|
ماذا في مصر وفي تونس
فؤاد النمري
الحوار المتمدن-العدد: 3277 - 2011 / 2 / 14 - 18:58
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
ماذا في مصر وفي تونس
يتملكني الإحباط الشديد حين أقرأ جمهرة الكتاب في الحوار المتمدن يكتبون عمّا يجري في مصر وفي تونس. جميعهم يرسمون بألوان زاهية الصورة التي يحبون أن يروها أمامهم. بعضهم يرسمها كصراع طبقي شفيف منبعث من جديد ضد الرأسمالية المحلية، صراع لا بدّ وأن يفضي إلى الإشتراكية (!!) والبعض الآخر يرسمه نضالاً للتحرر من الإمبريالية، وآخرون يرونه نضالاً ضد طبقة الكومبرادور، وكلاء الإمبريالية (!!) المرء ليدهش حقاً من مثل هذه الفجاجة الفكرية تنتشر بين هؤلاء المثقفين أو المتثاقفين الذين يكتبون في السياسة. كيف لمثل هذه الفجاجة والقصور الفكري يستوليان على عامة الكتبة المتعلمين، خاصة وأن الجامعات تغطي مختلف أصقاع العالم العربي من أقصاه إلى أدناه، كما أن التناقض العميق بين الشعوب العربية شرق المتوسط من جهة وبين اسرائيل كقاعدة امبريالية مقاومة لطموحاتها من جهة أخرى يفترض فيه أن يرفع من سويّة الوعي العام لدى هذه الشعوب. منذ بداية الإنتفاضة التونسية قبل نحو شهرين لم أقرأ مقالة واحدة في "الحوار المتمدن" تقارب الإنتفاضة في تونس ثم في مصر مقاربة علمية تبيّن طبيعتها وحدودها التاريخية.
هؤلاء الكتاب بعامتهم لا يعرفون الحدود التاريخية للمجتمعات التي يكتبون عنها ولا آفاق تطورها. يكتبون عن عالم آخر غير عالمنا، وبلدان أخرى غير البلدان التي يتحدثون عنها. يطالعون دفاتر السياسة المكتوبة في منتصف القرن الماضي ثم يجترون نفس العبارات ونفس الأفكار، ولكأن العالم لم يتطور على الإطلاق خلال النصف الثاني من القرن العشرين المليء بالأحداث وبالمكتشفات؛ ولكأن الولايات المتحدة ما زالت دولة رأسمالية إمبريالية؛ أو لكأن الدول المحيطية هي أيضاً دول رأسمالية رغم تواجدها في محيط الدائرة الرأسمالية كما في عرفهم. يتحدثون عن طبقة كومبرادور علما بأنه إذا ما كانت الدول المحيطية رأسمالية كما يدّعي بعضهم فلن يكون هناك حالتئذٍ طبقة كومبرادور؛ وأن يكون هناك طبقة كومبرادور فذلك يعني بالتداعي أن تكون الدولة دولة محيطية تابعة لمركز رأسمالي والحال ليس كذلك. مثل هذه اللغة هي لغة ديماغوجية شعاراتية من مخلفات القرن العشرين تتناقض مع لغة علم السياسة بأبسط قواعده تناقضاً صارخاً. جميع الذين كتبوا عمّا يجري في مصر وفي تونس لم يتعرّفوا على الإطلاق على الجهة التي يقاتل الشعب ضدها إن في مصر أم في تونس، فكيف لهم أن يكتبوا عن حرب لا يعرفون شيئاً عن أدواتها وعن طبيعة الأعداء فيها، ولا من يقاتل من؟ ــ من هم هؤلاء الأعداء ؟ لا يمكن التعرف على هؤلاء الأعداء قبل معرفة الحدود التاريخية للتطور الإجتماعي لكل من مصر وتونس، وللبلدان الأخرى المماثلة لهما.
