الصفحة الرئيسية - رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأسس الفكرية والتنظيمية لليسار الالكتروني (E-Left)، نحو يسار علمي ديمقراطي معاصر / رزكار عقراوي - أرشيف التعليقات - رد الى: الناصر حسن - رزكار عقراوي

رد الى: الناصر حسن - رزكار عقراوي

- رد الى: الناصر حسن

العدد: 844834

رزكار عقراوي

2021 / 9 / 25 - 10:26
التحكم: الكاتب-ة

الرفيق العزيز الناصر حسن
تحية طيبة وأشكرك كثيرا على المداخلة القيمة والمهمة.

تاريخ الحزب الشيوعي العراقي وعموم الشيوعيين واليساريين حافل ومجيد بإيجابياته وسلبياته لما كان لهم من دور مؤثر في المجتمع العراقي، حيث ساهموا في نشر الأفكار اليسارية والمدنية والعلمانية والعدالة الاجتماعية وحقوق المرأة وترسيخ الكثير من القوانين المدنية والقيم الإنسانية. ومازال التاريخ شاهدا على بطولات وتضحيات الشيوعيين واليساريين بمختلف اتجاهاتهم وأحزابهم أمام قوى الدكتاتورية والاستبداد والظلام بمختلف أشكالها.

وأكيد هذه التجربة والتأريخ الطويل رافقتها الكثير من السلبيات والاخطاء أيضا ومنها دعم الحزب الشيوعي العراقي والتحالف مع أحزاب وشخصيات دكتاتورية حاكمة وبالتالي المسؤولية غير مباشرة عن العنف والإرهاب والجرائم التي ارتكبت من قبل هؤلاء،وكانت اضفاءا للشرعية على سياساتها المعادية لجماهير وكادحي العراق ونظامها الاستبدادي، وشئنا أو أبينا التحالف معهم هو نوع من التأييد العملي المباشر والغير المباشر لتلك القوى الحاكمة.
كانت معظم تلك التحالفات بتوجيه - الاتحاد السوفيتي و المعسكر الاشتراكي - الذي كان يدفع الشيوعيين الى التحالف وحتى الذوبان في أنظمة دكتاتورية تصنف على انها - تقدمية - لانها كانت موالية للاتحاد السوفيتي او لها علاقات قوية معه، مثلا الجبهة المقيتة مع الحزب البعث الفاشي في العراق، تلك الجبهة التي دفعنا ثمنا غاليا وخسارة حياة ألألوف من الرفيقات والرفاق، وساهمنا في ترسيخ نظام فاشي في العراق، ومازال الحزب الشيوعي وعموم اليسار العراقي يعاني من آثار السلبية لتلك الجبهة الخاطئة جدا.
مرحلة عبد الكريم قاسم من المراحل التقدمية المهمة جدا في العراق وفي عهده شرعت وتغيرت الكثير من القوانين لصالح الجماهير الكادحة والمدنية وحقوق المرأة.... الخ، ومثل معظم الانقلابات العسكرية فانه رسخ سلطة العسكر المعادية للديمقراطية والتعددية في السياسة العراقية، وأشيعت أجواء العنف والعنف المضاد، و كتطور طبيعي في الأخير تحول إلى حكم استبدادي فردي.

لذلك يطرح اليسار الالكتروني بند واضح في الأنظمة الداخلية لتنظيمات اليسار بأن لا يسمح بالدخول في تحالفات مع انظمة واحزاب وقوى لها دور مباشر في انتهاك حقوق الإنسان . و فقط الذي يعمل لا يخطأ فلذلك عندما تخطأ أحزاب اليسار في سياسات معينة فمن الضروري ان تقدم اعتذارات علنية للجماهير وللأعضاء على تلك الأخطاء وتأثيراتها السلبية لضمان عدم تكرارها، ولذلك أتطلع ان يقدم الحزب الشيوعي العراقي في مؤتمره القادم اعتذار رسمي للشعب العراقي عن الجبهات الخاطئة التي دخل فيها وبالأخص جبهة البعث وسائرون، و هي نوع من الاعتراف الناضج و الجريء والمسؤول بالخطأ تجاه أعضاء الحزب وضحايا جرائم الانظمة والقوى التي تحالفنا معهم وعموم الشعب العراقي، وضمان عدم تكرارها، وسيكون لنا كيساريين السبق في هذه الممارسة المدنية الحضارية في الفضاء السياسي العراقي، ومن الممكن ان يقوي من مكانة الحزب وعموم اليسار في المجتمع.
كل الاحترام والتقدير

للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأسس الفكرية والتنظيمية لليسار الالكتروني (E-Left)، نحو يسار علمي ديمقراطي معاصر / رزكار عقراوي