أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كمال يلدو - لمناسبة يوم الشهيدالشيوعي -وفاءاً للشهيد البطل أثير كوركيس داود عم مرقس















المزيد.....

لمناسبة يوم الشهيدالشيوعي -وفاءاً للشهيد البطل أثير كوركيس داود عم مرقس


كمال يلدو

الحوار المتمدن-العدد: 5786 - 2018 / 2 / 13 - 09:12
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في أحد خطابات الداعية الامريكي لحقوق الانسان القس مارتن لوثر كنج يقول:
كُن شتلة، إن لم تستطع أن تكون شجرة
وكن نجماً، إن لم تستطع أن تكون شمساً، فالنجاح أو الفشل لا يقاس بالحجم، بل قدّم وكُن الأفضل فيما أنتَ عليه !
وهكذا كانت سيرة الشهيد أثير كوركيس داود عم مرقس.
ولد عام 1966 في محافظة الانبار، مدينة حديثة ، رحلت والدته في حادث مرور وهو بعمر ثلاث سنوات. أنهى المرحلتين الابتدائية والثانوية هناك، وبعدأن تم قبوله في الجامعة المستنصرية ، انتقل الى العاصمة بغداد وسكن مع أخويه في مدينة بغداد الجديدة ، منطقة الامين الاولى.
يتذكره (فارس ججو )جيدا ـ وزير العلوم والتكنلوجيا السابق ـ فقد ارتبطا بعلاقة وثيقة رغم الظروف الصعبة التي كان يعيشها المناضلون في عقد الثمانينات، حيث كان فارس يتنقل بين العمل المسلح في منظمة الانصار بكردستان، وبين العمل السري في العاصمة بغداد ويقول في معرض ذكرياته: في اثناء الحرب العراقية الايرانية، كان النظام يسعى بكل الطرق لتجنيد الناس لتلك المحرقة، ومنهم طلبة الجامعات، فقد اقيم معسكر لطلبة الجامعة المستنصرية في العطلة الصيفية عام 1986 في معسكر للجيش الشعبي في الديوانية، وبعد يومين من التحاقه، كان له موقفا واضحاً وجريئاً من تلك الحرب ،ومن فكرة المعسكر والتدريب على السلاح حيث قرر الهروب، وفعلا تمكن من ذلك، والتجأ الى الاهالي هناك الذين قدموا له ولبعض زملائه الحماية من السلطات حتى تمكن من العودة لبغداد سراً . وفي تموز عام 1987 قرر الانضمام لصفوف مناضلي الحزب الشيوعي العراقي، وكان نشطا وجريئاً، ويمضي فارس ججو قائلاً: (كنّا أناوهو وبعض الرفاق) نقوم بتوزيع المنشورات في مناطق وقوف الباصات في شارع فلسطين وكانت تدعو لوقف الحرب الكارثية ، وفي يوم 18 آذار عام 1988 ، أي بعد يومين من قصف حلبجة بالكيمياوي، غطينا مناطق كثيرة في الكرخ والرصافة بالمناشير التي كانت تدين هذه الجريمة وتدعو الجنود والضباط الى التمرد على حكم صدام حسين الدكتاتوري ، وافترقنا في آيار 1988، وفي اثناء تصدينا لمعارك الانفال سيئة الصيت وردتنا برقية تفيد بإعتقال ( الناشط أثير ـ واسمه الحزبي بركان) ، وعلمت ُ في آب من نفس العام بأنه اعتقل لوحده، وعند عودتي الى بغداد يوم 13 كانون ثان 1989، تأكدتُ بأنهم اعتقلوه أثناء توزيعه مناشيرا مناهضة للحكم الدكتاتوري في سوق الدورة في أحد أيام آب 1988.

أما رفيق دربه وصديقه (فريد طوانا) فإنه يحمل للشهيد أثير كثيرا من الذكريات الحلوة، برغم قصر المدة التي امضياها سوية وطبيعة المراقبة من قبل جلاوزة الامن والمخابرات فهو يقول: كان الشهيد أثير ذكياً ومحباً للقراءه وصاحب نظرة ثاقبة، ويحمل عقلاً سياسياً واقتصادياً متميزا. فبالرغم من تفشي الارهاب والقمع والخوف في الشارع آنذاك، إلا انه انكب على دراسة الماركسية وعلومها خاصة وانه كان يدرس في قسم (الادارة والاقتصاد ) في الجامعة، وكان حريصا على رفاقه، حيث كان يقوم بكتابة المحاضرات الثقافية مستخدما (ورق المحاضر الخفيف) ويقوم بتسليمها لنا أثناء اللقاءات، ومن ثم نناقشها في اللقاء التالي، ولم تكن لتفوته اية أزمة اقتصادية تعصف بالنظام الرأسمالي، فقد كان حريصا على تفسيرها لنا وتبسيطها.

