أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - فانتازيا النص وثقافة الجسد














المزيد.....

فانتازيا النص وثقافة الجسد


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 3662 - 2012 / 3 / 9 - 17:31
المحور: الادب والفن
    



تعددت الانماط الاجتماعية والثقافية وتشعبت في تشكيلة عجيبة من الالوان والزخارف في النظر الى الجسد ثقافيا ,وذلك حسب التباين الطبقي داخل مجتمع الذكورة, كون سلطة المجتمع الذكوري هي سلطة جنسية في بدايتها الاولى وتفرض هيمنة على جوانب الحياة المختلفة , كما ان الواقع الحي اقوى من اي نظرية لا تستجيب له ,لذا نجد ان ثمة صعوبات منهجية ومعرفية في كل ممارسة تحاول ادخال رقص الروح داخل فضاء الجسد واخراجه من الهامشية والاستلاب. ان وعي المسكوت عنه وازاحته الى مجال القول والحقيقة النسبية-الفكر- وعلى المستوى الابداعي اخذين بعين الاعتبار دلالة المتخيل في ذاكرة اللغة وامتدادتها ,وهذه صفة قد تأخذ طابعا تاريخيا وهي التي بلورتها النصوص التشريعية الاولى بمعطيات تنافس التطورات الادبية والاجتماعية والتي لا تمنحها ديناميكية جديدة ويمكن ان تخضع للتشريعي, وتبدو تجربة وجودية ونصية تنغرس في الكيان الثقافي والاجتماعي للانسان ,بالرغم من ذلك نجد ان هناك محاولات تعلن عن نفسها بكثير من الخفر والقلق تنبيء عن تعددية الدلالة وتروي حكايتها بنمط ناضج على الساحة العامة ,وان شهرزاد العباسية ليست خيالا قصصيا بل واقع صنعته الثقافة الذكورية المتراكمة من عهود ضمن سياق حضاري ,ان زفرة الروح الاخذة باليباس وفقدان الحماسة داخل السرد الحكائي هي التي تنتج نصوص فاقدة المؤلف او نصوص مغلفة وانطلاقا من السيمياء التاويلية وتحليل النص وفق المنهج الجمالي- يمتلك ركائز رمزية -تنكشف امامنا امكانات التأويل وباطأر عقلي ومعاصر مبنيا على واقع عيني ومعاش حيث يجد السارد نفسه موعودا الى ان ياخذ موقفا يتجاوز الفقز فوق الظل, والخلود هو مقاومة الانسان للموت بوصفه النهاية الطبيعية للانا.ان تاريخية التحليل قد تتلاشى تحت وطأة العجز البشري والمتسم بالتعالي على العيني ,وبذا نجد انفسنا مدعوين الى الرفض وبوعي الى تلك المحاولات التي تنظر الى التراث الفكري الانساني باعتباره ركام من الوثائق غير الموحدة وغير المنتظمة وفق سياقات اجتماعية محددة,فالصورة مجرد تمثيل ساكن لايمكن ان يحاور الاصل ,لانها لا تعبر عن الحقيقة بكل ابعادها ,ومنها الحياة الروحية,و بما ان الحقيقي ليس هو القريب من الحواس فقط بل يتجاوز احيانا كل حسية وهو الذي يملك ماهية الوجود.كان التصوير في الحضارات القديمة والى المجتمعات المعاصرة ورسوخ سلطة التعبير وفتنة الرمز لدليل على عدم القدرة على محو الذاكرة ولا التشطيب على تداعياتها بل يمكن تكييفها مع مقتضيات الواقع ,والجسد كنص متحرك وهو في علاقة جدلية ما بين الداخل والخارج يحقق في التاريخي والاجتماعي ما يعجز عنه الخطاب البلاغي ,ويوسع تدريجيا سلطته ليقترب من غاياته وتبعا لذلك فان المرتفعات هي اجساد تدرك المدى العميق العميق والمموه لتداخل التقاليد في حاضر الشعوب ,وهذا التداخل يجعلنا في بعض الاحيان ننظر الى الحاضر ليس حاضرا بل هو تقليد لاوضاع من الماضي ومن ثم لا يكون بقدرته الذاتية وقد تقع عليه آثام ,وهنا علينا ان نميز بين مفهومين,الواقعية داخل النص الابداعي والتعبيرية كذات ترقص داخل الوعي الجمعي دون ارادة ,و يظهر ذلك بدرجات متفاوتة من الحرية ووفق مستوى تطور وعي الذات الذي تحقق اجتماعيا في مستوى النضوج والتعبير,فالجسد حاوية ايقاعية تبرز التناغم في ايقاعات تعبيرية(الرقص),وبما ان المظهري جمالي واجتماعي وتواصلي فان كل تغيير في الممارسة الذهنية لدى الفرد او الجماعة سيظل يمارس سطوته ويتجاوز الحدود التقليدية ويؤكد التفاعل بين المرئي والاجتماعي في الغواية وخلق الصورة.ويبدو ان الاساطيرعالجت الصلة بين الروح والجسد ,والحركة الارتدادية والايقاعية الدائمة بين الانوثة-الارض- والذكورة -الماء -وهذا صراع تكاملي يحتدم دوريا فهو ينذر بالجدب تارة واذا فاء الى الرضا تمت الخضرة ,ومن نماذجه الفن العراقي القديم فهو في مستوى المتخيل ,لا يخدع العين بالايهام بفراغ ثلاثي الابعاد على سطح ذو بعدين ,فالادراك الذي يستشعره الانسان بيده ويراه بعينيه هو في حقيقته صورة تعكس الوجود وعندها لا يقتصر سعيه الى تصوير الاشياء بعيدا عن شكلها العارض بل يستجمع الواقع في صيرورة يمكن للذهن ان يتعرف عليها ويعي وجودها وفي هذه المرحلة تقترب الالهة من شكلها الانساني وتبتعد بتعبيرية عن وجودها الميتافيزيقي محدقة باعين مفتوحة الى مكامن الافئدة كي تثير الاحترام انما لا تدعونا الى المشاركة في وضع القرار, ويبدو ان التشريع لا يبيح لنا ذلك.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ الجنون وجنون التاريخ
- المرأة.......ودورها في الربيع العربي
- خارطة العالم والوعي المأزوم
- شالا وغليوني.......إشكالات الكتابة
- المحذوف والممنوع قراءة في سوسيولوجيا التاريخ
- لوزميات أبي العلاء وسيف المتنبي
- الكتابة.......عندما يكون الكون صامتا كالشاهين
- اللغة من الصمت إلى الموسيقى
- العبقرية وإبداعات الكتابة
- المثقفون وفلسفة الماء
- الخطاب الابداعي وثقافة التوجس
- القناع
- سلطة الثقافة وثقافة السلطة.....غياب الفهم يساوي غياب المعنى
- الوجودية الثقافية... والوعي التاريخي
- في نقد النقد
- العلمنة والخطاب الجمالي
- التشكيل........وتداعيات الوعي داخل بنية النص...!
- اللوحة..........بين تجنيس المعنى وتفكيك الوهم
- الحداثة بين تجليات النص وفوضى السياق
- فن الحضارة وحضارة الفن بين الاصالة والمعاصرة...قراءة ابستميو ...


المزيد.....




- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11
- مناظرة افتراضية تكشف ما يحرّك حياتنا... الطباعة أم GPS؟
- معرض مسقط للكتاب يراهن على شغف القراءة في مواجهة ارتفاع الحر ...
- علاء مبارك يهاجم ممارسات فنانين مصريين


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - فانتازيا النص وثقافة الجسد