|
رد الى: بكر محي طه - محمد علي مقلد
- رد الى: بكر محي طه
|
العدد: 818745
|
محمد علي مقلد
|
2020 / 4 / 27 - 21:33 التحكم: الكاتب-ة
|
تحية وبعد أنت تميل إلى الاعتقاد بأولية العامل الخارجي، على عكس اعتقادي. سأضرب لك مثلين، الأردن أيلول الأسود ولبنان اتفاقية القاهرة. سبق أن طرحت السؤال، أيهما كان أكثر كلفة؟ طبعاً بحسب طبيعة المعيار الذي نقيس عليه. فرضيتي في تحليل أوضاعنا في العالم العربي هي التالية: نحن دخلنا إلى مجال الحضارة الرأسمالية من بابها الثقافي ومن بابها الاقتصادي لكننا لم ندخل إليها من الباب السياسي، أي من باب الدولة التي أنتجتها الحضارة الرأسمالية. هذا هو مأزق النهضة العربية منذ قرنين من الزمن، وهو مأزق كل التنظيمات وحركات الإصلاح الديني والسياسي بدءا من الحركة الوهابية وانتهاء بحزب الله. أيلول الأسود كان أقل كلفة، بحسب هذا المعيار، مع أن الثمن الذي دفعه الفلسطينيون كان كبيراً جداً. والمعيار هو أن الدولة في الأردن صمدت ولم تتفكك. في حين أفضت اتفاقية القاهرة إلى قيام دولة فلسطينية داخل الدولة اللبنانية وإلى تشريع السلاح خارج الدولة وهو ما زال يشكل لب المشكلة في لبنان. لا شك في أن للعامل الخارجي دوراً، ولاسيما في الحضارة الرأسمالية التي جعلت الكرة الأرضية قرية كونية، ووحدت أطراف الكون بكل وسائل الاتصال والتواصل والمواصلات. غير أن الذي حدد مسار الأحداث في الأردن وفي لبنان هو الوضع الداخلي، لإن الخارج تدخل في كل من البلدين، ونجح تدخله في لبنان فيما فشل في الأردن. السبب؟ هو العام الداخلي. فقد تمكنت القوى اليسارية اللبنانية أن تحتضن الوجود المسلح الفلسطيني بمساعدة خارجية طبعاً، في حين لم تتمكن المساعدات الخارجية أن تصل إلى الأردن لمساعدة الفلسطينيين، وذلك بسبب غياب طرف داخلي أردني مساند للثورة الفلسطينية، وبوجود طرف داخلي ضعيف. من الممكن تقديم أمثلة أخرى،في تونس لم يحصل أي تدخل خارجي. الجيش حسم الأمر منذ البداية، والعوامل الداخلية ساعدة على عدم دخول البلاد في حرب اهلية بفضل موقف الإسلام السياسي بقيادة الغنوشي. في الجزائر لم يحصل تدخل خارجي، واستمر الصراع عقوداً طويلة وما زال خاضعاَ للتوازنات الداخلية وحدها. في اليمن لم تتمكن التدخلات الخارجية من حسم المعركة لصالح أي من الطرفين لأن العوامل الداخلية محكومة بتوازن محلي لا يمكن للعوامل الخارجية أن تحسم نتائج الصراع بين أطرافه. في سوريا، العامل الداخلي هو الذي حسم وجهة التدخلات الخارجية المتعارضة والمتناقضة. غلبة العامل الداخلي المتمثل بالسلطة السياسة وتفكك العوامل الداخلية المعارضة لها، وهي تفككت ربما بفعل تدخلات خارجية، لكن العامل الأساس في تفككها هو بنيتها الهشة، فهي لم تتفق لا على برنامج ولا على خطة تنفيذية ولا على إيديولوجيا. في لبنان، النظر إلى حزب الله على أنه طرف خارجي( أي إيراني) يعني أن المعركة ضده تندرج في خانة معركة التحرر الوطني، وهذا مخالف لطبيعة التركيب البنيوي لحزب الله. ولهذا فإن معالجة الظاهرة التي يمثلها، كدولة داخل الدولة، تندرج في سياق معالجة كل الظاهرات المشابهة التي مهدت له وبررت نهجه، فهو ليس الوحيد الذي اعتدى على سيادة الدولة، فقد سبقته القوى اليسارية واليمينية إلى ذلك، وهي ذات القوى التي تواجهه اليوم، ولهذا فإن خصومه لا يملكون قوة معنوية كافية للتغلب عليه لأن ما يعيبونه عليه كانوا قد وقعوا فيه يوم ارتكبوا سابقا بحق الوطن الخطيئة التي يرتكبها هو اليوم.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
محمد علي مقلد - كاتب وباحث يساري لبناني - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: محركات الربيع العربي، داخلية أم خارجية. دعوة للنقاش. / محمد علي مقلد
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
بغداد عاصمة السياحة 2025!
/ صوت الانتفاضة
-
سياسة ترامب ستزيد من حدة الحرب في الشرق الأوسط: رؤية مستقبلي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - ما العمل - لينين 11
/ عبدالرحيم قروي
-
موت الشخصية في (صمت)!!
/ صميم حسب الله
-
الغزالى حُجّة الشيطان ( الكتاب كاملا )
/ أحمد صبحى منصور
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (138)
/ نورالدين علاك الاسفي
المزيد.....
-
سوليفان: حان وقت التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة واستعا
...
-
بلينكن عن مسار الشعب السوري: النجاح هو الخروج من الماضي الذي
...
-
تتخطى الآلاف.. الكويت تسحب جنسيتها من دفعة جديدة
-
“بيبي حلو صغير” استقبل تردد قناة طيور الجنة 2024 وسلى اطفالك
...
-
“هيطلبوها منك كثير والطعم تحفة” طريقة تحضير الأرز البسمتي زي
...
-
الكبتاغون والأسد…مقاطع فيديو لمصانع للمخدر يُعتقد صلتها بالر
...
المزيد.....
|