أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جابر - الشيعة العرب ............. (( فى مواجهة الأزمة )) 1/1















المزيد.....

الشيعة العرب ............. (( فى مواجهة الأزمة )) 1/1


محمود جابر

الحوار المتمدن-العدد: 4771 - 2015 / 4 / 8 - 00:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصراع فى اليمن وعلى اليمن أحد أهم تجليات تلك الازمة؛ ففى بيروت وقبل ثلاثة أعوام وتحديدا منذ الربيع العربى، كان لى حديثا مطولا مع احد الشخصيات الايرانية حول الملف اليمنى.

قلت له ان اطراف الأزمة فى اليمن هم الامريكان والغرب وايران والعرب، وأن جميع الفرقاء متفقين على عدم تفجير الأزمة، ولكن الازمة يمكن ان تكون اكبر من الجميع وتفاجىء الجميع ولا يستطيع ان ان يخرج منها الا خاسرا، حيث ان أزمة اليمن أزمة بنيوية فى صميم الشخصية اليمنية، فطول الحرب فى اليمن والصراع المركب بين القبائل والتيارات السياسية والذى يوشك أن ياخذ بعدا عقائديا اضافة الى النفسية التى ترى الشمال شمالا، والجنوب جنوبا كل هذا يضرب القضية اليمنية من الداخل على مستوى التحالف والصراع .
اضافة الى ان السعودية او مصر او حتى امريكا لن تسمح لكم من الاقتراب او السيطرة على اليمن وربما تكون مصيدة لكم او للجميع .

اتذكر ساعتها انه استمع الى بشغف، والتقينا فى اليوم الثانى وحاول ان يسجل كل ملاحظاتى على اليمن، وسالنى هل الازمة اليمنية سوف تكون اكثر انعكاسا على المنطقة ام الازمة السورية .

وكان جوابى قاطعا ان اليمن يغير الخرائط السياسية وخرائط التموضع والنفوذ وليست سورية، وقبل أن يقاطعنى قلت له موضع الشام على المتوسط لا يتيح فرصة للشام أو (( لسورية)) ان تكون لاعبا وحيدا، وهذا عكس اليمن .

المهم مرت الايام وإذا بتطورات اليمن تفرض نفسها على الجميع فقد سحب الصراع فى اليمن كل الاهتمام من العراق وسورية وليبيا والبحرين ومصر .

المهم ايضا ان الازمة كادت واوشكت وربما تزداد حدة فى ان يتصدرها المشهد الاعتقادى وان الحرب هى حرب مذهبية وطائفية باقتدار ...

فايران (( الاثنى عشرية)) التى تدعم الحوثيين (( الزيدية)) تحاول ان تصدر وتؤكد هذا الانطباع، وبهذا تحاول ايران ان تسخر واحدة من اكبر الاقطار العربية فى خدمة هذه المعركة هذا القطر هو العراق، وهى تفعل ذلك لعدة اعتبارات .

الاول : ان نصيب الشيعة من السلطة هو النصيب الاكبر او الاكثر ظهورا وتصديرا فى الاعلام .

الثانى : الاستفادة من الزخم الشيعى واحراج جميع المراجع فى هذه المعركة وبهذا تضع ايران الجميع معها فى معركتها رغبة او رهبة من الجمهور الشيعى .


الثالث: الاستفادة من تصدير المقدسات الاسلامية فى العراق فى هذا المشهد (( نموذج مظاهرات النجف وكربلاء)) دعما للحوثى .


وربما يسأل سائل: هل الازمة فى اليمن هى ازمة ايرانية وان ايران تقف وراء كل الجرائم والمصائب التى تحدث فى اليمن ؟

الجواب : بالطبع لا فأزمة اليمن هى انعكاس لازمة العرب بشكل عام، وهى انعكاس لطبيعة العلاقة بينها وبين جارتها السعودية بشكل خاص، وثالثا انعكاس لأهمية اليمن وعدم قدرة اليمن على ادراك تلك الاهمية والاطلاع بها .

بيد ان كل هذا الامر لا يعنينى هنا، ولا اناقش ازمة اليمن فى الاساس ولكن، المقال معنى ببحث أزمة الشيعة بشكل عام، وأزمة الشيعة العرب بشكل خاص .