شعوب العالم الثالث، ومنها الشعبان في مصر وفي تونس، دخلت القرن العشرين وهي تستعد للتحرر من الإستعمار الذي كان قد سيطر على جميع شعوب الأرض ورسم بالتالي الخارطة الجيوسياسية لكافة دول العالم قبل استهلال القرن العشرين. مع بداية القرن العشرين بدا أن الدول الإستعمارية تستعد لخوض حرب عالمية تستهدف إعادة تقسيم المستعمرات واقتسام السلطنة العثمانية " الرجل المريض " التي كانت تضم معظم العالم القديم. إزّاء مثل تلك الأخطار المصيرية اتخذت الأممية الثانية في مؤتمرها العام في شتوتغارت/ألمانيا 1907 قراراً يقضي بتحويل أية حرب استعمارية قادمة تنشب في أوروبا إلى ثورة اشتراكية تجتاح كل أوروبا التي كانت المركز الرأسمالي للعالم، وفيها كل الدول الإمبريالية باستثناء اليابان والولايات المتحدة في طرفي العالم. في العام 1912 عادت الأممية في مؤتمرها في بازل/سويسرا تؤكد ذلك القرار الثوري غير أن غالبية قادتها تراجعوا عنه في العام 1914 وسمحوا للإشتراكيين بالإشتراك في الحرب بحجة " الدفاع عن الوطن ". حزب البلاشفة بقيادة لينين رفض تلك السياسات الخيانية وأصر على شرعية قرار شتوتغارت. إنطلاقاً من هذا المفهوم البولشفي، بالإضافة إلى قيام البورجوازية الروسية بثورة مضادة رفعت السلاح بوجه البلاشفة في مارس آذار 1918، قام لينين في مارس آذار 1919 بإعلان انتفاضة أكتوبر 1917 ثورة اشتراكية عالمية تؤسس لتفكيك النظام الرأسمالي الإمبريالي العالمي وتحرير الشعوب، وقد أكد لزعماء شعوب الشرق المستعمرة المجتمعين في باكو/أذربيجان في سبتمبر ايلول 1920 بأنهم لن يستطيعوا تحقيق طموحاتهم في التحرر والاستقلال بغير مساعدة البلاشفة والثورة الإشتراكية. وفعلاً لم يستطع أي شعب من شعوب المستعمرات إنجاز استقلاله طالما ظل الإتحاد السوفياتي في طور البناء 1922 ــ 1939. في يونيو حزيران 1941 اعتدى هتلر على الإتحاد السوفياتي بعد أن كان قد احتل باريس متروبول الإمبراطورية الإمبريالية الفرنسية، وحاصر لندن متروبول الإمبراطورية الإمبريالية البريطانية وبات الأسد البريطاني لا حول له ولا قوة. لم يعِ هتلر ميّزات النظام الإشتراكي ومقدار طاقاته غير المحدودة خلافاً للنظام الرأسمالي محدود القدرات. في نوفمبر تشرين ثاني 1941 أحاطت جيوش هتلر بموسكو على بعد أميال قليلة بعد أن فوجئ الجيش الأحمر بقوى نازية غير متوقعة لا قبل له بالصمود في وجهها وليس معداً لمثل ذلك؛ وفي 8 مايو أيار 1945 دخل أربعة ملايين جندي سوفياتي مزودين بأحدث الأسلحة وخلفهم 2.5 مليون آخرون، دخلوا برلين وطهّروا بذلك أوروبا من رجس الفاشية والنازية. خرج الإتحاد السوفياتي من الحرب كأقوى قوة في الأرض وبذلك تهيأت الفرصة لشعوب البلدان المستعمرة والتابعة لأن تفك الروابط مع المتروبول الإمبريالي بحماية المظلة السوفياتية. وهكذا استطاعت البورجوازية الدينامية في مختلف البلدان المستعمرة والتابعة قيادة ثورة التحرر الوطني منذ العام التالي للحرب 1946 وحتى العام 1972 حين أعلنت الأمم المتحدة رسمياً انتهاء الحقبة الاستعمارية ــ كان ذلك الإعلان مفصلاً تاريخياً غير أن الديماغوجيين العرب بصورة خاصة لا يعترفون بالتاريخ طالما اعتاد المؤرخون العرب على تزييف التاريخ.