أما صديقه الحميم (كامل زومايا)، والذي اقتسم مع الشهيد أثير ايام السجن والزنزانات والمحاكم وحكم الاعدام، فله ذكريات تأبى الايام أن تمحوها ويقول: في يوم 18 تموز 1989 تقدمت كوكبة من مناضلي الحزب الشيوعي العراقي الى ما يسمى ب (محكمة الثورة) التي كانت آنذاك برئاسة الجلاد عواد البندر، وكان تسلسل الشهيد رقم (1)، وطلب المجرم منه إقراراً بأنه مذنب، واعداً اياه بتخفيف الحكم عليه، لكن اجاب الشهيد عليه بأنه: بريئ من التهم الموجهة اليه، وطالب بأن تكون المحكمة عادلة، وأن الافادات المكتوبة قد جرى تدوينها تحت التعذيب الوحشي، وإن كل ما جاء في مطالعة المدعي العام كذب وافتراء ، وهكذا كانت اقوال رفاقه ال (15) المتواجدين في المحكمة ذاك اليوم. وبعد المداولة (المسرحية) بين اعضاء رئاسة المحكمة تم النطق بالحكم على الرفيق (أثير كوركيس) بالاعدام شنقا حتى الموت، وقد هتف بوجههم : الموت للفاشية، والتمجيد بحياة الحزب الشيوعي العراقي مما دفع الحراس الى شد وثاق الشهيد كالوحوش الكاسرة ورميه في سيارة (البوكس) التي نقلتنا بعدها الى سجن (ابو غريب) .
في السيارة التي أقلتنا كان جالسا قبالي، ابتسم وقال لي : اكيد سوف نلتقي، من المؤكد ان عمرهم قصير ، وكنتُ أشد على يديه فيما تعالت اصوات الجلاوزة بعدم الحديث .
نقلتنا القافلةالتي كانت محاطة من قبلهم الى قاطع الاعدام في سجن ابوغريب، فنزل الشهيد ليتم استلامه من قبل قاطع الاعدام، فتم العناق بيننا بالرغم من صراخ السفلة بعدم الحديث الى الشهيد، ودعّنا امام باب القاطع وهو يرفع باصبعيه علامة النصر !
ويتذكر فريد طوانا الذي كان معه في السجن وفي تلك اللحظات العصيبة، بأنهم تريثوا بالاعدام وكان مؤملا ان يجري اطلاق سراحنا بعفو رئاسي ، لكنني سمعت بأنهم أعادوا تقديمه الى مديرية أمن الكرخ، وتم تنفيذ حكم الاعدام به في احد ايام تشرين أول عام 1989، وسلمت جثته الى أهله ، الذين قاموا بدفنه في مقابر الكلدان على طريق بعقوبة.
" حينما سلّمت الاجهزة الأمنية جثة الشهيد ، كانت بلا عيون، وإدعوا بأن الشهيد تبرع بعينيه (خضراوتان) الى بنك العيون ....فكيف جرى ذلك؟؟؟قبل الاعدام ام بعده ، ام فقدهما في التعذيب؟؟ اليست هذه جريمة ثانية الى جانب جريمتهم الاساسية في محاكمته واعدامه، مع انه كان معارضا سياسياسلميا لم يحمل سوى منشورات"
**المجد لذكرى الشهيد أثير كوركيس عم مرقس
**مواساتنا لعائلة الشهيد وأحبته وكل من عرفه
** الخزي والعار للقتلة بحزب البعث وجلاوزته وكل المجرمين الذين يسيرون على طريقه
**النصر حتما، حليف نضال الوطنيين وكل القوى الخيرة العراقية
((ملاحظة: اتقدم بجزيل الشكر والامتنان لكل ما قدمه ويقدمة الاعلامي الوطني الاستاذ باسم عم مرقس لتسهيل مهمة كتاباتي عن شهداء تللسقف الابرار ..ولولا مساعدته لكان الامر اصعب بكثير ..دمت لنا استاذ))

شباط 2018



#كمال_يلدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرحة الغامرة بإفتتاح متحف التراث الكلداني العراقي في ديتر ...
- وفاءاً لذكرى الشهيد زهير جرجيس مقدسي
- بارقة أمل في تطلعات الشغيلة الامريكية عشية ألأول من آيار
- سلاماً للقائدة الانصارية فكتوريا يلدا (شيرين ام عصام)
- وفاءاً للشهيد عادل كامل الربيعي
- وفاءاً للشهيد النصير خليل توما متى (سليم مانكيشي)
- وفاءاً للشهيد رياض أحمد صالح
- بعد نصف مليون قراءة، شكراً للحوار المتمدن وشكراً للقراء الكر ...
- وفاءاً للشهيد عابد يوسف مرادو
- سلاماً للقائد الانصاري توما القس (أبو نضال)
- وفاءاً للشهيد صبري الياس حنا دكَالي ( جندو)
- مع الرباع العراقي زهير إيليا منصور، الحائز على لقب أقوى رجل ...
- عن فلم - بيشمركَة مرة اخرى- مع النصير وردا بيلاتي (ملازم أبو ...
- سلاماً للقائد الأنصاري نجيب حنا عتو ( حمه سعيد أبو جنان)
- وفاءاً للشهيد النصير فرانسو ميّا (أبو حسن)
- الطبيبة العراقية مونا حنا عتيشا، تنقذ حياة آلاف الأطفال في ...
- وفاءاً للشهيد حكمت كيكا صادق تومي
- القائد الأنصاري دنخا شمعون البازي (أبو باز)، بعد التحية
- رعاية التلاميذ النازحين في برنامج TEACH
- وفاءاً للشهيد النصير رافد اسحق حنونا (حكمت)


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كمال يلدو - لمناسبة يوم الشهيدالشيوعي -وفاءاً للشهيد البطل أثير كوركيس داود عم مرقس