الى الصديق العزيز الباشا البدري تعليق رقم 160 تحية لكم وللجميع لكي نجيب على الاسئلة في تعليق رقم 160 , يتوجب تتبع مراحل تطور فكر ماركس عن الشيوعية. في البداية يرفض ماركس مفردة الاشتراكية. حيث يذكر في ملاحظات عن فاجنر 1881 Nach Herrn Wagner ist die Werttheorie von Marx „der Eckstein seines sozialistischen Systems“ (p. 45). Da ich niemals ein „sozialistisches System“ aufgestellt habe, so dies eine Phantasie der Wagner
According to Mr. Wagner, Marxs theory of value is the cornerstone of his socialist system” (p. 45). Since I have never established a “socialist system,” this is a fantasy of Wagner أن نظرية القيمة لماركس، على وفق رؤية فاجنر، تشكل حجر الزاوية في نظامه الاشتراكي. وبما أني لم أضع أي نظام اشتراكي socialist system / sozialistisches System ، فأنها ليست سوى رؤية فنظازية من جانب فاجنر، وهكذا دواليك المصدر https://www.marxists.org/archive/marx/works/1881/01/wagner.htm
مراحل تطور فكر ماركس عن الشيوعية 1. الى ان تم كتابة الايديولجية الالمانية 1845 لم يكن ماركس يستخدم مفردة الشيوعية للدلالة على المجتمع المنبثق من الثورة الاجتماعية , بل كان يستخدم مفردة الاشتراكية.
2. وقبل ماركس كانت كلمة الشيوعية , تشير الى مشاعة الممتلكات. حيث كان منتشراً مذهب كابيه Cabet و مذهب وايتنلغ Weitling الطوباوي.
3. وفي مخطوطات 1844 , تم تناول كلمة شيوعية , تناولاً فلسفياُ حيث خصص ماركس فصلاً خاصاً , تحت عنوان : الشيوعية و الملكية الخاصة, تناول بالنقد فيه الشيوعية الفجة ( هكذا ترجمها محمد مستجير مصطفى), Crude communism / rohe Kommunist وأن الشيوعية هي تعبير ايجابي عن الملكية الخاصة الملغاة aufgehobnen / annulled , وهي نفي لنفي الأنسان , أي نفي للملكية الخاصة Privateigentum / Private Property . وبأعتبارها تحقيقاً للنزعة الأنسانية , من خلال قضائها على كل أنواع الأغتراب alienation / Entfremdung, تعيد للأنسان جوهره الاجتماعي , والى مجتمع ينفى فيه تقسيم العمل division of labour / Teilung der Arbeit ....
4. وتم أعادة هذه المواضيع في مخطوط الأيديولجية الألمانية 1845 , ولكن بشكل أخر مهم, وهو الانتقال من المقولات الفلسفية العامة الى وقائع عملية خاصة بالإنتاج الرأسمالي ( التناقض بين قوى وعلاقات الإنتاج و الصراع الطبقي ). ويكون تصور الشيوعية , هنا أن تأخذ على عاتقها , الاستمرارية بين الحركة التاريخية للصراع ضد رأس المال ومجتمع المستقبل اللاطبقي, حيث يكتب ماركس:
ليست الشيوعية , بالنسبة لنا حالة يجب أت تخلق ولا مثلاً أعلى يتوجب على الواقع أن يعدل نفسه وفقاً له, بل نسمي شيوعية الحركة الحقيقة real movement / wirkliche Bewegung / , التي تلغي الحالة الراهنة.... - .
ولذلك فرض إنجلز في المؤتمر الأول لرابطة الشيوعيين , رابطة العمال الدولية / (IWA) / , تعويض الشعار القديم , كل البشر أخوة / Tous les hommes sont frères / الى شعار , يا عمال العالم أتحدوا / Proletarier aller Lä-;-nder vereinigt Euch!, literally . وبذلك أغلقت فترة , الأخاء و المساواة , لتحل محلها حركة بروليتارية ذات أهداف سياسية. وبالتالي بزوغ حزب شيوعي, ولهذا كان اسم البيان في عام 1848 / Manifest der Kommunistischen Partei / بيان الحزب الشيوعي, وليس البيان الشيوعي.
5. ومن هذه الفترة, بدأ عمل ماركس الحقيقي , على أن الشيوعية , تنبثق من حركة رأس المال , وأنها نتيجته الاقتصادية الحتمية. وفي الفصل 32 من الجزء الاول / الطبعة الانكليزية/ من رأس المال , والذي بعنوان : الميل التاريخي لتراكم رأس المال , يلخص ماركس توقعه , في أن القانون الطبيعي لحركة المجتمع الرأسمالي , يتحكم في مخاض الشيوعية المحٌتم .
ولكن تحليل ماركس في الكتاب الثاني من رأس المال , لا يثبت نظرية الانهيار الحتمي لرأس المال. ففي فصل تجديد الإنتاج ,يبرهن ماركس , على أن لا وجود لحد أقصى من التراكم لا يمكن تجاوزه. و الأزمة ليست إنحلال سلطة رأس المال في المعمل, بل هي سلاح يسمح لرأس المال بالعودة من جديد الى التراكم, عبر تشكيل جيش احتياط يضغط على الشغيلة. وحركة التراكم بدلاً من تؤدي الى وحدة الطبقة العاملة و تنظيمها , فانها تقسُم هذه الطبقة بافراز جيش احتياطي Reservearmee / reserve army
لا بل يرى ماركس أن رأس المال هو الاقوى في الصراع الاقتصادي البحت the stronger side ....
و أن العمال لا يمكنهم الانتصار الأ عبر عمل سياسي عام, general political action .
6. ومع ذلك كله , يرى ماركس أن رأس المال واقع مستلب , مغترب alienated , تسيطر فيه العلاقات بين الأشياء على العلاقات بين الأشخاص , وهذا الاغتراب يصدر عن الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج , لذلك تبقى الشيوعية أساساً نقداً لهذه الملكية , والتالي ترسم صورة مجتمع متحرر من الاغتراب .
7. وتبدو الشيوعية على نقيض الضرورة المجسدة في قوانين رأس المال , وتغدوا بمثابة , قفزة الأنسان من سيادة الضرورة الى سيادة الحرية , كما عبر عنها إنجلز.
يتبع
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
محمود يوسف بكير - كاتب وباحث في الشئون الاقتصادية والإنسانية - في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول: بعض أفكار ماركس وهل تصلح للتطبيق وكعلاج لمشاكل الرأسمالية. / محمود يوسف بكير
|