بين المذهب والدولة :

من المعلوم أن اتباع المذهب الشيعى (( الاثنى عشرى)) مثل غيرهم موزعون على اقطار شتى ، هم جزء منها، يتأثرون بأوضاعها، فهم يمثلون الاغلبية فى العراق، والبحرين، وموجودين باكثرية فى الكويت، والعربية السعودية، وفى عمان والامارات فى الشام ولبنان والاردن فى مصر وفلسطين فى السودان وليبيا فى تونس والجزائر والمغرب فى جزر القمر فى الصومال وجيبوتى . وفى الاخير فى اليمن .

والتشيع اصله عربى ومقدساته الاهم فى العراق ( النجف، كربلاء، الكاظمية) ومراجعه وعلمائه عربية خالصة .
بيد ان التشيع العربى لم ينتج مشروعا سياسيا فى العصر الحديث، او ربما كانت اطروحاته لا ترقى الى مستوى المشروع السياسى، وربما ايضا تم اجهاض مشروعى الصدر الاول والثانى على يد نفس الخط الولائى . او بسبب تداخل وتقاطع المشروع السياسى الشيعى مع المشروع السياسى - السنى - الوهابى للاخوان المسلمين على يد حزب الدعوة وان كلا الاثنين اشتركا فى مشروع اممى يغطى مساحة المنطقة العربية والاسلامية وهم فيه شركاء واعداء !!

مشروع الصدريين وثالثهما العلامة مهدى شمس الدين لم يظهروا الا بعد الثورة الاسلامية التى طرحت نموذجا سياسيا وثقافيا ومعرفيا عده المراقبون وتحدث عنه اصحابه باعتباره مشروعا شيعيا خالصا، فاصبح على الجميع ان يكون حارسا او مدافعا او مقاتلا من اجل هذا المشروع (( ولاية الفقيه)) .

وهنا اصبحت العلاقة بين الشيعة العرب وايران علاقة ملتبسة وإن شئت نقول: شديدة الالتباس ولا تأخذ سمتا واحدا، إذ تتراوح -كما ظهرت خاصة في العراق- بين الولاء المطلق دينيا وسياسيا، وبين التحالف مع أعدائها الأميركان، مرورا بعلاقة الصداقة والاستقلالية.

فمن ناحية النظرية المؤسسة للدولة، فليس للشيعة العرب موقف واحد من المبدأ الذي تقوم عليه جمهورية إيران، مبدأ ولاية الفقيه، فمنهم من يؤمن به ومنهم من يرفضه ويقابله بولاية الأمة على نفسها، وهو ما نادى به العلامة مهدي شمس الدين وطوره الرئيس خاتمي إذ نادى بالديمقراطية الإسلامية، بما يفسح المجال أمام أتباع المذهب للاندماج في أوطانهم وتمحيض الولاء لها، ولا يجعلهم ملزمين دينيا بقيادة الولي الفقيه صاحب السلطة العليا في "الجمهورية الإسلامية"، فهم لم يختاروه وإنما كان اختياره وفقا لدستور دولة قومية، فلا يحمل إلزاما لغير مواطنيها على اختلاف دياناتهم، وهو ما يحصر العلاقة في المجال الديني، بمعنى مرجعية الفتوى داخل المذهب، وهي ليست مرجعية واحدة بل متعددة.

ومع وضع هذه النظرية الحاكمة على محك الايمان والكفر والولاء والخيانة اصبح المثقف الشيعي وخاصة التنويري الحقيقي يعيش برنامج حصار ديني في حواضنه يمنعه من طرح قضايا التدليس على الدين بالسياسة او العكس .
حيث استبدل العقل الإسلامي الراشد بمنظومة الخلاص الكبرى التي غيبت شراكة الإنسان والوطن بل رؤية فضاء العالم والتاريخ عبر الطاعة المطلقة للولى الفقيه الذى وضع نفسه وتمركز ثمركز المعصوم فى الذهنية الشيعية، واصبح نقده او نقد المنظومة يعد انحرافا عقائديا او خيانة للمذهب والطائفة .


