|
الصوفية الماركسية : الحلول و الرموز - بشير شريف البرغوثي
- الصوفية الماركسية : الحلول و الرموز
|
العدد: 818577
|
بشير شريف البرغوثي
|
2020 / 4 / 23 - 23:15 التحكم: الكاتب-ة
|
حلقة دراويش لكن لا بد كي يدخلها المتصوف الماركسي من إبراز هويته النظرية أو الحزبية حتى يحظى بقبول أهل الحضرة . إن كون أي مفكر ماركسيا أو قوميا أو دينيا لا يعني شيئاً . هوية كل شخص لا تهم الجماهير حتى لو كانت الهوية الماركسية ممهورة بتوقيع ماركس نفسه . المهم هو صواب النهج العلمي و انطباقة على مقدمات الواقع و نتائج السلوك السياسي الجاري في أي ساحة من الساحات فإذا وجدنا بعد ذلك اختلافات او تناقضات بين ساحة و أخرى فلا يجوز لنا أن نجمع الساحتين في سلة واحدة . إن أشد ما يثير الأسى أن دهاقنة الإمبريالية أكثر تمسكا بالمنهج العلمي عند تحليل التطورات في كل مجتمع من المجتمعات . و مثلا فإن مركز بيت الحرية في امريكا يحلل أوضاع أي بلد بناء على مؤشرات مصممة أصلا لخدمة مصالحه في ذلك البلد أما نحن أهل هذه المنطقة العربية فلا نتعامل إلا بالقوالب النمطية المسبقة الصنع و على وجه الجملة . نستعرض رموز معاجمنا المبهمة إلا لأهل الإختصاص أو الحضرة منا ثم نمارس عمليات الحلول في جسد ماركس أو ستالين أو لينين ! إن عنوان الحوار يوحي بأن الحديث هو عن الربيع العربي و لكنه في الواقع لا يشمل إلا لبنان و بشكل مجزوء أصلا ذلك أن الدول تقوم على مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها و هذا حق لم يتح لأي شعب من شعوب منطقتنا العربية أصلا .. لم تولد لبنان نتيجة تطور مجتمع لبناني بل بقرار استعماري .. هل ينكر أحد هذا ؟ و لم يكن الدستور اللبناني نتاج تطور الفكر القانوني اللبناني و لا نتاج تطور علاقات العمل و الإنتاج في لبنان بل ولد طائفيا و تم تكريسه كذلك من باب الرغبة في التعايش .. تعايش الرغبة في هدنة مجتمعية بين كل حرب و التي تليها .. أيجوز بعد ذلك أن نناقش تشكل بنية فوقية نشأت لخدمة مصالح خارجية أساسا لحوار يفترض أن يتوجه إلى مصالح الطبقة العاملة ؟ أما في فلسطين و هي الأقرب إلى لبنان .. فلنتذكر أن بيانات الحزب الشيوعي في بداية العشرينيات كانت تختم بعبارة- عاشت فلسطين السوفيتية- و كان شرط المؤتمرات الأممية أن يتم تعريب الحزب الشيوعي العربي اليهودي كي يحظى بقبول الأممية و ذلك بعد أن ترجم الرفاق اليهود كلمة الشيوعية بالإباحية و صار اسمه - الحزب الإباحي الفلسطيني- فأثار سخط الفلاحين و استغلت الزعامات الإقطاعية الإسم لقمع المثقفين و نبذهم .. و كان المفروض - ماركسيا- أن تكون هناك دولة واحدة لكن في آخر لحظة غير غروميكو الخطاب السوفييتي كله و وافق على قرار التقسيم !!! هل تغيرت أنماط الإنتاج و علاقاته في فلسطين خلال أسبوعين؟ لا نصدر هنا حكما قيميا لكن نقول إن -ماركسية- لبنان بعيدة بعد السماء عن الأرض عن ماركسية فلسطين ! ولما إئتلف الماركسيون اللبنانيون و الفلسطينيون معا فلم يجتمع شملهم إلا تحت عباءة أبو عمار فقط بفعل السيطرة و ليس الحوار . و حيث تختلف المعطيات فلا بد من اختلاف النتائج .. فكيف يمكن بعد ذلك الحديث عن - ربيع عربي موحد-؟ هذا حلم غير واقعي .. فالظلم وحده أو الإستغلال أو الإحتلال لا تولد ثورة .. بلا طليعة راسخة الجذور في أعماق الجماهير و بلا برنامج سياسي محدد . أما المقارنة مع الثورة الفرنسية فلا تجوز بحكم الفارق الزمني و تطور العصر و بحكم أن علم الثورة لا يسمح لنا بأن نظل نعيد اختراع عجلة آشور بالتجربة و الخطأ .. أتمنى أن نكون أكثر تخصيصا في المواضيع التي نطرحها لأننا لا يمكن و لا بحال أن نخرج بنتائج حول موضوع يحتاج مجلدات من البحث في عجالة من الحوار . و مصطلح الربيع العربي فضفاض بما يكفي لشطب أي محاولة بحث منجي فيه .. فموضوع الإعلام و نظرياته وحدها بحاجة إلى مئات الصفحات
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
محمد علي مقلد - كاتب وباحث يساري لبناني - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: محركات الربيع العربي، داخلية أم خارجية. دعوة للنقاش. / محمد علي مقلد
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
لماذا يكره الاخوان المسلمين السعودية ويحبون تركيا ؟!!
/ أحمد فاروق عباس
-
الوعي بين النفس والوجود (1)
/ علي محمد اليوسف
-
السنغال – ظروف وآفاق فَوْز حزب -باستيف- المُعارض
/ الطاهر المعز
-
رسالتان لحكومات العالم :
/ عزيز الخزرجي
-
سيناريو اليوم المشؤوم
/ كاظم فنجان الحمامي
-
تحويل غزة إلى أرض غير صالحة للسكن للأجيال المقبلة ( الأرض ال
...
/ علي ابوحبله
المزيد.....
-
الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا
...
-
شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
-
ما هي المشروبات التي تساعد في تخفيف آلام الدورة الشهرية؟
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
عبارات جميلة عن بداية عام 2025
المزيد.....
|