نتيجة للحرب العالمية الثانية إنقسم العالم إلى معسكرين متصارعين، معسكر الرأسمالية الإمبريالية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ومعسكر الإشتراكية والتحرر الوطني بقيادة الإتحاد السوفياتي، إلى معسكرين وليس إلى ثلاث معسكرات كما في المفهوم العام، فالدول التي وصفت بالمحايدة كانت في الستينيات تتقدم المعسكر الإشتراكي في القتال ضد الإمبريالية. وليس صحيحاً على الإطلاق وصف الصراع بين المعسكرين بالحرب الباردة التي امتدت منذ العام 1945 حال انتهاء الحرب الكبرى ضد النازية وحتى انهيار الإتحاد السوفياتي في العام 1991، كما درج القول، فالصراع بين المعسكرين استمر ساخناً وساخناً جداً فيما بين 1945 و 1975، تمثل ذلك في الحرب الأهلية في الصين وفي الحرب الكورية وحروب الفيتنام وفي حروب التحرر الوطني المتمثلة بالثورة المصرية وحروبها ضد الإمبريالية في 56 وفي 67 والثورة العراقية والثورة الجزائرية وحركات التحرر الوطني في كينيا والكونغو وجنوب أفريقيا وناميبيا وكذلك في كوبا وأمريكيا الجنوبية. لثلاثين عاماً استمرت الحرب ساخنة دون انقطاع بين المعسكرين وفي العام 1975 توقفت نهائياً لا باردة ولا ساخنة. إعلان هلسنكي (Helsinki Declaration) حول الأمن والتعاون الأوروبي في أغسطس/ آب 1975 عكس انتهاء الصراع بين المعسكرين وقد ناشد بريجينيف الأمين العام للحزب "الشيوعي" السوفييتي آنذاك زعماء الدول الغربية الرأسمالية قبوله رفيقاً لهم ونظيرا متعهداً أن يكون صديقاً ودوداً. رب من يرفض صدقية هذه المناشدة بحجة أن بريجينيف هو من أرسل قوات سوفياتية لاحتلال أفغانستان في العام 79، إلا أن حقيقة دخول تلك القوات إلى أفغانستان لم تكن لحمايتها من العصابات الرجعية والتخريبية الموالية للغرب، كما أُعلن آنذاك، بل لتقوم بانقلاب على الرئيس الأفغاني حفيظ الله أمين الموالي للصين وتقتله لتستبدله برجلها بابراك كرمال. كان خروشتشوف ومنذ العام 59 قد تعهد بألا يعادي معسكر الإمبريالية إلا أن تعهداته لم تكن مقبولة لدى الرأسمالية العالمية التي كانت ما تزال لا ترى دنو أجلها. أما في العام 75 وقد تأكدت نهايتها كما انعكس ذلك في إعلان رامبوييه (Declaration Of Rambouillet) نوفمبر 75، فقد وقعت مناشدة بريجينيف برداً وسلاماً على قلوب الغربيين وقد تأكد لهم أن النظام الإشتراكي أيضاً لم يعد قائماً وليس نظامهم الرأسمالي فقط. في سبعينيات القرن الماضي انهار العالمان الرأسمالي والإشتراكي والعالم الموصوف بالثالث بصورة آلية. في سبعينيات القرن الماضي انهارت العوالم التي خلفتها الحرب العالمية الثانية وغدا العالم كله عالماً واحداً مستعداً لاستقبال ما غدا يوصف بالعولمة.
موضوعنا يتعلق بمصر وبتونس والبلدان التي وصفت بالعالم الثالث. فيما بعد الحرب العالمية الثانية قامت جميع هذه البلدان تقريباً بثورة تحرر وطني تستهدف فك الروابط مع مراكز الرأسمالية بغية بناء إقتصاد وطني مستقل قائم على الذات بقيادة البورجوازية الدينامية. مع انهيار الثورة الإشتراكية من جهة والنظام الرأسمالي العالمي من جهة أخرى بنفس الوقت وجدت البورجوازية الدينامية التي قادت ثورة التحرر الوطني في بلدان العالم الثالث نفسها في نهاية طريق مسدودة. فالمعسكر الإشتراكي لم يعد قادراً على مساعدتها في بناء إقتصادها المستقل، ومعسكر الرأسمالية لم يعد بحاجة لبلدان محيطية يطرح فيها فائض إنتاجه بعد أن لم يعد لديه مثل هذا الفائض. منذ العام 1975 توقفت كل أنماط التنمية في بلدان العالم الثالث، وزاد في الطين بلّةً القروض الإستهلاكية السهلة التي قررها مؤتمر الخمسة الأغنياء (G5) في رامبوييه. عالم الربع الرابع من القرن العشرين الذي امتد حتى يومنا هذا هو عالم " الإقتصاد " الإستهلاكي (Consumerism) المنافي للتنمية بمختلف أنماطها. انعكس الإقتصاد الإستهلاكي في العالمين الرأسمالي والإشتراكي في الإنهيار الطبقي حيث انهارت فيهما الطبقتان الرئيستان المنتجتان، الرأسمالية والعمالية، مما سمح للطبقة الوسطى بالتمدد إعتماداً على الفائض التاريخي للإنتاج والإستيلاء بالتالي على السلطة وتشكيل ما سمّي بدولة الرفاه (Welfare State) . أما فيما كان يسمى بالعالم الثالث أو الدول النامية (Underdeveloped Countries) فلم يكن هناك طبقات نامية لتنهار، بل إن غياب كل فائض للإنتاج فيها حال دون أي تمدد للطبقة الوسطى خلافاً لما حدث في العالمين الرأسمالي والإشتراكي. لقد قام في هذه البلدان ما يمكن وصفه بالعجز الطبقي الذي شمل كل الطبقات الكلاسيكية المعروفة، فجميع الطبقات في الدول النامية توقفت نهائياً عن النمو واحتلال دورها الكلاسيكي في الإنتاج.
