محمد الدحاني
عيدي غابت فيه أمي وحبيبتي.
منذ ليلة أمس والتهاني تتساقط على حائطي وعلى نافذة الرسائل بمناسبة عيد ميلادي الذي أتذكره دائما بعد فوت الأوان. أشكر كل صديقاتي وأصدقائي الذين هنؤني وحتى الذين لم يهنؤني، وأعتذر لكم جميعا لأني لم أكلف نفسي إلا بضغط على "أعجبني.".
لم يسبق أن احتفلت بعيد ميلادي، ليس بعدم ايماني به كما يقولون أصحاب اليمين المتطرف "حرام"، وليس لأني غير قادر على إحياء الليالي الحمراء كما يفعلون أصحاب اليسار التقليدي. بل لأنه لم يكن عيدا في الأصل. هو مجرد ذكرى ألم، فقر، أزمة، نسيان، موت..كل هذه الصفات أبيح لنفسي أن أعوض بها كلمة عيد.
عندما ازددت أنا كان عمر أمي لا يتجاوز 16 سنة، وكنت أنا ثمرتها الأولى،استمرت المسكينة مع المخاض أكثر من 3 أيام في غياب أدنى شروط الرعاية الصحية لأنها بنت المغرب العميق، اللهم إلا الموت كان منتصبا أمامها والكثير من القبالات. بل وهناك من أطلق خبر وفاتها في القبيلة بسبب ولادتي. ولدا سميته عيد الألم وعيد الموت بسبب ما أشيع على أمي المسكينة. وصدف "عيد" ميلادي ايضا عام الفقر والجوع الذي عرفته البلاد انذك بسبب عدم سقوط الأمطار، ورغم الفقر والجوع تكلف أبي وسلف من القريب والبعيد وأهدني اسما بعد اليوم السابع من ولادتي، وجدي لأبي هو من اختار لي هذا الاسم "محمد"، لا أدري لماذا هذا الاسم بالضبط، ونسيت أن أسأله قبل موته؛ ما هو السر في إختيار هذا الاسم، ولهذا سميته عيد النسيان وعيد الموت.
عذرا صديقاتي وأصدقائي ميلادي لم يكن عيدا، ميلادي كان حربا قادتها بطلة لم تصل بعد سن الرشد، فالقيادة عندها فطرة، حمتني بصدرها العاري من كل الرصاصات الطائشة، التي قد تقتلوني أو تختزل ميلادي في ذاكرة جسد، حرست أمي وناضلت وتحدت وابت إلا أن تكتب إسمي بقلم من نور على صفحات من ذهب في دفتر ذاكرتها.
فداك روحي أمي، وذكرتك الأليمة سعيدة هذه المرة مع صديقاتي وأصدقائي.
الموقع الفرعي في الحوار المتمدن: https://www.ahewar.org/m.asp?i=8664
Author ID - معرف الكاتب-ة: 8664
الكاتب-ة في موقع ويكيبيديا
#محمد_الدحاني (هاشتاغ)