|
رد الى: حميد خنجي - صادق إطيمش
- رد الى: حميد خنجي
|
العدد: 781852
|
صادق إطيمش
|
2018 / 11 / 6 - 11:39 التحكم: الكاتب-ة
|
أخي الكريم السيد حميد المحترم ، شكراً لك عزيزي على مداخلتك هذه التي تفسح المجال لي لأن اطرح وجهة نظري بتفصيل اكثر قد ينفع نقاشنا هذا . اصارحك القول بان الوضع السياسي في العراق معقد جداً وقد يحتاج الى اطروحات خاصة قد لا تجدها في تجارب الدول الأخرى ، وابرز هذه الأطروحات في واقع العراق اليوم هو تحالف سائرون الذي جمع الأضداد ، وعامل الجمع هذا هو المطالب الجماهيرية التي اقترنت بنضال الناس البسطاء بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والسياسية جنباً الى جنب مع الشيوعيين الذين ظل الإعلام الفكري المتخلف يروج الإشاعات البذيئة ضدهم سواءً الدينية او الأخلاقية . إلا ان سائرون ما هو إلا نتيجة للإحتجاجات الجماهيرية التي اشتدت على الشارع العراقي منذ عام 2011. وحينما انطلق سائرون ببرنامجه الإصلاحي كان يعني الإصلاح من خلال التغيير فعلاً . إلا ان هذا الشعار انقلب الآن بحيث اصبح الإصلاح متعلقاً بما يراه الفاسدون انفسهم الذين ساهموا بالفساد وبنكبة الوطن منذ عام 2003 ولحد الآن . أي ان القوى التي تريد الإصلاح اليوم من خلال مشاركتها في السلطة ، واعني بهذه القوى جميع الأحزاب الدينية والقومية من العرب والكرد التي شاركت في الحكومات السابقة ، لا يشملها التغيير المطلوب إنجازه ، لأنها لا يمكنها ان تحاسب نفسها على الجرائم التي ارتكبتها بحق الوطن والشعب ولا تريد ان تقدم نفسها للقضاء . لقد انطلقت هذه القوى في مفهوم التغيير من تغيير بعض الوجوه التي ازكمت روائح فسادها حتى الأنوف المغلقة ، لإستبدالها بعناصر أخرى ، او استبدال بعضها بوجوه لم تظهر عليها ما ظهر على سابقتها من لصوصية . وفي هذه الحالة ظل الشيوعيون وحدهم ضمن برنامج الإصلاح لسائرون ينادون بتطبيق هذا البرنامج الذي وجدت الأطراف الأخرى في سائرون إمكانية تطبيقه من خلال التحالف الحكومي مع الكتل الأخرى التي فازت بالإنتخابات أيضا مثل الحكمة او الفتح او النصر وغيرها من الكتل التي ساهمت في سرقة المال العام وكل ما ترتب على ذلك من نكبات على الشعب والوطن .صحيح ان المشاركة في الحكومة قد تتيح المجال للضغط على تبني برامج إصلاحية ، إلا ان هذه المشاركة مع هذه الزمر اللصوصية لا اعتقد بانها ستجدي نفعاً ، لأن هذه الكتل ستحارب هؤلاء المصلحين بسلاحهم الذي يجعلون الديمقراطية في مقدمته ، وذلك حينما يلجأ الفاسدون الى استعمال مبدأ الأقلية والأكثرية ، حيث يشكل الفاسدون الأكثرية في هذه الحالة . لذلك فإنني لا اعول على المشاركة في الحكومة بقدر ما اعول على تبني معارضة قوية داخل البرلمان تستند على معارضة قوية خارج البرلمان يمكنها جعل الشارع ومطالب الجماهير كاوراق ضغط ضد توجهات السلطة السياسية . ان هذه التجارب المتعلقة بالتآلف بين المعارضة البرلمانية واللابرلمانية أعطت في بعض الدول كالمانيا وفرنسا مثلاً كثيراً من النتائج الإيجابية في سبعينات القرن الماضي . ولا زالت بعض الأحزاب المعارضة في برلمانات اوربا تعول على هذه الظاهرة أحيانا . هذا باختصار ما عنيته مرتبطاً بحملة توعية فكرية تساهم بها القوى الديمقراطية التقدمية ، خاصة بين البسطاء من الناس ، إذ اننا اليوم بحاجة ماسة الى وعي فكري يقف في مواجهة خزعبلات بعض رجال الدين الذين تسيرهم أحزاب الإسلام السياسي للتثقيف باطروحاتها الرجعية المتخلفة والمعادية للحضارة والحداثة . مع اطيب التحيات والشكر الجزيل مرة اخرى
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
صادق إطيمش - اكاديمي وكاتب يساري عراقي- في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول : المقومات الإجتماعية للصراع السياسي إنطلاقاً من معطيات الحداثة ... العراق نموذجاً. / صادق إطيمش
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
إشعال الحريق🔥في غزة 🇵🇸 يمكن 🤔
...
/ مروان صباح
-
إسقاط سلطة أم إسقاط نهج؟
/ ضيا اسكندر
-
رواية الخوف من النور.. دوجلاس كينيدي
/ وليد الأسطل
-
من جديد ... المنطقة على موعد مع سياسة دونالد ترامب الهدامة ب
...
/ تيسير خالد
-
مسلسل..مع الدين ؟ضد الدين؟ 7 . الأمام جعفر الصادق
/ قاسم حسين صالح
-
القرآن والمضواء ٥
/ ضياء الشكرجي
المزيد.....
-
الملكة رانيا والأمير الحسين يهنئان ملك الأردن بعيد ميلاده
-
-حلم الصحراء-..أول قطار فائق الفخامة في الشرق الأوسط سيتألق
...
-
نادي الأسير الفلسطيني: إطلاق سراح 110 معتقلين من سجون الاحتل
...
-
وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي
...
-
بعد سجنه في -معسكر بوكا-.. ماذا نعلم عن أحمد الشرع الذي أصبح
...
-
الجولة الثالثة.. بدء إطلاق سراح الرهائن في غزة و110 أسرى فلس
...
المزيد.....
|