أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الصيد الطائفي الثمين














المزيد.....

الصيد الطائفي الثمين


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4567 - 2014 / 9 / 7 - 15:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت تحدثت في أكثر من مقالة حول الضرر الكبير الذي تسببه ردود الأفعال في السياسة, فما دام رد الفعل يساوي الفعل لكن يعاكسه في الإتجاه فمعنى ذلك أن رد الفعل هذا لن يكون النقيض الأخلاقي للفعل وإنما سيكون صورة طبق الأصل له أخلاقيا, أما الفرق الوحيد بين الصورتين فهو أنهما ستكونان معلقتين على جدارين متقابلين في الغرفة عينها.
هذا ما حدث بالضبط . إشتكى (سياسيو الشيعة) من وجود طائفية سنية تاريخية ضدهم, وبدلا من اللجوء إلى تعزيز قيم الدولة الوطنية والنضال من داخلها من أجل تحققيق تغيير شامل, بدلا من ذلك رأينا سياسييهم يلتزمون الحل الطائفي, المعاكس في الإتجاه, ولكن المتساوي في قيمته غير الأخلاقية.
اليوم يعيد سياسيو السنة نفس الحكاية. بدلا من أن يظلوا متمسكين بحل الدولة الوطنية النقيض للطائفية, إذا بهم يقعون في نفس الفخ, حيث بدأت الغلبة تتأكد لصالح السياسيين الطائفيين على حساب تيار الدولة المدنية العلمانية.
الطائفية والطائفية النقيضة هما صورتان مستنسختان من بعضهما , وإن وجودهما على جدارين مختلفين لن يغير من حقيقة أنهما معلقتان في غرفة واحدة..
دعونا من المسألة الوطنية, اي مقدار ما تتسبب به الطائفية لوطن الجميع, ولنتفحص ما تقدمه الطائفية لأهل الطائفة نفسها, سنجد أن لا شيء بإمكان الطائفي ان يقدمه لطائفته سوى مزيد من الإستغفال والتجهيل للصعود على أكتافها ولو تطلب ذلك تقديمها ضحية على هيكل الأطماع. وهكذا فإن الحكم الطائفي يتأسس على مجموعة من السياسين المنافقين والدجالين الذين سيكون من مصلحتهم تهديم المجتمع أخلاقيا لتدعيم ركائز حكم لا مكان للفضيلة والتقدم فيه. وفي نهاية الأمر سيؤدي ذلك إلى تدمير البلد برمته وسيأحذ الجميع حصته من التدمير.
إن ذلك ما كتبنا عنه منذ البداية, قلنا أن الهجوم على الطائفية الشيعية ليس هجوما على طائفة الشيعة بل هو في الحقيقة دفاعا عنهم, وإن عملية الدفاع تلك لا بد وأن تبدأ من خلال الهجوم على مسغفليهم ومستغليهم, وأن ذلك لن يمر إلا من خلال الإطاحة بالمنظومة الثقافية الطائفية نفسها.
ولم تخب تشخياتنا وتبصيراتنا منذ البداية, فالطائفيون الشيعة لم يقدموا لطائفتهم بشكل عام سوى الفقر. لقد حافظوا على موروثه وأضافوا له المكتسب, مثلما هم أغرقوا في تغييب الطائفة عن واقعها وجعلوها ترتمي بشكل أكيد في غيبوبة تاريخية يتم فيها قتل إرادة وثقافة التطلع لغد أفضل وتعويضها عن ذلك ببكائيات لن تنصفهم ولن تنصف الذين يبكون عليهم.
ومنذ البداية قلنا, لنتفق على أن هناك ظلم تعرض له الشيعة على مدار التاريخ, ولكن لنتفق ايضا على الحل الصحيح, وهل يتجلى في فعل وطني يخدم الجميع أم في حل طائفي يخدم سياسييهم على حسابهم.
اليوم يعيد التاريخ نفسه, وهو في ظني قد يفعل ذلك إذا تشابهت الأسباب. على الجهة السنية برز سياسيون كانوا يتحدثون في بداية الأمر عن الوطن العراقي الواحد وعن علمانية الحل ومدنية الدولة البعيدة عن الفقه الطائفي, غير أن الأغلبية منهم بدأت تتحول عن شعاراتها لكي تمشي باقدامها إلى المستنقع الطائفي بعد أن إكتشفت أن الطريق إلى الثروة والسلطة بات يمر حتما من خلال الطائفية. ولسنا نحتاج إلى أكثر من إستعراض ما قدمته الطائفية الشيعية لطائفة الشيعة لكي نعرف ماذا ستقدمه الطائفية السنية لطائفتها.
أما سياسو السنة فهم لا يختلفون عن أقرانهم الشيعة لأنهم مثلهم طماعون جشعون وفاسدون منافقون ومتاجرون بالطائفة ومنتفعون حقيقيون من إستمرار الطائفية. وبتوقيعهم على وثيقة الدولة الطائفية إرتضوا لطائفتهم أن تكون أقلية بالمعنى السياسي وتنازلوا بدورهم عن مفهوم الدولة الوطنية لسياسيين طائفيين من الشيعة كان هذا هو صيدهم التاريخي الثمين



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأخيرا سمعت نباحا
- عزت مصطفى .. الموت نظيفا
- لولا علي لهلك عمر (3)
- قريبا من التاريخ قريبا من السياسة .. لولا علي لهلك عمر (2)
- الوهابية التكفيرية اشد خطر على السنة العراقيين مما هي على ال ...
- والعبادي أيضا دَعْشنوه وسَعْدنوه
- الرهان على البيشمركة
- بين سكين داعش وسيكارة التحالف الوطني
- تغيير المالكي .. أين المشكلة ؟
- هزيمة ما قبل الهزيمة
- في حرب العراق ضد داعش.. هل العراق بحاجة إلى اسلحة متطورة
- خطبة الوداع
- الطبعة العراقية لنظرية المؤامرة
- فؤاد معصوم رئيسا لدولة فاقدة العصمة
- الشيعة والسنة والكورد وحوار حول قدسية الجغرافيا وقدسية الإنس ...
- المكونات والأقليات
- 14 تموز .. ثقافة جلد الذات
- لعلي حينما أعشق
- حينما يكون عدو عدوي .. عدوي
- كركوك, هل ستكون كويت البارزاني


المزيد.....




- بزشكيان: ردنا وصل إلى البيت الأبيض ومستعدون لمفاوضات غير مبا ...
- الشرع يعلن تشكيل حكومة انتقالية- شاملة -وسط تحذيرات أمريكية ...
- بسبب الحرب والفقر.. -فرحة عيد الفطر ناقصة- في غزة واليمن
- استطلاع: استمرار جدل الألمان حول تقنين القنب ولا أغلبية تؤيد ...
- مصر.. أول تعليق من الشركة المالكة لغواصة الغردقة الغارقة
- حميدتي يقر بخسارة الخرطوم ويتوعد بالعودة: -الحرب لم تنته بل ...
- سيارتو ينتقد سياسات الاتحاد الأوروبي تجاه أوكرانيا ويدعو إلى ...
- تونس.. تحذيرات رسمية من حلويات العيد
- أكثر من 80 ألف مسلم يؤدون صلاة عيد الفطر في مسجد موسكو الكبي ...
- شعوب البلدان العربية تستقبل عيد الفطر بين الفرح وترقب المستق ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الصيد الطائفي الثمين