أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصي غريب - هوية سورية














المزيد.....

هوية سورية


قصي غريب

الحوار المتمدن-العدد: 4142 - 2013 / 7 / 3 - 22:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إن سورية من حيث الهوية هي دولة عربية إسلامية بحكم الوقائع، وبخاصة منها الثقافية والحضارية، والتي لا يمكن تجاوزها أبداً بالرغبات الذاتية، والميول الأيديولوجية للبعض، واستدعاء شكل دولة بعيدة عن الواقع السوري كجمهورية افلاطون، أو يوتوبيا توماس مور، أو دولة على شاكلة الأنموذج الأميركي، أو البريطاني، أو الفرنسي، أو السويسري، وتطبيقها في سورية لاستحالة وصعوبة ذلك لاختلافات كثيرة جداً يأتي في مقدمتها اختلاف الحالة الثقافية والحضارية، فالدولة الديمقراطية ليست وصفة طبية جاهزة يتم تناولها، فهي لا بد وأن تنسب إلى المكان والزمان، وتمارس في واقع اجتماعي محدد الهوية لاسيما وأن هوية الشخص حقيقته، أو الشيء المشتمل على صفاته الجوهرية التي تميزه عن غيره باعتبارها حزمة من القيم المشتركة، والمعتقدات، والاتجاهات، والقيم، والأدوار، أي لها علاقة أساسية بمعتقدات الفرد ومسلماته الفكرية التي تحدد سمات شخصيته، وأطر سلوكه وتصرفاته، فالهوية تشير إلى من أنت ؟، ومن ثم تستند على مشاعر التضامن والولاء.
ومن هنا لا يمكن أن تكون سورية دولة من دون هوية محددة الملامح، لأنه لا توجد دولة في العالم من دون هوية ثقافية رئيسة سائدة فيها، مع احترام وحماية الثقافات الوطنية الأخرى، ففي الولايات المتحدة الأميركية الثقافة السائدة هي ثقافة الأنجلوسكسون البروتستانت، وفي الصين الشيوعية الثقافة السائدة هي الثقافة الكونفوشيوسية، وفي الهند الثقافة السائدة هي الثقافة الهندوسية، وفي سورية الثقافة السائدة هي الثقافة العربية الإسلامية، ولكن هذا الواقع الحقيقي لا يعتدي على حرمة أحد، ولا يلغي التقدير والاحترام والاعتراف بالثقافات الوطنية السورية الأخرى باعتبارها جزء من التراث الثقافي الوطني، فالحرص والإيمان بهوية سورية العربية الإسلامية، لا يؤثر أبداً على الإيمان الراسخ العميق بالدولة السورية المدنية الديمقراطية لكل السوريين على إختلاف قومياتهم، وأديانهم، ومذاهبهم والقائمة على تطبيق مبدأ المواطنة المستند على : إن لك كامل الحقوق وعليك كامل الواجبات وعلى إدراك قيمة العلم والتعليم، والمساواة، والعدالة الاجتماعية، واحترام حقوق الإنسان، والتعددية الفكرية والسياسية، وتداول السلطة سلمياً، ويُدرس في مدراسها وجامعاتها الشرائع السماوية، والديانات الوضعية، والتاريخ والفكر العربي الإسلامي برمته، وكل الثقافات والحضارات والمدنيات الإنسانية وتاريخها، والنظرية الماركسية والليبرالية، ونظرية داروين وكل الفنون وفي مقدمتها الموسيقى والرسم، وتكون في خدمة مصلحة كل الشعب السوري، وتحافظ على التكامل الوطني وترسخ الاندماج الوطني، ومتلائمة مع القيم والثقافة العربية الإسلامية للمجتمع السوري مع انفتاح وتفاعل وانطلاق على أفكار وتجارب ومتطلبات العصر والحضارة الإنسانية، فالثقافة والحضارة اليابانية العظيمة ازدهرت، لأنها استطاعت أن تأخذ من الثقافة والحضارة الغربية أسمى ما وصلت إليه من التقدم مع محافظتها على تراثها الروحي والفكري.
ولذلك فإن محاولة البعض باسم الديمقراطية والمواطنة تجريد سورية من هويتها وانتمائها العربي الاسلامي نكاية بالقوميين وبالإسلاميين ورد فعل عليهم، أو من موقف أيديولوجي سلبي معاد للعروبة والإسلام، وجعلها من دون هوية لا يمكن قبوله، لأنه اعتداء واضح وصريح وصارخ ليس على العروبة السياسية والإسلام السياسي، أو العروبة والإسلام، وإنما على قاعدة عربية عريضة لا يستهان بها أبداً، تشكل العمود الفقري والقلب للشعب السوري، من حقها الشرعي والعادل الحفاظ على هويتها، ومن ثم واجب احترام رأيها من منطلق ديمقراطي.
ومع هذا سيبقى شكل النظام السياسي للدولة السورية المقبلة وهويتها رهناً بإرادة الشعب السوري العظيم من خلال مجلس تأسيسي منتخب عن طريق صناديق الإقتراع.



#قصي_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكل الدولة في سورية الغد
- دفاع عن العروبة : ملاحظات على مراجعة عبد الإله بلقزيز لمفهوم ...
- الحكومة السورية الانتقالية المؤقتة ومهامها الخارجية والداخلي ...
- اتفاق أميركي روسي على إعادة إنتاج الطغاة
- حل الربيع العربي في العراق
- مواصفات المفكر
- سورية دولة غير قابلة للقسمة وهي لكل السوريين
- الثقافة السائدة في سورية هي عربية إسلامية
- الشعب السوري في ظل الحماية الدولية بموجب القرارين الأممين 20 ...
- القتلة في سورية هدفهم الحصانة
- الربيع العربي صناعة شعبية عربية وليس أميركية
- المقاومة الوهمية والممانعة المزيفة
- اعلان مبادئ دستورية لسورية المستقبل
- رئيس خارج عن القانون
- التعاون والتنسيق الأمني والاستخباري بين النظام في سورية والو ...
- قراءة في زيارة السفيرين الأميركي والفرنسي لدى سورية الى مدين ...
- نظام كذاب بامتياز
- فات أوان الحوار الوطني
- في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الأممي السوري سهيل راغب
- في الذكرى السنوية لمؤتمر النقلة النوعية


المزيد.....




- -لم يكن من النوع الذي يجب أن أقلق بشأنه-.. تفاصيل جديدة عن م ...
- نجيب ساويرس يمازح وزيرة التعليم الجديدة بالإمارات: -ممكن تمس ...
- كسرت عادات وتقاليد مدينتها في مصر لترسم طريقها الخاص.. هبة ر ...
- من هو جيه دي فانس الذي اختاره ترامب نائباً له في رحلة ترشحه ...
- حرب غزة: قصف لا يهدأ على وسط القطاع وجنوبه وإصابة جنود ومستو ...
- ألمانيا تحظر مجلة -كومباكت- اليمينية المتطرفة
- مكتب نتنياهو ينفي تلقي إسرائيل رفضا من -حماس- بخصوص مواصلة ا ...
- -حماس- تنفي وجود خطط لعقد اجتماع ثنائي مع -فتح- في بكين
- -روسكومنادزور- تطالب Google برفع الحظر عن أكثر من 200 حساب ع ...
- علاج واعد يوقف الشخير نهائيا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصي غريب - هوية سورية