إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 4566 - 2014 / 9 / 6 - 02:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قال محمد اليازغي : "في فجر الاستقلال ، كانت هناك حملة مشحونة ضد حزب الاستقلال، وكان يقف وراءها ولي العهد مولاي الحسن (الملك الحسن الثاني)، معتمدا في ذلك على عبد الكريم الخطيب والمحجوبي أحرضان، وأطلق خلالها على حزب الاستقلال صفة "الحزب المهيمن" متهما إياه بكونه يريد إقامة الحزب الوحيد في المغرب، وهذا لم يكن صحيحا، فقد كانت كل النقاشات التي تتم داخل الحزب تبين اختلاف الآراء، وكان اتخاذ القرارات يجري بشكل ديمقراطي.
وقد سألت المهدي بن بركة، مرة، عن صيغة الحزب الذي يطمح إليه، فأجابني بأن المثال هو حزب المؤتمر في الهند، بمعنى أنه كان ينشد حزبا لديه أغلبية لكنه قابل بالتنوع داخله وبالتعددية الحزبية داخل البلاد. لكن الخصوم كانوا مركزين على إلصاق الاتهامات بالحزب، خصوصا في بداية الاستقلال لما طرح الحزب سؤالا حول كيفية بناء الدولة، حيث كان هناك تعاقد بين محمد الخامس والحزب بخصوص بناء دولة ديمقراطية، فيما كان ولي العهد يرى أن المغرب بحاجة إلى دولة قوية، ليس من اللازم أن تكون ديمقراطية".
بعد الاستقلال، برزت قوى يمينية ملتفة حول ولي العهد تعمل على المحافظة على الواقع السياسي كما ورثناه عن الماضي وعن فترة الاستعمار، والصيغة المطلوبة لبناء دولة الاستقلال بالنسبة إلى هذه القوى اليمينية، التي تحصن داخلها كل المتعاونين مع الحماية والإدارة الاستعمارية، هي أن تجمع المؤسسة الملكية الحكم السلطاني الذي كان في المغرب ما قبل 1912 وسلطة المقيم العام الفرنسي، أي الإدارة العصرية الحديثة المركزية والقوية والتي لا تخضع لأي محاسبة ديمقراطية، وهذا هو ما كان، في البداية، لب الخلاف بين مولاي الحسن وحزب الاستقلال.
ووصلت الحملة الشرسة ضد حزب الاستقلال إلى حد قيام تمرد على غرار ما حصل في تافيلالت على يد عدي وبهي، وفي زمور على يد ابن الميلودي، وفي الريف على يد عبد الكريم الخطيب وأحرضان، وهو تمرد حركته أيادٍ داخلية وأجنبية وكان يهدد الوطن بالتفكك.
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