الخلاف الشيعى الشيعى فى الاقطار العربية بلغ حد إهدر الدماء، كما حدث في لبنان بين ((حزب الله)) و(( وحركة أمل)) ، وفي العراق بين التيار الصدرى وجماعات أخرى وبين سلطة حزب الدعوة والمجلس، فمن التبسيط بمكان اعتبار التشيع السياسي أو الديني شيئا واحدا وكذا الأمر نفسه يصدق على التسنن، فهو متعدد دينا وسياسة، تعددا يصل إلى استباحة الدماء، ففي الجزائر تقاتلت الفصائل المسلحة وانحاز إسلاميون إلى العسكر في القتال ضد جماعات إسلامية أخرى.

وفي العراق لا يزال دم غزير يسفك بين قوى المقاومة والقوى المنخرطة في العلمية السياسية. ومثله في الصومال وأفغانستان.. فمن الخطل حصر التناقضات في الاختلافات المذهبية لتفسير كل صراع في المنطقة، في انصراف عن الأسباب السياسية المصلحية التي كثيرا ما كانت الوقود الحقيقي.

الاطر الحاكمة والمشتبكة فى النجف حتى الان لم تسمح للمراجع ولا للمثقف الشيعى (( العربى)) ان يقفوا فى مواجهة هذه الازمة قبل ان تتسع رتقا على الراتق ويوضح كيف تكون علاقة الشيعى مع دولة الولى الفقيه، وكيف لى ان يلزمنى حكما او رايا من الولى الفقيه الذى ينتخب وفق اطر قومية فى بلد لست من اهلها ولن استفيد من خيرها او لن ضار من ازماتها .

هذه الورقة اضعها افتتاحية للتنبيه على خطر التماهى بين المواطن العربى الشيعى على وجه العموم فى دولة ذات قومية مختلفة تبحث عن نفوذ لها وتتمدد على ارضى، وهذه الازمة قبل ان تطرح او تعيد طرح العلاقة بين الدين والدولة فهى تطرح ماهية الولاء الوطنى وكيف ينظر المواطن العربى الشيعى للولاء فى وطنه وللولى الفقيه فى ايران .



#محمود_جابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملعب الامريكى (( اليمن والنووى )) بين العرب وايران
- غياب العقول وشبح الطائفية فى حرب اليمن
- (( الميليشيات الوقحة)) سامى كليب لا يتجمل ولكنه يكذب
- استقطابات عارمة ............... شيخ الازهر فى الفخ الايرانى ...
- استقطابات عارمة ............... لعبة شد الحبل بين السنة والش ...
- الحوثى وطهران وامريكا ... من يلعب بمن ؟!!
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى حسنى مبارك [ الحلقة الحادية ...
- أمن مصر وباب المندب
- شيعة للبيع 2/2
- هل تصبح طهران حليفا امريكيا ؟!!
- صحفى ..... نيوز --- لاندى
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى حسنى مبارك [ الحلقة الثلاثون ...
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى حسنى مبارك [ الحلقة التاسعة ...
- رفعت سيد احمد .............. ( رسالة بلا نبى) 2/2
- رفعت سيد احمد ( رسالة بلا نبى )
- اشتباكات ..... سقيفة بنى داعش 1/1
- صراع حول غزة .... جنون المشهد
- كيف نحذر ............ الحواض الاجتماعية ................ وال ...
- تقسيم العراق ........................ كلمة السر ( داعش)
- رسالة الى صديق : أنا طائفى ..... والمالكى فاشل


المزيد.....




- -عليّ التوقف للحظة-.. شاهد مذيع أرصاد جوية يتعرض لنوبة هلع ب ...
- الكويت.. تداول فيديو لمواطن مصري يجمع تبرعات دون إذن ووزارة ...
- 28 شخصًا تركوا دون مأوى.. الجرافات الإسرائيلية تواصل هدم الم ...
- الصحة المصرية تكشف حقيقة تأجير 50 مستشفى حكوميا لشركة قطرية ...
- روسيا تطور مركبة جديدة لإطلاق وحدات محطة (ROS) المدارية
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي لجنوب غزة
- نجم هندي خلف القضبان بسبب -وجبة محرمة- (فيديو)
- فرنسا: مقتل طياريْن إثر اصطدام مقاتلتين من طراز -رافال- شرق ...
- كيف بدأ اليأس يتسلل إلى اللوبي المؤيد لإسرائيل في أميركا؟
- حان الوقت لإسكات البنادق.. انطلاق محادثات جنيف بشأن السودان ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جابر - الشيعة العرب ............. (( فى مواجهة الأزمة )) 1/1