الصفحة الرئيسية - رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأسس الفكرية والتنظيمية لليسار الالكتروني (E-Left)، نحو يسار علمي ديمقراطي معاصر / رزكار عقراوي - أرشيف التعليقات - لفهم افضل للراسمالية المعاصرة - نبيل عودة

لفهم افضل للراسمالية المعاصرة - نبيل عودة

- لفهم افضل للراسمالية المعاصرة

العدد: 844539

نبيل عودة

2021 / 9 / 17 - 07:35
التحكم: الكاتب-ة

النقاش هام وجوهري من اجل طرح رؤية ثورية يسارية تقود المجتمعات العربية والإسلامية الى طريق التطوير والتقدم الاجتماعي وبناء النظام الديموقراطي السليم.
يجب ان نعي ان الراسمالية اليوم رغم كل سلبياتها، هي ارقى الاف المرات مما كان سائدا بالمعسكر الاشتراكي.. وأقول هذا مع الأسف، إنسانية ماركس وافكاره شوهت منذ لينين وستالين دفنها خذوا نموذجا هاما لقياس الواقع: حصة الفرد من الناتج القومي الاجمالي!! كيف يمكن ان نفهم ان خصة الفرد في النظام الاشتراكي كان بحدود 20% فقد من الحصة في النظام الرأسمالي؟ تشيكيا مثلا 8 مليون انسان،كانت حصة الفرد بنظامها الاشتراكي 8غلاف دورؤ بالسنة، اليوم عندما تخلصت من اشتراكيتها ارتفعت خصة الفرد الى 35 الف دولار للفرد من الناتج القومي الإجمالي، واوروبا تتجاوز ال 50 وبعض دولها يتجاوز ال 70 . من الواضح ان إنتاجية العمل كانت ضئيلة بالمقارنة مع الإنتاجية في النظام الراسمالي. وبسبب ملاحظتي للموضوع بعد زيارة لمصنع جرارات في موسكو كدت اطرد من المعهد الشيوعي، وانا جئت للدراسة الشيوعية بعد سنتين في المعهد التكنولوجي في حيفا وكنت مديرا للعمل في الصناعات الثقيلة. والأمر فاجأني، ان أرى خمسة عمال يشتغلون على موضوع يحتاج الى عامل ومساعد لأقل من ساعة، فيستغرق عملهم ساعتي زيارتنا وربما ساعات أخرى بعد ان غادرنا المصنع‘، مما دفع غاس هول سكرتير عام الحزب الشيوعي الأمريكي ان يقول ان الإنتاج السوفييتي يشبه الانتاج في ايطاليا خين يكون العمال باضراب تباطؤ عن العمل.انا لا اتحدث عن الفكر فقط، اذ ان بعض الماركسيين يعيشون بأفكار البدايات التي سحرتنا شبابا وزودتنا بأحلام كبيرة لم يتحقق منها للأسف شيء. والاشكالية لدى معظم الرفاق القدامى الذين انتسبوا لتيار الشيوعية الصاعد. ان قناعتاهم كانت بدون عمق وبدون معرفة بجوهر الطروحات لآباء الحركة الشيوعية. وما زالت هذه الظاهرة تشكل الدافع لاستمرار الحركات الشيوعية متمسكة بنفس الفكر الذي تلاشى من عالمنا، لذا نشهد تقلص متواصل في التنظيمات الحزبية، وعدم القدرة على احداث انطلاقة وتجديد في الفكر والتنظيم والمناهج الفكرية لتتلاءم مع عالمنا اليوم.
عامة الحوار هام جدا وامل ان يسفر عن فهم ان إنتاجية العمل هي القوة التي ترفع من مكانة الانسان في المجتمع، وهي التي توفر له الضمانات الاجتماعية والصحية ، والراسمالية تجاوزت الاشتركية بهذا المضمون. لذا الفقر كان اكثر بروزا بالنظام الاشتراكي. وانا لا اتحدث عن راسمالية دول النفظ العربية او المشابهة لها، بل عن راسمالية أوروبا.
مثلا: ظل ماركس وورثاء نظريته يصرون على معارضة العلم والتكنولوجيا بالإنسان .. بمعنى ان التطور التكنولوجي في الصناعة الرأسمالية سيضاعف البطالة والإملاق للعمال. ورغم تناقض رؤيتهم مع الواقع المتغير الا انهم ظلوا متمسكين بما طرح في عصر مختلف ووسائل انتاج مختلفة وأنظمة اقتصادية وسياسية مختلفة. والأهم ان الواقع التكنولوجي والعلمي لتطور وسائل الإنتاج وعدم تحقق ما طرحه ماركس بان الآلة ستزيد املاق العمال وفقرهم لأنها ستحل مكان العامل لم يغير تفكيرهم. عقولهم لم تستوعب ان التطور لم يكن حسب رؤية ماركس. الآلة لم تحل مكان العامل، بل حلت مكان العمل العضلي المرهق، ضاعفت إنتاجية العمل بنسب هائلة جدا، وجرى تغيير عميق جدا في مبنى الطبقة العاملة علميا وتكنولوجيا، لأن العامل القديم لم يعد يناسب التطور في الصناعة والتكنولوجيا والعلوم، وبات ضروريا فتح مدارس مهنية لتطوير عمال المستقبل بأساليب الإنتاج العلمية والتكنولوجية الحديثة، واحتياج النظام الرأسمالي لمزيد من الموظفين الإداريين والمهندسين والمخططين ومدراء العمل وطبعا العمال المهنيين الفنيين، لإدارة الآلات الحديثة ذات التكنولوجيا الحديثة.

للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأسس الفكرية والتنظيمية لليسار الالكتروني (E-Left)، نحو يسار علمي ديمقراطي معاصر / رزكار عقراوي