأممية الشيوعية .
ترجمة سعيد العليمى
#سعيد_العليمى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