العجز الطبقي الشامل في البلدان النامية تسبب في حالة سياسية مأساوية وهي أن الحكم لا يؤول لطبقة اجتماعية بعينها كما هو الحال في الدول المتطورة، بل إلى عصابة لا تنتمي لأي طبقة من طبقات المجتمع العاجزة. عصابة Circle) (Closed تختطف السلطة التي لا تجد من يدافع عنها أو ينازع في امتلاكها. ليس لدى هذه العصابة المغلقة المنعزلة من سياسات غير استغلال المجتمع بصورة وحشية لصالح امتيازات لا حدود لها لأفرادها. دائرة العصابة المغلقة لا تفتح إلاّ للمتوحشين الذين باعوا ضمائرهم استعداداً لخدمة العصابة وتدعيم نهجها وسلطانها. مثل هذه العصابة لا تخدم إلا نفسها ويزداد بذلك عداؤها للمجتمع بكل طبقاته العاجزة وخاصة للبورجوازية ذات المصالح في التنمية البورجوازية التي تشكل الخطر الأكبر على حكم العصابات. هذا ما كان في مصر وفي تونس وقبلهما في العراق وما هو كائن اليوم في الجزائر وفي ليبيا وفي السودان وفي اليمن وفي سوريا وفي أمثالها من البلدان غير العربية. الشعبان في تونس وفي مصر تحليا بشجاعة جماعية غير مسبوقة وألحقا هزيمة ساحقة بعصابة بن علي وعصابة حسني مبارك بخلاف الشعب العراقي المعروف بالشجاعة عبر التاريخ الذي لم يستطع مواجهة عصابة صدام حسين الإجرامية الدموية بغير الإستعانة بقوات الولايات المتحدة. ليس ثمة من شك في أن الشعوب العربية في جمهوريات العصابات الأخرى ستنهض قريباً للتحرر من حكم العصابات التي تمتص دماء شعوبها حتى الرمق الأخير. ما يجدر الإشارة إليه في هذا السياق هو أن الملوك العرب وبحكم سلطاتهم الملكية المطلقة لا يسمحون بسقوط السلطة في قبضة أية عصابة تنازعهم السلطة، ولذلك لا يجري امتصاص دماء الشعب في ممالكهم بصورة وحشية كما يجري في جمهوريات العصابات الأمر الذي يوفر هامشاً محدوداً للنمو الطبقي في حين أن النمو الطبقي في جمهوريات العصابات يتمحور باستمرار على المحور السالب وهو ما يدفع بعامة الشعب بجميع طبقاته، بالغني قبل الفقير، للإنتفاض ضد حكم العصابات المافيوي؛ بينما تنهض الشعوب في الممالك ضد الحكومة تحديداً وليس ضد الملك مثلما يجري في البحرين وفي الأردن وفي المغرب.
القضية الأساسية في الإنتفاضة في تونس وفي مصر هي العجز الطبقي الشامل الذي واجهته شعوب الدول النامية لدى انهيار ثورة التحرر الوطني في السبعينيات، الذي سمح بالتالي باختطاف السلطة من قبل عصابات مافيوية مغلقة ومنعزلة. الشعوب التي تخلصت من مثل هذه العصابات سواء في العراق أم في تونس ومصر ستعود لتواجه ذات القضية التي واجهتها في السبعينيات وهي انسداد الطريق أمام التنمية الوطنية ومعالجة المرض العضال المتمثل بالعجز الطبقي الشامل. الشعوب نهضت بانتفاضة لتتخلص من طغمة العصابة الحاكمة المنعزلة عن كل طبقات المجتمع، والإنتفاضة لا تغير أو تبدل في علاقات الإنتاج السائدة إبّان حكم العصابة كما تغير الثورة. تعود الشعوب في العراق ومصر وتونس بعد أن تخلصت من حكم العصابات إلى المربع الأول الذي وجدت نفسها فيه لدى انهيار ثورتها التحررية في سبعينيات القرن الماضي. تعود هذه الشعوب إلى مواجهة نفس القضية وهي كيفية الخروج من الطريق المسدودة أمام التنمية الوطنية والشفاء من مرض العجز الطبقي الشامل. حل مثل هذه القضية الصعبة ليس متوفراً اليوم لكن تحوطاً لئلا يعود حكم العصابات المافيوية من جديد يتوجب على شعوب العراق ومصر وتونس أن تستشفي بالعلاج الوحيد المتاح وهو الديموقراطية الشعبية "العاجزة" حيث تتشكل السلطة من الطبقات العاجزة الثلاث، الرأسماليين والعمال والفلاحين، حيث يؤمل أن تتخلص هذه الطبقات المتخصصة في الإنتاج من عجزها الدائم عن طريق ممارسة السلطة. ولكي يتم تقليد هذه الطبقات الثلاث كل السلطة يتوجب إجراء انتخابات عامة بجداول طبقية، جدول للرأسماليين وآخر للعمال وثالث للفلاحين، لكل طبقة 30% من مقاعد البرلمان و 10% للمهنيين. لعل مثل هذه المعالجة توفر مناخاً ملائماً لتنمية مستقلة نسبياً.
