|
رد الى: علاء احمد زكي - محمد علي مقلد
- رد الى: علاء احمد زكي
|
العدد: 818556
|
محمد علي مقلد
|
2020 / 4 / 23 - 16:02 التحكم: الكاتب-ة
|
تحية وبعد الشكر لكم أنتم الذين لا يكون حوار من غير مشاركتكم الفاعلة. بكم يغتني الحوار وتتلاقح الأفكار، بحسب تعبير الجاحظ. الانتفاضة أم الثورة، كلاهما وصف لأحداث كبرى تعصف بعالمنا العربي، لكن الدلالة مختلفة. أفضل مصطلح الثورة لأنه أكثر تعبيراً عن الرغبة في التغيير الجذري، فيما الانتفاضة، أية انتفاضة، لا تعدو كونها تعبيراً انفعالياً عن غضب، أو ردة فعل سرعان ما تهدأ. الربيع العربي ثورة لأن شعوب العالم العربي راحت تطالب، لأول مرة في تاريخنا الحديث، بإسقاط الأنظمة وإعادة تشكيلها من أجل بناء أنظمة دستوري. الشعار الأساس والمطلب الأساس في كل الثورات، تونس ومصر واليمن وسوريا والجزائر والسودان والعراق، هو الدستور. لبنان هو البلد الوحيد الذي ترفع الثورة فيه شعار، الشعب يريد تطبيق النظام، بدل إسقاط النظام، ويعود السبب إلى أن الدستور اللبناني موجود وهو ينص على أن النظام هو نظام برلماني ديمقراطي، غير أن السلطات المتعاقبة، ولاسيما منذ مرحلة الوصاية السورية، تنتهك الدستور والقوانين. الشعور بالخيبة يصيبنا جميعاً، وخصوصاً أن أوضاع العالم العربي تتجه من سيء إلى أسوأ في معظم البلدان التي انفجرت فيها ثورات الربيع.لكن ذلك لا يحصل بسبب تهرب النخبة من المسؤولية، بل بسبب التشخيص غير المطابق للأزمة. وحين يكون التشخيص غير مطابق من الطبيعي أن يكون العلاج غير ناجح. بتعبير آخر، لقد عاش العالم العربي مرحلة ما بعد الاستقلال محكوماً بآلية تفكير واحدة، وهي أن الخارج يتآمر علينا، والخارج هو الأمبريالية والصهيونية والاستعمار. صحيح أن هذه القوى موجودة وقوية، أما غير الصحيح فهو أن ما تفعله هذه القوى هو أنها تدافع عن مصالحها، حتى لو كان ذلك على حساب مصالح الشعوب الأخرى، فيما تكتفي أنظمتنا العربية -التقدمية واليسارية والتحررية-برفع شعار المجابهة مع الخارج لتنكل بمن يعارضها، بغياب الدساتي، أو بإلغائها حيث تكون موجودة بصورة شكلية،بكمّ الأفواه من الأحكام العرفية أو قوانين الطوارئ أو بشعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة. بعد رصد وتحليل دقيق لأوضاع بلداننا العربية اكتشفت أن شعار محاربة الاستعمار شعار وهمي، ذلك أن الاستعمار انتهى مع الحرب العالمية الثانية، وأن البلدان العربية كلها، باستثناء مصر وتونس والجزائر، لم تخضع لاستعمار الدول الرأسمالية الأوروبية، لأن كانت، خلال مرحلة الاستعمار، أي بين 1500 و1914، خاضعة للسطلنة العثمانية. وبالتالي فإن شعار محاربة الاستعمار كان استجابة لمصالح الاتحاد السوفياتي في صراعه مع الغرب الرأسمالي. لا يلغي ذلك أن الدول الرأسمالية تسعى لتحقيق مصالحها في كل دول العالم، ولاسيما في البلدان التي نالت استقلالها بعد الحرب العالمية الثانية. فما الذي ينبغي أن يتغير استناداً إلى هذا التحليل؟ وجواب على ذلك أولا، علينا البحث عن العائق الحقيقي أمام التطور والتقدم، بل أمام النهضة العربية الموؤودة. والتطور الحقيقي ليس سوى الدخول في الحضارة الحديثة. وهنا ظهر مأزق التقدميين، في صورة جلية وواضحة، إذ اختار العالم العربي-التقدمي- مواجهة الرأسمالية، ورفضها، وهو لم يرفض منها لا نموذها الاقتصادي ولا نموذجها العلمي والثقافي، بل اكتفى برفض النموذج السياسي المتمثل بالدولة، اي الدولة المتحدرة من الثورة الفرنسية، دولة الجمهورية أو الملكية المقيدة بالدستور. لذلك يمكن القول إن الربيع العربي ليس سوى استعادة لما كان ينبغي أن يحصل قبل قرون حين كانت بلدانه خاضعة للسلطنة، أو استعادة لما حققته الثورة الفرنسية لا في فرنسا فحسب، بل في كل أوروبا، بعد أن احتلها نابليون. إذا كان هذا يصح على الأمبريالية والاستعمار، فهو يصح، من باب أولى على شعار مواجهة الصهيونية. فمما لا شك فيه أن الصهيونية هي آخر الأشكال المتبقية من مرحلة الاستعمار،كان قد زال قبل عقود، الاستعمار الأبيض في جنوب إفريقيا، فيما لا تزال مساحات قليلة جداً على سطح الكرة موضع تنازع، كسبتة وملليلة بين المغرب وإسبانيا، أو الفوكلاند بين الارجنتين وبريطانيا. إسرائيل هي عار العالم الحديث والحضارة الحديثة. لكن، ما دور الأنظمة العربية في مواجهتها؟ لا شيء. بل بالأحرى شيء واحد، هو شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، ولا معركة ضد العدو الصهيوني، بل باسم هذه المعركة الموهومة فرضت الأنظمة على شعوبها حالات الطوارئ ومارست الاستبداد وعطلت الدساتير وألغت التنوع، ووضعت القوى السياسية أمام خيار واحد إما الخضوع إما الموت أو السجن أو النفي. على أساس هذا التحليل، رأينا أن العطل الأساس الجامع في كل العالم العربي، -التقدمي- وغير التقدمي هو وجود نظام استبدادي واحد من المحيط إلى الخليج، يتم فيه اختيار الحاكم إما بالوراثة إما بالتعيين إما بالانقلاب العسكري. الحل بالدولة. والدولة هي الدولة الديمقراطية، أي الدولة التي أنتجها نموذج الحضارة الرأسمالية. هذا هو التحدي أمام شعوبنا، وهو التحدي الذي تواجهه ثورات الربيع العربي، وقد نجحت نجاحاً باهراً في وضعها عربة التقدم على السكة الصحيحة لأول مرة في التاريخ الحديث. لكننا لا نزال في أول الطريق. ولعلها لن تطول. مع محبتي
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
محمد علي مقلد - كاتب وباحث يساري لبناني - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: محركات الربيع العربي، داخلية أم خارجية. دعوة للنقاش. / محمد علي مقلد
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
بيان من الحزب الشيوعي السوري الموحد
/ الحزب الشيوعي السوري الموحد
-
سوريا الحُرّة
/ إلياس شتواني
-
خاطرة فرح مشوبة بالحذر:
/ فلورنس غزلان
-
بغداد عاصمة السياحة 2025!
/ صوت الانتفاضة
-
سياسة ترامب ستزيد من حدة الحرب في الشرق الأوسط: رؤية مستقبلي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - ما العمل - لينين 11
/ عبدالرحيم قروي
المزيد.....
-
أول دولة في العالم تعين قائما بأعمال سفارتها في العاصمة السو
...
-
الجيش اللبناني ينتشر في مدينة الخيام
-
الدفاع الإيطالية: مستعدون للمشاركة في مهمة حفظ السلام في أوك
...
-
أول حزب سوري يعلن بدء عمله في سوريا بعد نهاية حكم الأسد
-
جوائز -الكاف-.. منافسة بين زيزو والشحات على الأفضل داخل إفري
...
-
وزارة المالية: موعد صرف رواتب المتقاعدين لهذا الشهـر + تفاصي
...
المزيد.....
|