يعتقد العامة أن انتخابات برلمانية نزيهة وشفافة تجري في تونس أو في مصر من شأنها أن تقيم حكماً برلمانياً ديموقراطياً مستقراً كما يعتقد الأميركيون. الأميركيون جربوا الإنتخابات العامة الشفافة والنزيهة في العراق وجاءت النتيجة مخيبة للآمال إذ آل الحكم إلى طغم الفساد ورجال الإكليروس وعملاء الملالي في إيران. كل هذا لم يثنِ الأمريكان عن الإعتقاد بأن الإنتخابات العامة النزيهة والشفافة من شأنها أن تقيم حكماً ديموقراطياً مستقراً. يفوت الأمريكان ومن يعتقد معتقدهم القاعدة الذهبية في علم السياسة والتي تقول .. " من يُطْعِمْ يَحْكُمْ ". السياسة كما هو معلوم هي البناء الفوقي لبناء تحتي هو الإقتصاد وعلاقات الإنتاج. يستقر الحكم طالما هناك تنمية مستدامة ويضطرب بمقدار ما تضطرب التنمية. لا يمكن أن تقيم الإنتخابات البرلمانية النزيهة حكما ديموقراطياً مستقراً في الدول النامية طالما طريق التنمية مسدودة وعجز طبقي بالتالي فيها. ليس هناك من فرصة متاحة للتنمية ولو بحدود ضيقة سوى الديموقراطية الشعبية والتي هي أيضاً لا تؤمن نجاحها بغير دعم قوي من الخارج. الإنتفاضة التي أعادت الشعبين المصري والتونسي إلى المربع الأول تستحق التأييد لأنها فقط تعيد الشعب في كل من البلدين إلى مسؤولياته في اكتشاف طريق جديدة للتنمية، والتنمية أولاً وليس الديموقراطية التي يتعذر بناؤها بغير التنمية الحقيقية. www.fuadnimri.yolasite.com
#فؤاد_النمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حزب العمال الشيوعي يعادي الشيوعية
-
الكارثة الكونية الوشيكة (انهيار نظام النقد العالمي)
-
الدكتور علي الأسدي يغطي على المرتدين والمحرفين السوفييت
-
نهاية التجربة الإشتراكية لدى علي الأسدي
-
كيف تخلَّقَ عالم اليوم
-
- المسألة الستالينية - !!
-
العدو الرئيسي للعمل الشيوعي اليوم
-
الحزب الشيوعي اللبناني يطلّق الماركسية
-
ثورة أكتوبر لم تفشل
-
- حفّار التاريخ - يسأل أسئلة صعبة
-
صيحة الديموقراطية الكاذبة
-
البورجوازية طبقتان متايزتان (في البورجوازية العربية)
-
الليبراليون لا يعرفون معنى الليبرالية (الحرية)
-
تنويراً لأنصاف الماركسيين
-
ليس في الماركسية ما يفشل ... لماذا؟
-
الإشتراكية السوفياتية ليست رأسمالية الدولة
-
رسالة من ستالين إلى الرئيسين روزفلت وتشرتشل
-
الرسائل الثلاث ودلالاتها . . . (5)
-
الرسائل الثلاث ودلالاتها . . . (4)
-
الرسائل الثلاث ودلالاتها . . . (3)
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
-
تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل
...
-
في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو
...
-
التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل
...
-
السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي
...
-
الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو
...
-
بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
-
محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان
...
-
المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
-
القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟
...
المزيد.....
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
/ أزيكي عمر
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|